إتحاد الصوفية أشر من كفر أهل الكتاب .
لشيخ الأسلام ابن تيمية الحراني -رحمة الله-
فهذه المقالات وأمثالها من اعظم الباطل وقد نبهنا على ذلك مابه يعرف معناها وأنه باطل و الواجب إنكارها فإن إنكار هذا المنكر الساري في كثير من المسلمين أولى من إنكار دين اليهود و النصارى ومن عرف معناها واعتقدها كان من المنافقين الذي أمر الله بجهادهم بقوله { جاهد الكفار و المنافقين واغلظ عليه }.
و النفاق إذا عظم كان صاحبه شرا من كفار أهل الكتاب وكان في الدرك الأسفل من النار .
وليس لأصحاب هذه المقالات وجه سائغ ولو قدر أن بعضها يحتمل في اللغة معنى صحيحا فإن مايحمل عليها إذا لم يعرف مقصود صاحبها وهؤلاء قد عرف مقصودهم كما عرف دين اليهود و النصارى و الرافظة وله في ذلك كتب مصنفة وأشعار مؤلفة وكلام يفسر بعضه بعضا وقد علم مقصودهم بالضرورة فلا ينازع في ذلك إلا جاهل لا يلتفت إليه ويجب بيان معناها وكشف مغزاها لمن أحسن الظن بها أو خيف عليه أن يحسن الظن بها وأن يضل فإن ضرر هذه على المسلمين أعظم من ضرر السموم التي يأكلونها ولا يعرفون أنه سموم وأعظم من ضرر السراق و الخونة و الذين لا يعرفون أنهم سراق وخونة فإن هؤلاء غاية ضررهم موت الإنسان أو ذهاب ماله وهذه مصيبة في دنياه وقد تكون سببا لرحمته في الأخرة وأما هؤلاء فيسقون الناس شراب الكفر و الإلحاد في آنية أنبياء الله وأوليائه ويلبسون ثياب المجاهدين في سبيل الله وهم فيالباطن من المحاربين لله و رسوله ويظهرون كلام الكفار و المنافقين في قوالب ألفاظ اولياء الله المحققين فيدخل الرجل معهم على أن يصير مؤمنا وليا لله فيصير منافقا عدوا لله . ولقد ضربت لهم مرة مثلا بقوم أخذوا طائفة من الحاج ليحجوا بهم فذهبوا بهم إلى قبرص.
فقال لي بعض من كان قد انكشف له ضلالهم من اتباعهم " لو كانوا يذهبون بنا إلى قبرص لكانوا يجعلوننا نصارى على هؤلاء يجعلوننا أشر من النصارى .
والأمر كما قال هؤلاء .
والله المستعان .
مجموع الرسائل و المسائل " لشيخ الإسلام ابن تيمية [1/130].
دار الكتب العلمية .ط. الثانية بدون تاريخ .
لشيخ الأسلام ابن تيمية الحراني -رحمة الله-
فهذه المقالات وأمثالها من اعظم الباطل وقد نبهنا على ذلك مابه يعرف معناها وأنه باطل و الواجب إنكارها فإن إنكار هذا المنكر الساري في كثير من المسلمين أولى من إنكار دين اليهود و النصارى ومن عرف معناها واعتقدها كان من المنافقين الذي أمر الله بجهادهم بقوله { جاهد الكفار و المنافقين واغلظ عليه }.
و النفاق إذا عظم كان صاحبه شرا من كفار أهل الكتاب وكان في الدرك الأسفل من النار .
وليس لأصحاب هذه المقالات وجه سائغ ولو قدر أن بعضها يحتمل في اللغة معنى صحيحا فإن مايحمل عليها إذا لم يعرف مقصود صاحبها وهؤلاء قد عرف مقصودهم كما عرف دين اليهود و النصارى و الرافظة وله في ذلك كتب مصنفة وأشعار مؤلفة وكلام يفسر بعضه بعضا وقد علم مقصودهم بالضرورة فلا ينازع في ذلك إلا جاهل لا يلتفت إليه ويجب بيان معناها وكشف مغزاها لمن أحسن الظن بها أو خيف عليه أن يحسن الظن بها وأن يضل فإن ضرر هذه على المسلمين أعظم من ضرر السموم التي يأكلونها ولا يعرفون أنه سموم وأعظم من ضرر السراق و الخونة و الذين لا يعرفون أنهم سراق وخونة فإن هؤلاء غاية ضررهم موت الإنسان أو ذهاب ماله وهذه مصيبة في دنياه وقد تكون سببا لرحمته في الأخرة وأما هؤلاء فيسقون الناس شراب الكفر و الإلحاد في آنية أنبياء الله وأوليائه ويلبسون ثياب المجاهدين في سبيل الله وهم فيالباطن من المحاربين لله و رسوله ويظهرون كلام الكفار و المنافقين في قوالب ألفاظ اولياء الله المحققين فيدخل الرجل معهم على أن يصير مؤمنا وليا لله فيصير منافقا عدوا لله . ولقد ضربت لهم مرة مثلا بقوم أخذوا طائفة من الحاج ليحجوا بهم فذهبوا بهم إلى قبرص.
فقال لي بعض من كان قد انكشف له ضلالهم من اتباعهم " لو كانوا يذهبون بنا إلى قبرص لكانوا يجعلوننا نصارى على هؤلاء يجعلوننا أشر من النصارى .
والأمر كما قال هؤلاء .
والله المستعان .
مجموع الرسائل و المسائل " لشيخ الإسلام ابن تيمية [1/130].
دار الكتب العلمية .ط. الثانية بدون تاريخ .