العلاّمة مُحمّد بن هادي المدخليّ عن «القتال في سوريا»:
"هذا الذي يُسمُّونَهُ جِهادًا هذا فِتْنَة..."
(كان هذا في مُحاضرةٍ للشّيخ يوم: 07 / ربيع الثاني / 1435هـ)
قال فضيلةُ الشّيخ العلاّمة مُحمَّد بن هادي المدخليّ -حفِظَهُ اللهُ-:فهذا هُوَ التّلبيسُ، وهذا هُوَ التّغريرُ بأبنائنا وشبابنا، يُؤخذ فلذات الأكباد ويُدفع بها إلى محلات! معارك طاحنة! الله أعلمُ بما يجري فيها!
لاَ، وأكثرُ من ذلكَ: هذه الجماعات نفسها التي يُقال عنها جماعات جهاد نفسها مُتناحِرَة فيما بينها! داعش تُحارب داعج! وداعج يُحارب قاعد! وقاعد يُحارب ما أدري من! وقتْلٌ وقِتَالٌ! هذا حالُهُم نراهُ نحنُ بأعيُنِنَا، يعني: لسنَا مُغيّبينَ نحنُ عن ما يجري على السّاحة.
فين هذا الإسلام الذي يُدعَى إليه؟! وفين هذا الجِهاد الذي يُدعى إليه؟!
الجهادُ شرّف الله به هذه الأُمَّة أُمّة الجهاد اُمّة مُحمّدٍ -صلّى اللهُ عليهِ وسلّم-، لكنِ الجهاد له ضوابِطُهُ، ولهُ شروطُهُ، وله قواعِدُهُ، ولهُ أهلُهُ الذينَ
يتكلَّمُون في بيانِه شرعًا، وأهلُهُ الذين يأْمُرونَ بِهِ قيادةً هُمُ الذين يُسمَع لهُم ويُطاعُ لَهُم.
أمّا هؤلاءِ فإنَّمَا هُمْ دُعاةُ فتنةٍ، وهذا الذي يُسمُّونَهُ جهادًا هذا فِتْنَة، وشاؤوا أَمْ أَبَوْا نحنُ نقولُهَا بمِلْئِ أفواهِنَا: هِيَ فِتْنَةٌ.
نسألُ الله -جلّ وعلا- أن يُنقذ أبناء المُسلِمين منها، والحمدُ للهِ الذي وفّق حُكّامنا في هذه البلاد إلى بيانِ ذلك وهُم من أوّل يوم قد بيّنوا الفَرْق ما بين الجهاد وما بينَ الإرهاب.
هذا الذي اجتُلِبَ بِهِ على أُمّة الإسلام الكوارث؛ من أفغانستان إلى تُونس وإلى حدود تركيا في العالم العربيّ بما يُسمّى: جهاد! وهُوَ في الحقيقة ليس بجهادٍ بل هُوَ فِتَنٌ وإفسادٌ -نسألُ اللهَ العافيةَ والسّلامةَ-.
فاللَّهُمّ سلِّم سلِّم، اللَّهُمَّ الْطُف بنا وبالمُسلمينَ.
أسألُ الله جلّ وعلا أن يرُدَّ ضالَّ المُسلِمين إليه ردًّا جميلاً، وأن يُوفِّقنَا لكُلِّ خيرٍ، وأن يُجنِّبَ بلادنَا وبلاد الإسلام والمُسلمين كُلّ شرٍّ، وأن يصرفَ عن أهل الإسلامِ الشّرور بمُختلف أنواعها، إنَّهُ جوادٌ كريمٌ.
وصلّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ على عبدِهِ ورسولِهِ نبيِّنا مُحمّدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعينَ.اهـ (1)
فرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة
08 / ربيع الثاني / 1435هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ(1) من مُحاضرةٍِ للشّيخ العلاّمة محمّد بن هادي المدخلي -حفظه الله- بعنوان: (دورُ عُلَماء وأمراء الدّولة السّعوديّة في حماية العقيدة السّلفيّة)، يوم: 07 / ربيع الثاني / 1435هـ في مكتبة الدّعوة والإرشاد بمحافظة رماح، وقد سُجِّلَت عبر موقع ميراث الأنبياء.