قال الشّيخ العلاّمة مُحمّد بن هادي المدخليّ -حفظَهُ اللهُ-:
"فهذا هُوَ الواجبُ له علينا حينما يردُّ لبيان الخطأ وَلِيُقَلِّلَ من وقوع الخطأ ولِيَرْحَمَ مَنْ أخطأ فلا يُتَّبَع على الخطأ؛ هذا حقُّه علينا الاحترام مَا هُو الطَّعن فيه.
الآن بالعكس في هذه الأيّام: الرُّدود لا يَرُوج لها سوق عند الكثير من الناس! الرُّدود الصّحيحة الشّرعيّة التي تُبيِّن الحقّ وتهدي الخلق بأمرِ اللهِ -تباركَ وتعالى- الآن تُحارَب! ماعندهم إلا رُدود رُدود رُدود رُدود رُدود؛ يُعبِّرون بهذا الكلام!!
وما علموا أن هذه الرُّدُود:
← يُحفظ بها دين الله.
← ويُحمى بها خلق الله.
فدينُ الله يُحفظ من أن يُحرف، وخلق الله يُحمَوْن من أن يقعوا في ما؟ في التّحريف وفي اتِّباع المُحرِّفين وفي الأغلاط وفي اتِّباعِ الغالِطين.
فلو عرف هؤلاء حقيقةً: المصالح والمنافع التي حُصّلت من الرّدود لما قالوا هذا الكلام.
ولهذا: أوفى النّاس حظًّا في هذا البَاب: العُلَماء، ولذلكَ قامُوا بهذا الواجب بأنفُسِهم خيرَ قيامٍ، فتجدُ رُدودَهُم على أهل الخطأ والباطِل والهوَى من أوَّلِ يومٍ وكُتُبُهم في هذا مُصنّفة.
بَلْ: عقائد أهل السنة أكثرها إنما دُوِّن بسبب شذوذ أهل البدع، فاحتاجوا إلى بيان السُّنَن في هذه الأبواب والمواقف كلها، والرّدّ على من خالفهم.
فإذَنْ؛ حقّ هؤلاء أهل الرّدّ الشّرعيّ حقُّهُمْ: أن يُعامَلوا بالاحترام والإكرام والتّعظيم، لا أنَّه يُطعن فيهم، فهُم يُحسنون إلينا بحفظ ديننا وحِفْظِنا نحنُ، ونحنُ نُسيء إليهم بالطّعنِ فيهم! وتشويهِ صُوَرِهِم! وسُمْعَتِهِم! والتّنفير عنهُم! فهذا واللهِ هُوَ الجزاءُ الجائر، فَمَثَلُكَ ومَثَلُهُ كما قال القائل: أُريدُ حياتَهُ ويُريدُ قَتْلِي.
فأنت تُريد سلامَتَهُ من الوُقوع في الزّيغ والانحراف وهو يُريد قتلك بالطّعنِ فيك بين النّاس وتشويه سُمعتك وتنفير النّاس عنك: ما عندهم إلا الردود! وكأن الرّدود أصبحت عارًا وشنارًَا !، نسألُ الله العافية والسّلامة".اهـ (1)
فرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة
15 / ربيع الأول / 1435هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ(1) من شرح العلاّمة محمّد بن هادي المدخلي -حفظه الله- لـرسالة الحافظ ابن رجَب: "الفرق بين النّصيحة والتّعيير" / الدّرس الرّابع / ضمن فعاليات الدورة الشرعية الحادية عشر بجامع الصحابي عتبة بن غزوان بالدمام، والتي نُقلت عبر إذاعة ميراث الأنبياء.