الحمد لله ربِّ العالمين والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمد و على آله وصحبه وسلَّم
أمّا بعدُ
فهذا تفريغٌ
لسؤالٍ من ليبيا قال فيه السائلُ :
هذا سؤالٌ من ليبيا عرضته على شيخنا ربيع بن هادي المدخليّ -حفظه الله -، وهذا نصّه:
لقد ظهر منذ فترة تسجيل لكم - حفظكم الله- تتحدثون فيه عن الدولة الليبية ومجلسها الانتقالي السابق ومؤتمرها الحالي قبل نشوءه..وأصبح أهل البدع والمغرر بهم يتناقلونه بينهم ويوزعونه على عامة المسلمين ، تحت عنوان" الشيخ ربيع يكفر الحكومة الليبية".
وعُرض على قناتين فضائيتين وهما "ليبيا أولا" و "الجزيرة مباشر" مستشهدين به؛ بأنّ السلفيين وشيخهم يكفرون الحكومة الليبية القائمة؛ فنودُّ من فضيلتكم حفظكم الله التوجيه والنصيحة للجميع بارك الله فيكم
.
الشيخُ الوالدُ – حفظه الله - :
الحمدُ للهِ والصلاة والسلامُ على رسولُ اللهِ وعلى آلهِ وصحبهِ ومَنْ اتبَعَ هُداهُ
أما بعدُ :
فالذي أدينُ اللهَ بِهِ ، وما عليهِ السَلَفُ الصالحُ – باركَ اللهُ فيكم – مِنَ التحْذيرِ مِنَ التَكْفيرِ، ومِنْ مَنْهَجِ الخَوارِجِ الذينَ يُكَفِرونَ المُسْلِمِينَ ويَخْرُجُونَ عليهم ويَسْفِكونَ دماءَهُم ، ولَهُم وُرَاثٌ في كُلِّ زمانٍ ومكانٍ إلى يومِنا هذا ، ونحنُ نحاربُ التَكْفِيريّينَ بنُصوصِ الكِتابِ والسُنّةِ ومَنَهَجِ السَلَفِ الصالحِ ، وما نُسِبَ إليَّ مِنْ أني أُكَفِرُ الحُكُمةَ الليبيةَ أعْتَقِدُ أنَّ هذا كذِبٌ علي ، وأنّه بَلَغَنيّ أنَّهم تَصَرَفوا في كَلامي هذا ودَبّلَجُوهُ ، دبّلَجَهُ المُغْرضونَ وأهْلُ الأهواءِ ليَناَلوا مِنْ رِبِيعٍ وإخْوانِهِ السَلَفِيّينَ.
ومعَ هذا فإني أذَكِرُ المُسْلِمِينَ جميعًا في كُلِّ زمانٍ ومكانٍ ، أذَكْرُ الدُولَ العَربيّةَ والإسْلاميّةَ بتَقْوى اللهَ – تباركَ وتعالى – أدعوهم إلى تقْوى اللهَ -عزَّ وجَلَّ – وأُذَكِرَهُم بما قال اللهُ – تباركَ وتعالى - : (( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ))
و
(( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ. مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ)) فاللهُ – سُبَحَانَهُ وتعالى _ أمر بالتذكيرِ ولنا في رسولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فنُذَكِّرُ كما ذكَّرَ رَسُولُ اللهِ – عليهِ الصلاةِ والسَلامِ – وما نُذَكّرُ بِهِ المُسْلِمِيِنَ شُعُوبًا وحكوماتٍ أنْ يلتَزِموا العَقِيدةَ الإسْلامِيّةَ بحذافِيرِها في العَقيدَةِ في العِبادَةِ في السِيَاسَةِ في الأخْلاقِ في كُلِّ مجالٍ مِنَ المجالاتِ كما قالَ اللهُ تباركَ وتعالى : (( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ))
فأنا أُذَكّرُهم بالله وأدعوهم إلى التزامِ العَقيدَةِ الإسْلاميّةِ والتزامِ الإسْلامِ عمومًا في الأخْلاقِ والسياسَةِ والحُكم وفي كُلِّ مجالٍ وأخْطرُ ما يَقَعُ فيهِ كَثيرٌ مِنَ المُسْلِمِينَ المُخَلَفاتِ في العَقيدَةِ والمُخَالفاتِ في الأحْكامِ وفي تَطبِيقِ الأنْظِمَةِ المُخَلِفَةِ لشَرِيعَةِ اللهِ - تبارَكَ وتعالى – وهذا أمْرٌ خَطِيرٌ جِدًا يَجِبُ على الشُعُوبِ والحكوماتِ أنْ يرجعُوا إلى اللهَ – تباركَ وتعالى – عنْ هذهِ الأعمالِ المُخالفةِ لكتابِ اللهِ ولسُنّةِ رسولِ اللهِ – صلى اللهُ عليهِ وسلّمَ – فيلتَزِموا الإسْلامَ عقيدَةً وعبادةً ومنْهجًا وسياسَةً وأخلاقًا ، هذا الذي ندْعو إليهِ ويدْعو المُسْلمينَ .
أما بِخُصوصِ الحُكمَ بِغَيْرِ ما أنزَلَ اللهُ فالله – تباركَ وتعالى – صَرْحَ بــ (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ))
وقال تعالى : (( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ))
وقال تعالى : (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا))
فالحُكمُ بما أنزلَ اللهُ مِنْ أوجَبُ الواجِباتِ ، ومِنْ أهَمِ الضروراتِ ، والانْحِرافِ فيهِ يُفْسِدُ حياةِ المُسْلِمِينَ ويُسَلِطَ عليهِمُ الأعْداءِ، يُسَلِطَ عليهِمُ الأعْداءِ كما قال الرسُولُ عليهِ الصلاةِ والسلام : ((إذا تبايعتُم بالعِينةِ وأخذتم أذنابَ البقرِ ، ورضيتُم بالزرعِ ، وتركتمُ الجهادَ ، سلَّطَ اللهُ عليكم ذُلًّا لا ينزَعُه حتى ترجعوا إلى دِّينِكم)) فواقِعُ المُسلِمِينَ الآن هم في هذا الذُلّ ولا يُخْرجُهم مِنهُ إلا العودةَ الصادِقَةَ إلى كِتابِ الله وإلى سُنّةِ رسُولِ اللهِ عَقِيدَةً وأخلاقًا ومنْهجًا .
قضِيْةُ التَكْفِيرِ :
نحنُ لا نُكَفِرُ مُطلَقًا :
.فمَنْ حَكمَ بِغَيْرِ مَا أنزلَ اللهُ مُسْتَحِلًا لذلكَ فهذا كافرٌ بإجماعِ المُسْلِمِينَ.
. وإذا حكمَ بغِيْرِ مَا أنزلَ اللهُ وهو يَحْتَرِمُ شَرِيعَةَ اللهِ ويَعتَبِرُ أنّها الحَقُ للهِ وحْدَهُ ومعَ هذا يَغْلِبَهُ هواهُ فيحْكُمُ بِغَيْرِ مَا أنزلَ الله فهذا لا نُكَفِرُهُ لكِنّ السَلَفَ يقولونَ : عِنْدَهُ ُكُفْرٌ أصْغَرُ لا يُخْرِجُهُ مِنْ مِلَّةِ الإسْلامِ على كُلِّ حالٍ أنا هذا الذي أدينُ اللهَ بِهِ وأسيِرُ عليه على مَنْهَجِ السَلَفِ وليس هذا قولِي وحْدِي بل هو قولُ علماءِ الإسْلامِ أجمَعوا عليهِ بناءً على نُصوصٍ مِنْ كتابِ اللهِ وسُنّةِ رسولِ اللهِ – صلى اللهُ عليهِ وسَلّمَ –
ومَنْ كانَ مُسْتَحِلًا للحُكمِ بِغَيْرِ مَا أنزلَ اللهُ فهو كافِرٌ في أيّ بَلَدٍ وفي أيّ زمانٍ وفي أيّ مكانٍ ما نَخُصُّ لا ليبيا ولا غَيْرِها .
وإنْ كانَ يَحْكُمُ بِغَيْرِ مَا أنْزَلَ اللهُ وهو يَعْتَقِدُ أنّ الحُكْمَ للهِ وحْدَهُ وأنَّ الحُكْمَ بِغَيْرِ مَا أنْزَلَ الله ظُلْمٌ وحَرَامٌ فإنَّ هذه لا يُكَفَرُ نُكَفِرُهُ – باركَ اللهُ فيكُم – ولكِنْ عليهِ أنْ يَتُوبَ إلى اللهِ – تباركَ وتعالى - وأنْ يَعودَ إلى اللهِ - عَزَّ و جَلَّ – ويَحْكُمَ بِشَرِيعَةِ اللهِ في عقيدَتِهِ وفي عِبَادَتِهِ ويَفْرِضَ ذلكَ على شَعْبِهِ أيّ حاكِمٍ كان في أيّ بَلَدٍ كانَ هذا الذي يَجِبُ عليهِ ؛ وأيّ حُكُومَةٍ كانتْ هذا الذي يَجِبُ عليهِم – باركَ اللهُ فيكم – وعلى كُلِّ حالٍ هذا التَفْصيلُ يَجِبُ أنْ يَعِيَهُ هؤلاءِ المُرَوِجُونَ ضِدّ السَلَفِيّةِ والمَنْهَجَ السَلَفِيّ، يَجِبُ أنْ يَعَوهُ وأنْ يَلْتَزِموه
وهو أنّ :
. الحاكِمَ المُسْتَحِلُ للحُكْمِ بِغَيرِ ما أنْزَلَ اللهُ كافِر .
. وأنّ الحاكِمَ الذي لا يسْتَحِلُ للحُكْمِ بِغَيرِ ما أنْزَلَ اللهُ فهو ليس بكافِرٍ ولكِنّه عِنْدَهُ ُكُفْرٌ دونَ كُفْر.
وعلى كُلِّ حالٍ أنا أدْعو وأُكَرِرُ مَرَةً أُخْرى وأُذَكِرُكما مَرّ بالتذْكِيرِ الحكُوماتِ الإسْلامِيَّةِ والشُعُوبِ الإسْلامِيّةِ بالتِزامِ شَرِيعَةِ اللهِ عَقِيدَةً وعِبَادَةً وأخْلاقًا ومَنْهَجًا وسِيَاسَةً وحُكْمًا ندْعُوهُم إلى هذا والقَولُ غيْرُ هذا نِفَاقٍ ومداهَنَةٌ ومُجَامَلَةٌ ، فنَحْنُ علينا أنْ نَصْدَعَ بالحَقِ ((فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ.)) فنَحْنُ نَصْدَعُ بالحَقِ – إنْ شاءَ الله – و[...] في ذلكَ – باركَ اللهُ فيكَ – هذا الصَدْعُ هو مِنْ بابِ النَصِيْحَةِ ، هذا الصَدْعُ هو مِنْ بابِ النَصِيْحَةِ للمُسْلِمِينَ وهو أنْفَعُ لَهُم مِنَ المُجَاملاتِ والتَلْبِيساتِ والمُداهَناتِ والخِيَاناتِ وما شاكَلَ ذلكَ ؛((إنَّ الدِّينَ النَّصيحةُ، إنَّ الدِّينَ النَّصيحةُ، إنَّ الدِّينَ النَّصيحةُ. قالوا : لمَن يا رسولَ اللهِ ؟ قال : للهِ ، وكتابِه ، ورسولِه ، ، وأئمةِ المسلمينَ وعامَّتِهم)) فَنَنّصَحُ المُسْلِمِينَ بالتِزامِ كِتابِ اللهِ وسُنّةِ رسُولِ الله – عليهِ الصلاةِ والسَلامِ – في عقائدِهم وعباداتِهِم وسياساتِهم وأخْلاقِهِم وأحكامِهِم وما شاكَلَ ذلِكَ ولا نُداهِنَهُم في هذا وهذا الذي يَجِبُ أنْ يَقُولَهُ كُلُّ مُسْلِمٍ وكُلُّ عاقِلٍ ، ويَجِبُ على كُلِّ مُسْلِمٍ أنْ يَلتَزِمَ هذا المَنْهَجَ الذي انبثقَ مِنْ كِتابِ اللهِ ومِنْ سُنّةِ رَسولُ اللهِ - - عليهِ الصلاةِ والسلامِ – سارَ عليهِ السَلَفُ الصالِحُ الكِرامِ مِنَ الصحَابَةِ ومَنْ سارَ على نَهْجِهِم .
أسألُ اللهَ أنْ يُوافِقَ المُسْلِمِينَ عَرَبًا وعَجَمًا لأنْ يَحْكُموا بما أنْزَلَ الله – تباركَ وتعالى – وأنْ يُلْزِموا أنْفُسَهُم بِذلكَ ويُلْزِموا شُعوبَهم بذلك ، الحُكْمُ بما أنْزَلَ اللهُ في العَقِيدَةِ وفي العبادَةِ وفي السِياسَةِ وفي الأخْلاقِ وفي كُلِّ شأنٍ حاكِمِيّةُ اللهِ شامِلَةٌ لكُلِّ هذِهِ الأمورِ ؛ إذا قُلْنا الحُكْمُ بما أنْزلَ اللهِ في العَقِيدَةِ ، فيجِبُ أنْ نُحَكِمَ اللهَ في عقائدِنا
نَحْكُمُ بذلِك على أنْفُسِنا وعلى غيْرِنا وعلى الحُكامِ أنْ يَحْكُموا بذلِكَ على أنفُسِهِم وعلى شُعُوبِهم بشَرِيْعَةِ الهِ سُبْحانَهُ وتعالى – وألا يَرْكَنوا إلى الدُّنْيا ولا يَرْكَنوا إلى الظالمِينَ ((وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسّكُمْ النَّار))، والعياذُ باللهِ ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ))فنحنُ نُحذِرُ المُسْلِمينَ مِنْ طاعَةِ الكُفْارِ ومِنْ إتباعهم ، لأنّ الكُفْارَ يُرَوِجُونَ الفسادَ في بِلادِ الإسْلامِ ، ومِنْ ذلِكَ الفَسَاد العقائديّ والفَسَاد في الحُكْمِ بِغَيْرِ ما أنْزَلَ اللهُ ويَدْعْونَهُم إلى الانْحِرافِ والحُكْمِ بِغَيْرِ ما أنْزَلَ اللهُ ، وتَحْكيمُ الدِيمُقْراطيّةَ و،و إلى آخِرِ الضلالاتِ التي يَدْعو إليها أعْداءُ الإسْلامِ ليُخْرِجوا المُسْلِمِينَ مِنْ دِّينِ الإسْلامِ إلى دِّيِنِهمُ الباطِلِ ، فنحْنُ نُحَذِرُ المُسْلِمِينَ جَمِيعًا حُكَامًا وشُعوبًا مِنْ طاعَةِ أعْداءِ اللهِ والرُكُونِ إليهِم وطاعَتِهِم وإتْباعِهِم في أيّ مجالٍ مِنَ المجالاتِ .
أسألُ اللهَ - تباركَ وتعالى – أنْ يُصْلِحَ المُسْلِمِينَ ، ويُصَحِحَ أحْوالَهُم ، ويُوَفِقَهُم إلى الالتِزامِ بالكتابِ والسُنّةِ
في ليبيا وغيْرِها مِنَ البُلدانِ الإسْلامِيّةِ إنّ رَبَّنا سَميعُ الدُعاءِ .
وصلى اللهُ على نَبيِّنا مُحَمَدٍ وعلى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلّمَ
السائلُ : جزاكمُ اللهُ خيرًا وباركً الله فيكم ونَفَعَ بما قُلْتُم الجَميع سُجِلَتْ هذه المادة يوم الاثنين 6-2 - 1435
أمّا بعدُ
فهذا تفريغٌ
لسؤالٍ من ليبيا قال فيه السائلُ :
هذا سؤالٌ من ليبيا عرضته على شيخنا ربيع بن هادي المدخليّ -حفظه الله -، وهذا نصّه:
لقد ظهر منذ فترة تسجيل لكم - حفظكم الله- تتحدثون فيه عن الدولة الليبية ومجلسها الانتقالي السابق ومؤتمرها الحالي قبل نشوءه..وأصبح أهل البدع والمغرر بهم يتناقلونه بينهم ويوزعونه على عامة المسلمين ، تحت عنوان" الشيخ ربيع يكفر الحكومة الليبية".
وعُرض على قناتين فضائيتين وهما "ليبيا أولا" و "الجزيرة مباشر" مستشهدين به؛ بأنّ السلفيين وشيخهم يكفرون الحكومة الليبية القائمة؛ فنودُّ من فضيلتكم حفظكم الله التوجيه والنصيحة للجميع بارك الله فيكم
.
الشيخُ الوالدُ – حفظه الله - :
الحمدُ للهِ والصلاة والسلامُ على رسولُ اللهِ وعلى آلهِ وصحبهِ ومَنْ اتبَعَ هُداهُ
أما بعدُ :
فالذي أدينُ اللهَ بِهِ ، وما عليهِ السَلَفُ الصالحُ – باركَ اللهُ فيكم – مِنَ التحْذيرِ مِنَ التَكْفيرِ، ومِنْ مَنْهَجِ الخَوارِجِ الذينَ يُكَفِرونَ المُسْلِمِينَ ويَخْرُجُونَ عليهم ويَسْفِكونَ دماءَهُم ، ولَهُم وُرَاثٌ في كُلِّ زمانٍ ومكانٍ إلى يومِنا هذا ، ونحنُ نحاربُ التَكْفِيريّينَ بنُصوصِ الكِتابِ والسُنّةِ ومَنَهَجِ السَلَفِ الصالحِ ، وما نُسِبَ إليَّ مِنْ أني أُكَفِرُ الحُكُمةَ الليبيةَ أعْتَقِدُ أنَّ هذا كذِبٌ علي ، وأنّه بَلَغَنيّ أنَّهم تَصَرَفوا في كَلامي هذا ودَبّلَجُوهُ ، دبّلَجَهُ المُغْرضونَ وأهْلُ الأهواءِ ليَناَلوا مِنْ رِبِيعٍ وإخْوانِهِ السَلَفِيّينَ.
ومعَ هذا فإني أذَكِرُ المُسْلِمِينَ جميعًا في كُلِّ زمانٍ ومكانٍ ، أذَكْرُ الدُولَ العَربيّةَ والإسْلاميّةَ بتَقْوى اللهَ – تباركَ وتعالى – أدعوهم إلى تقْوى اللهَ -عزَّ وجَلَّ – وأُذَكِرَهُم بما قال اللهُ – تباركَ وتعالى - : (( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ))
و
(( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ. مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ)) فاللهُ – سُبَحَانَهُ وتعالى _ أمر بالتذكيرِ ولنا في رسولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فنُذَكِّرُ كما ذكَّرَ رَسُولُ اللهِ – عليهِ الصلاةِ والسَلامِ – وما نُذَكّرُ بِهِ المُسْلِمِيِنَ شُعُوبًا وحكوماتٍ أنْ يلتَزِموا العَقِيدةَ الإسْلامِيّةَ بحذافِيرِها في العَقيدَةِ في العِبادَةِ في السِيَاسَةِ في الأخْلاقِ في كُلِّ مجالٍ مِنَ المجالاتِ كما قالَ اللهُ تباركَ وتعالى : (( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ))
فأنا أُذَكّرُهم بالله وأدعوهم إلى التزامِ العَقيدَةِ الإسْلاميّةِ والتزامِ الإسْلامِ عمومًا في الأخْلاقِ والسياسَةِ والحُكم وفي كُلِّ مجالٍ وأخْطرُ ما يَقَعُ فيهِ كَثيرٌ مِنَ المُسْلِمِينَ المُخَلَفاتِ في العَقيدَةِ والمُخَالفاتِ في الأحْكامِ وفي تَطبِيقِ الأنْظِمَةِ المُخَلِفَةِ لشَرِيعَةِ اللهِ - تبارَكَ وتعالى – وهذا أمْرٌ خَطِيرٌ جِدًا يَجِبُ على الشُعُوبِ والحكوماتِ أنْ يرجعُوا إلى اللهَ – تباركَ وتعالى – عنْ هذهِ الأعمالِ المُخالفةِ لكتابِ اللهِ ولسُنّةِ رسولِ اللهِ – صلى اللهُ عليهِ وسلّمَ – فيلتَزِموا الإسْلامَ عقيدَةً وعبادةً ومنْهجًا وسياسَةً وأخلاقًا ، هذا الذي ندْعو إليهِ ويدْعو المُسْلمينَ .
أما بِخُصوصِ الحُكمَ بِغَيْرِ ما أنزَلَ اللهُ فالله – تباركَ وتعالى – صَرْحَ بــ (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ))
وقال تعالى : (( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ))
وقال تعالى : (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا))
فالحُكمُ بما أنزلَ اللهُ مِنْ أوجَبُ الواجِباتِ ، ومِنْ أهَمِ الضروراتِ ، والانْحِرافِ فيهِ يُفْسِدُ حياةِ المُسْلِمِينَ ويُسَلِطَ عليهِمُ الأعْداءِ، يُسَلِطَ عليهِمُ الأعْداءِ كما قال الرسُولُ عليهِ الصلاةِ والسلام : ((إذا تبايعتُم بالعِينةِ وأخذتم أذنابَ البقرِ ، ورضيتُم بالزرعِ ، وتركتمُ الجهادَ ، سلَّطَ اللهُ عليكم ذُلًّا لا ينزَعُه حتى ترجعوا إلى دِّينِكم)) فواقِعُ المُسلِمِينَ الآن هم في هذا الذُلّ ولا يُخْرجُهم مِنهُ إلا العودةَ الصادِقَةَ إلى كِتابِ الله وإلى سُنّةِ رسُولِ اللهِ عَقِيدَةً وأخلاقًا ومنْهجًا .
قضِيْةُ التَكْفِيرِ :
نحنُ لا نُكَفِرُ مُطلَقًا :
.فمَنْ حَكمَ بِغَيْرِ مَا أنزلَ اللهُ مُسْتَحِلًا لذلكَ فهذا كافرٌ بإجماعِ المُسْلِمِينَ.
. وإذا حكمَ بغِيْرِ مَا أنزلَ اللهُ وهو يَحْتَرِمُ شَرِيعَةَ اللهِ ويَعتَبِرُ أنّها الحَقُ للهِ وحْدَهُ ومعَ هذا يَغْلِبَهُ هواهُ فيحْكُمُ بِغَيْرِ مَا أنزلَ الله فهذا لا نُكَفِرُهُ لكِنّ السَلَفَ يقولونَ : عِنْدَهُ ُكُفْرٌ أصْغَرُ لا يُخْرِجُهُ مِنْ مِلَّةِ الإسْلامِ على كُلِّ حالٍ أنا هذا الذي أدينُ اللهَ بِهِ وأسيِرُ عليه على مَنْهَجِ السَلَفِ وليس هذا قولِي وحْدِي بل هو قولُ علماءِ الإسْلامِ أجمَعوا عليهِ بناءً على نُصوصٍ مِنْ كتابِ اللهِ وسُنّةِ رسولِ اللهِ – صلى اللهُ عليهِ وسَلّمَ –
ومَنْ كانَ مُسْتَحِلًا للحُكمِ بِغَيْرِ مَا أنزلَ اللهُ فهو كافِرٌ في أيّ بَلَدٍ وفي أيّ زمانٍ وفي أيّ مكانٍ ما نَخُصُّ لا ليبيا ولا غَيْرِها .
وإنْ كانَ يَحْكُمُ بِغَيْرِ مَا أنْزَلَ اللهُ وهو يَعْتَقِدُ أنّ الحُكْمَ للهِ وحْدَهُ وأنَّ الحُكْمَ بِغَيْرِ مَا أنْزَلَ الله ظُلْمٌ وحَرَامٌ فإنَّ هذه لا يُكَفَرُ نُكَفِرُهُ – باركَ اللهُ فيكُم – ولكِنْ عليهِ أنْ يَتُوبَ إلى اللهِ – تباركَ وتعالى - وأنْ يَعودَ إلى اللهِ - عَزَّ و جَلَّ – ويَحْكُمَ بِشَرِيعَةِ اللهِ في عقيدَتِهِ وفي عِبَادَتِهِ ويَفْرِضَ ذلكَ على شَعْبِهِ أيّ حاكِمٍ كان في أيّ بَلَدٍ كانَ هذا الذي يَجِبُ عليهِ ؛ وأيّ حُكُومَةٍ كانتْ هذا الذي يَجِبُ عليهِم – باركَ اللهُ فيكم – وعلى كُلِّ حالٍ هذا التَفْصيلُ يَجِبُ أنْ يَعِيَهُ هؤلاءِ المُرَوِجُونَ ضِدّ السَلَفِيّةِ والمَنْهَجَ السَلَفِيّ، يَجِبُ أنْ يَعَوهُ وأنْ يَلْتَزِموه
وهو أنّ :
. الحاكِمَ المُسْتَحِلُ للحُكْمِ بِغَيرِ ما أنْزَلَ اللهُ كافِر .
. وأنّ الحاكِمَ الذي لا يسْتَحِلُ للحُكْمِ بِغَيرِ ما أنْزَلَ اللهُ فهو ليس بكافِرٍ ولكِنّه عِنْدَهُ ُكُفْرٌ دونَ كُفْر.
وعلى كُلِّ حالٍ أنا أدْعو وأُكَرِرُ مَرَةً أُخْرى وأُذَكِرُكما مَرّ بالتذْكِيرِ الحكُوماتِ الإسْلامِيَّةِ والشُعُوبِ الإسْلامِيّةِ بالتِزامِ شَرِيعَةِ اللهِ عَقِيدَةً وعِبَادَةً وأخْلاقًا ومَنْهَجًا وسِيَاسَةً وحُكْمًا ندْعُوهُم إلى هذا والقَولُ غيْرُ هذا نِفَاقٍ ومداهَنَةٌ ومُجَامَلَةٌ ، فنَحْنُ علينا أنْ نَصْدَعَ بالحَقِ ((فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ.)) فنَحْنُ نَصْدَعُ بالحَقِ – إنْ شاءَ الله – و[...] في ذلكَ – باركَ اللهُ فيكَ – هذا الصَدْعُ هو مِنْ بابِ النَصِيْحَةِ ، هذا الصَدْعُ هو مِنْ بابِ النَصِيْحَةِ للمُسْلِمِينَ وهو أنْفَعُ لَهُم مِنَ المُجَاملاتِ والتَلْبِيساتِ والمُداهَناتِ والخِيَاناتِ وما شاكَلَ ذلكَ ؛((إنَّ الدِّينَ النَّصيحةُ، إنَّ الدِّينَ النَّصيحةُ، إنَّ الدِّينَ النَّصيحةُ. قالوا : لمَن يا رسولَ اللهِ ؟ قال : للهِ ، وكتابِه ، ورسولِه ، ، وأئمةِ المسلمينَ وعامَّتِهم)) فَنَنّصَحُ المُسْلِمِينَ بالتِزامِ كِتابِ اللهِ وسُنّةِ رسُولِ الله – عليهِ الصلاةِ والسَلامِ – في عقائدِهم وعباداتِهِم وسياساتِهم وأخْلاقِهِم وأحكامِهِم وما شاكَلَ ذلِكَ ولا نُداهِنَهُم في هذا وهذا الذي يَجِبُ أنْ يَقُولَهُ كُلُّ مُسْلِمٍ وكُلُّ عاقِلٍ ، ويَجِبُ على كُلِّ مُسْلِمٍ أنْ يَلتَزِمَ هذا المَنْهَجَ الذي انبثقَ مِنْ كِتابِ اللهِ ومِنْ سُنّةِ رَسولُ اللهِ - - عليهِ الصلاةِ والسلامِ – سارَ عليهِ السَلَفُ الصالِحُ الكِرامِ مِنَ الصحَابَةِ ومَنْ سارَ على نَهْجِهِم .
أسألُ اللهَ أنْ يُوافِقَ المُسْلِمِينَ عَرَبًا وعَجَمًا لأنْ يَحْكُموا بما أنْزَلَ الله – تباركَ وتعالى – وأنْ يُلْزِموا أنْفُسَهُم بِذلكَ ويُلْزِموا شُعوبَهم بذلك ، الحُكْمُ بما أنْزَلَ اللهُ في العَقِيدَةِ وفي العبادَةِ وفي السِياسَةِ وفي الأخْلاقِ وفي كُلِّ شأنٍ حاكِمِيّةُ اللهِ شامِلَةٌ لكُلِّ هذِهِ الأمورِ ؛ إذا قُلْنا الحُكْمُ بما أنْزلَ اللهِ في العَقِيدَةِ ، فيجِبُ أنْ نُحَكِمَ اللهَ في عقائدِنا
نَحْكُمُ بذلِك على أنْفُسِنا وعلى غيْرِنا وعلى الحُكامِ أنْ يَحْكُموا بذلِكَ على أنفُسِهِم وعلى شُعُوبِهم بشَرِيْعَةِ الهِ سُبْحانَهُ وتعالى – وألا يَرْكَنوا إلى الدُّنْيا ولا يَرْكَنوا إلى الظالمِينَ ((وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسّكُمْ النَّار))، والعياذُ باللهِ ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ))فنحنُ نُحذِرُ المُسْلِمينَ مِنْ طاعَةِ الكُفْارِ ومِنْ إتباعهم ، لأنّ الكُفْارَ يُرَوِجُونَ الفسادَ في بِلادِ الإسْلامِ ، ومِنْ ذلِكَ الفَسَاد العقائديّ والفَسَاد في الحُكْمِ بِغَيْرِ ما أنْزَلَ اللهُ ويَدْعْونَهُم إلى الانْحِرافِ والحُكْمِ بِغَيْرِ ما أنْزَلَ اللهُ ، وتَحْكيمُ الدِيمُقْراطيّةَ و،و إلى آخِرِ الضلالاتِ التي يَدْعو إليها أعْداءُ الإسْلامِ ليُخْرِجوا المُسْلِمِينَ مِنْ دِّينِ الإسْلامِ إلى دِّيِنِهمُ الباطِلِ ، فنحْنُ نُحَذِرُ المُسْلِمِينَ جَمِيعًا حُكَامًا وشُعوبًا مِنْ طاعَةِ أعْداءِ اللهِ والرُكُونِ إليهِم وطاعَتِهِم وإتْباعِهِم في أيّ مجالٍ مِنَ المجالاتِ .
أسألُ اللهَ - تباركَ وتعالى – أنْ يُصْلِحَ المُسْلِمِينَ ، ويُصَحِحَ أحْوالَهُم ، ويُوَفِقَهُم إلى الالتِزامِ بالكتابِ والسُنّةِ
في ليبيا وغيْرِها مِنَ البُلدانِ الإسْلامِيّةِ إنّ رَبَّنا سَميعُ الدُعاءِ .
وصلى اللهُ على نَبيِّنا مُحَمَدٍ وعلى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلّمَ
السائلُ : جزاكمُ اللهُ خيرًا وباركً الله فيكم ونَفَعَ بما قُلْتُم الجَميع سُجِلَتْ هذه المادة يوم الاثنين 6-2 - 1435
تعليق