(* سبيل النجاة - للعلامة اللحيدان *)
مقطع من محاضرة : مَنْهَجُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ فِي الْحُكْمِ عَلَى الآخَرِينَ: لِشَيْخِنَا الْعَلَّامَةِ الْفَقِيهِ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدٍ اللُّحَيْدَانِ - حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى ، وَنَفَعَنَا بِعِلْمِهِ -
التفريغ:
فِي هَذِهِ الْأَزْمِنَةِ الْحَاضِرَةِ ، وَحُصُولُ تَضْلِيلَاتٍ كَثِيرَةِ تُزَفُّ إِلَى جَمَاعَاتٍ وَأَفْرَادٍ أَوْ إِلَى دُوَلٍ . يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَحْرِصَ عَلَى أَنْ يَتَعَرَّفَ مَوْقِفَهُ ، وَأَنْ يَتَثَبَّتَ ، وَيَثْبُتَ عَلَى الْحَقِّ ؛ لِئَلَّا تِزلَّ بِهِ قَدَمٌ ، فَالْإِنْسَانُ إِذَا زَلَّتْ بِهِ الْقَدَمُ لَا يُدْرَى ، وَلَا يَدْرِي هُوَ. هَلْ يَنْتَشِلُ نَفْسَهُ مِنْ تِلْكَ الْعَثْرَةِ أَوْ يَسْتَمِرُّ هَاوِيًا فِي عَثْرَتِهِ ؟ ، فَالْمَرْءُ يَحْتَاجُ إِلَى أَنْ يَتَعَاهَدَ نَفْسَهُ بِالْإِكْثَارِ مِنَ التَّوْبَةِ ، وَالِاسْتِغْفَارِ ، وَالْإِلْحَاحِ عَلَى اللهِ - جَلَّ وَعَلَا - بِأَنْ يَحْفَظَهُ ، وَيُثَبِّتَهُ ، وَأَنْ يَهْدِيَهُ لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ ، فَإِنَّ الْإِنْسَانَ مَهْمَا كَانَ ذَا عَزِيمَةٍ ، وَإِرَادَةٍ قَوِيَّةٍ ، وَتَحْصِيلِ الْعِلْمِ ، إِذَا لَمِ يُحَطْ بِلُطِفٍ مِنَ اللَّطِيفِ الْخَبِيرِ فَهُو ضَعِيفٌ كَمَا فِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ الْقُدُسِي الَّذِي يَقُولُ اللهُ - جَلَّ وَعَلَا - فِيهِ : " يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلا مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ" . وَلِهَذَا شُرِعَ لَنَا أَنْ نَطْلُبَ الْهِدَايَةَ مِنَ اللهِ - جَلَّ وَعَلَا - فِي مَوَاقِفَ خَمْسَةٍ فُرِضَتْ عَلَيْنَا فَرْضًا فِي الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ أَنْ نَسْأَلَ رَبَّنَا الْهِدَايَةَ ؛ لِأَنَّ الْإِنْسَانَ ضَعِيفٌ إِلَّا بِاللهِ ، ضَالٌ إِلَّا أَنْ هَدَاهُ اللهُ ، مَظْلُومٌ إِلَّا إِنْ نَصَرَهُ اللهُ ، فَالْإِنْسَانُ الْمُسْلِمُ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَتَعَاهَدَ نَفْسَهُ بِالدُّعَاءِ ؛ لِيُثَبِّتَهُ اللهُ فَقَطْ ، فَالْوَاحِدُ مُحْتَاجٌ إِلَى ذَلِكَ دَائِمًا ، وَلَكِنْ فِي هَذِهِ الْأَزْمِنَةِ الَّتِي تَوَالَتَ أَعَاصِيرُ الْفِتَنِ ، وَتَقَابَلَتْ الشُّبُهَاتُ ، وَتَكَرَّرَتْ عَلَى النَّاسِ الْقَوَانِعُ ، يَحْتَاجُ كُلُّ أَحَدٍ إِلَى أَنْ يُلِحَّ بِالْإِلْتِجَاِء إِلَى اللهِ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - ؛ لِأَنَّهُ لَا عَاصِمَ مِنَ اللهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ ، وَاللهُ - جَلَّ وَعَلَا - رَحْمَتُهُ قَرِيبٌ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ ، وَأَهْلِ الْإِحْسَانِ . يَتَجَمَّعُ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ عَلَى تَكْفِيرِ آخَرِينَ ، وَإِنْ رَأَوْهُمْ يُصَلُّونَ ، وَيَصُومُونَ ، وَلَا يُعْرَفُ لَهُمُ ارْتِكَابُ مُبْطِلٍ مِنْ مُبْطِلَاتِ الْإِسْلَامِ ، وَلَكِنْ بِتَأْوِيلَاتٍ فَاسِدَةٍ وَانْجِرَافٍ وَرَاءَ أَهْوَاءٍ ، اللهُ أَعْلَمُ بِبَوَاعِثِهَا ، وَ إِرَادَاتِ حَامِلِهَا . فَإِذَا اسْتَعْصَمَ الْإِنْسَانُ بِالْكِتَابِ ، وَالسُّنَّةِ ، وَتَعَرَّفَ مَنْهَجَ سَلَفِ الْأُمَّةِ الصَّالِحِينَ ، وَاعْتَنَى بِذَلِكَ ، وَأَحْسَنَ الْإِلْتِجَاِءَ إِلَى اللهِ - جَلَّ وَعَلَا - ، فَهُوَ حَرِيٌ بِإِذْنِ اللهِ أَنْ يَنْجُوا ، وَإِنْ كَانَتِ الْأَخْطَارُ كَثِيرَةً ، وَالنَّبِيُّ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلامُ - لَمَّا ذَكَرَ هَذِهِ الْفِتَنَ الْمُتَوَالِيَةَ الَّتِي تَأْتِي كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ أَخْبَرَ أَنَّ الرَّجُلَ يُمْسِي مُسْلِمًا ، وَيُصْبِحُ كَافِرًا ، وَيُصْبِحُ مُسْلِمًا ، وَيُمْسِي كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا . مَنْ يَنْجُو ؟ مَنِ اسْتَعْصَمَ بِاللهِ ، وَأَلَحَّ عَلَى اللهِ - جَلَّ وَعَلَا - ، فَكَمْ مِنْ إِنْسَانٍ شُهِرَ عَنْهُ اسْتِقَامَةٌ ، وَثَبَاتٌ ، وَعِنَايَةٌ بِالْعِبَادَةِ ثُمَ زَلَّتْ بِهِ الْقَدَمُ ، وَاللهُ ذَكَرَ عَنِ الرَّجُلِ الَّذِي آتَاهُ اللهُ آيَاتِهِ فَانْسَلَخَ مِنْهَا ، فَالْإِنْسَانُ لَا يَأْمَنْ بِسَبَبِ مَا عِنْدَهُ مِنْ عِلْمٍ ، أَوْ بِمَا يَعِيشَهُ فِي اجْتِمَاعٍ ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ بَلْ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ رَجَاءُهُ ، وَثِقَتُهَ ، وَإِلْحَاحُهُ عَلَى رَبِّهِ - جَلَّ وَعَلَا - أَنْ يُثَبِّتَهُ ؛ لِأَنَّ الْإِنْسَانَ يُبْتَلَى بِفِتَنٍ كَثِيرَةٍ فِي بَيْتِهِ ، مِنْ جُلَسَائِهِ ، مِنْ أُمُورِ دُنْيَاهُ ، وَرُبَّمَا عَرَضَتْ لَهُ شُبَهٌ فَتَرَدَّدَ ، وَقَدْ تَزِلُّ بِهِ الْقَدَمُ أَثْنَاءَ تَرَدُّدِهِ ، وَقَدْ حَصَلَ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ ، مِنْ بَعْضِ النَّاسِ فِي الْقُرُونِ الْمُفَضَّلَةِ ، وَالْمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَهُ اللهُ . وَأَنْصَحُ الْإِنْسَانَ - طَالِبَ الْعِلْمِ - أَنْ يُرَاجِعَ كَلَامَ السَّلَفِ ، وَلَاسِيَّمَا الْأْئِمَّةُ فِي الْقَرْنِ الْأَوَّلِ ، وَالثَّانِي ، وَالثَّالِثِ ، وَالْأَفْذَاذِ الَّذِينَ جَاءُوا بَعْدَهُمْ ، وَالرِّجَالُ مُبَرِّزُون فِي عِلْمِهِمْ ، وَثَبَاتِهِمْ ، فَإِذَا أَحْسَنَ مُرَاجَعَةً لِكَلَامِ الْعُلَمَاءِ الْمُتَقَدِّمِينَ كَطَبَقَةِ الْأْئِمَّةِ فِي الْقَرْنِ الثَّانِي ، وَالثَّالِثِ ، وَتَلَامِذَتِهِمْ ، وَتَحَرَّى فِي ذَلِكَ ، وَأَلَحَّ عَلَى اللهِ أَنْ يَهْدِيَهُ ؛ لِأَنَّ الْإِنْسَانَ قَدْ تَنْغَلِقُ عَلَيْهِ بَعْضُ الْأُمُورِ ، وَلَوْ كَانَ وَاسِعَ الْإِطِّلَاعِ ، فَإِذَا أَنْزَلَ فَاقَتَهُ ، وَفَقْرَهَ بِالْفَعَّالِ لِمَا يُرِيدُ ، وَحَرِصَ عَلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ ، وَتَطَلَّبَ دَلِيلَهُ ، فَهُوَ حَرِيٌ أَنْ يُوَفَّقَ ؛ لِأَنَّهُ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً، وَمَنْ تَوَجَّهَ سَائِرًا إِلَى اللهِ صَادِقٌ فِي مَسِيرِهِ حَفِظَهُ اللهُ - جَلَّ وَعَلَا - ، وَأَوْصَلَهُ إِلَى مَا قَصَدَ - إِذَا أَخَذَ بِالْأَسْبَابِ - ، فَإِنَّهُ لَا بُدَّ لِلْإِنْسَانِ فِي نَجَاتِهِ ، وَسَلَامَتِهِ ، وَتَحْصِيلِ مَطَالِبِهِ ، وَمَقَاصِدِهِ أَنْ يَأَخُذَ أَيْضًا بِالْأَسْبَابِ ، فَالْهِدَايَةُ لَهَا أَسْبَابُهَا ، السَّلَامَةُ لَهَا أَسْبَابُهَا ، تَعْطِيلُ الْأُمُورِ عَنْ أَسْبَابِهَا لَيْسَ مِنْ مَسْلَكِ أَهْلِ السُّنَةِ وَالْجَمَاعَةِ ، وَلَا مِنْ مَسَالِكِ الْعُقَلَاءِ . فِي هَذِهِ السَّنَوَاتِ الْأَخِيرَةِ أَوِ الْعَشْرَةِ - عِشْرِينَ سَّنَةً تَقْرِيبًا - ، طَفَحَتْ آرَاءٌ ، وَأَقْوَالٌ ، وَتَكْفِيرُ رِجَالٍ ، وَرَجَالٍ إِلَّا أَنَّ مَنْ يُكَفِّرُونَ لَيْسُوا مِنِ عُلْيَةِ هَذَا الشَّأْنِ ، وَلَكِنَّهُمِ مَا بَيْنَ مُتَأَثِّرٍ بِغَيْرِهِ دُونَ هَوِيَّةٍ ، وَمَا بَيْنَ صَاحِبِ مَقَاصِدَ قَد لَا يَصِلُ إِلَى مَقَاصِدِه إِلَّا بِإِزْرَاءٍ لِآخَرِينَ أو تَضْلِيلِ آخَرِينَ ، وَالْمُسْلِمُ الَّذِي يَخَافُ اللهَ - جَلَّ وَعَلَا - وَيَرْجُوهُ ، وَيَخْشَى مِنَ الْحِسَابِ وَالْعَرْضِ عَلَى اللهِ - جَلَّ وَعَلَا - . يَنْبَغِي أَنْ يَصُونَ سَمْعَهَ ، وَلِسَانَهُ ، فَإِنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا سَمِعَ بَاطِلاً مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى أَوْشَكَ أَنْ يَجِدَ هَذَا الْبَاطِلُ إِلِى قَلْبِهِ طَرِيقًا ، وَالْبَاطِلُ إِذَا وَجَدَ طَرِيقًا إِلَى الْقَلْبِ رُبَّمَا أَفْسَدَ عَلَى الْإِنْسَانِ حَيَاتَهُ . وَالْخَلَاصُ مِنْ ذَلِكَ : الْاعْتِصَامُ بِكِتَابِ اللهِ - جَلَّ وَعَلَا - ، وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . وَنَحْنُ نُشَاهِدُ ، وَنَسْمَعُ مَا بَيْنَ فَيْنَةٍ ، وَأُخْرَى مَنْ يَقُولُ عَنْ أَمْرِ التَّكْفِيرِ ، وَالتَّضْلِيلِ ، أَوْ مَنْ يَعِيبُ بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ ، أَوْ بَعْضَ دَوَاوِينِ الْعِلْمِ . يَنْبَغِي لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى هَذَا الْعَائِبِ هَلْ هُوَ مِمَّنْ يُرْجَعُ إِلَيْهِ ، وَيُعْتَمَدُ فِي الرَّأْيِ عَلَى رَأْيِهِ ، وَمَا يَقُولُهُ ، فَإِنْ كَانَ كَذَلِكَ فَلْيُطْلَبْ مِنْهُ الدَّلِيلُ عَلَى مَا يَقُولُ ؛ لِأَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ ، وَيُتْرَكُ مَا عَدَا مُحَمَدٌ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . طَالِبُ الْعِلْمِ يَنْبَغِي أَنْ يَعْتَنِيَ بِالْمُشَاوَرَةِ ، وَالْمُرَاجَعَةِ ، وَعَرْضِ مَا يَمُرُ عَلَيْهِ مِنْ أَفْكَارٍ ، وَآرَاءٍ مُشَوِّشَةٍ عَلَى مِيزَانِ الشَّرْعِ ، عَلَى دِلَالَةِ الْكِتَابِ ، وَالسُّنَّةِ ، فَإِذَا الْتَبَسَ عَلَيْهِ الْأَمْرُ رَجَعَ إِلَى مَنْ يَرَاهُمْ أَرْسَخَ مِنْهُ فِي الْعِلْمِ ، وَلْيَقْرَأْ مَا كَانَ يَدُورُ بَيْنَ طَبَقَةِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - وَأَصْحَابِهِ ، وَمُشَاوَرَاتٍ ، وَمُحَاوَرَاتٍ ، وَمُسَاءَلَاتٍ حَتَّى اسْتَغْرَبَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ مِنْ سَائِلٍ سَأَلَ عَنْ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ السُّنَّةِ ، وَقَالَ هَذَا أَنْفَقَ كَذَا ، وَكَذَا عَلَى تَحْصِيلِ الْحَدِيثِ ، حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ ، ثُمَّ يَسْأَلُ عَنِ السُّنَّةِ ، فَاحْتِمَالُ وُجُودِ خَطَأٍ مِنْ إِنْسَانٍ مَا وَارِدٌ ، وَالتَّشَاوُرُ مَعَ أَهْلِ الْعِلْمِ ، وَالرُّجُوعُ إِلَى كُتُبِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَعْظَمِ ، وَأَفْضَلِ مَا يَسْتَعِينَ بِهِ طَالِبُ الْعِلْمِ ، وَأَمَّا النَّاشِئُ ، أَوِ الْمُحِبُّ لِلْعِلْمِ ، وَأَهْلِ الْعِلْمِ يَجِبُ عَلَيْهِ أَلَّا يَقْفُوا مِنَ الْعِلْمِ مَا لَيْسَ بِهِ يَدٌّ ، وَإِنَّمَا يَسْأَلُ أَهْلَ الْعِلْمِ ، وَأَلَّا يَكُونَ جَرِيئًا عَلَى إِصْدَارِ أَحْكَامٍ عَلَى النَّاسِ ؛ لِئَلَّا يَحْصُلَ لَهُ نَكْسَةً ، أَوْكَرَاهِيَةً لِلْمَنْهَجِ ، أَوْلِمَنَ يُعْرَفُونَ بِأَنَّهُمْ أَهْلُ تُقًا ، وَصَلَاحٍ ، وَإِيمَانٍ .
المرفقات:
- المحاضرة كاملة
- التفريغ (منقول) مع ذكر مواضيع الأسئلة في آخر المحاضرة و توقيتها
قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: "إني لآتي عَلَى الآية من كتاب الله ـ عَزَّ وجَلَّ ـ ، فلودِدت أن جميع الناس علموا منها مثل الذي أعلم"