بسم الله الرّحمن الرّحيم
هذا مقطع صوتي فيه توجيهات دعوية قيمة للشيخ عايد الشمري -حفظه الله-ومن فوائد هذه التوجيهات:
1/ الصبر على دعوة الناس إلى السنة.
2/ الدعوة عامة لكل الناس.
3/ التوفيق بين الدعوة وهجر المبتدع.
4/ لمحة مختصرة عن طريقة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم.
5/ وقت ظهور الحدادية.
6/ بيان طريقة الحدادية في ضرب الدعوة السلفية باسم هجر المبتدع.
7/ جهود الشيخ ربيع -حفظه الله- في الرد على غلو الحداد وأتباعه.
8/ قراءة الشيخ من كتاب للشيخ ربيع -حفظه الله-.
9/ الحث على قراءة كلام شيخ الإسلام في الهجر وضوابطه.
10/ تطبيق منهج السلف في التعامل مع المبتدع.
11/ الحث على قراءة كتب الشيخ ربيع -حفظه الله- التي رد فيها على الحدّاد والمأربي وعلي حسن وغيرهم.
12/ أكثر من ألّف في الرد على الحداديين الشيخ ربيع -حفظه الله-.
13/ من الذين ردُّوا على الحداديين الشيخُ محمد أمان الجامي والشيخُ محمد بن هادي وغيرهم.
وغيرها من الفوائد.
والله المُوفّق
توجيهات دعويّة قيِّمة للشّيخ عايد الشّمّريّ
أبو عبد الرحمن الغرياني
قال الشّيخ عايد الشّمريّ-حفظه الله-:
(( فلا بد على الداعية السلفي أن يصبر على بدع الناس، وأن يصبر على فسادهم وفجورهم، وأن يصبر على شركهم -إن كان عندهم شرك-، وأن يدعوهم بالتي هي أحسن { ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ } ويجادلهم { بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }، ويصبر عليهم، ويتحمل أذاهم من أجل أن يهتدي الناس، ولا ينصرف إلى بيته ويغلق بابه على نفسه ويقول: مالي وما للناس!أبو عبد الرحمن الغرياني
قال الشّيخ عايد الشّمريّ-حفظه الله-:
كونك تريد مالي وما للناس، لا تسمِّ نفسك داعية!
أنت رجل تريد أن، لا تستطيع أن تواجه أهل البدع، ولا تستطيع أن تواجه الفساد، ولا تستطيع أن تواجه الكفر، وتترك أهل الكفر يصولون ويجولون، وأهل الفساد يصولون ويجولون، وأنت تريد تجلس في بيتك –جزاك الله خيراً- تريد تحمي نفسك تجلس في بيتك، لكن لا تجعل هذا هو الدين، لا تجعل هذا هو الدين، وتأمر الناس به، فتمنع انتشار دعوة التوحيد السلفية باسم هجر المبتدع!
هجر المبتدع له أحكام، وهجر المبتدع معروف، ونأمر به، وندين الله –عز وجل- به، ولكن لا بد أن نوفق بين أدلة هجر المبتدع، وأدلة الدعوة إلى الله، لا بد أن نجمع كل ما في الباب .
الحداديين عندما وقفنا ضدَّهم ووقف ضدَّهم العلماء، لأنهم أعملوا هجر المبتدع في كل شيء مما يؤدي إلى منع انتشار الدعوة السلفية بين الناس، وبالتالي تبقى الساحات مفتوحة لأهل البدع والأهواء يصولون ويجولون ويدعون للناس، ومن عرف السنة جلس في بيته، وأغلق الباب عليه، هذا يتنافى مع كون نوح عليه السلام يجلس {أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَامًا} في قومه، وهم أهل شرك وكفر، ويتنافى مع دعوة الأنبياء والرسل لأقوامهم وصبرهم عليهم، ويتنافى مع دعوة النبي صلى الله عليه وسلم- ثلاثة عشرة عاماً وهو في قومه يدعوهم، وبعد ذلك في المدينة يدعوهم و[...] الناس، ويقوم بالفتوحات لكي ينشر الإسلام، ويُبيّن للناس دين الله، ثم بعد ذلك يأتي ويحاصر الحصون ويدخل علي بن أبي طالب لكي يدعو الناس إلى الإسلام، لا بد أن نعرف هذه القضية جيداً، وأن نفقه هذا الأمر جيداً، أن نعرف أن هجر المبتدع
- قد يكون الإنسان يخاف على نفسه فتنة المبتدعة ومجالستهم، فيهجرهم من أجل أن يحمي نفسه، وهذا أمر مشروع .
- وكذلك قد يكون الإنسان ذو قوَّة، وله قدرة بحيث إذا هجر المبتدع سوف يعود هذا المبتدع إلى السُّنة وهذا –أيضاً- أمر مشروع .
ولكن لا يعني ذلك أننا كلنا نهجر المبتدع ونجلس في بيوتنا، ونترك المبتدع يصول ويجول في البلاد، وينشر التصوف، وينشر الأشعريَّة، وينشر الإخوانيَّة، وينشر التكفير، وينشر التبليغ وينشر كذا، وبالتالي نمنع المنهج السلفي من الانتشار
ولذلك الحداديين؛ الحداديَّة كانت مؤامرة على انتشار المنهج السلفي، فلأن الحداديَّة لم تخرج إلا في الوقت الذي عندما فُضح السروريين في السعودية، وانكشفت أمورهم بعد أزمة الخليج، وأخذت الدولة [...] بيد من حديد، وأصبحت الأمور تمشي مع السلفيين، ومُكّن السلفيين من الجامعات وغيرها، خرجت الحداديَّة حتى تمنع انتشار، ولذلك فبأن شيخنا الشيخ ربيع بن هادي المدخلي عندما وقف ضدّ هذا التيار الخطير، الذي هو تيار الحدَّاديين، وأخذ يُحذّر منه إنما تفطَّن لهذا -حفظه الله وبارك الله في عمره-، قد تفطَّن لهذا وكشفه أيّما كشف حتى أنه قال -حفظه الله- في ردّه على عبد اللطيف باشميل، قال: وهجر المبتدع -يقصد الحداديين، هجر المبتدع عندهم، يقول في ص44 يقول-: (( وهجر المبتدع لا على طريقة السلف، وإنما هو على منهج الحداد، الذي من أهدافه تشويه المنهج السلفي وأهله))
فإذا ظهر السلفيون في وسط الناس، والعوام لا تعرف هذه [...]، وأهل البدع هم المسيطرون على الساحة، فيأتي السلفي لا يُسلِّم على هذا!، ويصرخ في وجه هذا وغير ذلك، استغلَّ ذلك أهل البدع وقالوا: انظروا هؤلاء هم السلفيُّون، انظروا لا أخلاق عندهم، وقاموا بتشويه صورة السلفيين
ولذلك الشيخ بيَّن أنَّ من أركان الحدادية، قال: وركنه الثالث -كما في ص 44 في ردّه على باشميل-: قال وركنه الثالث: تحريم الترحم على أهل البدع، أو من وقع في بدعة، وغضّ علماء المنهج السلفي الطرف عن تبديعه
ولذلك أثاروا موضوع ابن حجر، وأثاروا موضوع النووي، وغير ذلك، وأهل العلم يعرفون من هو ابن حجر، ويعرفون من هو النووي –رحمهم الله- ويعرفون أنهم قد خدموا السنة خدمة كبيرة، وما وقعوا فيها من الأخطاء والبدع قد بينها أهل العلم من السلف والسلفيين المتقدين والمتأخرين، وحذروا منها، فهم ليس من أجل موافقتهم للسنة سكتوا عن بدعهم، وليس من أجل بدعهم والخير الذي خدموا فيه السُّنة [...]، فلا بد أن نعرف الميزان كيف يكون، لأنَّ العلم يكون بالميزان والفهم، ولذلك قال الشيخ؛ شيخنا الشيخ ربيع -كما في 17 من كتاب إزهاق أباطيل عبد اللطيف باشميل، قال حفظه الله ورعاه-: (( احترام علماء المنهج السلفي لابن حجر والنووي من أجل خدمتهم للسُّنة، فكيف لا يحترمون من يُشاركهم في العقيدة والمنهج؟!))
يقصد الألباني، يقول: إذا كان قد احترموا النووي وابن حجر على ما عندهم من بدع لخدمتهم للسُّنة فكيف بخدمة من هو على المنهج وليس عنده بدعة؟!
قال -حفظه الله-: ((وإذا كان علماء السنة والتوحيد في كل مكان يحترمون ابن حجر والنووي وأمثالهما ممن فيه أشعرية، يحترمونهم لأجل خدمتهم لسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع نيل بعضهم من شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم، فكيف لا يحترمون الألباني ويحبونه من أجل خدمته للسُّنة والعقيدة والمنهج السَّلفيّ؟!))
أقول: أنَّ الحداديين عندما ردَّ عليهم من ردَّ، وذلك لأنَّ أخطر ما في الحداديَّة، أنَّ من يعتنقها يتوقف عن نشر المنهج السلفي والدعوة إليه مما يؤدي إلى أن أهل البدع يفرحون وينشرون بدعهم وأهوائهم باسم هجر المبتدع، ووضعه في غير محلّه، ولذلك شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله—كما في المجلد الثامن والعشرون، قال -رحمه الله--وارجعوا إلى هذه الصفحات، لأنه بحث هذه المسألة كلها ابن تيمية مسألة هجر المبتدع من ص203 وما بعدها، عندما سُئل عن قضية هجر المبتدع وهذه الأمور، ذكر كلاماً طويلاً ارجعوا له، وقال في ص206- قال: وهذا الهجر-يقول ابن تيمية رحمه الله-: (( وهذا الهجر يختلف باختلاف الهاجرين في قوتهم وضعفهم وقلتهم وكثرتهم، فإنَّ المقصود به زجر المهجور وتأديبه، ورجوع العامة عن مثل حاله، فإن كانت المصلحة في ذلك راجحة بحيث يفضي هجره إلى ضعف الشر وخفيته كان مشروعاً . وإن كان لا المهجور ولا غيره يرتدع بذلك بل يزيد الشر والهاجر ضعيف بحيث يكون مفسدة ذلك راجحة على مصلحته لم يشرع الهجر ؛ بل يكون التأليف لبعض الناس أنفع من الهجر . –وقال بعد ذلك- والهجر لبعض الناس أنفع من التأليف ))
إذاً المسألة ليست تؤخذ جملةً واحدةً، وإنما تُفصَّل حسب الحالات، فإذا كان أهل السُّنة هم القلة، وأهل البدع هم الكثرة، وأهل السُّنة هم الذين يريدون يدعون الناس للسُّنة، وعندهم علم، وعندهم قدرة على مواجهة الشُّبه، فلا يأتي هؤلاء الدعاة يقولون: نهجر هؤلاء الناس ولا ندعوهم، بل يدعونهم كما فعل الأنبياء مع أقوامهم، أتوا لأقوام على شرك وكفر، ومع ذلك جلسوا معهم (950) عاماً يدعونهم، فلا بد من فهم الأمور، وتنزيل الأمور في مواطنها الصحيحة، وطريقة [التنزيل] وطريقة أهل السُّنة كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب [...][1] أنهم يجمعون كل ما في الباب، فأنت تجمع كلّ ما ورد في الهجر، وأنواعه، وطرقه، ومحالّ، وأماكن، وتطبيق السَّلف لذلك، ثم تجمع أدلة الدعوة إلى الله، وأن المدعوّين من أهل الكفر والشرك، وتصبر على دعوتهم وتدعوهم كما فعل الأنبياء والرسل، بعد ذلك تعرف كيف تتعامل وتعرف كيف تصبر.
ولذلك لا بد علينا أن نضبط هذه الأمور، ونحن بيّنا أنَّ الإنسان إذا كان يخشى على نفسه من شُبه أهل البدع يهجرهم، لماذا؟ من أجل أن يقي نفسه هذه البدعة، ولذلك أحمد بن حنبل عندما سأله وقال أحدهم: إذا أتاني رجل من الواقفة سلَّم عليّ؟
قال: لا ترد السلام عليه، كيف يعرف أنه صاحب بدعة، وكيف يعرفه الناس؟
انظر قال هنا: كيف يعرفه الناس؟ مما يعني أنك أنت إذا لم تُسلِّم عليه، الناس تنظر إليك كسُني، والسُّنة منتشرة بحيث سوف تبتعد الناس عنه. أما إذا كنت أنت السلفيّ شخص واحد في منطقة كلها إخوان مسلمين وكلها تبليغ وكلها صوفية، والناس تُشوّه بصورتك في كلّ مكان، ثم بعد ذلك تجلس في بيتك، وتغلق الباب، وتقول: أنا أهجرهم!!
كونك تريد أن تهجر لكي تَسْلم بنفسك هذا مشروع، لكن إخوانك الذين يدعون، ويخشون المجالس، وينشرون السُّنة، ويردون على الشُّبه، ويُثبِّتون السُّنن، هؤلاء أبطال مجاهدين، لا تُعيب عليهم ذلك، بحجة الهجر الذي لا تفقهه، ولا تفهمه!!
كيف تكون الدعوة إذاً ؟!
ولذلك لا بد أن نعرف: المنهج الحداديّ جعل الهجر حاجزاً عن انتشار الدعوة السَّلفيَّة، وقام بتشويه المنهج السلفي -كما ذكر ذلك شيخنا الشيخ ربيع حفظه الله-
ارجعوا إلى ردود الشيخ ربيع على الحداديين وعلى غيرهم كأبي الحسن المأربي وعلي حسن أو غيرهم، ارجعوا إلى الردود، وافهموا الردود في فهمها الصحيح، واجمعوا كلام العلماء وافهموه، واجمعوا الأدلة الشرعيَّة
إذاً سنجد هنا أنَّ الفقه لا بدَّ منه، ولذلك يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من يُرد الله به خيراً يُفقهه في الدين). أنتم الآن مقبلون على دعوة عظيمة، وفُتح المجال لكم، فلا بدَّ أن تغشوا الناس، وتُبينوا لهم السُّنة، الناس عاشوا في وسط البدعة؛ الاشتراكيَّة، الشيوعيَّة؛ القوميَّة؛ الصوفيَّة، الأشعريَّة، الكذا الكذا، الإخوانيَّة، الغير ذلك، التبليغية...الخ.
وهؤلاء يريدون من يُبصّرهم، فإذا كان من يُبصّرهم يهجرهم ويُغلق الباب على نفسه، ويجعل هذا المنهج ولا منهج غيره، فكيف يعرف الناس الحق؟!
كونك تريد أن تخاف أنت على نفسك كعامي، وإنسان تخاف على نفسك ما في بأس...، أو أنك -بارك الله فيك- عالم ولك مكانتك، والناس تحبك وتجلك وتعرف أنك إذا هجرتهم سوف يبتعد الناس عن البدعة، طبِّق هذا كما طبّقه السَّلف ابن طاوس، وابن سيرين وغيرهم.
أما نحن ضعاف ونحن قلَّة، وأهل البدع والأهواء هم الكثرة، ثم بعد ذلك [نحجز نفسنا] عن الناس وعن دعوتهم بعد أن فُتح لنا المجال، ولنا في الأنبياء والرسل أُسوة حسنة، وصبرهم على أقوامهم، وهم عندهم شرك، لا بد من جمع الأدلة .
المهم أننا لا بدّ أن نعرف هذه القضية –وأنا تكلمت على هذه القضية- لأهميتها، لأن بعض الناس عندما طال عليهم الأمد في مثل هذه القضايا وطريقة التعامل مع أهل البدع، بدئوا يدخلون علينا أموراً لا نعرفها، إما أمور تتساهل مع أهل البدع والأهواء ويكون في جانب التفريط، وإما أمور فيها غلو، وفيها منع نشر المنهج السلفي بحجة هجر المبتدع، وعدم وضع الأمور في موضعها الصحيح .
وأنا أقول: أن السروريَّة، والحداديَّة عندما تعرفهما بطريقة تعاملهما مع المبتدع، تعرف كيف التعامل مع الإفراط، ومع التفريط، تعرف
فهؤلاء السروريَّة والإخوان المسلمين فرَّطوا، وأخذوا يُثنون على أهل البدع كسيد قطب وغيره، ويُذهبون سيئاته في بحر حسناته!، ووضعوا من الأصول الباطلة لحماية بدع هؤلاء، ولمنع التحذير منهم
والحداديين في مقابلهم غلوا في هذا الجانب، وأمروا بحرق كتب ابن حجر والنووي، وشوّهوا صورة المنهج السَّلفي، وأخذوا يهجرون السلفيين.
والسلفي إذا أراد أن يدعو أهل بدع أو إخوان، أخذوا يُحذّروا منه بحجة أنه لا يهجرهم!
والسلفيّ إذا كان له زميل في العمل إخواني، أو مُبتدع، وسلَّم عليه وردَّ السلام عليه، أخذ يهجره!، وكأنَّ هذا السلفي ليس من مكارم الأخلاق عندما يبتسم في وجه هذا، أو يردّ السلام عليه، ثمَّ يدعوه إلى السلفيَّة، هذا يؤدي إلى انتشار المنهج السلفيّ. أخذوا يُشوّهون صورة المنهج السلفي، لكي يُمنع انتشاره!
والسلفيون وقفوا ضدّ كلّ من الطرفين بكل قوة، وفنَّدوا ما لديهم من شُبه، وبيّنوا حالهم وكشفوه، سواء الجانب السروري والإخواني الذي تساهل ووقع في أصول بدعية في التعامل مع البدع، أو الجانب الحدادي الذي تساهل ووقع في أصول بدعيَّة [أيضاً] في التعامل مع أهل البدع في طرفي نقيض، كما هو طرفي نقيض بين المرجئة والخوارج، لكن مع الاختلاف، لكن قصدي أن نضبط ضابط طرفي النقيض هنا
فلذلك لا بد أن نرجع إلى الكتب التي أُلّفت في الردِّ على الحدّادين، وأكثر من ألَّف في ذلك شيخنا الشيخ ربيع، ارجعوا إلى الكتب التي ألفها في الحدادين والردّ عليهم، وتفنيد شبههم لكي تضبطوا هذه المسألة جيداً
وكذلك ما ذكره الشيخ محمد أمان الجامي، والشيخ محمد بن هادي وغيرهم من طلبة العلم الذين تكلموا في هذا الباب، واضح ولَّا، لا.
المهم أنا لا أُريد أن أطيل على إخواني ولكن أنا أقول: لا بدّ أن نعرف هذه الأمور جيِّداً، وأن ندرس هذه الأمور جيّداً، وأن نجمع كلّ ما في الباب حتى نخلص إلى النتيجة ونُنزِّل الأدلة في منازلها الصحيحة
نرجع إلى كلام ابن تيمية لأن من ضمن ما ردَّ عليه شيخنا الشيخ ربيع على الحدَّاديين أنهم كانوا يسخرون من ابن تيمية، ويطعنون به، ويقولون: أنَّ طريقته في التعامل مع أهل البدع، لا يعرف طريقة الإمام أحمد، وأنه يجهل طريقة أحمد!، فردّ عليهم الشيخ ربيع في هذا الباب، وارجعوا إلى كتاب شيخنا حفظه الله إزهاق أباطيل عبد اللطيف، ولقد أشار إلى هذا، وبيَّن أنهم يطعنون في ابن تيميَّة، وأنهم يدَّعون ابن تيميَّة لا يعرف أُصول أحمد بن حنبل، يعرفها الجاهل فريد المالكي ومجموعة الحدَّاديين؛ فالح الحربي وجماعته!!
إذاً لا بدّ علينا أن نعرف المنهج السلفيّ، ونفهمه، ونفقهه، ولا نكون طرف نقيض، وأن نفتح الباب للدعوة، [...] وادعوا الناس وافتحوا الدروس، وبيِّنوا للناس، أنتم معكم السُّنن، ومعكم الآفاق، أنتم معكم النور
ومع أهل البدع والشرك الظلمة والضلال، وأنتم معكم الهدى والنور، والناس متعطِّشة للنور الذي عندكم، ومتعطِّشة للهدى الذي عندكم، لا تحرمون الناس من هذا الهدى وهذا النور بحجة هجر المبتدع، فهجر المبتدع معروف متى وكيف، وفَصَّل فيه ابن القيِّم، وفَصَّل فيه ابن تيميَّة، وفَصَّل فيه العلماء المعاصرين كشيخنا الشيخ ربيع عندما ردَّ على الحداديين، وعندما ردَّ على السروريين، ومنهج الموازنات عند السروريين ...
والذي يريد أن يصطاد بالماء العكر لن يضر إلا نفسه، والذي يريد أن يُوظِّف بعض الحاجات من أجل مآرب أُخرى، أو يكون دخيل مخترق للسلفيين لكي يُوقع بينهم فهو مكشوف، لأنَّ الدعوة السَّلفيَّة نور، وتكشف كلّ من يدخلها يريد الظلمة، وينكشف سواء هنا في السعوديَّة، أو عندكم، أو في أي مكان، وسوف يُكشف
وإذا صبر بعض طلبة العلم فترة من الزمن فلا يعني ذلك أنَّ الصبر، صبرهم لا نهاية له!، سوف يكشفون هذه الأشكال ويُوضِّحونها سواء من يريد أن يؤكِّد منهج السروريين، وطريقتهم في أهل البدع، وتساهلهم في ذلك، وينسبه للسلفيَّة باسم أنه سلفيّ!
أو من يُريد أن يُحيي فتنة الحدَّاديين باسم أنه سلفيّ، وأنَّ هذا من السَّلفيَّة!، هذا يُكشف، وهذا يُكشف!
المهم لا بدّ أنْ نعرف أنَّ الناس تنظر إليكم على أنكم حملة السُّنة، وحامل السُّنة لا بد أن يكون ذو خُلُقٍ عظيم، قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلَّم-
وقال تعالى: { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ }
ويقول النبي -صلى الله عليه وسلَّم-: (إنَّ الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة القائم بالليل)
ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (خيركم خيركم إسلاماً أحاسنكم أخلاقاً إذا فقهوا)
فلا بد على المرء المسلم أن يعتني بهذا، وأن يُكثر من قراءة أدلة الإخلاص، وأحاديث الإخلاص، وأدلة الأخلاق، وأحاديث الأخلاق، وحُسْن الأخلاق، ويُكثر من معرفة خطورة أمراض القلوب، وغير ذلك والحمد لله الكتُب موجودة ومؤلَّفة في هذا الباب )) اهـ.
----------------
[1] الكلمات التي لم أتمكن من سماعها واضحة جعلتها بين معكوفتين!.