على أمواج الأثير
نموذج كفر...
الدنيا في قبضة يدي
نتصرف في الكون وحدي
نحكم في الكون وحدي
أنا هو الإمام المهدي
عبد السلام الأسمر
( مما تلقيه طائفة السلامية في مذياع تونس)
من العجيب المؤسف أن يقف جهول خرافي من صرعى الطرقية أمام المذياع، فيلقي على العالم سخافات في مدح من لا يعرف له أثر في دين ولا في دنيا، إلا ما كان في رؤوس الجهال المنتسبين إليه الغالين فيه، ثمّ يتجاوز تلك السخافات إلى الشرك الصريح والكفر البواح، ثمّ يقف أمام ذلك المذياع نفسه علماء أجلاء وأساتذة كبار من جامع الزيتونة المعمور.
فيلقون المواعظ الدينية، والمحادثات الإرشادية، دون أن ينبس واحد منهمببنت شفة في إنكار ذلك السخف والكفر والضلال.
يعلم العلماء أنّ التوحيد هو الأساس الذي تنبني عليه أعمال الإيمان: أعمال القلوب وأعمال الجوارح، وأنّ الله لا يقبل شيئا منها إذا انبنى على الشرك، وقد قال تعالى: ((لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين)) فما هي قيمة تلك المواعظ والإرشادات المذاعة على من يعتقد أنّ عبد السلام وأمثاله يتصرفون في الكون، ويحكمون فيه، وهو في قبضة أيديهم؟
إنّ السواد الأعظم من العامّة –وهم الذين توجه إليهم تلك المواعظ والإرشادات أولا- قد نخرت صدورهم تلك العقائد الشركية، فكل طائفة منهم تعتقد لشيخها الحكم والتصرف والقبض على الكون، ومثل ما يلقيه خرافي مذياع تونس تجده في مدائح أشياخهم فاشيا كثيرا. فإذ سمعوا ذلك من مذياع تونس ثمّ سمعوا فيه حدسث العلماء اتونسيين حسبوا الجميع مما يقره الدين، ويرضاه العلم، ويوافق عليه العلماء وأيّ علماء؟ هم علماء جامع الزيتونة، ومنهم المفتي والمدرس والإمام كل هؤلاء قد سمعناهم في المذياع.
هل أحتاج إلى تذكير هؤلاء الفضلاء بما أوجب الله عليهم من البيان، وبما توعدهم به عند الكتمان؟
أم هل أحتاج إلى تعريفهم بما في فشو هذه العقائد الشركية من فساد وهلاك، ومال انتهت إليه بالناس من جمود واستخدام وتواكل وإهمال وهوان؟ أم هل أحتاج إلى تنبيههم إلى ما يراد من إذاعة مثل هذه الضلالات على الناس..؟
فقد يقول إخواني المذيعون من الزيتونيين لسنا لسنا وحدنا المسؤولين عمّا يذاع، أي والله لستم وحدكم مسؤولين، فإنّ هنالك الهيئة الشرعية الكبرى، وهنالك مشيختا الإسلام، بله غيرهم، ولكن بتقدمكم للمذياع وقفتم موقف المرشد العام المهتم بأمور المسلمين وإصلاح حالهم، الطارح عن عاتقه رداء الخمول، المنعتق من قيود الجمود المبتعد عن زوايا العزلة ومغاور التقديس. فاستحققتم هذا اللوم تخصون به من أخ لكم يعرف منازلكم في العلم، وعقيدتكم في الإصلاح، وإن كنتم بها لا تجهرون. أما حساب كل ساكت عن الحق مقر للباطل حسابا عاما شاقا فهو على الله وسينال كل منه نصيبه.
ولئن سكتم أنتم أيها العلماء الزيتونيون فإنّ الحق لا يعدم أنصارا، فقد صدع به أخ زيتوني آخر من رجال الصحافة هو: الشيخ زين العابدين السنوسي صاحب جريدة ((تونس)) الحرّة، وإن كان لم يتفطن لهذه الكفريات التي نشرناها في المربع فكان كلامه خفيفا لينا.
يسرني والله أن يرتفع صوت الحق من أي أحد كان، ولكنني أحب أن يبدأ به أصحاب الفضيلة وشيوخ الهداية والذين هم –بحكم منصبهم- قدوة النّاس وقادتهم في الدين.
جربوا أن تقولوا كلمة الحق تردون بها تلك الضلالات وتحذرون المسلمين منها، فإن وافقتكم إدارة المذياع –ولا أخالها- فقد أدّيتم الأمانة، وبرئتم ذمّتكم من المسؤولية، وإن أبت عليكم أن تعلنوا كلمة الحق في الصحافة، وتتبرؤون من تلك الضلالات وناشريها، فإنّ أبيتم فعليكم من الإثم ما تعلمون. وقاكم الله ماتكرهون.
عبد الحميد بن باديس
البصائر: 27 ذي الحجة 1357 هـ _ 18 فيفري 1939 م.
أمن عاصمة ((الزيتونة)) يذاع هذا الضلال؟!
بقلم الإمام العلامة السلفي: عبد الحميد بن باديس رحمه الله.
أعدّها:
أبو عبد الله غريب بن عبد الله الأثري
بقلم الإمام العلامة السلفي: عبد الحميد بن باديس رحمه الله.
أعدّها:
أبو عبد الله غريب بن عبد الله الأثري
نموذج كفر...
الدنيا في قبضة يدي
نتصرف في الكون وحدي
نحكم في الكون وحدي
أنا هو الإمام المهدي
عبد السلام الأسمر
( مما تلقيه طائفة السلامية في مذياع تونس)
من العجيب المؤسف أن يقف جهول خرافي من صرعى الطرقية أمام المذياع، فيلقي على العالم سخافات في مدح من لا يعرف له أثر في دين ولا في دنيا، إلا ما كان في رؤوس الجهال المنتسبين إليه الغالين فيه، ثمّ يتجاوز تلك السخافات إلى الشرك الصريح والكفر البواح، ثمّ يقف أمام ذلك المذياع نفسه علماء أجلاء وأساتذة كبار من جامع الزيتونة المعمور.
فيلقون المواعظ الدينية، والمحادثات الإرشادية، دون أن ينبس واحد منهمببنت شفة في إنكار ذلك السخف والكفر والضلال.
يعلم العلماء أنّ التوحيد هو الأساس الذي تنبني عليه أعمال الإيمان: أعمال القلوب وأعمال الجوارح، وأنّ الله لا يقبل شيئا منها إذا انبنى على الشرك، وقد قال تعالى: ((لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين)) فما هي قيمة تلك المواعظ والإرشادات المذاعة على من يعتقد أنّ عبد السلام وأمثاله يتصرفون في الكون، ويحكمون فيه، وهو في قبضة أيديهم؟
إنّ السواد الأعظم من العامّة –وهم الذين توجه إليهم تلك المواعظ والإرشادات أولا- قد نخرت صدورهم تلك العقائد الشركية، فكل طائفة منهم تعتقد لشيخها الحكم والتصرف والقبض على الكون، ومثل ما يلقيه خرافي مذياع تونس تجده في مدائح أشياخهم فاشيا كثيرا. فإذ سمعوا ذلك من مذياع تونس ثمّ سمعوا فيه حدسث العلماء اتونسيين حسبوا الجميع مما يقره الدين، ويرضاه العلم، ويوافق عليه العلماء وأيّ علماء؟ هم علماء جامع الزيتونة، ومنهم المفتي والمدرس والإمام كل هؤلاء قد سمعناهم في المذياع.
هل أحتاج إلى تذكير هؤلاء الفضلاء بما أوجب الله عليهم من البيان، وبما توعدهم به عند الكتمان؟
أم هل أحتاج إلى تعريفهم بما في فشو هذه العقائد الشركية من فساد وهلاك، ومال انتهت إليه بالناس من جمود واستخدام وتواكل وإهمال وهوان؟ أم هل أحتاج إلى تنبيههم إلى ما يراد من إذاعة مثل هذه الضلالات على الناس..؟
فقد يقول إخواني المذيعون من الزيتونيين لسنا لسنا وحدنا المسؤولين عمّا يذاع، أي والله لستم وحدكم مسؤولين، فإنّ هنالك الهيئة الشرعية الكبرى، وهنالك مشيختا الإسلام، بله غيرهم، ولكن بتقدمكم للمذياع وقفتم موقف المرشد العام المهتم بأمور المسلمين وإصلاح حالهم، الطارح عن عاتقه رداء الخمول، المنعتق من قيود الجمود المبتعد عن زوايا العزلة ومغاور التقديس. فاستحققتم هذا اللوم تخصون به من أخ لكم يعرف منازلكم في العلم، وعقيدتكم في الإصلاح، وإن كنتم بها لا تجهرون. أما حساب كل ساكت عن الحق مقر للباطل حسابا عاما شاقا فهو على الله وسينال كل منه نصيبه.
ولئن سكتم أنتم أيها العلماء الزيتونيون فإنّ الحق لا يعدم أنصارا، فقد صدع به أخ زيتوني آخر من رجال الصحافة هو: الشيخ زين العابدين السنوسي صاحب جريدة ((تونس)) الحرّة، وإن كان لم يتفطن لهذه الكفريات التي نشرناها في المربع فكان كلامه خفيفا لينا.
يسرني والله أن يرتفع صوت الحق من أي أحد كان، ولكنني أحب أن يبدأ به أصحاب الفضيلة وشيوخ الهداية والذين هم –بحكم منصبهم- قدوة النّاس وقادتهم في الدين.
جربوا أن تقولوا كلمة الحق تردون بها تلك الضلالات وتحذرون المسلمين منها، فإن وافقتكم إدارة المذياع –ولا أخالها- فقد أدّيتم الأمانة، وبرئتم ذمّتكم من المسؤولية، وإن أبت عليكم أن تعلنوا كلمة الحق في الصحافة، وتتبرؤون من تلك الضلالات وناشريها، فإنّ أبيتم فعليكم من الإثم ما تعلمون. وقاكم الله ماتكرهون.
عبد الحميد بن باديس
البصائر: 27 ذي الحجة 1357 هـ _ 18 فيفري 1939 م.