التفريغ :
هذا يقول: هناك من يهون من شأن الخروج على ولي الأمر والإحتجاج عليه علنا ويقول قد اعترض سلمان الفارسي على أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه فما هو الرد على مثل هذا ؟
الجواب :
فى إيش اعترض سلمان ؟ هات نسألوا هذا الأخ السائل .
هذا لا يصح ، وولاة الأمور الله سبحانه وتعالى قد جعل لهم مكانة فى شرعه ومما جعله لهم تعظمهم وهيبتهم والسعى فى الإبقاء على هيبتهم، فإن إبقاء هيبتهم فى نفوس الناس يتولد عنها انضباط أمور الحياة والمعاش مما لا يمكن أن يتأتي إلا بتعظمهم فى النفوس الرعية كما ذكر ذلك أهل العلم .
فيجب على المسلم أن يبتعد عن مثل هذه الأعمال الغوغائية التى نراها اليوم مما يُسمونه الربيع العربي وهو كلام باطل ، وقد تركوا بالربيع العربي بكلام النبي ﷺ للأسف .
بل الذين بالأمس كانوا يفعلونه لما فُعل اليوم معهم عادوا وتذكروا اليوم حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه) . رواه مسلم . زاد النسائي وأحمد (كائنا من كان) .
طيب أنت أمس فعلتموه والآن تذوقونه جزاءا وفاقا تماما.
وكانت دواءي وهى داءي بعينيه *** كما يتداوى صاحب الخمر بالخمر.
أمس فعلتموه والآن تأخذونه جزاءا وفاقا.
الشاهد على كل حال حتى لو عصى العبد الله فى هذا الباب وفعل ما فعل ثم استقر له الأمر واجتمع الناس عليه وسُلِّمت إليه المقاليد للأمور والسلطة فإننا والله لا نُجازيه بفعله لأننا لا ننطلق من هوى أنفسنا ولكن نُجازئه بقول رسولنا ﷺ
فإذا عصى ، أنتم اسمعوا كلام العلماء يقولون : فلو غلب إنسان وأخذ الملك بالقوة (يعنى قام على الذى قبله وأخذ الملك بالقوة ) واستقر له الأمر وأصبح الناس يدعونه بالسلطان ؛ فإنه سلطان تجب طاعته ولا يحل مُنازعته والخروج عليه .
وهذا نقوله مع الإخوان المسلمين اليوم إذا ولي منهم أحد وغلب ، لو كانت الطريقة غير مرضية فى فعله هو ؛ لكن لو استتب له الأمر ، نقول لا يجوز مُنازعته .
فيعلمون إن شاء الله أننا نطلق مع أنفسنا من قول رسولنا صلى الله عليه وسلم لا من فعلهم فما عندنا من ردود أفعال ، ما عندنا ردود أفعال ، لكل فعل ردة فعل مُضادة له في القوة ومُعاكسة له فى الإتجاه القانون المعروف . لا. نقول إذا ولى الأمر واستتب له الأمر وسُلمت له المقاليد وإن كنا بالأمس نُنكر عليه ؛ لكن الآن نقول لا يجوز ، وخطئه لا يُطاع فيه .
قال لى بعضهم أنتم تتكلمون فى الحُكام ، وأنتم تُنكرون ذلك!!
قلت : كيف يا أخي وضح لى ؟
قال: أنتم الآن تتكلمون فى الإخوان المسلمين وهم حُكام ، وأنتم تقولون ما يجوز الكلام فى ولاة الأمر !!
قلت له : تَعال .
الكلام الذى هو مثل كلام هؤلاء الغوغاء لايجوز ، الذى يُراد به إستثارة الناس على الحاكم إذا إستقر له الحكم واجتمع الناس عليه ، هذا لايجوز.
لكن الكلام على بدعة الحاكم يجب بيان البدعة والرد عليها ، وعندي دواء ذلك ، أعطيك دليلًا ناجعًا إن شآء الله ينفعك :
الإمام أحمد رحمه الله تعالى كان يُعارض الخروج على المأمون ، صح ولا لا؟
والمأمون يقول بخلق القرآن ويدعوا الناس إليه ويمتحن العلماء به وفيه وضُرب من ضُرب وحُبس من حُبس ، وممن ضُرب أحمد رحمه الله . نعم ومع ذلك يقول لا تخرجوا ، كفوا دماء المسلمين ، الله الله فى دماء المسلمين ، هذا خلاف الآثار إن نجد فى الآثار ما صلوا فلا.
وأنا أسألك بالله من الذى قاوم المأمون فى بدعة القول بخلق القرآن ؟
ومن قاوم بدعة ابن أبي دواد وعلماء المعتزلة المقربين عند المأمون وصنف الكتب فى الرد عليه ؟
أحمد .
هذا هو الطريق الصحيح الذى نسلكوه نحن إن شآء الله تبارك وتعالى .
فسكت.
فنحن نقول هذا الذى يجب علينا ،الإنكار على الأمير، على السلطان ، على الرئيس ، على الملك ، على الحاكم ، رئيس الجمهورية ، أين كان من أسماء الولاة .
علنًا على الناس لا يجوز ، هذا باطل لأنه سبب فى الفوضى وأنتم ترون ما تعيشوه مصر الشقيقة وبلدان المسلمين العربية الأخرى هذا شر ، باب شر إذا فُتح ووُجد من تحدث فى هذا الجانب بهذا النحو بالعواطف العواصف التى لا يزمها خطام ولا زمام ، يتولد أعظم وأعظم من الشر الذى نرى.
فلا يجوز ذلك ، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يلطف بالمسلمين .
لكن هل الإخوان المسلمين يُعاملون السلفين و أهل السنة بهذا الميزان ؟
لا أعلم ذلك منهم لا قديمًا ولا حديثًا .
وأسال الله أن يهديهم ويُريهم الحق بإذنه.
نعم.
لتحميل الصوتيّة (MP3)
لتحميل التفريغ (PDF)