أما بعد؛ فقد اطلعت على مقال للشيخ سعد الحصين نشرته صحيفة الجزيرة في 2/8/1434هـ، احتوى على حوار مع الشيخ أبي عبدالرحمن ابن عقيل مشتملٍ على فقرات جاء في الفقرة السابعة منها الثناء بحقٍ على المشايخ: شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ محمد ناصر الدين الألباني والشيخ محمد العثيمين رحمهم الله والشيخ صالح الفوزان حفظه الله ووفقه لما فيه رضاه، ثم أشار إلى آخرين من العلماء وطلبة العلم ذكرهم الشيخ أبو عبدالرحمن ابن عقيل، ثم قال: «ولكني لا أعرف منهم من يُلَزُّ في قَرَن ابن عثيمين والفوزان فضلاً عن ابن باز وأقربهم إلى ذلك الشيخ عبد المحسن العبّاد، ولكني ادّعيت في رسالة خاصّة به أنّ حركيّ الزّلفى أعْدَوه فصار يُعْلن نقد ولاة الأمر على الانترنت، وكان قبل بضع سنوات ينكر على العواجي وأمثاله ذلك»، وأنبه حول هذا المقطع بما يلي:
1. جاء في أمثال العرب: «ما هكذا تورد يا سعد الإبل» وهو مثل في الأصل قيل لرجل اسمه سعد حصل منه إيراد الإبل على الماء على وجه غير مناسب فقيل له ما هكذا تورد يا سعد الإبل، ثم صار مثلاً يضرب لكل من حصل منه عمل غير مناسب، وأنا أضرب المثل للشيخ سعد الحصين فأقول: ما هكذا تورد يا سعد الإبل، وقد اتَّحد مورد المثل ومَضْرَبُه اسماً ومسمىً.2. وأما زعمه أنه حصلت لي العدوى من الحركيين فغير خافٍ على الحركيين وغيرهم أنه لا تلاقي بيني وبين الحركيين وهم يعلمون أني في وادٍ غير واديهم، وهم أول من ينتقد الشيخ سعداً في إلحاقي بهم، والحركيون في هذه البلاد منهم أهل تفجير وتدمير وقد كتبت فيهم رسالتين إحداهما بعنوان: «بأي عقل ودين يكون التفجير والتدمير جهاداً؟! ويحكم أفيقوا يا شباب!» طبعت عام 1424هـ، والثانية بعنوان: «بذل النصح والتذكير لبقايا المفتونين بالتكفير والتفجير» طبعت عام 1427هـ وطبعتا معاً في عام 1428هـ ضمن مجموع كتبي ورسائلي (6/225ـ279)، ومنهم التغريبيون الماكرون بهذه البلاد حكومةً وشعباً الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، وأكثر الكلمات التي نشرت لي في الانترنت في التحذير منهم وبيان خطرهم على هذه البلاد حكومة وشعباً يتضح ذلك من عناوين تلك الكلمات؛ منها: «دعاة تغريب المرأة ومتبعو الأهواء والشهوات هم الذين وراء بدء انفلات بعض النساء أخيراً في بلاد الحرمين»، «خطر التوسع في الابتعاث على بلاد الحرمين»، «نحب لدولتنا السعودية دوام عزها ونبغض التغريبيين الساعين بمكرهم لإضعافها»، «لا يليق بأهل المجد أن يكونوا مستنداً للتغريبيين الماكرين بمجدهم»، «تحريم قيادة المرأة السيارة وبيان خطرها وضررها على بلاد الحرمين»، «إن هدى الله هو الهدى فماذا بعد الحق إلا الضلال يا دعاة التغريب؟!»، «كل هؤلاء مسؤولون يوم القيامة عن انفلات النساء في بلاد الحرمين»، «بيع النساء في الأسواق ما يحل منه وما يحرم»، «اهتمام الصحافة بنشر أخبار انفلات النساء وإبرازها تعييناتهن بمناصب قيادية»، «بلاد الحرمين وخطر أعدائها الثلاثة»، وهؤلاء الأعداء هم التكفيريون والتغريبيون والحوثيون الذين تسللوا من جنوب المملكة عام 1431هـ.ولما حصلت أحداث في بعض البلاد العربية في أوائل عام 1432هـ ذهب فيها بعض الدول وحل محلها دول أخرى أظهرت بعض أفاعي التغريبيين رؤوسها فتحروا شراً لبلاد الحرمين في يوم الجمعة 6/4/1432هـ وكتب بعضهم كتابات مطالبين فيها تحول الدولة في بلاد الحرمين إلى دولة دستورية، وكان منهم ثلاث فئات، الفئة الأولى: تسعة أسسوا حزباً سموه حزب الأمة الإسلامي زعموا أنهم الهيئة التأسيسية لهذا الحزب وأنه أول حزب سياسي في السعودية نشروا مطالبهم الإفسادية في شبكة المعلومات (الانترنت) والاسم المناسب لهذا الحزب: (حزب التسعة الرهط) الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، والفئة الثانية: كتبت رسالة لخادم الحرمين تحت عنوان: «نحو دولة الحقوق والمؤسسات» كتبها بعضهم وجمعوا عليها توقيعات كثيرة وقد كتبت عن هاتين الفئتين كلمة بعنوان: «خطورة الإفساد في بلاد الحرمين بعد إصلاحها»، نشرت في 3/4/1432هـ، والفئة الثالثة: فئة تركي الحمد ومن كان على شاكلته نشروا مطالبهم في الانترنت تحت عنوان: «نداء من مثقفين سعوديين إلى القيادة السياسية: إعلان وطني للإصلاح» وقد كتبت كلمة عن هذه الفئة تحت عنوان: «من أسوإ المفسدين في بلاد الحرمين تركي الحمد» نشرت في 4/4/1432هـ وقد حفظ الله بلاد الحرمين من الشر الذي تحراه هؤلاء التغريبيون لها وأسأله عز وجل أن يبقي دولة هذه البلاد مستقيمة على أمر الله محكمة لشرعه لتظفُر بحفظ الله وتأييده؛ وقد قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا الله يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}، وقال صلى الله عليه وسلم: «احفظ الله يحفظك» وهو قطعة من حديث ثابت رواه الترمذي وغيره.3. وأما زعمه أنني صرت أعلن نقد ولاة الأمر على الانترنت فإن نقدي في الحقيقة لأعداء الدولة من التغريبيين الماكرين بها وبرعيتها والتنبيه على مفاسد جلبوها لهذه البلاد حكومةً وشعباً مثل ما جاء في كلمة: «ما للنساء في بلاد الحرمين وعضوية مجلس الشورى والترشح والتصويت في المجالس البلدية»، والنصح سراً لولاة الأمر مطلوب وقد بعثت قبل أول كلمة نشرت في 18/2/1430هـ ثمان رسائل لخادم الحرمين حفظه الله ووفقه لما فيه رضاه سلمتُ أربعاً منها بيده والغالب أن رئيس الديوان الملكي لم يقرأها عليه، وكل كلماتي المنشورة تشتمل على تنبيهات لسلامة هذه البلاد من محدثات التغريبيين التي تعود بالضرر على بلاد الحرمين حكومةً وشعباً.4. وأما رسالته الخاصة التي ادعى فيها حصول العدوى لي من الحركيين فالغالب أن الباعث له عليها كلام قلته في التحذير من أحد كبار التغربيين وهو غازي القصيبي رحمه الله قلت فيه: «وعسى أن يحصل لهذا الغازي غضبة أخرى تبعده عن الإفساد في أرض الحرمين بعد إصلاحها ولو ببعثه إلى البحرين سفيرا مرة أخرى!» بدليل أنه كتب له رسالة وهو مريض أثنى عليه فيها ثناءً عظيماً رددت عليه بكلمة بعنوان: «كلمة حول رسالة الشيخ سعد الحصين إلى الدكتور القصيبي» قلت في أولها: «فقد اطلعت على رسالة بعث بها الشيخ سعد الحصين إلى الدكتور غازي القصيبي نشرتها صحيفة الجزيرة في تاريخ 2/7/1431هـ، وقد ملأها بالمدح والثناء عليه ومما قال فيها: «أما بعد: فلو كان في استطاعة وطن التوحيد والسنة ومحبيك من أهله أن يُفادوا صحّتك بالمال والمتاع بل بالآلاف المؤلفة من السعوديين ـ فضلاً عن غيرهم ـ لما تأخرتَ عن العودة إلينا حتى اليوم، فأكثرنا مستهلكون، وقد ميَّزك الله في قلة من المواطنين ـ على رأسهم ابن باز رحمه الله ـ ميّزك بالإنتاج إلى درجة لا يسهل علينا التأسي بها؛ كنت طالباً متميزاً وأستاذاً متميزاً وموظفاً متميزاً وأديباً متميزاً ومثقفاً متميزاً»»، ولم ينس الشيخ سعد ذكر الدكتور القصيبي في هذه المقالة الجديدة؛ فقد قال في أولها: «ومنذ أكثر من ثلاثين سنة لم أرغب القراءة في الصّحف إلاّ له ـ يعني الشيخ ابن عقيل ـ أو لغازي القصيبي ـ رحمه الله ـ وخلفه في أهله وفي الأمّة جميعاً خير خلف».5. وأما زعمه أني كنت قبل بضع سنوات أنكر على العواجي وأمثاله ذلك، فلا أدري من أين للشيخ سعد ذلك، وأنا لا أعرف العواجي ولا أذكر أنني لقيته ولا تحدثت معه حتى في الهاتف، ولم يأت ذكر اسمه في جميع رسائلي وكلماتي.6. وأما مقالاتي الناصحة لهذه البلاد حكومةً وشعباً التي كانت محل ذمٍ من الشيخ سعد فقد كانت محل إعجاب لأخيه شيخي الشيخ صالح الحصين رحمه الله ـ وقد درسني في معهد الرياض العلمي سنة 1373هـ ـ فقد كنت أبعث له ما يصدر لي من كلمات وإذا اتصلت به هاتفياً أسأله عن وصولها أثنى عليها ثناءً عظيماً وقال: إن هذا من أعظم الجهاد في سبيل الله.وأسأل الله عز وجل أن يتجاوز عني وعن الشيخ سعد وأن يوفقنا للصدق في القول والإخلاص في العمل، وأن يوفق المسلمين جميعاً لما يحمدون عاقبته في الدنيا والآخرة، وأن يحفظ هذه البلاد حكومة وشعباً من كل شر، وأن يوفقها لكل خير ويقيها شر الأشرار وكيد الكفار والفجار، إنه سميع مجيب.وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه.