صحيح وصريح السنة في معاملة حكام الأمة
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني» (رواه البخاري ومسلم).2- عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس قال قلت كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك قال تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع» (رواه مسلم).
3- عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية» (رواه مسلم).
4- عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « من حمل علينا السلاح فليس منا » (رواه البخاري ومسلم).
5- عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « من كره من أميره شيئا فليصبر عليه فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبرا فمات عليه إلا مات
ميتة جاهلية ) (رواه البخاري ومسلم )
ولايجوز الخروج عليه ولاعزله ولاخلعه مادام اقام فينا الصلاة ولم يكفر
6- عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم قالوا قلنا يا رسول الله أفلا ننابذهم عند ذلك قال لا ما أقاموا فيكم الصلاة لا ما أقاموا فيكم الصلاة ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة» (رواه مسلم).
بل لا يجوز سبهم وغشهم وشتمهم على الملأ وعلى المنابر:
7- عن أنس رضي الله عنه قال: «نهانا كبراؤنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تسبوا امراءكم ولا تغشوهم ولا تبغضوهم واتقوا الله واصبروا فإن الأمر قريب» (رواه ابن أبي عاصم. وقال الألباني: إسناده جيد).
بل يجب مقاتلة من خرج عليهم كائنا من كان:
8- عن عرفجة الأشجعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه (وفي لفظ: فاضربوه بالسيف كائنا من كان) » (رواه مسلم).
وتكون مناصحة أولياء الأمور سرا، وليس علانية على المنابر وفي الفضائيات والميادين:
9- عن عياض بن غنم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية، ولكن يأخذ بيده فيخلو به، فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه » (رواه ابن أبي عاصم. وصححه الألباني).
10_ عن شقيق عن أسامة بن زيد قال: قالوا له: ألا تدخل على هذا الرجل فتكلمه؟ قال: فقال: ألا ترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم؟! والله لقد كلمته فيما بيني وبينه، ما دون أن أفتح أمرا لا أحب أن أكون أنا أول من فتحه (رواه أحمد في المسند بإسناد صحيح).
ويجوز الخروج على الحاكم إذا كفر كفرا بواحا لا يختلف فيه اثنان عندنا فيه من الله برهان:
11- قال عبادة بن الصامت: دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم دعانا فبايعناه فكان فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله قال إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان» (رواه البخاري ومسلم).
نموذج تطبيقي لهذه السنة النبوية:
عن سويد بن غفلة قال: قال لي عمر: يا أبا أمية إني لا أدري لعلي لا ألقاك بعد عامي هذا فإن أمر عليك عبد حبشي مجدع فاسمع له وأطع وإن ضربك فاصبر وإن حرمك فاصبر وإن أراد أمرا ينقص دينك فقل سمعا وطاعة دمي دون ديني ولا تفارق الجماعة (رواه الخلال في السنة بإسناد صحيح).
بعض أقوال أئمة السلف في هذه السنة:
1- قال سفيان الثوري: يا شعيب لا ينفعك ما كتبت حتى ترى الصلاة خلف كل بر وفاجر (شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي).
2- وقال أحمد بن حنبل: والسمع والطاعة للأئمة، وأمير المؤمنين البر والفاجر، ومن ولي الخلافة فاجتمع الناس عليه ورضوا به، ومن غلبهم بالسيف حتى صار خليفة وسمي أمير المؤمنين (شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي).
3- وقال الحسن بن علي البربهاري: وإذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى وإذا سمعت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله (شرح السنة للبربهاري).
4- وقال الطحاوي: ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا، ولا ندعو عليهم، ولا ننزع يدا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله - عز وجل - فريضة، ما لم يأمروا بمعصية، وندعو لهم بالصلاح والمعافاة (العقيدة الطحاوية).
5- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: ولهذا كان المشهور من مذهب أهل السنة أنهم لا يرون الخروج على الأئمة وقتالهم بالسيف وإن كان فيهم ظلم، كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الفساد في القتال والفتنة أعظم من الفساد الحاصل بظلمهم بدون قتال ولا فتنة، فلا يدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما، ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته (منهاج السنة النبوية3/391).
6- وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: ان من تمام الاجتماع السمع والطاعة لمن تأمر علينا ولو كان عبداً حبشياً، فبين الله هذا بياناً شائعاً كافياً بوجوه من أنواع البيان شرعاً وقدراً، ثم صار هذا الأصل لا يعرف عند أكثر من يدعي العلم فكيف العمل به؟![ الجامع الفريد ص324]
7- وقال الشيخ السعدي: وأما النصيحة لأئمة المسلمين، وهم ولاتهم - من السلطان الأعظم إلى الأمير، إلى القاضي، إلى جميع من لهم ولاية صغيرة أو كبيرة - فهؤلاء لمّا كانت مهماتهم وواجباتهم أعظم من غيرهم، وجب لهم من النصيحة بحسب مراتبهم ومقاماتهم، وذلك باعتقاد إمامتهم، والاعتراف بولايتهم، ووجوب طاعتهم بالمعروف، وعدم الخروج عليهم، وحث الرعية على طاعتهم، ولزوم أمرهم الذي لا يخالف أمر الله ورسوله، وبذل ما يستطيع الإنسان من نصيحتهم، وتوضيح ما خفي عليهم مما يحتاجون إليه في رعايتهم، كل أحد بحسب حاله، والدعاء لهم بالصلاح والتوفيق، فإن صلاحهم صلاح لرعيتهم، واجتناب سبهم والقدح فيهم وإشاعة مثالبهم، فإن في ذلك شرَّاً وضرراً وفساداً كبيراً.
فمن نصيحتهم: الحذر والتحذير من ذلك، وعلى من رأى منهم ما لا يحل أن ينبههم سراً، لا علناً، بلطف، وعبارة تليق بالمقام، ويحصل بها المقصود، فإن هذا مطلوب في حق كل أحد، وبالأخص ولاة الأمور، فإن تنبيههم على هذا الوجه فيه خير كثير، وذلك علامة الصدق والإخلاص (الرياض الناضرة ص49).