السّؤال:
هذا يقول؛ سائل:
سمعنا من ينتسبُ للسّلفيَّة يُؤصِّل أصولاً في الرّدِّ على المُبتدع يقول: لا ترُدّ عليه حتّى تعرفَ مقصده؛ حتّى تكون عالمًا وحتّى وحتّى ... فما الرّدُّ عليهِ؟
الجواب:
أقول: أمَّا أنّه يُشترط العِلم في الرّدّ فَنَعَمْ سمِعتُموه قبلَ قليلٍ.
وامَّا أنّك لا تُرُدّ عليهِ حتّى تعرِفَ مقصدهُ فهذا الكلام يحتاجُ إلى كلام.
إذا كان كلامُهُ ظاهر البُطلان أنا أسألُهُ عن مقصَدِهِ؟!
إنّما يُسأل في المُجمَل المُحتمِل، أمّا البَيِّن البُطلان فهذا لابُدَّ من الرّدِّ عليهِ.
إذا كُنتَ ممَّن هُوَ أهلٌ للرّدِّ وسُئلتَ عن ذلكَ أو توجَّبَ عليكَ بأن لم يُوجَد من يكفيكَ فإنّه يجبُ عليكَ البيان، ونحنُ ما أُمِرنا أن نبحثَ عن مقاصد النّاس، نحن أُمِرنا أن نأخذ النّاس على ظواهرهم.
النّبيّ -صلّى اللهُ عليهِ وسلّم- يقول:(إنّكُم تختَصِمُون إليَّ؛ ولعلَّ بعضكُم يكُون ألحَن بحُجّتِهِ من بَعض، وإنّما أنا بشرٌ أقضي لكُم على نحوٍ ممّا أسمع، فمن قَضيتُ له بشيءٍ من مالِ أخيهِ فإنّما أقطعَ لهُ قطعةً من نار إسطامًا...) الحديث.
ويقول لأسامة بن زيد -رضي اللهُ عنهُمَا-:(هلاَّ شقَقْتَ عن قلبهِ؟) لمّا قال الرّجُل: لا إله إلاّ الله فَقَتَلَهُ؛ علاهُ أُسَامة بالسّيف فقتَلَهُ، قال:(إنّما قالهَا تَعوُّذًا)، قال:(هلاَّ شقَقْتَ عن قلبهِ؟).
فما تعرف الذي في بطنِهِ ولم تُكلّف بهِ، تُكلَّف بالظّاهر، وعُمَر -رضي الله عنهُ- أمير المُؤمنين يقول كما في البُخاريّ:(كان النّاسُ في زمنِ النّبوّة يُؤخذون بالوحي، أمّا الآن فقد انقطع الوحي...) مات رسولُ اللهِ -صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم- (...إنّما نأخُذُ النّاس بالظّاهر، من أظهر لنا خيرًا أدْنَيْنَاهُ وقرّبناه، ومن أظهر شرًّا أقْصَيْنَاه وأبعدناهُ) أو كما قال -رحمهُ الله-.
فنحنُ ما أُمرنا بالتّفتيش عن المقاصد، من كان كلامُهُ باطلاً يُرَدّ الباطل، وإذا كان هُوَ جَهِل وقال: أنا قصدتُّ كذا ولكنِّي أخطأتُ في التّعبير؛ نقول: الحمدُ للهِ إذَنْ أنتَ الذي صحَّحت لنفسك؛ فلا يجوزُ حينئذ أن يَتْبَعَك أحد على هذا الباطِل وقد اعترفتَ، فتَكُون أنتَ أيُّهَا الرّادّ مُحسن إلى النّاس ابتداءً، وإليهِ هُوَ ثانيًا.
هذا الكلامُ غير صحيحٍ.اهـ (1)
(للتحميل)
وفرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة
17 / جمادى الآخرة / 1434هـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
(1) من جلسةٍ للشّيخ العلاّمة: مُحمّد المدخلي -حفظه الله- بعُنوان:«ثوابت عادُوا إلى التّشكيكِ فيهَا» والتي نُقلت عبر إذاعة ميراث الأنبياء.
هذا يقول؛ سائل:
سمعنا من ينتسبُ للسّلفيَّة يُؤصِّل أصولاً في الرّدِّ على المُبتدع يقول: لا ترُدّ عليه حتّى تعرفَ مقصده؛ حتّى تكون عالمًا وحتّى وحتّى ... فما الرّدُّ عليهِ؟
الجواب:
أقول: أمَّا أنّه يُشترط العِلم في الرّدّ فَنَعَمْ سمِعتُموه قبلَ قليلٍ.
وامَّا أنّك لا تُرُدّ عليهِ حتّى تعرِفَ مقصدهُ فهذا الكلام يحتاجُ إلى كلام.
إذا كان كلامُهُ ظاهر البُطلان أنا أسألُهُ عن مقصَدِهِ؟!
إنّما يُسأل في المُجمَل المُحتمِل، أمّا البَيِّن البُطلان فهذا لابُدَّ من الرّدِّ عليهِ.
إذا كُنتَ ممَّن هُوَ أهلٌ للرّدِّ وسُئلتَ عن ذلكَ أو توجَّبَ عليكَ بأن لم يُوجَد من يكفيكَ فإنّه يجبُ عليكَ البيان، ونحنُ ما أُمِرنا أن نبحثَ عن مقاصد النّاس، نحن أُمِرنا أن نأخذ النّاس على ظواهرهم.
النّبيّ -صلّى اللهُ عليهِ وسلّم- يقول:(إنّكُم تختَصِمُون إليَّ؛ ولعلَّ بعضكُم يكُون ألحَن بحُجّتِهِ من بَعض، وإنّما أنا بشرٌ أقضي لكُم على نحوٍ ممّا أسمع، فمن قَضيتُ له بشيءٍ من مالِ أخيهِ فإنّما أقطعَ لهُ قطعةً من نار إسطامًا...) الحديث.
ويقول لأسامة بن زيد -رضي اللهُ عنهُمَا-:(هلاَّ شقَقْتَ عن قلبهِ؟) لمّا قال الرّجُل: لا إله إلاّ الله فَقَتَلَهُ؛ علاهُ أُسَامة بالسّيف فقتَلَهُ، قال:(إنّما قالهَا تَعوُّذًا)، قال:(هلاَّ شقَقْتَ عن قلبهِ؟).
فما تعرف الذي في بطنِهِ ولم تُكلّف بهِ، تُكلَّف بالظّاهر، وعُمَر -رضي الله عنهُ- أمير المُؤمنين يقول كما في البُخاريّ:(كان النّاسُ في زمنِ النّبوّة يُؤخذون بالوحي، أمّا الآن فقد انقطع الوحي...) مات رسولُ اللهِ -صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم- (...إنّما نأخُذُ النّاس بالظّاهر، من أظهر لنا خيرًا أدْنَيْنَاهُ وقرّبناه، ومن أظهر شرًّا أقْصَيْنَاه وأبعدناهُ) أو كما قال -رحمهُ الله-.
فنحنُ ما أُمرنا بالتّفتيش عن المقاصد، من كان كلامُهُ باطلاً يُرَدّ الباطل، وإذا كان هُوَ جَهِل وقال: أنا قصدتُّ كذا ولكنِّي أخطأتُ في التّعبير؛ نقول: الحمدُ للهِ إذَنْ أنتَ الذي صحَّحت لنفسك؛ فلا يجوزُ حينئذ أن يَتْبَعَك أحد على هذا الباطِل وقد اعترفتَ، فتَكُون أنتَ أيُّهَا الرّادّ مُحسن إلى النّاس ابتداءً، وإليهِ هُوَ ثانيًا.
هذا الكلامُ غير صحيحٍ.اهـ (1)
(للتحميل)
وفرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة
17 / جمادى الآخرة / 1434هـ
(1) من جلسةٍ للشّيخ العلاّمة: مُحمّد المدخلي -حفظه الله- بعُنوان:«ثوابت عادُوا إلى التّشكيكِ فيهَا» والتي نُقلت عبر إذاعة ميراث الأنبياء.
تعليق