نَصِيحَةُ الشَّيْخ الوُصابِيّ لِأَحْمَد ابن أَبِي العَيْنَيْن المَصْرِيّ
السّؤال:
وهذا سائلٌ -أيضًا- من مصر يقول: الحمدُ للهِ والصّلاة والسّلامُ على رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم- يقول: أنّ أحمد ابن أبي العينين المصري صهر مصطفى العدوي وتلميذ الشّيخ مُقبِل قد أخرج كتابًا منذ أيّام وقد أجاز فيه المظاهرات والخروج على الحُكّام الظّلمة، وقد لمز فيه علماء السُّنّة واسمُ الكِتاب:"الكواشف الجليّة في حُكمِ الثّورات العربيّة"؛ يقول: نرجُو من الشّيخ الرّدّ لأنّ مثل هذه الأمور تُوقِع الشّباب السّلفي في حَيْرَة.
الجواب:
أحمَد ابن أبي العَيْنَيْن لم يَسْتَفِد هذا من الشّيخ مُقبل –رحمةُ اللهِ عليه-، وإنّما استفاده حينَ اختلط بالخوارج في مصر.
وأنا أنصحُهُ بأن يتوبَ إلى الله عزّ وجلّ من بدعة الخوارج وأن يعُودَ إلى ما كان عليهِ من قبل من طلبِ العلم والتّفقّه في الدِّين والتّمسّك بالكتاب والسُّنّة، وعليهِ أن يعلم أنّه الآن يسير على غير طريقة شيخه الشّيخ: مُقبل بن هادي الوادعي –رحمةُ اللهِ عليهِ- ويسير أيضًا على غير طريقة أهل السُّنّة والجماعة قديمًا وحديثًا؛ وأنّه يسيرُ على طريقةِ الخوارج، وإذا لم يرجع لا يضرّ إلاّ نفسه ولا يضرُّ اللهَ شيئًا، هُوَ دينُ اللهِ محفوظ، والطّائفة المنصورة لا تزال على الحقّ -والحمدُ لله-، وعليهِ أن يبتعد عن مُجالسة الخوارج وإن ادّعوا أنّهم من أهل السُّنّة فهُمْ ليسوا من أهل السُّنّة وإنّما هُم مُبتَدعة، في هذا الباب هُمْ من أصحاب البِدع والأهواء.
وقد كانت لك مُؤلّفات طيّبة وكتابات طيِّبة يا أحمد –هداك الله-، وكنتُ أُحِبّها وأقرأ فيها حتّى بلغني عنكَ أخيرًا قبل هذا السّؤال أنّك قد غيّرت –فلا حول ولا قُوّة إلاّ بالله-، ونسألُ الله لنا ولك الثّبات على الكتاب والسُّنّة ولجميع المُسلِمين.
فالله الله في المُبادَرة إلى الرّجوع إلى منهج أهل السُّنّة والجماعة والابتعاد عن الخوارج وتُبْ إلى الله من هذه المُؤلَّفات الأخيرة التي وقعتَ فيها في أخطاء عقديّة ومنهجيّة ودعويّة -وحسبُنا الله ونِعْمَ الوكيل-.
أهل البدع من خالطهم أضرّوا به وسمّموه، لهذا منهج السّلف الصّالح هُوَ الابتعاد عن مجالسة أهل البدع وعدم تكثير سوادهم وهذا هُوَ المنهج الصّحيح كما قال الله عزّ وجلّ:﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾.
قد كُنتَ تردّ على مُصطَفى ابن العدوي –هداك الله- والآن تنهج نهجه! ونهج القُطبيِّين! ونهج السّروريِّين والخوارج! والله وليُّ الهداية والتّوفيق.اهـ
تعليق