ما رأيكم فيمن يطعن في الشّيخ عبيد حفظه الله تعالى؟
الشّيخ الفاضل أحمد بازمول حفظه الله
حمل الصّوتيّة من المرفقات
التّفريغ
يقول ما رأيكم فيمن يطعن في الشّيخ عُبيد حفظه الله تعالى بحُجّة أنّه يسير على خُطى الحزبيِّين ولا يُعتمد على فتواه وقد هجره أهل السُّنّة؟الشّيخ الفاضل أحمد بازمول حفظه الله
حمل الصّوتيّة من المرفقات
التّفريغ
أوّلاً ليس لمثلي أنْ يُزكِّي الشّيخ عُبيد، ولكن لمثلي من طُلاّب العلم أنْ أُدافع عن الشّيخ عُبيد، أمّا التّزكيّة فالرَّجُل منتهي ما يحتاج إلى تزكيّة، يعني قد زكّاه أهل العلم، ونسأل اللهَ عزّ وجلّ أنْ يُثبِّته على هذا إلى أنْ يلقاه، وألاّ يفتنه، لا ندّعي له العصمةَ، ولكن هو على هذا الحال زكّاه العلماء، وثبتَتْ عندهم رساخته في العلم حتّى قال الشّيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى عن الشّيخ عُبيد بأنّه إمامٌ في السُّنّة،وصدق والله.
مَنْ تأمّل أحوالَ هذا الرّجل، ودروسه، ومؤلفاته، وأقواله؛ يجد أنّه رجل قد فتح اللهُ عليه في نُصرة هذا الدِّين وفي نُصرة السُّنّة، فكيف يكون حينما يقال عن هذا الرّجل أنّه مِن الحزبيِّين؟! هو عدوٌ للحزبيِّين، لو كان يُدافع عن الحزبيِّين أو يُؤصِّل لهم؛ لقُلنا والله حزبيّ، لكن هو عدو للحزبيِّين وله كلام جميل وقواعد مُفيدة في هذا الباب، فكيف يكون مِن الحزبيِّين؟!
وأمّا قوله لا يُعتمد على فتواه! لا شكّ أنّ هذا القائل لا يعرف قدر نفسه حتّى يحكم على غيره؛ لأنّه لو كان يعرف قدر نفسه لعرف قدر الشّيخ حفظه الله تعالى. ما رأيتُ شيخًا من علماء السُّنّة: الشّيخ ربيع، والشيخ محمّد بن هادي، والشّيخ زيد، والشّيخ النّجميّ رحمه الله تعالى، والشّيخ عبدالله البخاريّ، مشايخ المدينة وغيرهم، ما رأيتُ والله منهم إلاّ الاحترام له، والثّناء عليه، والتّقدير له، والشّهادة له بالسُّنّة، فكيف يكون هنا وقد هجره أهل السُّنّة؟! مَنْ هم أهل السُّنّة الّذين يهجرون الرّجلَ وهو علَمٌ مِن أعلام السُّنّة؟!
لا نعرف أُناسًا يطعنون في أهل السُّنّة إلاّ صنفين:
الصِّنف الأوّل: الحزبيون والمُبتدعة هؤلاء.
وصنف آخر هم: منهم ولكن هم ظهروا في العشرة أو العشرين سنة الأخيرة وهم الحداديُّون، فهم الّذين يطعنون في أهل السُّنّة، الشّيخ ربيع مطعون فيه، والألبانيّ مطعون فيه، وعُبيد مطعون فيه، وكلّ مَن خالفهم مطعون فيه؛ هذا ليس مِن مسلك السّلف الصّالح عليهم رضوان الله أجمعين.
فلذلك على هذا القائل أنْ يتّقي اللهَ عزّ وجلّ في هذا العَلَم مِن أعلام السُّنّة، والله الّذي لا إله إلاّ هو لا أقول هذا الكلام تعصّبًا للشّيخ عُبيد -أبدًا والله-.
وأعلم مِن حال الشّيخ عُبيد حفظه الله تعالى، أنّه إذا أخطأ يتراجع وعلى الملأ، إذا نصحه مَن نصحه من طُلاّبه أو من أقرانه الشّيوخ يتراجع مُباشرة؛ وهذه منقبة وليست مثلبة، مَن لا يتراجع عن الباطل ويُصرّ هذا يسقط عند العلماء؛ لأنّه ليس عدلاً، مَن لا يتراجع عن الباطل ويُصرّ ويُدافع هذا لا يؤتمن على دين الله عند العلماء، والشّيخ يتراجع، ما نقول إنّه معصوم، وقع في أخطاء هو يعترف بها، ما ظهر له من الأخطاء تراجع عنه، فلا يُؤتى لأخطائه ويُشنّع عليه بها.
هذا ما أعرفه عن الشّيخ عُبيد، وأسأل اللهَ عزّ وجلّ أنْ يُميته على هذا ويُميتنا جميعًا على هذا، وأنْ لا يفتنّا في الدِّين.
فهذا السّؤال بلا شك أنّه غريب، ويدلّ على غربة أهل السُّنّة، إذا كان يُتعرّض لأعلامها فماذا يكون حال طُلاّب العلم أو أتباعها؟
أسأل اللهَ أنْ يُثبِّتني وإيّاكم على الحقّ.