بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه , أما بعد :
فهذا رد شيخنا الفاضل , الشيخ العلامة محمد بن هادي المدخلي -حفظه الله- على الداعية الدعي الرافضي النكرة موسوعة الشر / عدنان إبراهيم , حيث فند أقاوليه الباطلة وشبهه الكاسدة , وذلك ضمن آخر درس له من فعاليات الدورة العلمية المقامة بجامع الأميرة صيتة بجازان , فجزاه الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء وأراحنا والمسلمين من شر هذا الفاجر , وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه , أما بعد :
المادة الصوتية في المرفقات
( ولا ننس أن نشكر إخواننا الأفاضل الذين قاموا على تنظيم هذه الدورة المباركة والذين سهلوا أمر طلبة العلم القادمين من خارج منطقة جازان فجزاهم الله خيراً وأثابهم الله , فكما ورد في الحديث (لايشكر الله من لايشكر الناس ) , فنشكرهم على صنيعهم الطيب فما عرفنا منهم إلا الطِيبة في التعامل مع الزوار والضيوف وكذلك نشكر لهم كرمهم وحسن ضيافتهم , فجزاهم الله خيرا وبارك لهم في أهلهم ومالهم , والحمدلله رب العالمين ) .
rad_al-shaiykh_mohammed_al-madkhaley_ala_Adnan_ebrahiem.mp3
المصدر: شبكة سحاب السلفية
التّفريغ:
وفرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة
16 / جمادى الأولى / 1434هـ
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
المصدر: شبكة سحاب السلفية
التّفريغ:
السّؤال:
سؤال عن شخص اسمه عدنان إبراهيم يظهر في بعض القنوات الفضائيّة ويسُبّ الصّحابة –رضي الله عنهم- يقول: إنّ معاوية –رضي الله عنه- شرّع أو غيّر شرع الله جلّ وعلا! وأنّه إمام ورأس البُغاة –رضي الله عنه-! ويصف أمّ المؤمنين عائشة أيضًا بالجهل! وغير ذلك من الأشياء التي عند هذا الرّجل.
الجواب:
على كُلّ حال أنا لا أعرف هذا الرّجل من قبل، واستمعتُ إلى بعض أقواله سألت بعض إخواننا أن يُسمعوني بعض أقواله فسمعت بعض أقواله وعقلتُهَا، والعجيب أنّ هذا يجعل نفسه داعية إسلاميًّا!
والدّاعية إمّا أن يكون داعية إلى الخير كما قال جلّ وعلا:﴿وَلْتَكُن مِّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ﴾، وإمّا أن يكون داعية إلى الشّرّ ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ القِيَامَةِ لاَ يُنْصَرُونَ﴾، فهذا من الدُّعاة إلى النّار!–عياذًا بالله من ذلك-، هذا الرّجل سيِّء، الذي يطعَن في أصحاب النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- لا خيرَ فيه.
مُعاوية –رضي الله عنه- أمير المؤمنين وخالُ المؤمنين وصهر رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم- وكاتِبُ الوحي بين يدي رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم- أحد كتبة الوحي، فإذا كان مُعاوية –رضي الله عنه- الذي قال فيه النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- داعيًا له:(اللّهُمّ اجعله هاديًا مهديًّا) هذا يقول فيه ما يقول!! فمن ذا الذي سَيَسْلَمْ؟! ويصف أمّ المؤمنين عائشة بالجهل!–رضي الله عنها-؛ أفقه نساء الإسلام على الإطلاق؛ درست على النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم-؛ تفقّهت على يديهِ الفقيهة –رضي الله تعالى عنها-؛ يرجع إليها كبار أصحاب النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- فيسألونها؛ يصفها بالجهل!! ما شاء الله! إذا كانت عائشة جاهلة هُوَ ما عسى أن يكون هُوَ هذا النّكِرَة في هذا الزّمن؟! قبَّح اللهُ من تكلّم في أصحاب رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم-.
الواجب على المُؤمِن أن يكون عفَّ اللِّسَان مع عموم المُسلِمين كما سمعنا فضلاً عن أصحاب النّبيّ –عليهِ الصّلاة والسَّلامُ-، يقولُ –عليهِ الصّلاة والسَّلامُ-:(لاَ تَسُبّوا أصحابي؛ فإنّ أحدكم لو أنفق مثل أُحد ذهبا ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفَه)، أنا وأنت نتصدّق بمثل جبل أُحد ذهبا لا يبلغ مُدّ أحدهم ملئ كفّيه أو نصفه من البُرّ أو من الشعير، قومٌ اختارهم الله لِصُحبَة نبيِّه؛ كانوا على الهُدى المُستَقيم؛ وهم -رضي الله تعالى عنهم- أعمقُ النّاس علمًا وأقلّهم تكلُّفًا وأبرّهم قلوبًا وهذا جزاؤهم منّا؟!
الله سبحانه وتعالى يقول:﴿والسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ والذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا...﴾ الآية.
ويقول:﴿لِلْفُقَرَاءِ المُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّاِدقُونَ﴾ هذا في مَن؟ في المهاجرين.
﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ﴾ هذا في مَن؟ في الأنصار.
﴿وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ هذا في مَن؟ فِيَّ وفيكُمْ ومن جاء بعد أصحاب النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم-، فمن وقع فيهم فليسَ هُوَ بداخل في هؤلاء، وتبًّا لمن يطعن في أصحاب النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم-.
هذا رجل سُوء يَجِبُ أن يُحذَر، إذا مررت وهُوَ يتكلّم فَصُمّ أُذنيك عنه لا تستمع له، إذا رأيت من يستمع له فحذِّره منه لا خير فيه ولا بركة فيه هذا رجل سوء.
يقول: ظهر بعض الدّعاة يصفه بأنّه رجل موسوعيّ.
الجواب:
صَدَقَ؛ مَوْسُوعِيّ في السُّوء والشّرّ، في السّوء والشّرّ مَوسُوعِيّ، أمّا في الخير فَلاَ، الذي يَسُبّ أصحاب النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- لا خيرَ فيه.
ولماذا نُؤكِّد معشر الإخوَة والأبناء والأحبَّة على هذا؟! نقلةُ الدِّين إلينا هُمْ أصحاب النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- هُمُ الواسطة بيننا وبين رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم-، فإذا طُعِن في شهودنا نقلة الدِّين إلينا من يبقَى لنا؟! وكيف يثبُت ديننا؟! قال أبو حاتم الرّازي وأبو زرعة الرّازي –رحمهما الله تعالى- حينما سُئل عن من يقع في أصحاب النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- قال أبو زرعة:(إنّما نقل إلينا الدِّين هُمُ الصّحابة وإنّما أراد هؤلاء الطّعن فيهم وهم شهودُنَا والطّعن بمن طَعَن بهم أولى وهُوَ زنديق) هذا قول أبو زرعة –رضي الله عنه-.
إذا سقط الشّاهد سقطت الدّعوة؛ صح ولاّ لا؟! صح ولاّ لا؟! جئت بشاهد عند القاضي يشهد لك وطعن فيه الخصم وقال: هذا ليس بعدل؛ تثبت دعواك ولاّ ما تثبت؟! ما تثبت؛ تسقط، فالذين نقلوا إلينا الدِّين من هُم؟ الصّحابة –رضي الله عنهم-؛ نقلوا إلينا الدِّين مُكمّلاً هيّأهم الله لذلك؛ نقلوا إلينا القرآن والسُّنّة فإذا كانوا ليسوا عُدولاً إيش يصيرون!! يصيرون فُسّاق! إذا كانوا فُسّاق يسقط نقلهم! فهذا إسقاط للدِّين! -نعوذ بالله من ذلك-.
الإمام أحمد –رحمه الله تعالى- يقول كما نقله حرب الكرماني:(من طعن في واحد من أصحاب النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- أو سبَّه أو عرّض بِسبِّهِ فَهُو رافضيّ خبيث مُبتدع يجب على الحاكم أن يُغلِّظ عقوبته ويُخلّده الحبس حتى يتوب أو يموت) إمّا يتوب وإلاّ يموت في الحبس؛ هذا كلام الإمام أحمد –رحمه الله تعالى-.
فالذي يقول في أصحاب النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- مثل هذا القول هذا لاَ خيرَ فيه لأنّه إذا لم يسلم منه صفوة الخلق بعد النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- لن يسلم منه أحد بحالٍ من الأحوال.
نسألُ الله العافيةَ والسّلامة، وهذا داعية سوء ومن دعاة السّوء الذين يجبُ التّحذير منهم.اهـ
سؤال عن شخص اسمه عدنان إبراهيم يظهر في بعض القنوات الفضائيّة ويسُبّ الصّحابة –رضي الله عنهم- يقول: إنّ معاوية –رضي الله عنه- شرّع أو غيّر شرع الله جلّ وعلا! وأنّه إمام ورأس البُغاة –رضي الله عنه-! ويصف أمّ المؤمنين عائشة أيضًا بالجهل! وغير ذلك من الأشياء التي عند هذا الرّجل.
الجواب:
على كُلّ حال أنا لا أعرف هذا الرّجل من قبل، واستمعتُ إلى بعض أقواله سألت بعض إخواننا أن يُسمعوني بعض أقواله فسمعت بعض أقواله وعقلتُهَا، والعجيب أنّ هذا يجعل نفسه داعية إسلاميًّا!
والدّاعية إمّا أن يكون داعية إلى الخير كما قال جلّ وعلا:﴿وَلْتَكُن مِّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ﴾، وإمّا أن يكون داعية إلى الشّرّ ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ القِيَامَةِ لاَ يُنْصَرُونَ﴾، فهذا من الدُّعاة إلى النّار!–عياذًا بالله من ذلك-، هذا الرّجل سيِّء، الذي يطعَن في أصحاب النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- لا خيرَ فيه.
مُعاوية –رضي الله عنه- أمير المؤمنين وخالُ المؤمنين وصهر رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم- وكاتِبُ الوحي بين يدي رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم- أحد كتبة الوحي، فإذا كان مُعاوية –رضي الله عنه- الذي قال فيه النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- داعيًا له:(اللّهُمّ اجعله هاديًا مهديًّا) هذا يقول فيه ما يقول!! فمن ذا الذي سَيَسْلَمْ؟! ويصف أمّ المؤمنين عائشة بالجهل!–رضي الله عنها-؛ أفقه نساء الإسلام على الإطلاق؛ درست على النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم-؛ تفقّهت على يديهِ الفقيهة –رضي الله تعالى عنها-؛ يرجع إليها كبار أصحاب النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- فيسألونها؛ يصفها بالجهل!! ما شاء الله! إذا كانت عائشة جاهلة هُوَ ما عسى أن يكون هُوَ هذا النّكِرَة في هذا الزّمن؟! قبَّح اللهُ من تكلّم في أصحاب رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم-.
الواجب على المُؤمِن أن يكون عفَّ اللِّسَان مع عموم المُسلِمين كما سمعنا فضلاً عن أصحاب النّبيّ –عليهِ الصّلاة والسَّلامُ-، يقولُ –عليهِ الصّلاة والسَّلامُ-:(لاَ تَسُبّوا أصحابي؛ فإنّ أحدكم لو أنفق مثل أُحد ذهبا ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفَه)، أنا وأنت نتصدّق بمثل جبل أُحد ذهبا لا يبلغ مُدّ أحدهم ملئ كفّيه أو نصفه من البُرّ أو من الشعير، قومٌ اختارهم الله لِصُحبَة نبيِّه؛ كانوا على الهُدى المُستَقيم؛ وهم -رضي الله تعالى عنهم- أعمقُ النّاس علمًا وأقلّهم تكلُّفًا وأبرّهم قلوبًا وهذا جزاؤهم منّا؟!
الله سبحانه وتعالى يقول:﴿والسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ والذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا...﴾ الآية.
ويقول:﴿لِلْفُقَرَاءِ المُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّاِدقُونَ﴾ هذا في مَن؟ في المهاجرين.
﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ﴾ هذا في مَن؟ في الأنصار.
﴿وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ هذا في مَن؟ فِيَّ وفيكُمْ ومن جاء بعد أصحاب النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم-، فمن وقع فيهم فليسَ هُوَ بداخل في هؤلاء، وتبًّا لمن يطعن في أصحاب النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم-.
هذا رجل سُوء يَجِبُ أن يُحذَر، إذا مررت وهُوَ يتكلّم فَصُمّ أُذنيك عنه لا تستمع له، إذا رأيت من يستمع له فحذِّره منه لا خير فيه ولا بركة فيه هذا رجل سوء.
يقول: ظهر بعض الدّعاة يصفه بأنّه رجل موسوعيّ.
الجواب:
صَدَقَ؛ مَوْسُوعِيّ في السُّوء والشّرّ، في السّوء والشّرّ مَوسُوعِيّ، أمّا في الخير فَلاَ، الذي يَسُبّ أصحاب النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- لا خيرَ فيه.
ولماذا نُؤكِّد معشر الإخوَة والأبناء والأحبَّة على هذا؟! نقلةُ الدِّين إلينا هُمْ أصحاب النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- هُمُ الواسطة بيننا وبين رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم-، فإذا طُعِن في شهودنا نقلة الدِّين إلينا من يبقَى لنا؟! وكيف يثبُت ديننا؟! قال أبو حاتم الرّازي وأبو زرعة الرّازي –رحمهما الله تعالى- حينما سُئل عن من يقع في أصحاب النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- قال أبو زرعة:(إنّما نقل إلينا الدِّين هُمُ الصّحابة وإنّما أراد هؤلاء الطّعن فيهم وهم شهودُنَا والطّعن بمن طَعَن بهم أولى وهُوَ زنديق) هذا قول أبو زرعة –رضي الله عنه-.
إذا سقط الشّاهد سقطت الدّعوة؛ صح ولاّ لا؟! صح ولاّ لا؟! جئت بشاهد عند القاضي يشهد لك وطعن فيه الخصم وقال: هذا ليس بعدل؛ تثبت دعواك ولاّ ما تثبت؟! ما تثبت؛ تسقط، فالذين نقلوا إلينا الدِّين من هُم؟ الصّحابة –رضي الله عنهم-؛ نقلوا إلينا الدِّين مُكمّلاً هيّأهم الله لذلك؛ نقلوا إلينا القرآن والسُّنّة فإذا كانوا ليسوا عُدولاً إيش يصيرون!! يصيرون فُسّاق! إذا كانوا فُسّاق يسقط نقلهم! فهذا إسقاط للدِّين! -نعوذ بالله من ذلك-.
الإمام أحمد –رحمه الله تعالى- يقول كما نقله حرب الكرماني:(من طعن في واحد من أصحاب النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- أو سبَّه أو عرّض بِسبِّهِ فَهُو رافضيّ خبيث مُبتدع يجب على الحاكم أن يُغلِّظ عقوبته ويُخلّده الحبس حتى يتوب أو يموت) إمّا يتوب وإلاّ يموت في الحبس؛ هذا كلام الإمام أحمد –رحمه الله تعالى-.
فالذي يقول في أصحاب النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- مثل هذا القول هذا لاَ خيرَ فيه لأنّه إذا لم يسلم منه صفوة الخلق بعد النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- لن يسلم منه أحد بحالٍ من الأحوال.
نسألُ الله العافيةَ والسّلامة، وهذا داعية سوء ومن دعاة السّوء الذين يجبُ التّحذير منهم.اهـ
وفرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة
16 / جمادى الأولى / 1434هـ
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين