تَصْنِيفُ النَّاسِ
أَو
الرَّدُّ عَلَى مُنْكِرِي التَّصْنِيفِ
لفضِيلَة الشَّيخِ
عَبدُ السَّلاَمِ بنُ بَرْجَس آلْ عَبدُ الكَرِيم
أما اليوم فقد كثُر المنتسبون إلى السنة وكثر اللابسون للباس أهل السنة، حتى لم يعد تمييز أهل السنة الحقيقيين من غيرهم بالأمر السهل الهين، وهؤلاء الذين تلبسوا لباس السنة وتظاهروا بالتمسك بها لم يفعلوا ذلك إلى لأجل القضاء على وحدة أهل السنة والجماعة، وتفريق صفوفهم، وضرب بعضهم ببعض، حتى تعلو راية البدعة وتسود جيوشها، ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، فأهل السنة مهما اندس بينهم مندس، ومهما تزيا بزيهم ماكر فإن الله سوف يهتك ستره ويفضح أمره، فما أسر عبد سريرة إلا أخرجها الله سبحانه وتعالى على فلتات لسانه وقسمات وجهه.
ولخطورة ذلك الأمر الذي أشرت إليه وهو تلبس كثير من الناس بالسنة في هذه الأزمان وهم ليسوا من أهلها، وشدة تفشي هذا الأمر وخوفي أن يندرس مذهب أهل السنة والجماعة، على أيدي أناسٍ يتسمون بهذا الاسم وليسوا من مسماه على نصيب ، فإننا في هذا المجلس نذكر بعض المسائل وبعض القضايا التي كثر طرحها في هذا الزمن وباسم أهل السنة والجماعة، وهذا الطرح الغالب الكثير ليس عليه أثارة من علم، وليس هو من مذهب السلف الصالح رحمهم الله تعالى، وإنما هو إفتآت على منهج السلف الصالح وتلبيس وخداع إما لنصرة حزباً من الأحزاب التي انتشرت في هذا الزمن باسم الإسلام أو لمجرد هوى أو نحو ذلك من الأمور العظام. أقول لما كان هذا الطرح لمثل هذه المسائل باسم أهل السنة والجماعة وهو بعيد عن هذا المسمى وجب التنبيه ما استطاع الإنسان إلى ذلك سبيلاً، ونحن في هذه العجالة نذكر بعض هذه المسائل وندلي فيها بدلونا عل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا وإياكم الإخلاص، وتحقيق متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتوفيق لمنهج السلف الصالح رضي الله عنهم. فمن هذه المسائل مسألة التصنيف، ومسألة الحكم بغير ما أنزل الله ومسألة هل الكفر إنما يكون بالتكذيب أو يكون بالتكذيب وغيره، ومسألة الأحزاب والتحزب.
فهرس الرسالة
التحميل
◄ فهرس الكتب المصورةالتحميل
◄ فهرس إصدارات شبكة الإمام الآجري
◄ فهرس الكتب المنهجية
تعليق