بسم الله الرحمن الرحيم
(تفريغ المكالــــمة)
المتَّصل: أوصاني شيخُنا نزار هاشم العبَّاس، يا شيخ تعرفونه؟
الشيخ أسامة -وفَّقه الله-: نعم، أعرفه.
المتَّصل: هو يعني يُبْلِغكم السَّلام، ويقول: خرَجَت طائفةٌ عندنا في السُّودان -ولعلَّكم تعرفونهم- وليد فضل المولى وعلم أخوه، يعني هؤلاء القوم هذا وليد أخرَجَ بحوثاً كثيرة في (الأنترنت) ويقول: إنَّ الشيخ ربيع يقول بتبديع الجمعيَّات مطلقاً. وجزاكم الله خيراً أنَّكم كتبتم في مرَّةٍ من المرَّات تردُّون على أصحاب الحلبيِّ في هذا الكلام، يعني بيَّنتم أنَّ كلام الشيخ -حفظه الله- يُطْلَق على الجمعيَّات الحزبيَّة. وهؤلاء القوم يقولون بأنَّ الشيخ يُبدِّع الجمعيَّات مطلقاً مستندين على فتوى في (شبكة العلوم) عندهم، يقولون: إنَّ الشيخ قال الجمعيات بدعٌ وضلالات على الإطلاق -هكذا يقول وليد-. يعني يرجو منكم الشيخ أن تنبِّهوا الشيخ ربيع على هؤلاء القوم، وكذا أن يردَّ عليهم أو يبيِّن هذه القضيَّة.
الشيخ أسامة -وفَّقه الله-: هل انتهيت؟
المتَّصل: نعم، نعم.
الشيخ أسامة -وفَّقه الله-: أقول:
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله؛ أمَّا بعد..
• فأقول أوَّلاً: عليك وعليه السَّلام. والأخ نزار أنا أعرفه من طلبة العلم الفضلاء المعروفين من أيَّام ما كان في المدينة، وهو على المنهج السَّلفيِّ ومشهورٌ بذلك، وما علمتُ عنه إلا خيراً.
• وأمَّا مسألة هذا -وليد وعَلَم وهؤلاء-؛ أنا لا أعرفهم إلا خلال الكتابات المشهورة في (النِّت) والتي رأيت فيها ردَّاً على أخينا نزار. وأنا يعني لا أحبِّذ الدخول مع هؤلاء في مهاتراتٍ وإشغال نفسٍ، إلا اللهم لبيان حقٍّ وصدقٍ وتوضيحٍ لمسألةٍ علميَّةٍ، إي نعم فلا بأس. ولكن هؤلاء الذين يغلون في قضيَّة النَّقد ويطعنون في العلماء الأفاضل مثل الشَّيخ عبيد الجابري ومثل الشَّيخ عبد الله البخاري؛ هؤلاء لا يُلْتَفَت إليهم لأنَّ الأصل أنَّ من يطعن في هؤلاء المشايخ السَّلفيِّين أنَّه من أهل الأهواء والبدع ولا يُنْظَر إليهم ولا يُلْتَفَت إليهم؛ لأنَّ «من علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر». فأي واحدٍ عندنا يطعن في الشَّيخ عبيد الجابري ويُبَدِّعُه فهو مبتدعٌ ضالٌّ، أمَّا قضية شخصٍ بينه وبين الشيخ عبيد سوء تفاهمٍ أو شيءٌ هذا أمرٌ آخر، لكن الأصل عندنا هذا. وأي أحدٍ من السُّودان يتدخَّل في هذا الموضوع ويطعن في الشَّيخ عبيد ويبدِّعه فهو مبتدعٌ ضالٌّ، هذا الذي في السُّودان وغير السُّودان سواء كان في ليبيا أو كان في مصر أو أي مكان. الشَّيخ عبيد محنةٌ، من يتكلَّم فيه فهو مبتدعٌ ضالٌّ ولا كرامة!!
• أمَّا مسألة الجمعيَّات؛ فعليه أن يُصلحَ نفسَه هذا الشَّخص قبل أن يتكلَّم في البدع وفي الجمعيَّات وغيرها، أن يكون هو سلفيَّاً أساساً، وأن ينتسب إلى المنهج السَّلفي الصَّحيح الخالي من الغلوِّ والتَّمييع -هذا الأمر الثاني-.
الأمر الثالث (وهو قضيَّة الجمعيَّات): فالشَّيخ ربيع -حفظه الله- ما يقول: الأصل في تأسيس الجمعيَّات أنَّها بدعة!! وأنَّها حرامٌ!! هذا على خلاف ما عليه الشَّيخ ربيع -قديماً وحديثاً-. الشَّيخ ربيع من قديم لمَّا تكلَّم في الجمعيَّات لو كانت بدعةً لبدَّعها من قديم، والشَّيخ ربيع -حفظه الله- هو تابعٌ لأهل العلم أيضاً، ودائماً هو يربط النَّاس بالعلماء الكبار -وهو منهم-. ولذلك العلماء الكبار كلهم بالاتِّفاق ما قالوا إنَّ الجمعيَّات في أساسها بدعة!! ما يقول هذا إلا جاهلٌ، ولكن واقع الجمعيَّات التي تُؤسَّس في البداية وفق النِّظام الديمقراطي أو تُؤسَّس في البداية على قضيَّة تجميع الأموال والتَّكتُّل خلاف بقيَّة الإخوة فهذا الواقع أثبَتَ أنَّ مُعْظَم من يدخل في هذه الجمعيَّات لا يسلم من التَّحزُّب لا يسلم من الفتن!! يعني قلَّما جمعيَّة تكون صافية!! والشَّيخ ربيع -حفظه الله- يشاهد هذا، وفي بعض فتاواه عمَّم المنع في تحريم الجمعيَّات لما تؤول إليه من المفاسد، فمن باب سدِّ الذَّريعة مَنَعَ. لكنَّه استثنى بالنِّسبة للإخوة في المغرب، استثنى التي هي في (أغادير) التي هي جمعيَّة دار الحديث بأغادير، فلو كانت بدعيَّةً أو بدعةً لما استثنى؛ البدعةُ ما يُستَثْنَى فيها مادام في أساسها مبتدعة وأصحابها مبتدِعَة وهي بدعيَّة!! فالبدعة بدعة سواء كانت واحدة وللا عشر!! الأساس في هذه إذا قيل إنَّها بدعةٌ فهي بدعةٌ بالكل.
فالشَّيخ ربيع -هم يعرفون وسمعوا ورأوا- أنَّه استثنى جمعيَّة دار الحديث بأغادير وقال إنَّها سلفيَّة؛ فكيف يُقال إنَّه يبدِّع الجمعيَّات من أساسها أو يبدِّع الجمعيَّات على سبيل العموم والكلِّيَّة. لا، هذا غير صحيح. والشَّيخ ربيع يخاف من الجمعيَّات -وحُقَّ له ذلك-، وينهى عن إنشاء الجمعيَّات سدَّاً للذَّريعة -وحُقَّ له ذلك-. أمَّا أن يُقال إنَّ الجمعيَّات كلها بدعيَّة بلا استثناء!!، ويقول الأصل فيها أنَّها بدعية!! هذا ما علمناه عن أحدٍ من أهل العلم ولا يُشيع هذا إلا بعض النَّاس الغلاة الذين -مِن أوَّل- عندهم فتنةٌ في هذا الموضوع ويَتَبَعُه هؤلاء لغرضٍ في نفوسهم، وإلا فَهُمْ جهَّالٌ متنكِّبون لطريقة السَّلف، محاربون لأهل العلم، مخالفون لطريقتهم. واللهُ تعالى أعلم.
المتَّصل: شيخنا، نزيدكم على هذا الكلام أنَّ وليداً هذا يقول في محاضرةٍ له -وقد أرسلها إليكم الأخ أبو معاذ سدَّده الله- يقول: "إنَّ الشيخ محمَّد بن هادي قال كلاماً لو قال هذا الكلام الحجوري لرُمِيَ بالحدَّاديَّة بل قيل إنَّه رأس الحدَّاديَّة"، ويقول عن الشيخ عبيد الجابري -حفظ الله الجميع-: "أنَّه كذب ثلاث كذبات"، ويتَّهم كل من خالف الحجوري بالحزبيَّة وبهذه القضايا؟
الشَّيخ أسامة -وفَّقه الله-:
• أقول: يكفي إذا كان يطعن في الشيخ عبيد ويتكلَّم فيه! فهذا كافٍ في إخراجه من السَّلفيَّة، لا نحتاج إلى زياداتٍ، هذه الزِّيادات تؤكِّد أنَّ الرجل على غير جادَّة منهج السَّلف، وأنَّه على سبيل أهل الأهواء والبدع ولو زعم أنَّه سلفيٌّ، فما أكثرَ الأدعياء!! فهؤلاء معروفون بالغلوِّ والفتنة. فأنا أسأل الله –عزَّ وجلَّ- لهم الهداية والصَّلاح وأن يعيدهم إلى السُّنَّة ويردَّهم إلى الحقِّ ردَّاً جميلاً.
المتَّصل: نستأذنكم يا شيخ في رفع هذا المقطع على الشبكة؟
الشَّيخ أسامة -وفَّقه الله-: لا يضرُّ إن شاء الله، لا بأس.
المتَّصل: الله يحفظكم يا شيخ، أطال الله في عمركم. يا شيخ يعني نريد منكم زيارةً إلينا في السُّودان.
الشَّيخ أسامة -وفَّقه الله-: أسأل الله أن يجعل ذلك قريباً، أمَّا الآن أنا مشغولٌ جدَّاً.
المتَّصل: أعانكم الله، أعانكم الله، أعانكم الله.
الشيَّخ أسامة -وفَّقه الله-: آمين وإيَّاكم. سلِّم لي على الشَّيخ نزار، وأسأل الله لكم التَّوفيق والسَّداد. والسَّلام عليكم ورحمة الله.
[وكان هذا الاتِّصال في ليلة الخميس الموافق: 25/ ربيع الأول/ 1434هـ]
الصوتية في المرفقات