الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد :
فهذا مقطع صوتي ماتع
من اللّقاء الرّابع ضمن اللّقاءات السّلفيّة بالمدينة النّبويّة بمشاركة كلّ من الشّيخ العلاّمة: محمد بن هادي المدخلي؛ والشّيخ الدّكتور: عبد الله البخاري -حفظهما الله-، ليلة الأحد 01 / ربيع الأول / 1434هـ، والذي نُقل عبر إذاعة ميراث الأنبياء .
الشّيخ مُحمّد بن غالب العُمري:
جزى الله خيرًا شيخنا العلاّمة أبا أنس، أقول هذا وأنا أعرِف أنّ الشّيخ –حفظه الله- لا يَرْضَى بهذا ويستنكره البعض، وهذا القول في الحقيقة قد سمعتُهُ من الشّيخ: أحمد بن يحيى النّجمي –رحمه الله- عام 1422هـ في زيارة له، وسمعناه من شيخنا الشّيخ ربيع، وعندما سُئِل الشّيخ عُبيد في زيارتِهِ إلى البلاد الأندنوسيّة: هل الشّيخ مُحمّد بن هادي علاّمة؟ قال: نَعَمْ بِلاَ شكّ هُوَ صاحِبُ علمٍ وحفظٍ.
وفي الحقيقة نحنُ نَعرِف أنّ الشّيخ لا يَرْضَى بهذا.
الشّيخ مُحمّد بن هادي المدخلي:
اللهُ يشْهَدُ ويعلم منِّي كلّ من عرفني أنّني ما أُحِبّ هذا؛ وهذا مُسجّلٌ ولله الحمد؛ ولا أرتضيه لا ظاهرًا ولا باطنًا؛ ومُسجّل ويعرفه من يعرفني من عشرات السِّنين.
أنا الآن لي في المدينة خمسة وعشرين سنة ولله الحمدُ يعرف منِّي كلّ من عرفني هذا، وأُنكِرهُ ولا أرضاهُ، ومع ذلك يكذِبُ إبراهيم الرّحيليّ ويقول عنِّي إنّنِي غرّونِي بهِ! وأخذه من أين؟ من النِّتّ!من المقالات! فحَسْبُهُ الله ما أقبَح الكذب، ولو كان وقد تتبّع هذه التّتبّعات إن كان هُوَ الذي تتبّع لعلّه وقف على إنكاري بصوتي في محاضراتي ودروسي ولقاءاتي لا أرتضيه والله يعلم منِّي ذلك ظاهرًا وباطنًا، ولكنّه يعرفه الحقّ إن كانَ هُوَ الذي تتبّع هذه الأشرطة بنفسِهِ فَكَتَمَهُ فَحِسَابُهُ عندَ الله، وإن كانَ جُمِعَ له فقد تشبّع بما لم يُعْطَ، وأنا لستُ بِمُكلّفٍ بما يُكتَب عنِّي في النِّتّ، وأنا لا أعرف النِّتّ؛ ولا أدخل النِّتّ؛ ولا أدري ماذا يُكتَب في النِّتّ؛ وإذا كُتِب عنِّي وأنا لا أعلم فهل من العَقل والعِلم والفقه وصواب الحُكْم يا دكتور إبراهيم أن تُحاسِبَني بما لا أعلمه!! ولكن الكذّاب قد قيلَ فيه قديمًا:
لِي حيلةٌ في مَن ينُمّ *** وليس في الكذّاب حِيلة!
فأسألُ الله جلّ وعلا أن يَمُنّ علينا بالعِلْم النّافع والعمَل الصّالِح والفقه في الدِّين والبصيرَة فيه والثّبات على الحقِّ والهُدَى حتّى نلقاه.
ويعرف منِّي أبنائي -أيضًا- كثيرًا ما أتمثّل بِقَوْل شيخ شيوخنا –رحمةُ اللهِ عليهِ- الشّيخ حافظ:
ما لِي وللمدحِ إنِّي لستُ أبغيهِ *** ولستُ أُصْغِي إلى من قامَ يُنشيهِ
إذْ يُورِثُ العبدَ إعجابًا بِسيرَتِهِ *** وما جناهُ من الزّلاّت يُنسيهِ
ما لي وللمدح والأملاك قد كتبوا *** سَعْيِي جميعًا وربّ العرش مُحصيهِ
فأنا أنصح إخوتي جميعًا أن يحرصوا على ترك هذا الباب وأن يبتعدوا عنه؛ فإنّ رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم- قد قال:(قطعتَ عُنُقَ صاحِبك)؛ وقال:(إن كانَ أحدُكُم مادحًا أخاه لا محالة فَلْيَقُل: أحسبه والله حسيبهُ كذا).
وهُنَا النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- يقول:(قطعتَ ظهر صاحبك) قطع ظهر صاحبه بإيش؟ بالمدح؛ هل المدح سكِّين؟!على منهج إبراهيم وفقهِهِ في اللُّغَة ومعرفته بها أنّ القطع لا يكون إلاّ للآلات الحادّة والمدح كلام فهل يصلُح؟ نقول: هذه استعارَة معروفة في لُغَة العرب النّاس يعرفونَ هذا، النّووي –رحمه الله- لمّا ذكر هذا في صحيح مُسلِم قال:(هذا من باب الاستعارة أخذ القطع من السِّكّين الآلة الحادّة إلى المدح بجامع الإهلاك في الكُلّ؛ فكما أنّ الآلة الحادّة تُزهِق النّفس هذا يقطع الدِّين يقتل الإنسان) –نسألُ اللهَ العافيةَ والسّلامة- أو كلامًا نحو هذا قالَهُ في شرح مُسلِم.
الحاصل معشر الإخوان: المدح خطير على المرء وعظيم على المرء وينبغي للإنسان أن يحذَرَهُ، وأنا أُنكِره على غيري فَكَيْفَ أُقِرُّه في نفسي!!أعوذ بالله من ذلك.
نسألُ الله بأسمائِهِ الحُسنَى وصفاتِهِ العُلَى أن يستُرَنا بسِتْرِهِ الجميل في الدّنيا والآخرة، وأن لاَّ يكشف عنّا سِتْرَه إنّه جوادٌ كريمٌ.
وصلّى الله وسلّم وبارَك على عبده ورسولِهِ نبيِّنا مُحمّد.اهـ
للتحميل
من هنا
وفرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة
02 / ربيع الأول / 1434هـ