التفريغ
ونحن نسمع في هذا العصر في هذه الآونة في هذه الأيام -قُل ما شئت- النبزَ لأهل السنّة والأثر بأنهم دعاة التجريح، نعم نحن دعاة التجريح والتصحيح والتعديل، فالعدل مَن عدّله الله ورسولُه صلى الله عليه وسلم، والمجروح مَن جرحه اللهُ في كتابه ورسولُه صلى الله عليه وسلم في سنّتِه وجرحه أئمة الهدى، فمَن جرحه أئمةُ الهدى جرحناه ولو وصلت عمامته عنان السماء كائنا مَن كان، والله ما نخاف في هذا إلا الله جل وعلا، والله لقد نصر الله دينه بأحمد رحمه الله وطائفة قليلة معه، وكثيرٌ مِن الناس دارى خوفًا فثبّته الله وأحيا الله به الدين حتى قيل فيه: أي شيء فات من الإسلام على أحمد رحمة الله عليه؟ فيجب علينا معشر الإخوة والأبناء أن نقف مع هذه السنّة وقفة صادقة في نصرتها والذّبّ عنها والدعوة إليها وتعظيم أهلها والدفاع عنهم، فإن هؤلاء هم أنصار الدين وحملته، والطعن فيهم إنما يُراد به الطعن في الدين، هؤلاء الغلاة! ليش؟ لأنهم يُنكرون على كل مَن خالف طريق السلف الصالح، ما يُداهنون؛ سموهم غلاة! غلاة التجريح! ليش؟ لأنهم يُجرِّحون مَن يستحق الجرح ويُعدِّلون مَن يستحق التعديل، قال: "علم الجرح والتعديل انتهى"! ما شاء الله، حينئذ تبقى الشريعة إيش؟ نهبا! تقولون فيها ما تشاءون! معاذ الله، علم الجرح والتعديل باقي إلى أن تقوم الساعة بدلالة النصوص المتكاثرة المتظاهرة، ومادامت هذه الطوائف والفرق تُجادل وتُجادل وتُحارب أهلَ السنّة؛ فأهل السنّة هم الباقون والمواجهون لها وهم المنصورون حتى يأتي أمر الله جلّ وعلا، فلابدّ من الرّدّ على هؤلاء وبيان حالهم.
أضرب لكم مثال بواحد: أبو داود عاش في البصرة محل القدر، يكتب كتابا في الرّدّ على القدريّة؛ ما قالوا فيه غلاة التجريح، غلاة التجريح! بجواره حروراء يكتب كتاب أخبار الخوارج أو الرّدّ على الخوارج، فوقه الكوفة يكتب فضائل الأنصار وفيها المتشيِّعة والرفض، وهؤلاء لا يعترفون للأنصار بفضيلة فضلا عن أن يعترفوا بأنهم مسلمون، ما يعترفون بإسلامه وهو رجل واحد، يقول له أبو أحمد الموفَّق -لمّا خرِبت البصرة- طالبا منه، قال: "وأطلبك أن تقدم البصرة فتستوطنها فيَفِد عليك طلبة الحديث فتعمُر بك وبهم"؛ وكان كذلك، بعد فتنة الزِنج التي استمرت عشرين عاما تقريبا ودولة بني العباس تُقارعها، ولم تستطع القضاء عليها إلا بجيش طويل عريض بعد عشرين عاما تقريبا على يد ولي العهد أبي أحمد الموفَّق قاده بنفسه؛ فقضى على الزنوج وقد دمّروا البصرة تماما، فجاء أبو أحمد الموفَّق إلى أبي داود ببغداد وطلب منه هذا الطلب. ما فيه ذاك اليوم منظمة الأونروا ولا فيه الأمم المتحدة وإعمار المدن المتأزِّمة، أنظر إلى من جاء! جاء إلى أبي داود، طلب منه أن يقدم البصرة فيستوطنها- تمام-؛ فيقدم عليه طلبة الحديث فتعمر به وبهم، وفعلا قدمها ونزلها واستوطنها ووفد عليه طلبة الحديث وقعد لإملاء كتابه ما يُقارب أربعين عاما، فعَمُرت به وبهم.
فالدين والدنيا عَمارتهما بأهل السنّة والحديث الدعاة إلى ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومَن خالفهم فالخطر على المُخالف، وهؤلاء قد وعد الله جل وعلا بنصرتهم، فيا إخوتاه الله الله في تعظيم أمر السنة، الله الله في تعظيم الإتباع لسلف الأمّة، فنحن والله ما نقرأ سيَرهم لنتفكّه بها -لا والله-، وإنما نقرأها من باب قول الله جلّ وعلا : "أولئك الّذين هداهم الله فبهداهم اقتده" يُقتدى بهم فهم خير الناس بعد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، الصحابة! يقولون هؤلاء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، مَن يصلهم؟ لكن هؤلاء الأبرار الأخيار حملة السنّة والحديث والله لو لا أن أخبارهم نُقلت إلينا بالثقة عن الثقة عن الثقة إليهم؛ لكانت فوق الخيال لا تُصدّق، فرحمة الله تعالى عليهم، فالله الله في الإقتداء بهم والسير على مِنوالهم وتعظيم هذه السنّة كما عظّموها؛ فيحصل لنا ما حصل لهم من الإعزاز والنصر والظهور والغلبة والتمكين.
فالدين والدنيا عَمارتهما بأهل السنّة والحديث الدعاة إلى ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومَن خالفهم فالخطر على المُخالف، وهؤلاء قد وعد الله جل وعلا بنصرتهم، فيا إخوتاه الله الله في تعظيم أمر السنة، الله الله في تعظيم الإتباع لسلف الأمّة، فنحن والله ما نقرأ سيَرهم لنتفكّه بها -لا والله-، وإنما نقرأها من باب قول الله جلّ وعلا : "أولئك الّذين هداهم الله فبهداهم اقتده" يُقتدى بهم فهم خير الناس بعد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، الصحابة! يقولون هؤلاء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، مَن يصلهم؟ لكن هؤلاء الأبرار الأخيار حملة السنّة والحديث والله لو لا أن أخبارهم نُقلت إلينا بالثقة عن الثقة عن الثقة إليهم؛ لكانت فوق الخيال لا تُصدّق، فرحمة الله تعالى عليهم، فالله الله في الإقتداء بهم والسير على مِنوالهم وتعظيم هذه السنّة كما عظّموها؛ فيحصل لنا ما حصل لهم من الإعزاز والنصر والظهور والغلبة والتمكين.
أسأل الله جل وعلا بأسمائه الحُسنى وصفاته العلى أن يجعلني وإياكم هداة مهتدين، كما أسأله سبحانه وتعالى أن يُثبّتنا وإياكم على الحقّ حتى نلقاه، وأسأله جل وعز أن لا يجعل الأمور ملتبسة علينا فنضل، وأن يعصمنا وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن إنّه جواد كريم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الصوتية مستفادة من مشاركة الأخ جاسم إبراهيم المنصوري أثابه الله في سحاب
حمل الصوتية من المرفقات
تعليق