بسم الله الرحمن الرحيم
موقفٌ عظيمٌ للإمام العلامة أحمد بن يحيى النجمي -رحمه الله- في معاملة أهل الأهواء..
(يرويه الشيخ خالد بن عبد الرحمن بن زكي المصري عن الشيخ عبد الواحد بن هادي طالبي المدخلي -حفظهما الله تعالى-)
«قال [يعني: الشيخ عبد الواحد]: حَجَجْنَا في سَنةٍ من السِّنين ومعنا والدُنا فضيلة الشيخ النَّجمي -أحمد بن يحيى النَّجمي-؛ قال: فجلسنا ونحن في مِنَى في الخيمة ونحن حول الشَّيخ النَّجمي.. (الشيخ النَّجمي لمن لا يعرفه أقول كان الشيخ ابن باز يسمِّيه مفتي الجنوب في جيزان على حدود اليمن) يقول: فجلسنا في الخيمة، فأقبَلَ عائض القرني ومعه طلابُه فدخلوا علينا، فأتى عائض القرني وقبَّلَ يدَ الشيخ أحمد وقبَّلَ رأسَه وأثنى عليه ثناءً عظيماً!! فقال: يا شيخنا والله نحبُّك في الله!!، وأنت من العلماء المحدِّثين الفقهاء!! (لأنَّ الشيخ النَّجمي له عنايةٌ في الحديث والفقه وهو يجمع بين هذين العِلْمَين) قال: وأثنى ثناءً عظيماً على الشَّيخ ثمَّ جلس!! فقال له: يا شيخنا نحن نُجِلُّك ونعتبرك إماماً وفقيهاً وعالماً ومحدِّثاً ولكن يُنْقَلُ إليَّ عن بعض طلابك أنَّك تتكلَّم فيَّ (انظُر إلى هذا الثناء العظيم؛ محدِّث!! وفقيه!! وإمام!! ووالد!! وعلامة!! يعني ما شاء الله) فقال له النَّجميُّ [رحمه الله]: من أنت؟! قال: أنا عائض القرني! قال: نعم! أنت صاحبُ كتاب كذا وكذا وأشرطة كذا وكذا؛ سَمِعتُ كلامك وأنت عندي مبتدع.. وأنت عندي مبتدع. فقال: يا شيخ أنا واللهِ ما قصدتُ و... هذه الكتب وهذا كلامٌ سابقٌ لي ورجعتُ أو سأرجِع... قال: خلاص! خير! كما أظهرتَ بدعتَك أَظْهِر تراجُعَك وتوبَتَك؛ فإذا فعلتَ ذلك نُثني عليك بما أظهرتَ كما جرحناك بما أظهرتَ. اهـ
قال الشيخ خالد بن عبد الرحمن -وفَّقه الله-: فأنا انفعلتُ وفرحتُ؛ بمثلِ هذا يُنْصَرُ الإسلام، بمثلِ هذا بأمثالِ النَّجمي.. فقلتُ في المجلس بعد أن انتهى فضيلة الشيخ عبد الواحد، قلت: النَّجميُّ وَحْشٌ، النَّجميُّ وحشٌ رجل.. فاستصعَبَ الشيخ عبد الواحد الكلمة، فقال: يا شيخ لا تقل هذا! قل أسد.. قلتُ: بل وحش؛ قد قالوا في البخاريِّ -وهو أجلُّ من النَّجميِّ- كبشٌ نطَّاحٌ وأنتم (مش عاوزين) نقول عن النَّجمي وَحْش؛ بل والله وحش.. بمثلِ هذا يُنْصَرُ الإسلام..
لذلك؛ تعيين أهل البدع من أعظم القُرَبِ إلى الله -بشرطٍ- كما قيلَ في الثَّوريِّ: (تكلَّمَ -فيمن تكلَّم فيه- تكلَّمَ في النَّاس ديانةً فقُبِلَ قولُه، وارتفع)»..
[المصدر: (كلمةٌ رائعة للشيخ خالد بن عبد الرحمن بن زكي المصري -حفظه الله تعالى- في أوَّل درسٍ بعد رجوعه من الحج لعام 1433هـ)]..