بسم الله الرحمن الرحيم
خاطرة منهجية
من أدمن استماع للأشرطة الإمام الهمام الشَّيخ محمَّد ناصر الدين الألباني رحمه الله ، يُذكركَ بالرَّعيل الأوَّل من الأسلاف الصَّالحين ، خاصةً في جَانب التَّزكية والتَّربية ، ناهيكَ عن تقرير المسَائل العلميَّة ، فضلاً عن أسلُوب مُناقشَة المُخالفين على مُختلف تَوجُهَاتِهم الفِكريَّة خاطرة منهجية
وامتِثالاً لقول النَّبيِّ صلى الله عليه والسلام : " البَرَكَةُ مَعَ أَكَابِركُمْ " ، وسيرًا بِفَهمِ السَّلف الصَّالح فعن عبد الله بن مسعود -رضي اللهُ عنه قال : " لَنْ يَزَالَ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا أَتَاهُمُ الْعِلْمُ مِنْ قِبَلِ أَكَابِرِهِمْ، وَذَوِي أَسْلافِهِمْ، فَإِذَا أَتَاهُمْ مِنْ قِبَلِ أَصَاغِرِهِمْ هَلَكُوا "
فهذة الأونة الأخيرة رجعتُ بعدَ انقطاع غَير متَّعمد لسَّماع الأشرِطة الشَّيخ الألباني رحمه الله لأسباب من بينها :
مَشاغِل الدُّنيا والفِتن الَّتى تمُوج كالموجِ البَحر وارتِباطات أخري ، فعُدتُ ولله الحمد إلى إكثار من استماع للأشرِطة الشَّيخ الألباني رحمه الله بعيدًا عن الهَرْج والمرج والفِتن كالقِطع اللَّيل المُظلِّمة ، ومن المُؤسف جدًّا أنَّه قد هُجرت الأشرطَة الألبانيِّ من النَّاحية السَّماع إلاَّ ما رحمَّ ربي ، وقد مررنا بفتَّرة حافلة كانت السَّلاسل العلميَّة للأئمَّة الأعلام ابن باز و ابن عثيمين وصالح آل الشَّيخ وغيرهم ترُوج في صفوف السَّلفيين ، بل تجد في مجالسهم إلاَّ الفوائد العلميَّة النَّافعة ، أمَّا الآن إلاَّ ما ندر ، فقيل وقال ! ، وهل سمعت الجديد !! وووو ..... !!
******
فالسَّماع للإمام الألباني رحمه الله لا يقتصر نفعه على تعلم العلم فقط ، بل وتعلم العمل به ، فالشَّيخ حياته حافلة بالمواقف التَّي دار فيها مع الحقّ حيث دار ، وثبت ثبوت الرِّجال ، وطريقته طريقة السَّلف الحُكماء في النُّصح والتَّوجيه سواء كان سلفيًّاأو خلفيًّا مخالفًا بعيدًا عن جادة السَّلف ، وسلسلته الذَّهبية وهي سلسلة الهدى والنور فيها حقًّا الهُدى والنور لمن أراد النَّجاة من الفتن العاصفات الَّتي تموج كأمواج البحر العاتيات وتتالطم أمواجها كالقطع الليل المظلمات ....فالإمام الألباني مدرسة في العلم والعمل ، فذكركَ للأمثال هؤلاء الصَّالحين تنزل الرحمة كما جاء في الأثر
فرحم الله بقية السَّلف الإمام الألباني - حقًّا وصِدقًا وعدلاً - رحمةً واسعة ، وألحقنا جميعًا بعباده الصَّالحين ، وجزاه الله عنَّا وعن المسلمين خير الجزاء على ما قدَّم وبذل ، وجعل الجنَّة مثواه ، آمين .
هذا ما أحببتُ أُسَطرهُ في هَذِه الخَاطرة ...
أطابَ الله إيَّامكم بالعلم النَّافع والعمل الصَّالح
أطابَ الله إيَّامكم بالعلم النَّافع والعمل الصَّالح