قال: يا شيخ ما هي النصيحة لبعض الشباب عندنا في تونس اشتغلوا بقضية العذر بالجهل وامتحان الناس بها وامتحان أهل السنَّة بها؟.
الجواب:
هو بس ليست هذه القضية في تونس، هي في تونس وفي غير تونس، لماذا حصرها السائل فيها؟.
من المهم أن تعلم أيها المحب أن مسائل الشرك والكفر سواءً الأكبر أو الأصغر قد بيَّنها علماء أهل السنَّة في مصنَّفاتهم ومؤلَّفاتهم وشروحاتهم ودروسهم وغير ذلك، فما كان من شرك أكبر قالوا: هو شرك ماذا؟، أكبر، وما كان من الشرك الأصغر قالوا: إنَّه شرك أصغر، فلم يختلفوا في هذا.
وإنَّما وقع بين بعض علماء أهل السنَّة، انتبه! لا أتكلم عن علماء أهل البدع الذين أقحموا أنفسهم بالباب لينفذوا من خلاله لتكفير المجتمعات.
أقول: حصل خلاف بين أهل السنَّة ابتداءً في بعض المسائل-في الإعذار-، هل يعذر أو لا يعذر، لا أنهم اختلفوا أنَّ هذا من الشرك أو ليس من الشرك، انتبه! هذا من الدِّقة بمكان.
هو لم يخالف أن الطواف ودعاء الميت من الشرك الأكبر بالله-جلَّ وعزَّ-، دعاء الميت والاستغاثة به من دون الله من الشرك الأكبر، سواءً من قال بالعذر أو من لم يقل به-يعني-قال بالعذر بالجهل أو من لم يقل بالعذر بالجهل كلُّهم متَّفق على أنَّ هذا مِمَّاذا؟، من الشرك.
اختلفوا فقط!، هل هذا يقام عليه الحكم ابتداءً؟، أم يعذر حتَّى يبيَّن ثمَّ يقال؟، فهمت؟، فلِمَا هذا التناحر؟، وهذا قول لأهل السنَّة وهذا قول لبعض اهل السنَّة إلَّا أن التحقيق هو القول الذي يقول بالعذر على تفصيل فيه، واضح؟.
لماذا يمتحنوا الناس؟، هم أرادوا بهذا تقول أو لا تقول.
جاءني شاب أظن حدَّثتكم بهذا في وقت مضى-وها هنا يتكرَّرون-في إحدى البلدان في بلاد القوقاز، وهو متشبِّع بمسائل تكفير الناس، هذا شرك، هذا كفر، لماذا يكفَّر؟، إلى آخره، أناقشه وأناقشه قلت: يا أخي أنا صاحب شبهة وأنت صاحب الحق أعطني الآن الأجوبة على ما أورد عليك، أنت صاحب هداية وأنا صاحب شبهة فأجبني.
طبعًا لا أجوبة عنده، قلت: منذ متى أنت هداك الله إلى هذا المنهج الذي تظن أنَّه الصواب؟، قال: منذ أربع سنوات-هو لا يتجاوز ثلاثة وعشرين سنة، حدث أربعة وعشرين خمسة وعشرين-، منذ متى؟، قال: منذ أربع سنوات، قبل هذه الهداية ماذا كنت تظن نفسك؟، كنت مسلمًا ولَّا كافرًا؟، قال: مسلمًا.
طيب الآن بعد أن هديت-كما تظن-ماذا تعتقد في نفسك فيما مضى؟، هل أنت من المسلمين أم من الكافرين؟، سكت ما استطاع أن يجيب-مسكين-.
ماذا تعتقد في أبويك؟، سكت لا يعتقد إسلامهما، فماذا بعد الحق إلَّا الضلال.
في بعض البلدان-بارك الله فيكم-الذي قبعت عليها الشيوعية أو الاتحاد السوفيتي سابقًا، كانت الناس تقتل لأنَّها تقول أنَّا مسلمة، الرجل يقتل لأنَّه قال: أنا مسلم، بس، لعلَّه لا يعرف من الإسلام إلَّا الاسم، وكان يتمسَّك بإسلامه وهذه الهوية حتَّى على ماذا؟، على قتله، فتأتي أنت الآن تحرص كل الحرص مع أنَّه كبت وكتم هذه المدَّة الطويلة، أنت تحرص كلَّ الحرص لإخراجه من الإسلام الذي صبر على القتل دونه؟، ما هذا الحرص؟!.
هل الواجب أن تخرجه أو أن تصحِّح له؟
إذا كنت داعية خير، إذا كنت تريد الخير للغير همُّك ما هو؟، إصلاح الناس أو إخراجهم إلى الظلمات؟ ورميهم في ماذا؟، في أسفل سافلين، هل هكذا دعوة النبي-صلى الله عليه وآله وسلَّم-؟.
قلت له: يا بنيَّ دعوة النبي-عليه الصلاة والسلام-كما قال الإمام ابن القيِّم وغيره كانت من شِقَّين:
ما دعوة المؤمنين لأن يخرجوا من الدين!، ففرق بين الأمرين، أمَّا من عرف الدين والتزمه وصار من أهله فابتدع فيه بدعة فهنا يجب أن يبيَّن له ما وقع فيه، فإن أصرَّ فيلحق بأهل الأهواء هذه مسألة أخرى، وضح؟.
فلا تشغلوا أنفسكم بمثل هذه الإشغالات، وتعلَّموا العلم الصحيح ستقفون إذا ما تعلَّمتم وتضلَّعتم من العلم الصحيح عرفتم بعد ذلك مَن الذي يعذر ومن الذي لا يعذر[1].
قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد
[1] لفضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحيم البخاري-حفظه الله-من محاضرة (ماذا بعد الحج؟) ألقاها فضيلته يوم الجمعة 17 ذي الحجة عام 1433هـ في جامع الرضوان بالمدينة النبوية، (لسماع الصوتية من موقع ميراث الأنبياء 07 :30)
الجواب:
هو بس ليست هذه القضية في تونس، هي في تونس وفي غير تونس، لماذا حصرها السائل فيها؟.
من المهم أن تعلم أيها المحب أن مسائل الشرك والكفر سواءً الأكبر أو الأصغر قد بيَّنها علماء أهل السنَّة في مصنَّفاتهم ومؤلَّفاتهم وشروحاتهم ودروسهم وغير ذلك، فما كان من شرك أكبر قالوا: هو شرك ماذا؟، أكبر، وما كان من الشرك الأصغر قالوا: إنَّه شرك أصغر، فلم يختلفوا في هذا.
وإنَّما وقع بين بعض علماء أهل السنَّة، انتبه! لا أتكلم عن علماء أهل البدع الذين أقحموا أنفسهم بالباب لينفذوا من خلاله لتكفير المجتمعات.
أقول: حصل خلاف بين أهل السنَّة ابتداءً في بعض المسائل-في الإعذار-، هل يعذر أو لا يعذر، لا أنهم اختلفوا أنَّ هذا من الشرك أو ليس من الشرك، انتبه! هذا من الدِّقة بمكان.
هو لم يخالف أن الطواف ودعاء الميت من الشرك الأكبر بالله-جلَّ وعزَّ-، دعاء الميت والاستغاثة به من دون الله من الشرك الأكبر، سواءً من قال بالعذر أو من لم يقل به-يعني-قال بالعذر بالجهل أو من لم يقل بالعذر بالجهل كلُّهم متَّفق على أنَّ هذا مِمَّاذا؟، من الشرك.
اختلفوا فقط!، هل هذا يقام عليه الحكم ابتداءً؟، أم يعذر حتَّى يبيَّن ثمَّ يقال؟، فهمت؟، فلِمَا هذا التناحر؟، وهذا قول لأهل السنَّة وهذا قول لبعض اهل السنَّة إلَّا أن التحقيق هو القول الذي يقول بالعذر على تفصيل فيه، واضح؟.
لماذا يمتحنوا الناس؟، هم أرادوا بهذا تقول أو لا تقول.
جاءني شاب أظن حدَّثتكم بهذا في وقت مضى-وها هنا يتكرَّرون-في إحدى البلدان في بلاد القوقاز، وهو متشبِّع بمسائل تكفير الناس، هذا شرك، هذا كفر، لماذا يكفَّر؟، إلى آخره، أناقشه وأناقشه قلت: يا أخي أنا صاحب شبهة وأنت صاحب الحق أعطني الآن الأجوبة على ما أورد عليك، أنت صاحب هداية وأنا صاحب شبهة فأجبني.
طبعًا لا أجوبة عنده، قلت: منذ متى أنت هداك الله إلى هذا المنهج الذي تظن أنَّه الصواب؟، قال: منذ أربع سنوات-هو لا يتجاوز ثلاثة وعشرين سنة، حدث أربعة وعشرين خمسة وعشرين-، منذ متى؟، قال: منذ أربع سنوات، قبل هذه الهداية ماذا كنت تظن نفسك؟، كنت مسلمًا ولَّا كافرًا؟، قال: مسلمًا.
طيب الآن بعد أن هديت-كما تظن-ماذا تعتقد في نفسك فيما مضى؟، هل أنت من المسلمين أم من الكافرين؟، سكت ما استطاع أن يجيب-مسكين-.
ماذا تعتقد في أبويك؟، سكت لا يعتقد إسلامهما، فماذا بعد الحق إلَّا الضلال.
في بعض البلدان-بارك الله فيكم-الذي قبعت عليها الشيوعية أو الاتحاد السوفيتي سابقًا، كانت الناس تقتل لأنَّها تقول أنَّا مسلمة، الرجل يقتل لأنَّه قال: أنا مسلم، بس، لعلَّه لا يعرف من الإسلام إلَّا الاسم، وكان يتمسَّك بإسلامه وهذه الهوية حتَّى على ماذا؟، على قتله، فتأتي أنت الآن تحرص كل الحرص مع أنَّه كبت وكتم هذه المدَّة الطويلة، أنت تحرص كلَّ الحرص لإخراجه من الإسلام الذي صبر على القتل دونه؟، ما هذا الحرص؟!.
هل الواجب أن تخرجه أو أن تصحِّح له؟
إذا كنت داعية خير، إذا كنت تريد الخير للغير همُّك ما هو؟، إصلاح الناس أو إخراجهم إلى الظلمات؟ ورميهم في ماذا؟، في أسفل سافلين، هل هكذا دعوة النبي-صلى الله عليه وآله وسلَّم-؟.
قلت له: يا بنيَّ دعوة النبي-عليه الصلاة والسلام-كما قال الإمام ابن القيِّم وغيره كانت من شِقَّين:
- دعوة الكافرين لأن يدخلوا في الدين، ولهذا بعث معاذًا وبعث غيره (إنَّك تقدم قومًا أهل كتاب فليكن أو ما تدعوهم إليه) دعوة الكافرين لأن يدخلوا في الدين.
- والثانية: دعوة المؤمنين لأن يثبتوا على الدين.
ما دعوة المؤمنين لأن يخرجوا من الدين!، ففرق بين الأمرين، أمَّا من عرف الدين والتزمه وصار من أهله فابتدع فيه بدعة فهنا يجب أن يبيَّن له ما وقع فيه، فإن أصرَّ فيلحق بأهل الأهواء هذه مسألة أخرى، وضح؟.
فلا تشغلوا أنفسكم بمثل هذه الإشغالات، وتعلَّموا العلم الصحيح ستقفون إذا ما تعلَّمتم وتضلَّعتم من العلم الصحيح عرفتم بعد ذلك مَن الذي يعذر ومن الذي لا يعذر[1].
قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد
السبت الموافق: 18/ ذو الحجة/ 1433 للهجرة النبوية الشريفة.
[1] لفضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحيم البخاري-حفظه الله-من محاضرة (ماذا بعد الحج؟) ألقاها فضيلته يوم الجمعة 17 ذي الحجة عام 1433هـ في جامع الرضوان بالمدينة النبوية، (لسماع الصوتية من موقع ميراث الأنبياء 07 :30)
تعليق