بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه :
قال الإمام ابن عبد الوهاب رحمه الله :
جواب أهل الباطل من طريقين مجمل ومفصل :
أما المجمل فهو الأمر العظيم والفائدة الكبيرة لمن عقلها، وذلك قوله تعالى: (( هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ))[آل عمران:7]
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمَّى اللهُ، فاحذروهم».
مثال ذلك: إذا قال لك بعض المشركين: (( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ))[يونس:62]، أو إن الشفاعة حق، وأن الأنبياء لهم جاه عند الله، أو ذكر كلامًا للنبي صلى الله عليه وسلم يستدل به على شيء من باطله وأنت لا تفهم معنى الكلام الذي ذكره فجاوبه بقولك:
إن الله ذكر في كتابه أن الذين في قلوبهم زيغ يتركون المحكم ويتّبعون المتشابه، وما ذكرته لك من أن الله تعالى ذكر أن المشركين يقرّون بالربوبية وأن كفرهم بتعلقهم على الملائكة والأنبياء والأولياء مع قولهم: (( هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ))[يونس:18] هذا أمر محكم بيّن، لا يقدر أحد أن يغيّر معناه، وما ذكرت لي أيها المشرك من القرآن أو كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا أعرف معناه ولكن أقطع أن كلام الله لا يتناقض، وأن كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالف كلام الله عز وجل.
وهذا جواب جيد سديد ولكن لا يفهمه إلا من وفقه الله تعالى فلا تستهن به فإنه كما قال تعالى: (( وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ))[فصلت:35].(32) كشف الشبهات
قال الشيخ ابن باز رحمه الله في شرحه :
فالمجمل : جواب لكل شُبهة يصلح للعالم المتبصر ولغيره يجيب به .
وقال الشيخ ابن العثيمين رحمه الله :
وهكذا ينبغي لأهل العلم في باب المناظرة والمجادلة أن يأتوا بجواب مجمل يشمل ما يحتمل أن يورده الملبسون المشبهون ويأتي بجواب مفصل لكل مسألة بعينها .
وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
المجمل : هو القاعدة العامة في جواب أهل الباطل على اختلاف أصنافهم في أي زمان ومكان .
وقال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله :
... والمنهج يُحرص عليه دائماً لأن المنهج أقعد في النفوس وأقبل في الفهم لأن التفريعات قد لا تكون مستحضرة دائماً لكن المنهج يستحضر ولذلك إذا كان عند المسلم قواعد عامة يفهمها ويرجع إليها فإنها ستكون أسهل له في رد الشبه وقبول الحق وفي فهمه لاختصارها وعظم فائدتها .
ولهذا يذكر أن أحد العوام الذين فهموا هذه الدعوة ناظره رجل في بلد من البلدان فقال له : الله ـ جل وعلا ـ قال في الشهداء :
{ ..أحياء عند ربهم يرزقون } .
فلماذا تمنعون سؤال الشهداء وهم أحياء ؟ فقال له ـ بحكم فهمه للمنهج والتأصيل العام وإن لم يكن طالب علم في نفسه ـ : الله ـ جل وعلا ـ قال : { ...يُرزقون }
ولم يقل : ( يَرزِقون ) والذي يُرزق يُدعى له والذي يَرْزُق هو الذي يُدعى .
وهذا جواب سهل ورد الشبة التي يوردها بعض من لم يفهم التوحيد ولكن فهم منهج أئمة الدعوة وفهم أصولها ييسر بذلك رد كثير من الشبه ويرزقه الله ـ جل وعلا ـ قبولَ الحق بسهولة على سبيل الإجمال .
أما التفصيل فهو خاص بأهل العلم المشتغلين به ليلاً ونهاراً . منهج أئمة الدعوة ص12
ففهم المنهج العام والأصول والقواعد العامة هام في جميع جوانب الشريعة من عقائد وعبادات ومعاملات وأخلاق وآداب ونافع في رد شبه أهل البدع والضلال في كل زمان ومكان فبالنظر إلى ماكان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه الأخيار رضوان الله عليهم والأئمة الأعلام على سبيل العموم تعلم حال هذا الرجل أو ذاك وموافقة هذا العمل من مخالفته لما كانوا عليه ما يغني عن التعرض لوساوس وشبهات أهل الأهواء فالشبه خطافة والقلوب ضعيفة فيلقون حبالهم وعصيهم ( شبههم ) فيخيل إليك من سحرهم وتلبيسهم أنها حق تسعى فالسلامة لا يعدلها شيء .
قال رجل لابن سيرين رحمه الله : إن فلاناً يريد أن يأتيك ولا يتكلم بشيء قال : قل لفلان : لا ما
تأتيني فإن قلب ابن آدم ضعيف وإني أخاف أن أسمع كلمة فلا يرجع قلبي إلى ما كان .
الإبانة ( 993 )
قال الأذرمي لرجل تكلم ببدعة ودعا الناس إليها :
هل علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوبكر وعمر وعثمان وعلي أو لم يعلموها ؟ قال لم يعلموها قال : فشيء لم يعلمه هؤلاء أعلمته أنت ؟ قال الرجل فإني أقول قد علموها قال : أفوسعهم أن لا يتكلموا به ولا يدعوا الناس إليه أم لم يسعهم ؟ قال : بلى وسعهم قال : فشيء وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاءه لا يسعك أنت ؟ فانقطع الرجل فقال الخليفة ـ وكان حاضراً ـ : لا وسع الله على من لم يسعه ما وسعهم . نقله ابن قدامة في اللمعة ( تاريخ بغداد 10 / 75 ، 79 ) .
قال سعيد بن عمرو البردعي: شهدت أبا زرعة، وسئل عن الحارث المحاسبي وكتبه، فقال: إياك وهذه الكتب، هذه كتب بدع وضلالات. عليك بالأثر، فإنك تجد فيه ما يغنيك عن هذه الكتب.
قيل له: هذه الكتب عبرة.
قال: من لم يكن له في كتاب الله عبرة، فليس له في هذه الكتب عبرة.
(((بلغكم أن مالكا، والثوري، والأوزاعي، صنفوا هذه الكتب في الخطرات والوساوس؟ ما أسرع الناس للبدع ))).
تاريخ الإسلام ج 4 ص 400 ش
وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله كلاماً معناه :
قِفْ حَيْثُ وَقَفَ القوم ، فَإِنَّهُم عَنْ عِلْم وَقَفوا ، وببَصر نافذ كفوا ، وهُم عَلَى كَشْفِها كانوا أقْوَى ، وبالفضْلِ لَو كان فيها أَحْرى ، فلئِن قُلتم : حَدَثَ بَعدَهُم ؛ فما أَحْدَثهُ إِلا مَنْ خالفَ هَدْيَهُم ، ورَغِبَ عَنْ سُنتِهم ، وَلَقَدْ وصفوا منه ما يشفي ، وتَكلَّموا منهُ بما يَكْفي ، فما فوقهُم مُحَسر وما دُونهُم مُقصر ، لقد قصرَ عَنْهُم قَومٌ فَجفَوْا وتجَاوزهُم آخرون فَغلَوْا ، وَإنهم فيما بين ذلك لَعَلى هُدى مُستقَيم)
وقال الأوزاعي :""اصبر على السنة ، وقف حيث وقف القوم ، وقل في ما قالوا ، وكف عما كفوا ، واسلك سبيل سلفك الصالح ، فإنَّه يسعك ما وسعهم " " .
قال الإمام ابن عبد الوهاب رحمه الله :
جواب أهل الباطل من طريقين مجمل ومفصل :
أما المجمل فهو الأمر العظيم والفائدة الكبيرة لمن عقلها، وذلك قوله تعالى: (( هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ))[آل عمران:7]
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمَّى اللهُ، فاحذروهم».
مثال ذلك: إذا قال لك بعض المشركين: (( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ))[يونس:62]، أو إن الشفاعة حق، وأن الأنبياء لهم جاه عند الله، أو ذكر كلامًا للنبي صلى الله عليه وسلم يستدل به على شيء من باطله وأنت لا تفهم معنى الكلام الذي ذكره فجاوبه بقولك:
إن الله ذكر في كتابه أن الذين في قلوبهم زيغ يتركون المحكم ويتّبعون المتشابه، وما ذكرته لك من أن الله تعالى ذكر أن المشركين يقرّون بالربوبية وأن كفرهم بتعلقهم على الملائكة والأنبياء والأولياء مع قولهم: (( هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ))[يونس:18] هذا أمر محكم بيّن، لا يقدر أحد أن يغيّر معناه، وما ذكرت لي أيها المشرك من القرآن أو كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا أعرف معناه ولكن أقطع أن كلام الله لا يتناقض، وأن كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالف كلام الله عز وجل.
وهذا جواب جيد سديد ولكن لا يفهمه إلا من وفقه الله تعالى فلا تستهن به فإنه كما قال تعالى: (( وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ))[فصلت:35].(32) كشف الشبهات
قال الشيخ ابن باز رحمه الله في شرحه :
فالمجمل : جواب لكل شُبهة يصلح للعالم المتبصر ولغيره يجيب به .
وقال الشيخ ابن العثيمين رحمه الله :
وهكذا ينبغي لأهل العلم في باب المناظرة والمجادلة أن يأتوا بجواب مجمل يشمل ما يحتمل أن يورده الملبسون المشبهون ويأتي بجواب مفصل لكل مسألة بعينها .
وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
المجمل : هو القاعدة العامة في جواب أهل الباطل على اختلاف أصنافهم في أي زمان ومكان .
وقال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله :
... والمنهج يُحرص عليه دائماً لأن المنهج أقعد في النفوس وأقبل في الفهم لأن التفريعات قد لا تكون مستحضرة دائماً لكن المنهج يستحضر ولذلك إذا كان عند المسلم قواعد عامة يفهمها ويرجع إليها فإنها ستكون أسهل له في رد الشبه وقبول الحق وفي فهمه لاختصارها وعظم فائدتها .
ولهذا يذكر أن أحد العوام الذين فهموا هذه الدعوة ناظره رجل في بلد من البلدان فقال له : الله ـ جل وعلا ـ قال في الشهداء :
{ ..أحياء عند ربهم يرزقون } .
فلماذا تمنعون سؤال الشهداء وهم أحياء ؟ فقال له ـ بحكم فهمه للمنهج والتأصيل العام وإن لم يكن طالب علم في نفسه ـ : الله ـ جل وعلا ـ قال : { ...يُرزقون }
ولم يقل : ( يَرزِقون ) والذي يُرزق يُدعى له والذي يَرْزُق هو الذي يُدعى .
وهذا جواب سهل ورد الشبة التي يوردها بعض من لم يفهم التوحيد ولكن فهم منهج أئمة الدعوة وفهم أصولها ييسر بذلك رد كثير من الشبه ويرزقه الله ـ جل وعلا ـ قبولَ الحق بسهولة على سبيل الإجمال .
أما التفصيل فهو خاص بأهل العلم المشتغلين به ليلاً ونهاراً . منهج أئمة الدعوة ص12
ففهم المنهج العام والأصول والقواعد العامة هام في جميع جوانب الشريعة من عقائد وعبادات ومعاملات وأخلاق وآداب ونافع في رد شبه أهل البدع والضلال في كل زمان ومكان فبالنظر إلى ماكان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه الأخيار رضوان الله عليهم والأئمة الأعلام على سبيل العموم تعلم حال هذا الرجل أو ذاك وموافقة هذا العمل من مخالفته لما كانوا عليه ما يغني عن التعرض لوساوس وشبهات أهل الأهواء فالشبه خطافة والقلوب ضعيفة فيلقون حبالهم وعصيهم ( شبههم ) فيخيل إليك من سحرهم وتلبيسهم أنها حق تسعى فالسلامة لا يعدلها شيء .
قال رجل لابن سيرين رحمه الله : إن فلاناً يريد أن يأتيك ولا يتكلم بشيء قال : قل لفلان : لا ما
تأتيني فإن قلب ابن آدم ضعيف وإني أخاف أن أسمع كلمة فلا يرجع قلبي إلى ما كان .
الإبانة ( 993 )
قال الأذرمي لرجل تكلم ببدعة ودعا الناس إليها :
هل علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوبكر وعمر وعثمان وعلي أو لم يعلموها ؟ قال لم يعلموها قال : فشيء لم يعلمه هؤلاء أعلمته أنت ؟ قال الرجل فإني أقول قد علموها قال : أفوسعهم أن لا يتكلموا به ولا يدعوا الناس إليه أم لم يسعهم ؟ قال : بلى وسعهم قال : فشيء وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاءه لا يسعك أنت ؟ فانقطع الرجل فقال الخليفة ـ وكان حاضراً ـ : لا وسع الله على من لم يسعه ما وسعهم . نقله ابن قدامة في اللمعة ( تاريخ بغداد 10 / 75 ، 79 ) .
قال سعيد بن عمرو البردعي: شهدت أبا زرعة، وسئل عن الحارث المحاسبي وكتبه، فقال: إياك وهذه الكتب، هذه كتب بدع وضلالات. عليك بالأثر، فإنك تجد فيه ما يغنيك عن هذه الكتب.
قيل له: هذه الكتب عبرة.
قال: من لم يكن له في كتاب الله عبرة، فليس له في هذه الكتب عبرة.
(((بلغكم أن مالكا، والثوري، والأوزاعي، صنفوا هذه الكتب في الخطرات والوساوس؟ ما أسرع الناس للبدع ))).
تاريخ الإسلام ج 4 ص 400 ش
وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله كلاماً معناه :
قِفْ حَيْثُ وَقَفَ القوم ، فَإِنَّهُم عَنْ عِلْم وَقَفوا ، وببَصر نافذ كفوا ، وهُم عَلَى كَشْفِها كانوا أقْوَى ، وبالفضْلِ لَو كان فيها أَحْرى ، فلئِن قُلتم : حَدَثَ بَعدَهُم ؛ فما أَحْدَثهُ إِلا مَنْ خالفَ هَدْيَهُم ، ورَغِبَ عَنْ سُنتِهم ، وَلَقَدْ وصفوا منه ما يشفي ، وتَكلَّموا منهُ بما يَكْفي ، فما فوقهُم مُحَسر وما دُونهُم مُقصر ، لقد قصرَ عَنْهُم قَومٌ فَجفَوْا وتجَاوزهُم آخرون فَغلَوْا ، وَإنهم فيما بين ذلك لَعَلى هُدى مُستقَيم)
وقال الأوزاعي :""اصبر على السنة ، وقف حيث وقف القوم ، وقل في ما قالوا ، وكف عما كفوا ، واسلك سبيل سلفك الصالح ، فإنَّه يسعك ما وسعهم " " .
تعليق