وأما ذكر الحسنات والمساوئ عند كل مناسبة فهذا شئ لم نسمعه إلا في أيامنا هذه وهو مذهب انتُحِل واصطُنِع لحماية البدع وأهلها هذا الهدف منه ، ولم يعرفه السلف وبهذه المناسبة أقول لكم : إن الإنسان إذا كان يؤلِّفُ في سِيَرِ الناس فيذكر كلَّ ما هبَّ ودبَّ من سيرهم من خير وشر لأنهم يروون تاريخاً وسيرة لكن إذا كان فقط نقد هذا الرجل تحذيراً من بدعته ومن ضلاله ومن شره أومن فسقه فلا يلزمك إلا أن تبيِّن موضع النقد ويكفي ، إذا كان إنسان يريد أن يذكر تاريخ شعب من الشعوب أو أمَّة من الأمم أو شخصية من الشخصيات يذكر كل ما ورد عنه وكل ما يتصل بحياته من خير وشر ، مسلم يهودي نصراني حتى الشيطان لما عرفوا به قال بعضهم : كان من الملائكة ثمَّ مسخه الله تبارك وتعالى فصار شيطاناً - يقولون هكذا - فإذا كنت تؤرخ حدِّث عن الناس ولا حرج يذكرون للناس حسنات وسيئات وأنت حدِّث عن المسلمين والكفار حتى فرعون إذا ترجمت له وجدت في الترجمة خيراً وشراً فيذكرون في ترجمته - أنا أقرأ وأنا صغير - أن قارون أو أحد ولاته خرج يتجول في أنحاء مصر ويجمع منهم العشور والضرائب وكذا وكذا فأتى بأموال لا أول لها ولا آخر فقال له فرعون : من أين أتيت بهذه الأموال ؟! قال : جمعتها من الضرائب وكذا ، قال : ما ينبغي لربٍّ أن يأخذ من عبيده أرجعها إلى أهلها ، فنذكر هذا من حسناته فإذا كنت مؤرخاً اذكر كلَّ ما هبَّ ودبَّ من خير وشر لكن إذا كنت ناقداً موجهاً للناس محذراً للناس من شر هذا الكتاب من شر هذا الرجل من شر هذه الجماعة من بدعهم من ضلالهم اذكر ما يستلزم النقد والجرح والتحذير ويكفي ولا يلزم ذكر المحاسن أبداً لكن هؤلاء لجهلهم وغباءهم وأهوائهم الجامحة صاروا يحتِّمون أنك لا تذكر شخصاً ولا كتاباً إلا وتذكر المحاسن والمساوئ وإلا فأنت ظالم خائن !! أين هذا ؟! بهذا الأسلوب نكذِّب السَّلف ونجرِّح في السلف ونُسْقِطُ عدالتَهم من أولهم إلى آخرهم وبهذا يسقط الإسلام تماماً فنأتي إلى أحمد وإلى البخاري وإلى الشافعي وإلى ابن معين وإلى يحى بن سعيد القطان وإلى غيرهم من أئمة الجرح والتعديل كالدارقطني وابن حبان وغيرهم فنُسْقِطُهُم كلهم من أجل هذا المنهج ونأتي إلى أئمة العقائد الذين طعنوا في الجهمية وأئمتهم وطعنوا في المعتزلة وأئمتهم وطعنوا في الخوارج وأئمتهم وطعنوا فيهم أفراداً وجماعات وطعنوا في معتقداتهم فنأتي إلى أئمة السنة كلهم ونمسح بهم التراب ونسقطهم تماماً ليبقى لنا أهل البدع وأهل الضلال والانحراف فهذا مذهب خطير فاجر - والعياذ بالله - مقترحوه ما أرادوا بذلك نفع الإسلام والمسلمين إنما أرادوا حماية أهل البدع وهذا مذهب في غاية الخطورة على الإسلام وعلى أئمة الإسلام جرَّ كلُّ ذلك هو المحاماة عن أهل البدع .
…فأنا آتي لإحياء علوم الدين للغزالي وأقول : فيه وحدة وجود وفيه أحاديث موضوعة وفيه كذا وكذا ويكفيني فأنا بذلك حذَّرت الناس منه ولا يلزمني أن أعدِّد محاسنه ومساوئه لا يلزمني أبداً بإجماع المسلمين فهؤلاء يخالفون الإجماع وبمذهبهم هذا يكون الإسلام فيه عرضة للسقوط لأن أئمة الإسلام صاروا مطعونين مجروحين في ظلمات هذا المنهج الباطل الذي ما أريد به وجه الله ولا أريد به النصح للمسلمين وإنما أريد به المحاماة عن أهل البدع وعن كتبهم التي انطوت على الضلالات والخرافات والانحرافات عن منهج الله الحق .
النقد منهج شرعي تعليق على كتاب ابن رجب الفرق بين النصيحة والتعيير – (ص107-10 ملحق بآخركتاب شرح أصول السنة للإمام أحمد رحمه الله- ط دار الامام أحمد- 2008م.
…فأنا آتي لإحياء علوم الدين للغزالي وأقول : فيه وحدة وجود وفيه أحاديث موضوعة وفيه كذا وكذا ويكفيني فأنا بذلك حذَّرت الناس منه ولا يلزمني أن أعدِّد محاسنه ومساوئه لا يلزمني أبداً بإجماع المسلمين فهؤلاء يخالفون الإجماع وبمذهبهم هذا يكون الإسلام فيه عرضة للسقوط لأن أئمة الإسلام صاروا مطعونين مجروحين في ظلمات هذا المنهج الباطل الذي ما أريد به وجه الله ولا أريد به النصح للمسلمين وإنما أريد به المحاماة عن أهل البدع وعن كتبهم التي انطوت على الضلالات والخرافات والانحرافات عن منهج الله الحق .
النقد منهج شرعي تعليق على كتاب ابن رجب الفرق بين النصيحة والتعيير – (ص107-10 ملحق بآخركتاب شرح أصول السنة للإمام أحمد رحمه الله- ط دار الامام أحمد- 2008م.