السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا مقال مفيد للشيخ أحمد السبيعي حفظه الله تدعو الحاجة إلى النظر فيه والإستفادة منه، خاصة في هذه الأيام التي شُغِل فيها أهل العلم بأمور كثيرة؛ بسبب تخذيل بعض المنتسبين للدعوة السلفية، والذين تصدوا للدفاع عمن ظهرت أخطاؤهم ولالتماس الأعذار لهم؛ فكانوا عوناً لأهل الباطل على أهل السنة، وهي وإن كانت محنة لأهل السنة إلا أن فيها تمحيصا للمؤمنين الصادقين، قال سبحانه وتعالى:( ألم ، أحسب النّاس أنْ يُتركوا أنْ يقولوا آمنّا وهم لا يُفتنون ، ولقد فتنّا الذين من قبلِهم فلَيعلمنّ الله الذين صدقوا وليعلَمنّ الكاذبين) الآيات(1-3)من سورة العنكبوت'
حمله من المرفقات منسقاً
قال الشيخ أحمد بازمول حفظه الله في تعليقه على المقال:"
الشيخ الفاضل : أحمد السبيعي
جزاك الله خيراً
فقد أبدعت وأحسنت
فبارك الله فيك
ولله درك
وصدقاً قلتَ وعلى جرح وقفتَ ولداء عضال عالجتَ ولطائفة مخذلة كشفتَ ...
فالسلفيون المتمسكون بالسنة العاملون بها قليلون جداً !
وهم في غربة مع أهل الأرض عموماً ومع أهل الأهواء والبدع خصوصاً !
فعن أبي هُرَيْرَةَ قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كما بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ"
أخرجه مسلم في الصحيح (1/130رقم145)
وقال يونس بن عبيد "أصبح من إذا عرف السنة عرفها غريباً وأغرب منه من يعرفها"
أخرجه الآجري في الشريعة (5/2550رقم2059) وأبو نعيم في حلية الأولياء (3/21) ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (32/527) وأخرجه ابن بطة في الإبانة (1/185رقم20) واللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة (1/57-58رقم21-23) من طرق عن يونس .
وقال أبو بكر بن عياش :" السنة في الإسلام أعز من الإسلام في سائر الأديان"
أخرجه ابن عدي في الكامل (4/29) والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (2/172رقم1518، 1519) والهروي في ذم الكلام وأهله (4/247رقم1077) وابن الجوزي في تلبيس إبليس (1 من طريقين عن أبي بكر بن عياش
وقال ابن قيم الجوزية في مدارج السالكين (3/195-200) " الغرباء الممدوحون المغبوطون ولقلتهم في الناس جداً سموا غرباء فإن أكثر الناس على غير هذه الصفات
فأهل الإسلام في الناس غرباء،
والمؤمنون في أهل الإسلام غرباء،
وأهل العلم في المؤمنين غرباء،
وأهل السنة الذين يميزونها من الأهواء والبدع فهم غرباء
والداعون إليها الصابرون على أذى المخالفين هم أشد هؤلاء غربة
ولكن هؤلاء هم أهل الله حقاً فلا غربة عليهم وإنما غربتهم بين الأكثرين الذين قال الله عز وجل فيهم {وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله} فأولئك هم الغرباء من الله ورسوله ودينه وغربتهم هي الغربة الموحشة وإن كانوا هم المعروفين المشار إليهم.
فالغربة ثلاثة أنواع:
غربة أهل الله وأهل سنة رسوله بين هذا الخلق وهي الغربة التي مدح رسول الله أهلها وأخبر عن الدين الذي جاء به أنه بدأ غريباً وأنه سيعود غريباً كما بدأ وأن أهله يصيرون غرباء، وهذه الغربة قد تكون في مكان دون مكان، ووقت دون وقت، وبين قوم دون قوم ولكن أهل هذه الغربة هم أهل الله حقاً؛ فإنهم لم يأووا إلى غير الله ولم ينتسبوا إلى غير رسوله ولم يدعوا إلى غير ما جاء به وهم الذين فارقوا الناس أحوج ما كانوا إليهم فإذا انطلق الناس يوم القيامة مع آلهتهم بقوا في مكانهم فيقال لهم ألا تنطلقون حيث انطلق الناس فيقولون فارقنا الناس ونحن أحوج إليهم منا اليوم وإنا ننتظر ربنا الذي كنا نعبده، ومن صفات هؤلاء الغرباء الذين غبطهم النبي التمسك بالسنة إذا رغب عنها الناس وترك ما أحدثوه وإن كان هو المعروف عندهم وتجريد التوحيد وإن أنكر ذلك أكثر الناس وترك الانتساب إلى أحد غير الله ورسوله لا شيخ ولا طريقة ولا مذهب ولا طائفة بل هؤلاء الغرباء منتسبون إلى الله بالعبودية له وحده وإلى رسوله بالإتباع لما جاء به وحده وهؤلاء هم القابضون على الجمر حقاً وأكثر الناس بل كلهم لائم لهم فيقولون فارقنا الناس ونحن أحوج إليهم منا اليوم وإنا ننتظر ربنا الذي كنا نعبده فهذه الغربة لا وحشة على صاحبها بل هو آنس ما يكون إذا استوحش الناس وأشد ما تكون وحشته إذا استأنسوا فوليه الله ورسوله والذين آمنوا وإن عاداه أكثر الناس وجفوه، فلغربتهم بين هذا الخلق يعدونهم أهل شذوذ وبدعة ومفارقة للسواد الأعظم، فالإسلام الحقيقي غريب جداً وأهله غرباء أشد الغربة بين الناس وكيف لا تكون فرقة واحدة قليلة جداً غريبة بين اثنتين وسبعين فرقة ذات أتباع ورئاسات ومناصب وولايات ولا يقوم لها سوق إلا بمخالفة ما جاء به الرسول فإن نفس ما جاء به يضاد أهواءهم ولذاتهم وما هم عليه من الشبهات والبدع التي هي منتهى فضيلتهم وعملهم والشهوات التي هي غايات مقاصدهم وإراداتهم، فكيف لا يكون المؤمن السائر إلى الله على طريق المتابعة غريباً بين هؤلاء الذين قد اتبعوا أهواءهم وأطاعوا شحهم وأعجب كل منهم برأيه، وبالجملة فهو غريب في أمور دنياه وآخرته لا يجد من العامة مساعداً ولا معيناً فهو عالم بين جهال صاحب سنة بين أهل بدع داع إلى الله ورسوله بين دعاة إلى الأهواء والبدع آمر بالمعروف ناه عن المنكر بين قوم المعروف لديهم منكر والمنكر معروف.
النوع الثاني: من الغربة غربة مذمومة وهي غربة أهل الباطل وأهل الفجور بين أهل الحق فهي غربة بين حزب الله المفلحين وإن كثر أهلها فهم غرباء على كثرة أصحابهم وأشياعهم أهل وحشة على كثرة مؤنسهم يعرفون في أهل الأرض ويخفون على أهل السماء.
النوع الثالث: غربة مشتركة لا تحمد ولا تذم وهي الغربة عن الوطن فإن الناس كلهم في هذه الدار غرباء فإنها ليست لهم بدار مقام ولا هي الدار التي خلقوا لها"
أخوكم المحب
أحمد بن عمر بن سالم بازمول
الخميس
19 شوال 1433هــ
قبيل صلاة المغرب"
جزاك الله خيراً
فقد أبدعت وأحسنت
فبارك الله فيك
ولله درك
وصدقاً قلتَ وعلى جرح وقفتَ ولداء عضال عالجتَ ولطائفة مخذلة كشفتَ ...
فالسلفيون المتمسكون بالسنة العاملون بها قليلون جداً !
وهم في غربة مع أهل الأرض عموماً ومع أهل الأهواء والبدع خصوصاً !
فعن أبي هُرَيْرَةَ قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كما بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ"
أخرجه مسلم في الصحيح (1/130رقم145)
وقال يونس بن عبيد "أصبح من إذا عرف السنة عرفها غريباً وأغرب منه من يعرفها"
أخرجه الآجري في الشريعة (5/2550رقم2059) وأبو نعيم في حلية الأولياء (3/21) ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (32/527) وأخرجه ابن بطة في الإبانة (1/185رقم20) واللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة (1/57-58رقم21-23) من طرق عن يونس .
وقال أبو بكر بن عياش :" السنة في الإسلام أعز من الإسلام في سائر الأديان"
أخرجه ابن عدي في الكامل (4/29) والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (2/172رقم1518، 1519) والهروي في ذم الكلام وأهله (4/247رقم1077) وابن الجوزي في تلبيس إبليس (1 من طريقين عن أبي بكر بن عياش
وقال ابن قيم الجوزية في مدارج السالكين (3/195-200) " الغرباء الممدوحون المغبوطون ولقلتهم في الناس جداً سموا غرباء فإن أكثر الناس على غير هذه الصفات
فأهل الإسلام في الناس غرباء،
والمؤمنون في أهل الإسلام غرباء،
وأهل العلم في المؤمنين غرباء،
وأهل السنة الذين يميزونها من الأهواء والبدع فهم غرباء
والداعون إليها الصابرون على أذى المخالفين هم أشد هؤلاء غربة
ولكن هؤلاء هم أهل الله حقاً فلا غربة عليهم وإنما غربتهم بين الأكثرين الذين قال الله عز وجل فيهم {وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله} فأولئك هم الغرباء من الله ورسوله ودينه وغربتهم هي الغربة الموحشة وإن كانوا هم المعروفين المشار إليهم.
فالغربة ثلاثة أنواع:
غربة أهل الله وأهل سنة رسوله بين هذا الخلق وهي الغربة التي مدح رسول الله أهلها وأخبر عن الدين الذي جاء به أنه بدأ غريباً وأنه سيعود غريباً كما بدأ وأن أهله يصيرون غرباء، وهذه الغربة قد تكون في مكان دون مكان، ووقت دون وقت، وبين قوم دون قوم ولكن أهل هذه الغربة هم أهل الله حقاً؛ فإنهم لم يأووا إلى غير الله ولم ينتسبوا إلى غير رسوله ولم يدعوا إلى غير ما جاء به وهم الذين فارقوا الناس أحوج ما كانوا إليهم فإذا انطلق الناس يوم القيامة مع آلهتهم بقوا في مكانهم فيقال لهم ألا تنطلقون حيث انطلق الناس فيقولون فارقنا الناس ونحن أحوج إليهم منا اليوم وإنا ننتظر ربنا الذي كنا نعبده، ومن صفات هؤلاء الغرباء الذين غبطهم النبي التمسك بالسنة إذا رغب عنها الناس وترك ما أحدثوه وإن كان هو المعروف عندهم وتجريد التوحيد وإن أنكر ذلك أكثر الناس وترك الانتساب إلى أحد غير الله ورسوله لا شيخ ولا طريقة ولا مذهب ولا طائفة بل هؤلاء الغرباء منتسبون إلى الله بالعبودية له وحده وإلى رسوله بالإتباع لما جاء به وحده وهؤلاء هم القابضون على الجمر حقاً وأكثر الناس بل كلهم لائم لهم فيقولون فارقنا الناس ونحن أحوج إليهم منا اليوم وإنا ننتظر ربنا الذي كنا نعبده فهذه الغربة لا وحشة على صاحبها بل هو آنس ما يكون إذا استوحش الناس وأشد ما تكون وحشته إذا استأنسوا فوليه الله ورسوله والذين آمنوا وإن عاداه أكثر الناس وجفوه، فلغربتهم بين هذا الخلق يعدونهم أهل شذوذ وبدعة ومفارقة للسواد الأعظم، فالإسلام الحقيقي غريب جداً وأهله غرباء أشد الغربة بين الناس وكيف لا تكون فرقة واحدة قليلة جداً غريبة بين اثنتين وسبعين فرقة ذات أتباع ورئاسات ومناصب وولايات ولا يقوم لها سوق إلا بمخالفة ما جاء به الرسول فإن نفس ما جاء به يضاد أهواءهم ولذاتهم وما هم عليه من الشبهات والبدع التي هي منتهى فضيلتهم وعملهم والشهوات التي هي غايات مقاصدهم وإراداتهم، فكيف لا يكون المؤمن السائر إلى الله على طريق المتابعة غريباً بين هؤلاء الذين قد اتبعوا أهواءهم وأطاعوا شحهم وأعجب كل منهم برأيه، وبالجملة فهو غريب في أمور دنياه وآخرته لا يجد من العامة مساعداً ولا معيناً فهو عالم بين جهال صاحب سنة بين أهل بدع داع إلى الله ورسوله بين دعاة إلى الأهواء والبدع آمر بالمعروف ناه عن المنكر بين قوم المعروف لديهم منكر والمنكر معروف.
النوع الثاني: من الغربة غربة مذمومة وهي غربة أهل الباطل وأهل الفجور بين أهل الحق فهي غربة بين حزب الله المفلحين وإن كثر أهلها فهم غرباء على كثرة أصحابهم وأشياعهم أهل وحشة على كثرة مؤنسهم يعرفون في أهل الأرض ويخفون على أهل السماء.
النوع الثالث: غربة مشتركة لا تحمد ولا تذم وهي الغربة عن الوطن فإن الناس كلهم في هذه الدار غرباء فإنها ليست لهم بدار مقام ولا هي الدار التي خلقوا لها"
أخوكم المحب
أحمد بن عمر بن سالم بازمول
الخميس
19 شوال 1433هــ
قبيل صلاة المغرب"
منقول من سحاب مع بعض التنسيق واعتذر إلى الإدارة من التنسيق بعد اعتماد المشاركة
تعليق