عِبَرٌٌ: عقوبة من ترك بيض الخوارج والإرهاب حتى يفرخ!
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على المصطفى وعلى آله وصحبه الذين اصطفى. أما بعد:
ذكر الحافظ ابن كثير في البداية(10/4) في ترجمة أمير المؤمنين مروان بن محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية، وهو آخر خلفاء بني أمية؛ أنه قال لبعض من معه لما أحيط به من قبل العباسيين:
((ألا ترى ما نحن فيه؟ والهفاه على دولةٍ ما نصرت، وكفٍّ ما ظفرت، وأيدٍ ما ذكرت، ونعم ما شكرت.
فقال له الخادم-وكان واقفا على رأسه-:(من أغفل الصغير حتى يَكْبُر، والقليل حتى يكثر، والخفي حتى
يظهر، وأخّر فعل اليوم لغد، حلّ به أكثر من هذا)) اهـ
ومن العبر مناصحة نصر بن سيّار-نائب مروان على خراسان- حيث كاتبه في شأن ظهور أبي مسلم الخراساني، ودعوته إلى إمامة إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العبّاس، وطلب منه المدد في محاربة أبي مسلم، وكان مما كتب نصر أبياتا:
أرَى خَلَلَ الرَّماد وَمِيض نارٍ***فيُوشِكُ أن يكون لها ضرامُ.
فإنّ النارَ بالزَّندَيْن تُورَى***وإنّ الحربَ أوَّلُها كلامُ.
لئن لم يُطْفِهَا عقلاءُ قومٍ***يكون وَقودها جثثٌ وهَامُ.
أقول مِنَ التعجُّبِ ليتَ شعري***أَ أَيْقَاظٌ أُميّة أم نِيامُ.
فإنْ كانوا لحينهم نياما***فقل قوموا فقد حان القيامُ.
فلم يعبئ به مروان، ولم يعنه بشيء بل نُقل أنه قال: فوقع في نفسي أن هذا الرجل يريد الاستكثار من المال.
فكتب نصر بن سيار مرة أخرى إلى نائب العراق يزيد بن هبيرة يستمده، وكان مما كتب:
أبلغ يزيدَ وخير القولِ أصدقُهُ***وقد تَبيَّنتُ أن لا خيرَ في الكذبِ.
بأن خراسان أرضٌ قد رأيت بها***بيضًا لو أفرخَ قد حُدِّثتَ بالعجبِ.
فِراخُ عامينِ إلا أنها كَبِرت***لـمّا يطرن وقد سُربِلْنَ بالزّغَبِ.
فإنْ يَطِرن ولم يُحتل لهنّ بها***يُلهبن نيران حربٍ أيّما لهبِ.
انظر البداية لابن كثير(13/230-231ط التركي)
قال أبو عبد الباري: لقد حذّر السلفيون من بيض الخوارج قبل أن يفرخ، وسعوا جاهدين للقضاء على الأسباب المساعدة على فقسه، ولكن دعاة السياسة كانوا في غمرتهم يلعبون، والمفكرون كانوا مع فنّ لاتيكات يتفكهون، والغرب من أمريكان وبريطان كان يدرك خطر الخوارج ولهذا أمده بالهواء والماء وظن أن شرره لا
يتعدى البحار، ولكن الغرب فاتهم أن بعض البيض بقى في لندن، والأخر في واشنطن، ولبرودة الطقس تأخر فقسه، ومع التغيرات المناخية والاحتباس الحراري بدأ البيض في التفريخ والله المستعان.
----------------------------------
لعبد الحميد العربي
المصدر
http://www.sahab.ws/7077/news/5031.html
تعليق