في تحقيق العلم بالكتاب والسنَّة يتمايز أهل الحق من أهل الضلال
فكل الخوارج في كل عصر ومصر ليس فيهم من أهل العلم أحد وحتَّى يومنا هذا، إن قلت: قاعدة أو نائمة أو واقفة أو راقدة، ليس فيهم منهم من أهل العلم أحد ولو لبَّسوا أشياخ الضلالة عندهم ما لبَّسوهم وألبسوهم فليس فيهم من أهل العلم أحد.
ولهذا قال العلَّامة الشاطبي في الموافقات: (...لا يؤتى الناس من قبل علمائهم قط ولكن استفتي من ليس بأهل فأفتى...)، من هنا أتي الناس، تضل الناس من تنصيب من ليس أهلًا للفتيا ولا للتعليم، ثمَّ تسبغ عليه الهالات: العلَّامة، الإمام، المحدِّث، الفقيه، الناصح، الكذا؟، تسبغ، كما يقال-يعني-: الكلام بالْمَجَّان.
لكن! متى تنكشف الأمور؟، متى تظهر؟، في تحقيق العلم، في تحقيق العلم بالسنَّة والكتاب هنا يتمايز أهل الحق من أهل الباطل.
قال الإمام الشافعي، الإمام بحق محمد بن إدريس الشافعي-رحمه الله-كما في مناقب الشافعي للبيهقي-رحمة الله عليه-، قال-رحمة الله عليه-: (...من تعلَّم علمًا فليدقق فيه لئلَّا يضيع دقيق العلم...) فعند التدقيق والتحقيق يظهر هل هذا المغلَّف في هذه الألقاب هو أهل لها؟، أم أنَّه كما يقال:
ألقاب مملكة في غير موضعها......كالـهر يحكي انتفاخًا صولة الأسد
هو هِرّْ ولو انتفخ.
ألقاب مملكة في غير موضعها......كالـهر يحكي انتفاخًا صولة الأسد
لسماع المادَّة الصوتية:
قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد
الجمعة الموافق: 7/ شوَّال/ 1433 للهجرة النبوية الشريفة.
لفضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحيم البخاري-حفظه الله-من محاضرة: (وأن لا ننازع الأمر أهله/ 2).