السؤال الخامس، سؤال طويل جدًا، يقول السائل: ذكرت دعوة الإخوان المسلمين ضمن الدعوات التي فشلت منذ قيامها، وأنَّ دعوة الإخوان لها أكثر من نصف قرن وهي فاشلة، ولكنِّي استمعت إلى أشرطة بعنوان: (لقاء مع مجلة المجتمع)، أجري لقاء مع رئيس المجلة مع طالب علم، فجاء في التحقيق أو في المقابلة السؤال عن دعوة الإخوان المسلمين.
وقال طالب العلم الذي يناقش مع هذا الذي سئل عن دعوة الإخوان، قال عن دعوة الإخوان وعن مؤسِّسها: (...لو لم يكن للشيخ حسن البنَّا-رحمه الله-من الفضل على الشباب المسلم سوى أنَّه أخرجهم من دور الملاهي والسينما ونحو ذلك كالمقاهي، وكتَّلهم وجمَّعهم على دعوة واحدة-ألا وهي دعوة الإسلام-، لو لم يكن من الفضل إلَّا هذا لكفاه فضلًا وشرفًا...).
هذا ما صرَّح به طالب علم كبير لمجلَّة المجتمع، وهذا الشخص عشت معه فترة من الزمن-متجاورين ومتزاملين في العمل-، الذي أعرفه منه خلاف ما ذكر الآن نتركه هو، فكلُّنا يعلم دعوة حسن البنَّا، صحيح إنَّه أخرج الشباب التائهين من المقاهي ومن دور السينما هذا شيء لا ينكر يذكره كل من يعرف.
لكن بعد أن أخرجهم من تلك الأماكن ماذا فعل معهم؟.
هل دعاهم بأسلوب وبدعوة الأنبياء؟.
أم نقلهم فجمَّعهم فتفرَّقوا على الطرق الصوفية؟.
كأنَّهم نقلهم من جاهلية إلى جاهلية، لم ينقلهم إلى المفهوم الصحيح للإسلام، وكان الشيخ نفسه له طريقة-طريقة صوفية-، هؤلاء الذين نقلهم من دور السينما إمَّا اعتنقوا طريقته أو طرق أخرى.
وهل دعوة الشيخ حسن البنَّا قضت على عبادة غير الله علنًا في بلده؟.
وهل أخرج الناس من الطواف بالأضرحة لضريح الحسين وزينب والبدوي؟.
وهل أخرج الناس من الحكم الديمقراطي إلى حكم الله؟.
هذا هو الشرع، لو كانت الدعوة جاءت هكذا تكون الدعوة الإسلامية صحيحة، أمَّا التجمُّع السياسي والحركات المنافسة للحركات الأخرى والأحزاب الأخرى، ويكتب على الغلاف الإسلام وليس في داخل هذا الكتاب الإسلام شيء آخر، حركة سياسية مزركشة ليست هذه دعوة إلى الإسلام.
يعلم كل طالب علم درس مذكِّرته وما تحدَّث به عن نفسه من تجوُّله من ضريح إلى ضريح هو نفسه يحدِّث عن نفسه تردده إلى بعض الأضرحة.
إِذا كانَ رَبُّ البَيتِ بِالـدُفِّ ضاربًا......فَشيمَةُ أَهــلِ البَيتِ كُلِهِمِ الرَقصُ
إذا كان هو نفسه لم يصل من العلم ومعرفة المفهوم الشرعي للإسلام إلى مقاطعة الأضرحة ومحاربة من يطوف بها ودعوتهم وإرشادهم، بل ونفسه يفعل كما يفعل العوام.
ماذا فعل بأفهام الملاهي؟.
هذا يذكِّرني ما تدَّعي الصوفية أنَّهم هم الذين أدخلوا الإسلام في القارة الإفريقية، ولي رد في بعض محاضراتي على هذا السؤال.
الجواب:
إنَّهم نقلوا بعض الوثنيين من الأفارقة من عبادة الأشجار والحجار إلى عبادة البشر، أخرجوهم من عبادة الجمادات إلى عبادة مشايخ الطرق، لا فرق بين أن يكون المعبود حجرًا أو شجرًا أو إنسانًا أو جنِّيًا أو ملكًا، لأن العبادة لا تكون إلَّا لله.
لذلك مثل هذه الدعوة لا ينبغي أن تنطلي على طلَّاب العلم، وأقول دائمًا لشبابنا: كونوا على يقين في عقيدتكم حتَّى لا يلبَّس عليكم الأمر، كل إنسان بصير في باب العقيدة يعلم إن ذلك التصرف ليس من الدعوة الإسلامية في شيء.
عفا الله عمَّن صاغ هذا التصريح، وهو مستغرب جدًا مِن مِّثله وكان ينتقد هذه الجماعة انتقادًا لاذعًا عندما كنَّا معًا في الجامعة الإسلامية ويتَّهمهم بأنَّهم يحاربون السنَّة.
فنسأل الله-تعالى-أن يثبِّتنا على الحق[1].
[1] لفضيلة الشيخ العلَّامة محمد بن أمان بن علي الجامي-رحمه الله-
وقال طالب العلم الذي يناقش مع هذا الذي سئل عن دعوة الإخوان، قال عن دعوة الإخوان وعن مؤسِّسها: (...لو لم يكن للشيخ حسن البنَّا-رحمه الله-من الفضل على الشباب المسلم سوى أنَّه أخرجهم من دور الملاهي والسينما ونحو ذلك كالمقاهي، وكتَّلهم وجمَّعهم على دعوة واحدة-ألا وهي دعوة الإسلام-، لو لم يكن من الفضل إلَّا هذا لكفاه فضلًا وشرفًا...).
هذا ما صرَّح به طالب علم كبير لمجلَّة المجتمع، وهذا الشخص عشت معه فترة من الزمن-متجاورين ومتزاملين في العمل-، الذي أعرفه منه خلاف ما ذكر الآن نتركه هو، فكلُّنا يعلم دعوة حسن البنَّا، صحيح إنَّه أخرج الشباب التائهين من المقاهي ومن دور السينما هذا شيء لا ينكر يذكره كل من يعرف.
لكن بعد أن أخرجهم من تلك الأماكن ماذا فعل معهم؟.
هل دعاهم بأسلوب وبدعوة الأنبياء؟.
أم نقلهم فجمَّعهم فتفرَّقوا على الطرق الصوفية؟.
كأنَّهم نقلهم من جاهلية إلى جاهلية، لم ينقلهم إلى المفهوم الصحيح للإسلام، وكان الشيخ نفسه له طريقة-طريقة صوفية-، هؤلاء الذين نقلهم من دور السينما إمَّا اعتنقوا طريقته أو طرق أخرى.
وهل دعوة الشيخ حسن البنَّا قضت على عبادة غير الله علنًا في بلده؟.
وهل أخرج الناس من الطواف بالأضرحة لضريح الحسين وزينب والبدوي؟.
وهل أخرج الناس من الحكم الديمقراطي إلى حكم الله؟.
هذا هو الشرع، لو كانت الدعوة جاءت هكذا تكون الدعوة الإسلامية صحيحة، أمَّا التجمُّع السياسي والحركات المنافسة للحركات الأخرى والأحزاب الأخرى، ويكتب على الغلاف الإسلام وليس في داخل هذا الكتاب الإسلام شيء آخر، حركة سياسية مزركشة ليست هذه دعوة إلى الإسلام.
يعلم كل طالب علم درس مذكِّرته وما تحدَّث به عن نفسه من تجوُّله من ضريح إلى ضريح هو نفسه يحدِّث عن نفسه تردده إلى بعض الأضرحة.
إِذا كانَ رَبُّ البَيتِ بِالـدُفِّ ضاربًا......فَشيمَةُ أَهــلِ البَيتِ كُلِهِمِ الرَقصُ
إذا كان هو نفسه لم يصل من العلم ومعرفة المفهوم الشرعي للإسلام إلى مقاطعة الأضرحة ومحاربة من يطوف بها ودعوتهم وإرشادهم، بل ونفسه يفعل كما يفعل العوام.
ماذا فعل بأفهام الملاهي؟.
هذا يذكِّرني ما تدَّعي الصوفية أنَّهم هم الذين أدخلوا الإسلام في القارة الإفريقية، ولي رد في بعض محاضراتي على هذا السؤال.
الجواب:
إنَّهم نقلوا بعض الوثنيين من الأفارقة من عبادة الأشجار والحجار إلى عبادة البشر، أخرجوهم من عبادة الجمادات إلى عبادة مشايخ الطرق، لا فرق بين أن يكون المعبود حجرًا أو شجرًا أو إنسانًا أو جنِّيًا أو ملكًا، لأن العبادة لا تكون إلَّا لله.
لذلك مثل هذه الدعوة لا ينبغي أن تنطلي على طلَّاب العلم، وأقول دائمًا لشبابنا: كونوا على يقين في عقيدتكم حتَّى لا يلبَّس عليكم الأمر، كل إنسان بصير في باب العقيدة يعلم إن ذلك التصرف ليس من الدعوة الإسلامية في شيء.
عفا الله عمَّن صاغ هذا التصريح، وهو مستغرب جدًا مِن مِّثله وكان ينتقد هذه الجماعة انتقادًا لاذعًا عندما كنَّا معًا في الجامعة الإسلامية ويتَّهمهم بأنَّهم يحاربون السنَّة.
فنسأل الله-تعالى-أن يثبِّتنا على الحق[1].
لسماع المادة الصوتية:
لتحميل وقراءة الملف منسقًا:
قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد
الأربعاء الموافق: 28/ شعبان/ 1433 للهجرة النبوية الشريفة.
[1] لفضيلة الشيخ العلَّامة محمد بن أمان بن علي الجامي-رحمه الله-