بسم الله الرحمن الرحيم
كلام الشيخ محمد أمان الجامي - رحمه الله تعالى
حول مسألة الطعن في العلماء
يقول السائل: نرجو منكم توجيه الشباب الى احترام الدعاة السلفيين وعدم الطعن فيهم، لأن الطعن فيهم هو الطعن فيما يحملونه من الدعوة السلفية.
نرجو أن لا يوجد هذا الصنف. الطعن في العلماء، في الدعاة - دعاة الحق - الأحياء منهم والأموات، أولاً غيبة. وإن كانت الناس في هذه الآونة تساهلت بأمر الغيبة، وهو أمر خطير.
الطعن في العلماء يتضمن التنفير من العلماء، إذا طعنت مثلاً في عالم جليل معروف لدينا جميعاً، لو طعنت فيه، نفرت الناس من علمه وانتقصته، فقلّت الإستفادة منه، فصرتَ من قطاع الطريق في طلب العلم. ثم إن الطعن حتى في الدعاة غير السلفيين - من الدعاة الخلفيين والصوفية ودعاة الجماعات - لا ينبغي الخوض في أعراضهم والطعن فيهم هكذا، لا. إنما إن كنت داعية فلك أن تبين أخطائهم فتحذر الناس من أخطائهم، هذا النصح من باب الجرح والتعديل. أما الخوض في أعراضهم - طالما هم مسلمون - والتفكه بأعراضهم في المجالس العامة، لكونهم غير سلفيين، هذا خطأ، تصور خاطئ. لا يجوز لك أن تغتاب مسلماً طالما هو مسلم، والانتقاص منه والنيل منه والتفكه بلحمه، لا، هذا حرام، أمر كبير. فما بالك إذا كان هذا في دعاة الحق السلفيين الذين نفع الله بهم العباد والبلاد، أنت تطعن فيهم لتنفر الناس منهم، وربما تقع في الكذب من باب التنفير. والوقوع في الكذب - كذلك - سهل على الناس في هذه الآونة الأخيرة، عياذاً بالله.
قد يوجد في علمائنا الأفاضل من نختلف معهم في بعض المسائل، ومع ذلك يجب علينا احترامهم وتقديرهم، لما يحملونه من العلم النافع والنصح لعباد الله. (انتهى)
(المقطع الصوتي مع المرفقات)