الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد :
السؤال :
يقول: يسأل الامتحان بالأشخاص، هل هو من منهج السلف أم لا؟.
الجواب:
هذه القضية يحصل فيها لبس عند بعض طلبة العلم، والسبب في ذلك طريقة التعامل مع هذه القضية، فبعضهم يستحضر في ذهنه الأسلوب الخاطئ في التعامل مع هذه القضية فيقولون: هذا لا يصح، ويكون في ذهنه صورة معينة، أما من حيث هذه القضية من أساسها فإن الامتحان بالأشخاص أمر معروف لدى السلف.
أضحى ابن حنبل فتنة مأمونة.....وبحب أحمد يعرف المتنسك
وإذا رأيت لأحمد متنقصًــا.....فاعلم بأن ستوره ستهتـك
نعم، فكان الناس يختبرون الآخرين بحب أحمد بن حنبل، فإذا كان يحب أحمد بن حنبل فهو سني، وهكذا في غير أحمد بن حنبل أظن المعافى بن عمران كان يمتحن به في بعض البلدان.
فعلى كل حال: هذه القضية لا إشكال في جوازها، ولكن من هو الشخص الذي يمتحن؟، ومن هو الشخص الذي يمتحن به؟، نعم، من هو الشخص الذي يمتحن به؟.
هذا-بارك الله فيكم-يعتبر كافيًا جوابي على السؤال: أن الامتحان بالأشخاص يعتبر من منهج السلف، ولكن يبقى الإشكال من هو الشخص الذي يمتحن به؟.
ثم أقول: مثلًا في هذا العصر من الذي يمتحن به؟، هذه قضية لا بد أن ينتبه لها طلبة العلم والمشايخ، فأحيانًا ينظرون شخصًا قليل القدر فيقولون هذا الذي يمتحن به، لا ما يلزم!، ما يلزم أن يكون واسع العلم، ولا أن يكون جليل القدر وأعلم من على وجه الأرض لا يلزم، نعم، لأنك تريد أن تستخرج حكمًا على شخص بحبه لفلان وعدم حبه لفلان.
فمثلًا: الشيخ ابن باز-عليه رحمة الله-لا يصلح لأن يختبر به الناس، لا لنقص فيه، فالذي أرى أنه يقربني إلى الله أن الشيخ ابن باز في حياته ليس في نفسي أجل منه-رحمة الله عليه-.
لهذا-بارك الله فيكم-: تعجبني عبارة قالها الشيخ عبيد الجابري في الشيخ ابن باز قال: (الشيخ ابن باز يجله أهل السنة ويهابه أهل البدعة)، هذه القضية مهمة جدًا لأنك إذا كنت ستختبر شخصًا بشخص إن أحبه أحببته وإن كرهه كرهته، فإن المبتدعة يتملقون بإظهار حبهم لابن باز، بل صلى عليه الصوفية وبعض الشيعة صلاة الغائب، ولا يجرؤون أن يطعنوا فيه.
والحزبيون في المملكة يدافعون عن ابن باز في ظاهر كلامهم ويظهرون حبه، فلو أنني أحببت كل من أظهر حب ابن باز أحببت المبتدعة، السروريون في اليمن وغير اليمن هل يجرؤ أحد منهم أن يطعن في ابن باز؟ن لا بل يمدحونه.
فلهذا: إذا كنت سأجعل ابن باز محنة للناس معنى ذلك: سأحب من كان يستحق الذم وهذا أمر واضح، ولكن أمثال الشيخ ربيع هذا يصلح أن يكون محنة للناس لأنه ما كرهه إلا مبتدع، ما كرهه إلا مبتدع، واضح وتاريخه موجود.
الشيخ الفوزان على تفصيل: إن سألت عنه مجملًا دافع عنه بعض المبتدعة وذكروه بخير وأثنوا عليه، لكن لو جئت تفصل في أمره يا فلان ما رأيك في كتاب(الأجوبة المفيدة)للشيخ الفوزان؟، هذا الكتاب لا يحبه إلا سُنِّي، ولا يقبل هذا الكتاب إلا سُنِّي.
كم كان أبو الحسن يتمايل يمينًا وشمالًا وينقل فتوى من هنا وفتوى من هناك وفتوى من هناك ولا يمكن أن يذكر هذا الكتاب على لسانه قطعًا، وأعيدوا النظر يا إخوة أمره عجيب هل تذكرون أنه نقل من كتاب(الاعتصام) للشاطبي؟، هل سمعتم أنه ينقل منه؟، أو (السنة)لابن أبي عاصم أو لعبد الله بن حنبل، أو(شرح اصول اعتقاد أهل السنة)للالكائي، مع أنه جعل طلابه يغوصون في مجموع فتاوى ابن تيمية بسبب أن شيخ الإسلام ابن تيمية يتكلم كلامًا كثيرًا يصلح للبتر منه، يصلح أن يبتر منه، وأن يوجه الكلام على غير وجهته الحقيقية حتى يشخص لك ابن تيمية شخصًا آخر.
الشاهد: أن كتاب الشيخ الفوزان يصلح أن يمتحن به، لكن من حيث الإجمال الشيخ الفوزان لا تأمل أن يمدحه مبتدع فتصبح آنذاك تحب مبتدعًا بسبب أنه أظهر حب الفوزان.
الشيخ مقبل-عليه رحمة الله-يصلح أن يمتحن به الناس، لأنه ما رأينا مبتدعًا إلا وهو يكرهه، إلا وهو يكرهه، وإذا وجدت رجلًا صاحب بدعة يذكر الشيخ مقبلًا بخير فهذا ما عرف الشيخ مقبل، ما عرف الشيخ مقبل، نعم.
وهكذا الشيخ الألباني-عليه رحمة الله-ما يحبه المبتدعة، نعم، هؤلاء-بارك الله فيك-المشايخ العلماء علماء أجلاء لكن ازدراهم المبتدعة بسبب أنهم شنعوا عليهم، والشيخ ابن باز-عليه رحمة الله-أيده الله بنصره حتى هابه أهل الشرق والغرب، وجعل الله هيبته في مشارق الأرض ومغاربها هذا من الله-عز وجل-، هذا تهيئة من رب العالمين، هذا التفصيل مهم جدًا وأرجو أن ينفع الله به السامعين.
خيرًا إن شاء الله، على كل حال الأمر كما سمعت، الأمر كما سمعت والمسألة ظاهرة بالنسبة لأصحاب أبي الحسن قد عرفت الحدود وصرفت الطرق فلا سمعه-بارك الله فيك.
قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد
الأحد الموافق: 26/ صفر/ 1432 للهجرة النبوية الشريفة.
السؤال :
يقول: يسأل الامتحان بالأشخاص، هل هو من منهج السلف أم لا؟.
الجواب:
هذه القضية يحصل فيها لبس عند بعض طلبة العلم، والسبب في ذلك طريقة التعامل مع هذه القضية، فبعضهم يستحضر في ذهنه الأسلوب الخاطئ في التعامل مع هذه القضية فيقولون: هذا لا يصح، ويكون في ذهنه صورة معينة، أما من حيث هذه القضية من أساسها فإن الامتحان بالأشخاص أمر معروف لدى السلف.
أضحى ابن حنبل فتنة مأمونة.....وبحب أحمد يعرف المتنسك
وإذا رأيت لأحمد متنقصًــا.....فاعلم بأن ستوره ستهتـك
نعم، فكان الناس يختبرون الآخرين بحب أحمد بن حنبل، فإذا كان يحب أحمد بن حنبل فهو سني، وهكذا في غير أحمد بن حنبل أظن المعافى بن عمران كان يمتحن به في بعض البلدان.
فعلى كل حال: هذه القضية لا إشكال في جوازها، ولكن من هو الشخص الذي يمتحن؟، ومن هو الشخص الذي يمتحن به؟، نعم، من هو الشخص الذي يمتحن به؟.
هذا-بارك الله فيكم-يعتبر كافيًا جوابي على السؤال: أن الامتحان بالأشخاص يعتبر من منهج السلف، ولكن يبقى الإشكال من هو الشخص الذي يمتحن به؟.
ثم أقول: مثلًا في هذا العصر من الذي يمتحن به؟، هذه قضية لا بد أن ينتبه لها طلبة العلم والمشايخ، فأحيانًا ينظرون شخصًا قليل القدر فيقولون هذا الذي يمتحن به، لا ما يلزم!، ما يلزم أن يكون واسع العلم، ولا أن يكون جليل القدر وأعلم من على وجه الأرض لا يلزم، نعم، لأنك تريد أن تستخرج حكمًا على شخص بحبه لفلان وعدم حبه لفلان.
فمثلًا: الشيخ ابن باز-عليه رحمة الله-لا يصلح لأن يختبر به الناس، لا لنقص فيه، فالذي أرى أنه يقربني إلى الله أن الشيخ ابن باز في حياته ليس في نفسي أجل منه-رحمة الله عليه-.
لهذا-بارك الله فيكم-: تعجبني عبارة قالها الشيخ عبيد الجابري في الشيخ ابن باز قال: (الشيخ ابن باز يجله أهل السنة ويهابه أهل البدعة)، هذه القضية مهمة جدًا لأنك إذا كنت ستختبر شخصًا بشخص إن أحبه أحببته وإن كرهه كرهته، فإن المبتدعة يتملقون بإظهار حبهم لابن باز، بل صلى عليه الصوفية وبعض الشيعة صلاة الغائب، ولا يجرؤون أن يطعنوا فيه.
والحزبيون في المملكة يدافعون عن ابن باز في ظاهر كلامهم ويظهرون حبه، فلو أنني أحببت كل من أظهر حب ابن باز أحببت المبتدعة، السروريون في اليمن وغير اليمن هل يجرؤ أحد منهم أن يطعن في ابن باز؟ن لا بل يمدحونه.
فلهذا: إذا كنت سأجعل ابن باز محنة للناس معنى ذلك: سأحب من كان يستحق الذم وهذا أمر واضح، ولكن أمثال الشيخ ربيع هذا يصلح أن يكون محنة للناس لأنه ما كرهه إلا مبتدع، ما كرهه إلا مبتدع، واضح وتاريخه موجود.
الشيخ الفوزان على تفصيل: إن سألت عنه مجملًا دافع عنه بعض المبتدعة وذكروه بخير وأثنوا عليه، لكن لو جئت تفصل في أمره يا فلان ما رأيك في كتاب(الأجوبة المفيدة)للشيخ الفوزان؟، هذا الكتاب لا يحبه إلا سُنِّي، ولا يقبل هذا الكتاب إلا سُنِّي.
كم كان أبو الحسن يتمايل يمينًا وشمالًا وينقل فتوى من هنا وفتوى من هناك وفتوى من هناك ولا يمكن أن يذكر هذا الكتاب على لسانه قطعًا، وأعيدوا النظر يا إخوة أمره عجيب هل تذكرون أنه نقل من كتاب(الاعتصام) للشاطبي؟، هل سمعتم أنه ينقل منه؟، أو (السنة)لابن أبي عاصم أو لعبد الله بن حنبل، أو(شرح اصول اعتقاد أهل السنة)للالكائي، مع أنه جعل طلابه يغوصون في مجموع فتاوى ابن تيمية بسبب أن شيخ الإسلام ابن تيمية يتكلم كلامًا كثيرًا يصلح للبتر منه، يصلح أن يبتر منه، وأن يوجه الكلام على غير وجهته الحقيقية حتى يشخص لك ابن تيمية شخصًا آخر.
الشاهد: أن كتاب الشيخ الفوزان يصلح أن يمتحن به، لكن من حيث الإجمال الشيخ الفوزان لا تأمل أن يمدحه مبتدع فتصبح آنذاك تحب مبتدعًا بسبب أنه أظهر حب الفوزان.
الشيخ مقبل-عليه رحمة الله-يصلح أن يمتحن به الناس، لأنه ما رأينا مبتدعًا إلا وهو يكرهه، إلا وهو يكرهه، وإذا وجدت رجلًا صاحب بدعة يذكر الشيخ مقبلًا بخير فهذا ما عرف الشيخ مقبل، ما عرف الشيخ مقبل، نعم.
وهكذا الشيخ الألباني-عليه رحمة الله-ما يحبه المبتدعة، نعم، هؤلاء-بارك الله فيك-المشايخ العلماء علماء أجلاء لكن ازدراهم المبتدعة بسبب أنهم شنعوا عليهم، والشيخ ابن باز-عليه رحمة الله-أيده الله بنصره حتى هابه أهل الشرق والغرب، وجعل الله هيبته في مشارق الأرض ومغاربها هذا من الله-عز وجل-، هذا تهيئة من رب العالمين، هذا التفصيل مهم جدًا وأرجو أن ينفع الله به السامعين.
خيرًا إن شاء الله، على كل حال الأمر كما سمعت، الأمر كما سمعت والمسألة ظاهرة بالنسبة لأصحاب أبي الحسن قد عرفت الحدود وصرفت الطرق فلا سمعه-بارك الله فيك.
قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد
الأحد الموافق: 26/ صفر/ 1432 للهجرة النبوية الشريفة.
تعليق