[ نصائح هامة في أزمتنا المعاصرة والحالية بـ (مصر) وفيها رد على بعض الشبهات المثارة ! ]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وبعد :-
فهذه عدة نصائح جالت في خاطري فرأيت أن أنشرها بين إخواني حتى يفهم كل ذي عقل سليم ما يدور حوله ويعرف كيفية النجاة من الفتن والمحن والتي تمر بها بلادنا مصر ! نجاها الله من الفتن ! آمين .
والآن مع تلك النصائح أسأل الله أن ينفع بها ..
[ النصيحة الأولى ]
أشم رائحة الفتن والدماء تسيل في طرقات بلادنا في الأيام القادمة ! وأحداث الجزائر تعيد نفسها في بلادنا ! فالزم بيتك ياطالب الحق ولا تخرج منه إلا لحاجتك وعبادتك !
وعليك بحديث حذيفة رضي الله عنه والذي فيه :-
(قُلْتُ[أي حذيفة] فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ ؟
قَالَ فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ) متفق عليه .
قال الطبري رحمه الله (قَالَ : وَفِي الْحَدِيث أَنَّهُ مَتَى لَمْ يَكُنْ لِلنَّاسِ إِمَام فَافْتَرَقَ النَّاس أَحْزَابًا فَلَا يَتَّبِع أَحَدًا فِي الْفُرْقَة وَيَعْتَزِل الْجَمِيع إِنْ اِسْتَطَاعَ ذَلِكَ خَشْيَةَ مِنْ الْوُقُوع فِي الشَّرّ ، وَعَلَى ذَلِكَ يَتَنَزَّل مَا جَاءَ فِي سَائِر الْأَحَادِيث ، وَبِهِ يُجْمَع بَيْنَ مَا ظَاهِره الِاخْتِلَاف مِنْهَا ،) [أنظر فتح الباري]
[ النصيحة الثانية ]
تكلم بعضهم في مسألة لو تولى الإخوان المسلمون رئاسة البلاد فهل تسكتون عنهم وتقولون سمع وطاعة ولا يجوز الخروج على الحاكم ؟ !
فالجواب :-
هذا على إطلاقه خطأ !
لأن هناك فرق بين شخص الرئيس والذي هو في الأصل من الإخوان وبين جماعة الإخوان المسلمين نفسها !
فكلامنا في شخص الرئيس يكون كالأتي :-
في مسألة السمع والطاعة له ! نعم نسمع له ونطيع في غير معصية مادام اسم الإسٍلام عليه ولم يزول !! فإذا أمر بمعصية فلا سمع له ولا طاعة في هذه المعصية بالتحديد ! ولا نخرج عليه نعم ! إلا إذا خرج عن دائرة الإسلام بالكفر البواح والذي عندنا فيه من الله برهان أو بمنعه للصلاة !
ونصيحتنا له تكون بأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر في السر كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الحديث في هذا ! وإذا عجزنا عن هذا فقد أدينا الذي علينا !.
وأما تحذيرنا وكلامنا في جماعة الإخوان والتحذير منها ! هذا بفضل الله لا ينقطع مادامت أرواحنا في أجسامنا وإلى أن يشاء الله ! ونردد ونقول دائما (هؤلاء ليسوا أنصار إٍسلام إنما هم أعداء نظام !! ) .
إذن فهناك فرق بين شخص الرئيس ! وبين جماعة الإخوان المسلمون ككل ! فانتبه لهذا ! حتى لا تختلط عليك الأمور ياطالب الحق !
ولنضرب على ذلك بمثال من السلف !
الإمام أحمد بن حنبل ماذا فعل مع الخلفاء في عهده والقضاة والذين امتحنوا الناس على عقيدة كفرية وهي (القول بخلق القرأن )
هل تكلم في الوالي والخليفة ووافق على الخروج عليه حين أن جاءه فقهاء العراق ليستشيروه في الخروج عليه ! وسكت عن القضاة والمنحرفين ممن تلبثوا ببدعة الإعتزال والجهمية !! بالطبع فرق بينهم !
واسمع للقصة أنقلها لك من كتاب الإمام الخلال في (السنة) (1 / 133-134) قال :-
(وأخبرني علي بن عيسى ، قال : سمعت حنبلا يقول في ولاية الواثق : اجتمع فقهاء بغداد إلى أبي عبد الله ، أبو بكر بن عبيد ، وإبراهيم بن علي المطبخي ، وفضل بن عاصم ، فجاؤوا إلى أبي عبد الله ، فاستأذنت لهم ، فقالوا : يا أبا عبد الله ، هذا الأمر قد تفاقم وفشا ، يعنون إظهاره لخلق القرآن وغير ذلك ، فقال لهم أبو عبد الله : فما تريدون ؟ قالوا : أن نشاورك في أنا لسنا نرضى بإمرته ، ولا سلطانه ، فناظرهم أبو عبد الله ساعة ، وقال لهم : عليكم بالنكرة بقلوبكم ، ولا تخلعوا يدا من طاعة ، ولا تشقوا عصا المسلمين ، ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم ، انظروا في عاقبة أمركم ، واصبروا حتى يستريح بر ، أو يستراح من فاجر ، ودار في ذلك كلام كثير لم أحفظه ومضوا ، ودخلت أنا وأبي على أبي عبد الله بعدما مضوا ، فقال أبي لأبي عبد الله : نسأل الله السلامة لنا ولأمة محمد ، وما أحب لأحد أن يفعل هذا ، وقال أبي : يا أبا عبد الله ، هذا عندك صواب؟ ، قال : لا ، هذا خلاف الآثار التي أمرنا فيها بالصبر ، ثم ذكر أبو عبد الله قال : قال النبي : (إن ضربك فاصبر ، وإن . . . وإن فاصبر) ، فأمر بالصبر ، قال عبد الله بن مسعود : وذكر كلاما لم أحفظه.)أهـ
إذن الناظر في هذا الأثر وهذا الموقف من الإمام أحمد رحمه الله يفهم التفريق بين شخص الرئيس وحكم الخروج عليه !
وبين كيفية التحذير من المخالف والمنحرف عن أصول السنة ! وعقيدة السلف الصالح ! والمتمثلة في عقيدة فرقة المعتزلة والجهمية !
وهذا هو منهجنا بفضل الله تعالى ! فافهم هذا حتى لا تختلط عليك الأمور وفقك الله لطاعته .. آمين
تنبيه :-
* ولي الأمر في عهد الإمام أحمد كان يدعوا لعقيدة كفرية وهي القول بخلق القرأن ومع ذلك لم يكفره ولم يسمح بالخروج عليه ! لأن ولي الأمر حينها لم تقم في حقه شروط التكفير ولم تنتفي موانع التكفير عنه لذلك لم يكفره ! فلينتبه !
* الإمام أحمد لم يسكت عن الدعاة والقضاة والذين كانوا يزينون هذه العقيدة المنحرفة لولي الأمر حينها !
بل كان يتكلم فيهم ويحذر منهم ويرد عليهم ويناظرهم !
* لا أظن أن يُمَكَّن للإخوان المسلمين في بلادنا ! ولا يتركون لذلك أبداً فمن تابع وقرأ كثيراً في السياسة المعاصرة يتيقن من ذلك ! والأيام حبلى ! ولله في خلقه شئون ! ..
[ النصيحة الثالثة]
يقول بعضهم ألم تقولوا أن الإنتخابات حرام ! طيب فلو جاءت هذه الإنتخابات برئيس فهل تعقد له البيعة !؟
فالجواب :-
نعم تعقد له البيعة ويكون حاله كحال الذي تولى علينا بالغلبة وبالقوة والسيف ! ولا نخرج عليه ولا ننحيه إلا إذا تحقق شرطي الخروج (الكفر البواح الذي عندنا فيه من الله برهان – ومنعه للصلاة) فإذا تحقق شرطي الخروج لا نخرج عليه حتى تتحق شروط أخرى وهي :-
القدرة – ووجود البديل العدل ) !
[ النصيحة الرابعة ]
بعضهم يقول : أنتم حين تتكلمون عن الإخوان المسلمون وتحذرون منهم في هذا الوقت ! فهذا دليل على أنكم ترضون بالعلمانيين والليبراليين وتوافقون على إمرتهم وحكمهم ! ؟
والجواب :-
هذا كلام خطأ بل نحذر من هؤلاء وهؤلاء ونرى أن كلاهما خطر على الإسلام والمسلمين !
بل نعتقد أن خطر الإخوان المسلمين وغيرهم من الجماعات المنحرفة على الساحة ! أخطر على الإسلام والمسلمين من الحركات العلمانية والنصرانية واليهودية وغيرهم !
لماذا :-
لأن خطر وخداع العلمانيين واليهود والنصارى وغيرهم يعرفه أغلب المسلمين ولا يغتر بهم إلا القلة القليلة الجاهلة !
أما خطر الإخوان المسلمون وغيرهم من الجماعات المنحرفة الميتدعة ! فخطرهم أشد من هؤلاء ! لأنهم يتكلمون باسم الدين ويتخذون شعارات إسلامية يروجون من خلالها أفكارهم المنحرفة عن الإسلام وأحكامه ! وكثير من المسلمين بنخدعون بهم ويعتقدون أنهم على الحق من أجل هذه الشعارات الإسلامية ! لذلك قال بعض السلف :- (البدعة أحب إلى إبليس من المعصية ! لأن المعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها ! بل يعتقد صاحبها أنه على دين وجهاد !! وهو في حقيقة الأمر على فتنة وخطر عظيم ولا حول ولا قوة إلا بالله ! فانتبه لهذا وفقك الله .
[ النصيحة الخامسة ]
كلمة حول التلقب بكلمة الفلول !
أقول :-
للأسف هذا لقب شاع وذاع في هذه الأونة الأخيرة بعد الأحداث التي حدثت في بلادنا ! واستغله كثير من الحزبيين والمنحرفيين عن جادة السلف في بلادنا !
فصار كل من هو ضد الثورة يُلقبه هؤلاء بأنه من الفلول !
وهذا شئ عجيب حقيقة !
لأننا لو نظرنا في حقيقة الأمر ونظرنا للمسألة من ناحية الواقع ! وتكلمنا فيها تنزلاً بلسان القوم ! لقلنا أن الشعب المصري كله فلول !! لأن الشعب جزء لا يتجزء من الدولة التي نعيش فيها ! بل الفساد والشر والذي انتشر في بلادنا من الذي كان يساعد على إخراجه وتأليفه إلا شعب مصر !!
ياسادة انتبهوا !! كما تكونوا يولى عليكم ! والحاكم صورة للمحكومين ! فلو كان حاكمنا ظالم فاجر فنحن أيضاً كذلك ! فمن حكمة الله أن لا يولي على الناس إلا ما هو من جنس أعمالهم فإن كانوا برره تولى عليهم البار ! وإن كانوا ظلمة تولى عليهم الظالم ! فانتبهوا ولا تخلطوا في الأمور عفا الله عنا وعنكم ! .
ومن عجيب الأمر أن جماعة الإخوان المسلمون وغيرهم يلقبون الآن كل من يتكلم فيهم بأنه فلول !! وهذا في حقيقة الأمر أمر عجيب !
وأقول لهم !
من دخل الإنتخابات في عام 2005 وتحالف مع الحزب الوطني مع رضى أمن الدولة عليه في هذا الوقت بالتحديد حتى يدخل الإنتخابات ! ومعلوم أن مثل هذه المناصب كان لا يدخلها إلأا من كان أمن الدولة راض عنه !! فعلى هذا أنتم فلول !!!
لذلك أقولها لله !! إحذروا بارك الله فيكم من مثل هذه الألقاب وهذه الألفاظ والتي تخالف الشريعة وتنشر الفساد والحقد والبغضاء بين المسلمين !
وأذكركم بشئ مهم للغاية غفل عنه الكثير للأٍسف في هذا الوقت !
هاهي الثورة قامت وقُتل من قُتل من الشعب المصري ! وسُفكت الدماء !! وانتُهكت الحرمات !! ونُزع الأمن والأمان من بلادنا ! فهل طُبق الشرع حتى الآن !!
هاهي الأحزاب الإسلامية زعموا !! أقيمت والمجالس البرلمانية تأسست ! فهل أقيم شرع الله !!
هيهات هيهات !!
زاحمتم العلمانيين والليبراليين بحجة عدم ترك الساحة لهم ! فهل مكَّنوكم من شئ من غير تنازل عن ثوابتكم !
هل سمحوا لكم بتطبيق شرع الله !!
الله المستعان !
إخواني الفضلاء هنا تنبيه مهم للغاية وهو !
أن تطبيق الشرع لا يعلم متى يكون إلا الله فهو أمر غيبي ! (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ )
ولكن ما عليكم إلا السير لإقامته بالعمل بطاعة الله ورسوله والزام شروطه المذكورة في آية التمكين - سورة النور 55 - 56)
قال تعالى :(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56))
المهم من يفهم ويستوعب ويرجع ويتوب ويعلنها صراحة ويصرخ بها ويقول (ما عند الله لا ينال إلا بطاعته ) ! .
أسأل الله أن يصلح حال المسلمين وأن يغفر لنا ولهم وأن يعلمنا وإياهم ما جهلنا وأن يثبتنا وإياهم على الإسلام والسنة حتى الممات .. آمين
والحمد لله رب العالمين .
كتبه
أبو الطيب محمد بن حسن بن السيد السوهاجي المصري السلفي
صباح يوم الخميس الموافق 17 من رجب لعام 1433 هجري