بسم الله الرحمن الرحيم
في أسئلة وجهت لأصحاب الفضيلة العلماء حول مقالة المدعو طارق سويدان بجواز الاعتراض على الله وعلى رسول الله، وإجازته حرية الاعتقاد والدين، وأن حد الردة حد سياسي وليس بحد ديني، قال السائل: يقول أحسن الله إليكم ظهر بعض الدعاة يقول أن حد الردة أمر سياسي ولا مكانه له اليوم، ويقول يجوز الاعتراض على الرسول صلى الله عليه وسلم بل على الله عز وجل، فما حكم قوله وهل يعتبر ردة ؟أجاب معالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله:
«بلا شك، ما وراء هذا رده، الذي يستهزئ بالله وبرسوله وبالأحكام الشرعية ماذا بعد هذا ردة، هذا أشد أنواع الردة».
قال السائل:
«أحسن الله إليكم يقول السائل: سمعت بعض الدعاة يقول: إنه يجوز لنا أن نتعترض على الله وعلى الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم، ويقول لنترك الناس تختار دينها وتعبد ما تشاء وطالب بإلغاء حد الردة وطالب بالسماح ببناء الكنائس في بلاد المسلمين، فما هو ردكم سماحة الشيخ؟»
أجاب سماحة المفتي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ حفظه الله:
«إخواني هذه المقالات يطلقها بعضهم لا أدري إطلاقه لها نابع عن عقل ودين؟ وإلا عن سفه و مرض في القلب ؟ هل هو نابع من إنسان فقد الإيمان؟ أو إنسان لا يدري ما يقول؟ كيف نعترض على الله؟ الله عز وجل أمرنا بطاعته وأمر بطاعة رسوله، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾ [النساء: ٥٩]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ﴾ [الأنفال: ٢٠]، ويقول الله جل وعلا: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [النساء: ٦٥]، الاعتراض على الله إذا كان قصده رد كلام الله ورد سنة رسول الله وتقديم الآراء والأهواء على الكتاب و السنة.. قد يؤول صاحبه إلى الردة نسأل الله العافية، لأن الواجب أن نؤمن ..﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾ [البقرة: ٢٨٥]، هذه المقالات فيها من الشرور ما فيها، الاعتراض على الله ورسوله، أو دعوة أن يختار ما شاء من أديان الله، الأديان كلها لغت بعد لما بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم ختم بشريعته كل الشارئع، وألغيت جميع الأديان، وأصبح الواجب على كل الخلق طاعة محمد صلى الله عليه وسلم، واتباع سنته، يقول صلى الله عليه وسلم: لا يسمع بي أحد من يهودي أو نصراني، ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار)،(لا يسمع بي أحد من يهودي أو نصراني، ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار) -أو كما قال صلى الله عليه وسلم-، لأن محمدا خاتم الأنبياء و المرسلين، فالإيمان به.. نحن نؤمن برسل الله السابقين ونؤمن برسالاتهم وبصحة رسالاتهم، ولكن العمل والتثبيت بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم».
ملاحظات:
- للاستماع للفتاوى:
- لتحميل الفتاوى [من هنا].
تعليق