في سؤال وجه لفضيلة الشيخ محمد بن إسماعيل منكار حفظه الله، قال السائل: «نحبك في الله ، ونرجو منك أن توضح لنا الموقف الحق تجاه جماعة التبليغ».
أجاب الشيخ حفظه الله:
«أسأل الله أن ينفعنا وإياكم بهذه المحبة, ويجمعنا عليها في الدنيا والآخرة.
أما جماعة التبليغ فالمشايخ بينوا حالهم, ولعل كلمة شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله فاصلة فيهم, فقد ذكر أن هذه جماعة لا يجوز الخروج معها إلا إذا كان طالب علم يريد يعلمهم؛ لأنهم لا يعتمدون أمور التوحيد والعقائد وتصحيحها , وهذه الفتوى هي الأصل في كلام الشيخ ابن باز في هؤلاء.
والذي لمسناه وعرفناه من هذه الجماعة هو كذلك, فليس عندهم عناية بالعقائد, بل يصرحون بهذا, بل ما عندهم عناية حتى بالمسائل , وأصولهم الستة التي يعتمدون عليها في بياناتهم ودروسهم وحلقهم وأنشطتهم في الداخل والخارج, يقولون:
الأصل الأول: التوحيد(لا إله إلا الله) ثم إذا جاءوا يفسرون هذا الأصل تجد أن كل تفسيراتهم و شروحاتهم وتفصيلاتهم لكلمة(لا إله إلا الله) تدور حول توحيد الربوبية, فيعرفون كلمة لا إله إلا الله بأنها إخراج اليقين الفاسد من القلب, وإدخال اليقين الحق إليه, وهو أن تعتقد أنه لا خالق إلا الله ولا رازق إلا الله, كلام أهل البدع القدماء.
والأصل الثاني: العلم, ثم إذا فصلوا هذا الأصل وشرحوه قالوا: العلم ينقسم إلى قسمين: علم المسائل, وعلم الفضائل, وقالوا: أما علم المسائل فلا علاقة لنا به. أما علم الفضائل, أي فضائل الصلاة, والصيام وغيرها من العبادات والفضائل فيعتنون بها. ولما سألناهم لماذا لا نتطرق إلى المسائل العلمية في الصلاة والزكاة والعبادات ,وإلى توحيد الألوهية والأسماء والصفات؟
قالوا: هذه تفرق بين المسلمين, وكل ما يدعو إلى التفرقة بين المسلمين فمن سياسة الجماعة الإعراض عنها إعراضا كليا؛ لذلك لا شك في أنها جماعة تقوم على الفهم الخطأ لكلمة (لا إله إلا الله), وكذلك في عدم التطرق لمسائل العلم.
لذلك تجد المبتدع يخرج معهم ويبقى على بدعته ثلاثين عاما أو أكثر ولا تغير هذه البدعة, والحنفي المتمذهب يخرج ويبقى على مذهبه,وكذلك الشافعي والمالكي والحنبلي المتمذهبون لا يصححون شيئا من أمور المسائل؛ لأن كل أمورهم تدور حول الفضائل.
أما المسائل يقولون هذه تفرق ونحن نريد أن نجمع الناس- كما هي دعوة الإخوان المسلمين- التجميع والسكوت عن الأخطاء القولية والفعلية سواء كانت في مسائل العلم أو كانت في مسائل التوحيد, وهذا لا شك يخالف دعوة النبي عليه الصلاة والسلام».