إعـــــــلان

تقليص
1 من 4 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 4 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 4 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
4 من 4 < >

تم مراقبة منبر المسائل المنهجية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

تعلم إدارة شبكة الإمام الآجري جميع الأعضاء الكرام أنه قد تمت مراقبة منبر المسائل المنهجية - أي أن المواضيع الخاصة بهذا المنبر لن تظهر إلا بعد موافقة الإدارة عليها - بخلاف بقية المنابر ، وهذا حتى إشعار آخر .

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .

عن إدارة شبكة الإمام الآجري
15 رمضان 1432 هـ
شاهد أكثر
شاهد أقل

مَنْهَجُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ فِي الْحُكْمِ عَلَى الآخَرِينَ لِشَيْخِنَا الْعَلَّامَةِ الْفَقِيهِ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدٍ اللُّحَيْدَانِ - حَفِظَهُ اللهُ - .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [منهجية] مَنْهَجُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ فِي الْحُكْمِ عَلَى الآخَرِينَ لِشَيْخِنَا الْعَلَّامَةِ الْفَقِيهِ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدٍ اللُّحَيْدَانِ - حَفِظَهُ اللهُ - .

    مَنْهَجُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ فِي الْحُكْمِ عَلَى الآخَرِينَ
    لِشَيْخِنَا الْعَلَّامَةِ الْفَقِيهِ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدٍ اللُّحَيْدَانِ
    - حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى ، وَنَفَعَنَا بِعِلْمِهِ -
    السَّلَامُ عَلَيْكُمْ ، وَرَحْمَةُ اللهِ ، وَبَرَكَاتُهُ.
    الْحَمْدُ للهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، ومِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ، وَخَلِيلُهُ ، وَرَسُولُهُ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَعَلَى آلِهِ ، وَأَصْحَابِهِ ، وَمَنِ اهْتَدَى بِهَدْيِهِمِ ، وَاتَّبَعَ سُنَّتَهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ - وَبَعْدُ :
    فَإِنَّ اللهَ - جَلَّ وَعَلَا - أَرْسَلَ مُحَمَّدًا - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالْهُدَى ، وَالنُّورِ ، وَجَعَلَ حَوْلَهُ رِجَالاً آمَنُوا بِاللهِ ، وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَحَمَلُوا هَذَا النُّورَ الَّذِي أَنْزَلَهُ اللهُ - جَلَّ وَعَلَا - عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَبَلَّغُوهُ لِعِبَادِ اللهِ ؛ فَكَانُوا خَيْرَ الْقُرُونِ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَكَرَ أَنَّ خَيْرَ الْقُرُونِ الْقَرْنُ الَّذِينَ بُعِثَ فِيهِمِ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، وَفِي حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - يَقُولُ : " لَا أَدْرِي أَعَدَّ بَعْدَ قَرْنِهِ قَرْنَيْنِ ، أَوْ ثَلَاثَةً " ثُـمَّ ذَكَرَ أَوْصَافَ مَنْ يَأْتُونَ ؛ فَخَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ هُمُ الْجَمَاعَةُ الْوَسَطُ الْمُتَمَسِّكُونَ بِهَدْيِ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَنْهَجِهِمْ ، وَأَعْمَالِهِمْ ، وَتَحْصِيلِ الْعِلْمِ ، وَتَعْلِيمِهِ ، وَالْحُكْمِ عَلَى الآخَرِينَ .
    يَقْتَدُونَ بِسَيِّدِ البَشَرِ ، وَقَدْ شَاهَدُوا أَعْمَالَهُ ، وَسَمِعُوا أَحْكَامَهُ ، وَاهْتَدَوْا بِهَدْيِهِ ، وَبَلَّغُوا ذَلِكَ لِلنَّاسِ ، فَلَهُمْ مِنَّةٌ عَلَى كُلِّ مَنْ جَاءَ بَعْدَهُمْ ، وَلِرَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنَّةٌ عَلَيْهِمْ ، وَعَلَى كُلِّ مَنْ جَاءَ بَعْدَهُمْ ، فَقَدْ أَخْرَجَ اللهُ بِهِ أَهْلَ الْإِيمَانِ إِلَى نُورِ الْهُدَى ، وَمِنْ رَحْمَةِ اللهِ - جَلَّ وَعَلَا - بِهَذِهِ الْأُمَّةِ أَنْ يَسَّرَ لَهَا فِي فَتْرَتِهَا الْأُولَى مَنْ تَلَقَّوا الْعِلْمَ ، وَكَانُوا أَهْلَ بَيَانٍ ، وَفَصَاحَةٍ ، وَأَهْلَ لُغَةٍ يَعْرِفُونَ مَقَاصِدَ الْكَلَامِ ، وَمَا يَدُلُ عَلَيْهِ القرآنُ الَّذِي نَزَلَ بِلُغَتِهِمْ ، وَالسُّنَّةُ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا أَفْصَحُ الْعَرَبِ مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ؛ فَدُوِّنَتْ أَقْوَالُهُمْ ، وَعُرِفَتْ أَحْكَامُهُمْ ، وَتَحَدَّثُوا عَمَّا قَدْ يُلَاقُونَهُ ، أَوْ يُلَاقِيهِ مَنْ بَعْدَهُمْ مِنَ الْفِتَنِ ، وَحَرِصُوا عَلَى أَنْ يَكُونَ النَّاسُ سَائِرينَ عَلَى مَنْهَجٍ وَاضِحٍ جَلِيٍّ يَأْخُذُونَ بِأَقْوَالِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي أَنَّهُ لَمْ يُؤْمَرْ بِأَنْ يُفَتِّشَ ، أَوْ يَطَّلِعَ عَلَى مَا فِي الْقُلُوبِ بَلْ يَكِلُ النَّاسَ إِلَى ظَوَاهِرِهِمْ ، وَيَتْرُكُ سَرَائِرَهُمْ إِلَى عَلَّامِ السَّرَائِرِ - جَلَّ وَعَلَا - ثُمَّ جَاءَ بَعْدَ الْقُرُونِ الْمُفَضَّلَةِ ، أَوِالْقَرْنَيْنِ -قَرْنِ الصَّحَابَةِ ، وَقَرْنِ التَّابِعِينَ - أُنَاسٌ يَتَجَرَّءُونَ فِي التَّضْلِيلِ ، وَالتَّفْسِيقِ ، وَالتَّكْفِيرِ ؛ فَتَصَدَّى لَهُمْ حَمَلَةُ النُّورِ الْإِلَهِيِّ - حُفَّاظُ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّة - ، وَرُسِمَ لَنَا الْمَنْهَجُ مَنْهَجُ أَهْلِ السُّنَةِ وَالْجَمَاعَةِ أَنَّهُمْ لَا يَحْكُمُونَ عَلَى أَحَدٍ إِلَّا بِعَمَلِهِ ؛ فَمَنِ عَمِلَ عَمَلاً يَدُلُ عَلَى كُفْرٍ حَكَمُوا عَلَيْهِ بِعَمَلِهِ ، وَهُنَاكَ أَعْمَالٌ تَكُونُ دَائِرَةً بَيْنَ تَكْفِيرٍ ، وَتَضْلِيلٍ فَكُلَّمَا دَارَ الْأَمْرُ بَيْنَ حَالَيْنِ فَإِنَّ أَهْلَ السُّنَةِ وَالْجَمَاعَةِ يَحْمِلُونَهُ عَلَى الْأَحْوَطِ ، وَالْإِحْتِيَاطِ لِلذِّمَّةِ .
    النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَخْبَرَ أَنَّ مَنْ قَالَ لِإِنْسَانٍ يَا كَافِرٌ ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ حَارَ قَوْلُ هَذَا الْقَائِلِ إِلَى قَائِلِهِ ، وَمَنْ قَالَ لِأَحَدٍ يَا عَدُوَّ اللهِ ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ حَارَ هَذَا الْقَوْلُ إِلَى قَائِلِهِ فَكَانَ الصَّحَابَةُ ، وَالتَّابِعُونَ يُحَذِّرُونَ مِنْ مِثْلِ هَذَا ، وَلَمَّا قَتَلَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ - رَضِي اللهُ عَنْهُمَا - الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ يَفْتِكُ بِالْمُسْلِمِينَ ثُمَّ لَمَّا أَهْوَى إِلَيْهِ زَيْدٌ - رَضِي اللهُ عَنْهُ - قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ؛ فَبَلَغَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غَضِبْ - فَقَالَ : " مَاذَا تَفْعَلُ ، أَوْكَيْفَ تَفْعَلُ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ " . قَالَ : إِنَّمَا قَالَهَا مُتَعَوِّذًا قَالَ : " هَلَّا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ " حَتَّى قَالَ أُسَامَةُ : وَدِدتُّ أَنَّنِي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ إِلَّا تِلْكَ السَّاعَةَ ، أُسَامَةُ وُلِدَ فِي الْإِسْلَامِ ؛ لِأّنَّ أَبَاهُ كَانَ مَوْلَى لِرَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَتَبَنَّاهُ ، وسُمِّيَ ابْنُ مُحَمَّدٍ ثُمَّ صَارَ مَوْلَى مُحَمَّدًا لَمَّا حَرَّمَ اللهُ - جَلَّ وَعَلَا - التَّبَنِي فَبَيَّنَ أَنَّ مُحَمَّدًا مَا كَانَ أَبَا أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ .
    وَفِي عَصْرِنَا هَذَا كَثُرَتِ الْأَقْوَالُ ، وَالْأَقَاوِيلُ ، وَتَحَدَّثَ مُتَحَدِّثُونَ ، وَتَجَرَّأَ مُتَجَرِّئُونَ عَلَى أَحْكَامِ الشَّرِيعَةِ مَا بَيْنَ مُصْدِرٍ لِلْأَحْكَامِ دُونَ ضَابِطٍ ، وَلَا انْضِبَاطٍ ، وَمَا بَيْنَ مُسْتَهْتِرٍ لَا يَحْكُمُهُ مِيثَاقٌ ، وَلَا يَصُدُّهُ صَادٌّ ، وَيَأْخُذُ بِأَنَّ الْإِنْسَانَ لَا يُكَفَّرُ مَهْمَا أَتَى مِنْ أَعْمَالِ الْكُفْرِ ، وَالْمَخْرَجُ مِنْ هَذَا مَا كَانَ عَلَيْهِ سَلَفُ هَذِهِ الْأُمَّةِ ، وَمَا تَمَسَّكَ بِهِ أَهْلُ السُّنَةِ وَالْجَمَاعَةِ الَّذِينَ هُمُ الطَّائِفَةُ الْمَنْصُورَة كَمَا فِي حَدِيثِ افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً ، وَافْتَرَقَتِ النَّصَارَى عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً ، وَسَتَفْتَرِقُ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً قَالَ مَنِ هِيَ قَالَ : مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي .
    فَـكُلُّ مَنْ تَمَسَّكَ بِالسُّنَّةِ ، وَتَقَيَّدَ بِأَحْكَامِهَا ، وَانْضَبَطَ بِضَوَابِطِهَا ، وَالسُّنَّةُ تُفَسِّرُ الْقُرْآنَ ، وَتُبَيِّنُ مَقَاصِدَهِ ، وَتُبَيِّنُ عُمُومَاتِهِ وَإِطْلَاقَاتِهِ ؛ فَمَنْ تَمَسَّكَ بِهَا فَهُوَ عَلَى مَنْهَجِ أَهْلِ السُّنَةِ وَالْجَمَاعَةِ .
    مَنِ ارْتَكَبَ أَعْمَالاً كُفْرِيَّةً ، وَلَمْ يَتَحَوَّلْ عَنْهَا يُحْكَمُ عَلَيْهِ بِعَمَلِهِ ، وِلِذَلِكَ كَانَ الصَّحَابَةُ يَرَوْنَ الْمُتَعَمِّدَ لِتَرْكِ الصَّلَاةِ كَافِرٌ ، وَيَقُولُ التَّابِعُونَ : مَا كَانَ أْصْحَابُ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَرَوْنَ تَرْكَ شَيْءٍ مِنَ الْعَمَلِ كُفْرٌ إِلَّا الصَّلَاةِ ؛ لِأَنَّ مَا سِوَاهَا قَدْ يُوجَدُ لَهُ عُذْرٌ هَذَا إِذَا كَانَ التَّرْكُ تَرْكَ الْعَمَلِ ، وَأَمَّا إِذَا قَالَ إِنَّ الْعَمَلَ الْفُلَاِنَّي لَا يَجِبُ ، أَوْ لَيْسَ مِنَ الْإِسْلَامِ فَهَذَا يَخْتَلِفُ ؛ لِأَنَّ مَنَ أَنْكَرَ جُزْئِيَّةً مِنْ جُزْئِيَّاتِ هَذَا الدِّينِ الثَّابِتَةِ فِي الْقُرْآنِ ، وَالسُّنَّةِ ثُبُوتًا جَلِيًّا قَوِيًّا ؛ فَأَنْكَرَهَا بَعْدَ بَيَانِهَا لَهُ يَكْفُرُ بِذَلِكَ ، وَأَمَّا إِذَا أَوَّلَهَا بِأَيِّ نَوْعٍ مِنْ أَنْوَاعِ التَّأْوِيلَاتِ الَّتِي تَحْتَمِلُهَا لُغَةُ الْقُرْآنِ فَهَذَا ، وَإِنْ عُدَّ مُخَالِفًا مُخْطِئًا لَكِنَّهُ لَا يَكْفُرُ .
    وَمَذْهَبُ أَهْلِ السُّنَةِ وَالْجَمَاعَةِ أَنَّهُمْ لَا يُكَفِّرُونَ أَحَدًا بِذَنْبٍ .
    لَا شَكَّ أَنَّ الذُّنُوَبَ لَهَا أَثَرٌ عَلَى سُلُوكِ الْإِنْسَانِ ، وَرُبَّمَا عَلَى خَاتِمَتِهِ ، فَإِنَّ تَكَاثُرَ الذُّنُوَبِ ، وَتَرَاكُمَ السَّيِّئَاتِ قَدْ يَصُدُّ الْإِنْسَانَ عَنْ أَنْ يُخْتَمَ لَهُ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ لَكِنَّ .. لَا يُحْكَمُ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ مِنَ الذُّنُوَبِ ، وَإِنَّمَا الذُّنُوَبُ تَحْتَ مَشِيئَةِ اللهِ - جَلَّ وَعَلَا - .
    الشَّيْءُ الَّذِي لَا يُعْتَذَرُ عَنْهُ إِلَّا بِالتَّوْبَةِ الصَّادِقَةِ هُوَ الشِّرْكُ ، وَمَا يَؤُولُ إِلَيْهِ ؛ لِأَنَّ اللهَ يَقُولُ : ( إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ ) .
    أَمَّا بَقِيَّةُ الذُّنُوَبِ فَكَمَا فِي حَدِيثَ أَبِي ذَرٍّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - وَمَحَاوَرَتُهُ مَعَ النبيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
    فِي هَذِهِ الْأَزْمِنَةِ الْحَاضِرَةِ ، وَحُصُولُ تَضْلِيلَاتٍ كَثِيرَةِ تُزَفُّ إِلَى جَمَاعَاتٍ وَأَفْرَادٍ أَوْ إِلَى دُوَلٍ .
    يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَحْرِصَ عَلَى أَنْ يَتَعَرَّفَ مَوْقِفَهُ ، وَأَنْ يَتَثَبَّتَ ، وَيَثْبُتَ عَلَى الْحَقِّ ؛ لِئَلَّا تِزلَّ بِهِ قَدَمٌ ، فَالْإِنْسَانُ إِذَا زَلَّتْ بِهِ الْقَدَمُ لَا يُدْرَى ، وَلَا يَدْرِي هُوَ .
    هَلْ يَنْتَشِلُ نَفْسَهُ مِنْ تِلْكَ الْعَثْرَةِ أَوْ يَسْتَمِرُّ هَاوِيًا فِي عَثْرَتِهِ ؟ ، فَالْمَرْءُ يَحْتَاجُ إِلَى أَنْ يَتَعَاهَدَ نَفْسَهُ بِالْإِكْثَارِ مِنَ التَّوْبَةِ ، وَالِاسْتِغْفَارِ ، وَالْإِلْحَاحِ عَلَى اللهِ - جَلَّ وَعَلَا - بِأَنْ يَحْفَظَهُ ، وَيُثَبِّتَهُ ، وَأَنْ يَهْدِيَهُ لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ ، فَإِنَّ الْإِنْسَانَ مَهْمَا كَانَ ذَا عَزِيمَةٍ ، وَإِرَادَةٍ قَوِيَّةٍ ، وَتَحْصِيلِ الْعِلْمِ ، إِذَا لَمِ يُحَطْ بِلُطِفٍ مِنَ اللَّطِيفِ الْخَبِيرِ فَهُو ضَعِيفٌ كَمَا فِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ الْقُدُسِي الَّذِي يَقُولُ اللهُ - جَلَّ وَعَلَا - فِيهِ : " يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلا مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ" .
    وَلِهَذَا شُرِعَ لَنَا أَنْ نَطْلُبَ الْهِدَايَةَ مِنَ اللهِ - جَلَّ وَعَلَا - فِي مَوَاقِفَ خَمْسَةٍ فُرِضَتْ عَلَيْنَا فَرْضًا فِي الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ أَنْ نَسْأَلَ رَبَّنَا الْهِدَايَةَ ؛ لِأَنَّ الْإِنْسَانَ ضَعِيفٌ إِلَّا بِاللهِ ، ضَالٌ إِلَّا أَنْ هَدَاهُ اللهُ ، مَظْلُومٌ إِلَّا إِنْ نَصَرَهُ اللهُ ، فَالْإِنْسَانُ الْمُسْلِمُ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَتَعَاهَدَ نَفْسَهُ بِالدُّعَاءِ ؛ لِيُثَبِّتَهُ اللهُ فَقَطْ ، فَالْوَاحِدُ مُحْتَاجٌ إِلَى ذَلِكَ دَائِمًا ، وَلَكِنْ فِي هَذِهِ الْأَزْمِنَةِ الَّتِي تَوَالَتَ أَعَاصِيرُ الْفِتَنِ ، وَتَقَابَلَتْ الشُّبُهَاتُ ، وَتَكَرَّرَتْ عَلَى النَّاسِ الْقَوَانِعُ ، يَحْتَاجُ كُلُّ أَحَدٍ إِلَى أَنْ يُلِحَّ بِالْإِلْتِجَاِء إِلَى اللهِ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - ؛ لِأَنَّهُ لَا عَاصِمَ مِنَ اللهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ ، وَاللهُ - جَلَّ وَعَلَا - رَحْمَتُهُ قَرِيبٌ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ ، وَأَهْلِ الْإِحْسَانِ .
    يَتَجَمَّعُ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ عَلَى تَكْفِيرِ آخَرِينَ ، وَإِنْ رَأَوْهُمْ يُصَلُّونَ ، وَيَصُومُونَ ، وَلَا يُعْرَفُ لَهُمُ ارْتِكَابُ مُبْطِلٍ مِنْ مُبْطِلَاتِ الْإِسْلَامِ ، وَلَكِنْ بِتَأْوِيلَاتٍ فَاسِدَةٍ وَانْجِرَافٍ وَرَاءَ أَهْوَاءٍ ، اللهُ أَعْلَمُ بِبَوَاعِثِهَا ، وَ إِرَادَاتِ حَامِلِهَا .
    فَإِذَا اسْتَعْصَمَ الْإِنْسَانُ بِالْكِتَابِ ، وَالسُّنَّةِ ، وَتَعَرَّفَ مَنْهَجَ سَلَفِ الْأُمَّةِ الصَّالِحِينَ ، وَاعْتَنَى بِذَلِكَ ، وَأَحْسَنَ الْإِلْتِجَاِءَ إِلَى اللهِ - جَلَّ وَعَلَا - ، فَهُوَ حَرِيٌ بِإِذْنِ اللهِ أَنْ يَنْجُوا ، وَإِنْ كَانَتِ الْأَخْطَارُ كَثِيرَةً ، وَالنَّبِيُّ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلامُ - لَمَّا ذَكَرَ هَذِهِ الْفِتَنَ الْمُتَوَالِيَةَ الَّتِي تَأْتِي كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ أَخْبَرَ أَنَّ الرَّجُلَ يُمْسِي مُسْلِمًا ، وَيُصْبِحُ كَافِرًا ، وَيُصْبِحُ مُسْلِمًا ، وَيُمْسِي كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا .
    مَنْ يَنْجُو ؟
    مَنِ اسْتَعْصَمَ بِاللهِ ، وَأَلَحَّ عَلَى اللهِ - جَلَّ وَعَلَا - ، فَكَمْ مِنْ إِنْسَانٍ شُهِرَ عَنْهُ اسْتِقَامَةٌ ، وَثَبَاتٌ ، وَعِنَايَةٌ بِالْعِبَادَةِ ثُمَ زَلَّتْ بِهِ الْقَدَمُ ، وَاللهُ ذَكَرَ عَنِ الرَّجُلِ الَّذِي آتَاهُ اللهُ آيَاتِهِ فَانْسَلَخَ مِنْهَا ، فَالْإِنْسَانُ لَا يَأْمَنْ بِسَبَبِ مَا عِنْدَهُ مِنْ عِلْمٍ ، أَوْ بِمَا يَعِيشَهُ فِي اجْتِمَاعٍ ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ بَلْ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ رَجَاءُهُ ، وَثِقَتُهَ ، وَإِلْحَاحُهُ عَلَى رَبِّهِ - جَلَّ وَعَلَا - أَنْ يُثَبِّتَهُ ؛ لِأَنَّ الْإِنْسَانَ يُبْتَلَى بِفِتَنٍ كَثِيرَةٍ فِي بَيْتِهِ ، مِنْ جُلَسَائِهِ ، مِنْ أُمُورِ دُنْيَاهُ ، وَرُبَّمَا عَرَضَتْ لَهُ شُبَهٌ فَتَرَدَّدَ ، وَقَدْ تَزِلُّ بِهِ الْقَدَمُ أَثْنَاءَ تَرَدُّدِهِ ، وَقَدْ حَصَلَ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ ، مِنْ بَعْضِ النَّاسِ فِي الْقُرُونِ الْمُفَضَّلَةِ ، وَالْمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَهُ اللهُ .
    وَأَنْصَحُ الْإِنْسَانَ - طَالِبَ الْعِلْمِ - أَنْ يُرَاجِعَ كَلَامَ السَّلَفِ ، وَلَاسِيَّمَا الْأْئِمَّةُ فِي الْقَرْنِ الْأَوَّلِ ، وَالثَّانِي ، وَالثَّالِثِ ، وَالْأَفْذَاذِ الَّذِينَ جَاءُوا بَعْدَهُمْ ، وَالرِّجَالُ مُبَرِّزُون فِي عِلْمِهِمْ ، وَثَبَاتِهِمْ ، فَإِذَا أَحْسَنَ مُرَاجَعَةً لِكَلَامِ الْعُلَمَاءِ الْمُتَقَدِّمِينَ كَطَبَقَةِ الْأْئِمَّةِ فِي الْقَرْنِ الثَّانِي ، وَالثَّالِثِ ، وَتَلَامِذَتِهِمْ ، وَتَحَرَّى فِي ذَلِكَ ، وَأَلَحَّ عَلَى اللهِ أَنْ يَهْدِيَهُ ؛ لِأَنَّ الْإِنْسَانَ قَدْ تَنْغَلِقُ عَلَيْهِ بَعْضُ الْأُمُورِ ، وَلَوْ كَانَ وَاسِعَ الْإِطِّلَاعِ ، فَإِذَا أَنْزَلَ فَاقَتَهُ ، وَفَقْرَهَ بِالْفَعَّالِ لِمَا يُرِيدُ ، وَحَرِصَ عَلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ ، وَتَطَلَّبَ دَلِيلَهُ ، فَهُوَ حَرِيٌ أَنْ يُوَفَّقَ ؛ لِأَنَّهُ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً، وَمَنْ تَوَجَّهَ سَائِرًا إِلَى اللهِ صَادِقٌ فِي مَسِيرِهِ حَفِظَهُ اللهُ - جَلَّ وَعَلَا - ، وَأَوْصَلَهُ إِلَى مَا قَصَدَ - إِذَا أَخَذَ بِالْأَسْبَابِ - ، فَإِنَّهُ لَا بُدَّ لِلْإِنْسَانِ فِي نَجَاتِهِ ، وَسَلَامَتِهِ ، وَتَحْصِيلِ مَطَالِبِهِ ، وَمَقَاصِدِهِ أَنْ يَأَخُذَ أَيْضًا بِالْأَسْبَابِ ، فَالْهِدَايَةُ لَهَا أَسْبَابُهَا ، السَّلَامَةُ لَهَا أَسْبَابُهَا ، تَعْطِيلُ الْأُمُورِ عَنْ أَسْبَابِهَا لَيْسَ مِنْ مَسْلَكِ أَهْلِ السُّنَةِ وَالْجَمَاعَةِ ، وَلَا مِنْ مَسَالِكِ الْعُقَلَاءِ .
    فِي هَذِهِ السَّنَوَاتِ الْأَخِيرَةِ أَوِ الْعَشْرَةِ - عِشْرِينَ سَّنَةً تَقْرِيبًا - ، طَفَحَتْ آرَاءٌ ، وَأَقْوَالٌ ، وَتَكْفِيرُ رِجَالٍ ، وَرَجَالٍ إِلَّا أَنَّ مَنْ يُكَفِّرُونَ لَيْسُوا مِنِ عُلْيَةِ هَذَا الشَّأْنِ ، وَلَكِنَّهُمِ مَا بَيْنَ مُتَأَثِّرٍ بِغَيْرِهِ دُونَ هَوِيَّةٍ ، وَمَا بَيْنَ صَاحِبِ مَقَاصِدَ قَد لَا يَصِلُ إِلَى مَقَاصِدِه إِلَّا بِإِزْرَاءٍ لِآخَرِينَ أو تَضْلِيلِ آخَرِينَ ، وَالْمُسْلِمُ الَّذِي يَخَافُ اللهَ - جَلَّ وَعَلَا - وَيَرْجُوهُ ، وَيَخْشَى مِنَ الْحِسَابِ وَالْعَرْضِ عَلَى اللهِ - جَلَّ وَعَلَا - .
    يَنْبَغِي أَنْ يَصُونَ سَمْعَهَ ، وَلِسَانَهُ ، فَإِنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا سَمِعَ بَاطِلاً مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى أَوْشَكَ أَنْ يَجِدَ هَذَا الْبَاطِلُ إِلِى قَلْبِهِ طَرِيقًا ، وَالْبَاطِلُ إِذَا وَجَدَ طَرِيقًا إِلَى الْقَلْبِ رُبَّمَا أَفْسَدَ عَلَى الْإِنْسَانِ حَيَاتَهُ .
    وَالْخَلَاصُ مِنْ ذَلِكَ : الْاعْتِصَامُ بِكِتَابِ اللهِ - جَلَّ وَعَلَا - ، وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
    وَنَحْنُ نُشَاهِدُ ، وَنَسْمَعُ مَا بَيْنَ فَيْنَةٍ ، وَأُخْرَى مَنْ يَقُولُ عَنْ أَمْرِ التَّكْفِيرِ ، وَالتَّضْلِيلِ ، أَوْ مَنْ يَعِيبُ بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ ، أَوْ بَعْضَ دَوَاوِينِ الْعِلْمِ . يَنْبَغِي لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى هَذَا الْعَائِبِ هَلْ هُوَ مِمَّنْ يُرْجَعُ إِلَيْهِ ، وَيُعْتَمَدُ فِي الرَّأْيِ عَلَى رَأْيِهِ ، وَمَا يَقُولُهُ ، فَإِنْ كَانَ كَذَلِكَ فَلْيُطْلَبْ مِنْهُ الدَّلِيلُ عَلَى مَا يَقُولُ ؛ لِأَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ ، وَيُتْرَكُ مَا عَدَا مُحَمَدٌ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
    طَالِبُ الْعِلْمِ يَنْبَغِي أَنْ يَعْتَنِيَ بِالْمُشَاوَرَةِ ، وَالْمُرَاجَعَةِ ، وَعَرْضِ مَا يَمُرُ عَلَيْهِ مِنْ أَفْكَارٍ ، وَآرَاءٍ مُشَوِّشَةٍ عَلَى مِيزَانِ الشَّرْعِ ، عَلَى دِلَالَةِ الْكِتَابِ ، وَالسُّنَّةِ ، فَإِذَا الْتَبَسَ عَلَيْهِ الْأَمْرُ رَجَعَ إِلَى مَنْ يَرَاهُمْ أَرْسَخَ مِنْهُ فِي الْعِلْمِ ، وَلْيَقْرَأْ مَا كَانَ يَدُورُ بَيْنَ طَبَقَةِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - وَأَصْحَابِهِ ، وَمُشَاوَرَاتٍ ، وَمُحَاوَرَاتٍ ، وَمُسَاءَلَاتٍ حَتَّى اسْتَغْرَبَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ مِنْ سَائِلٍ سَأَلَ عَنْ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ السُّنَّةِ ، وَقَالَ هَذَا أَنْفَقَ كَذَا ، وَكَذَا عَلَى تَحْصِيلِ الْحَدِيثِ ، حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ ، ثُمَّ يَسْأَلُ عَنِ السُّنَّةِ ، فَاحْتِمَالُ وُجُودِ خَطَأٍ مِنْ إِنْسَانٍ مَا وَارِدٌ ، وَالتَّشَاوُرُ مَعَ أَهْلِ الْعِلْمِ ، وَالرُّجُوعُ إِلَى كُتُبِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَعْظَمِ ، وَأَفْضَلِ مَا يَسْتَعِينَ بِهِ طَالِبُ الْعِلْمِ ، وَأَمَّا النَّاشِئُ ، أَوِالْمُحِبُّ لِلْعِلْمِ ، وَأَهْلِ الْعِلْمِ يَجِبُ عَلَيْهِ أَلَّا يَقْفُوا مِنَ الْعِلْمِ مَا لَيْسَ بِهِ يَدٌّ ، وَإِنَّمَا يَسْأَلُ أَهْلَ الْعِلْمِ ، وَأَلَّا يَكُونَ جَرِيئًا عَلَى إِصْدَارِ أَحْكَامٍ عَلَى النَّاسِ ؛ لِئَلَّا يَحْصُلَ لَهُ نَكْسَةً ، أَوْكَرَاهِيَةً لِلْمَنْهَجِ ، أَوْلِمَنَ يُعْرَفُونَ بِأَنَّهُمْ أَهْلُ تُقًا ، وَصَلَاحٍ ، وَإِيمَانٍ .
    أَسْأَلُ اللهَ - جَلَّ وَعَلَا - بِأَسْمَائِهِ ، وَصِفَاتِهِ أَنْ يَجْعَلَنَا جَمِيعًا مِنِ أَهْلِ الْإِيمَانِ ، وَأَنْ يَحْفَظَ عَلَيْنَا أَمْنَنَا ، وَإِيمَانَنَا ، وَأَنَ يُثَبِّتَنَا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ، وَفِي الآخِرَةِ ، وَأَنْ يُصْلِحَ حَالَ الْمُسْلِمِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ، وَأَنْ يَنْصُرَهُمْ عَلَى أَعْدَائِهِمْ ، وَأَنْ يَحْفَظَ لِهَذَهِ الْمَمْلَكَةِ أَمْنَهَا ، وَيُصْلِحَ شَأْنَهَا ، وَيَصُونَ لَهَا حُدُودَهَا ، وَيُثَبِّتَهَا عَلَى الْحَقِّ ، وَأَنْ يُصْلِحَ وُلَاةَ أَمْرِهَا ، وَيَهْدِيَهُمْ ، وَيُعَظِّمَ فِي نُفُوسِهِمْ طَاعَةَ اللهِ ، وَطَاعَةَ رَسُولِهِ ، وَيُكَرِّهَ فِي نُفُوسِهِمْ كُلَّ مَا يُضَادُّ مَنْهَجَ أَهْلِ الْحَقِّ ، وَأَنْ يُبَارِكَ لَهُمْ فِي أَعْمَالَهُمُ الصَّالِحَةِ ، وَأَنْ يُوَفِّقَهُمِ لِنُصْرَةِ الْحَقِّ ، وَأَهْلِهِ ، وَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُفِ ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَالثَّبَاتِ ، وَعَدَمِ التَّزَعْزُعِ لِمَا قَدْ يَتَعَرَّضُهُ مِنْ رِيَاحِ أَهْلِ الْبَاطِلِ ، وَالْوَاجِبُ عَلَيْنَا فِي كُلِّ مَكَانٍ أَنْ نَدْعُوَ لَهُمْ بِالصَّلَاحِ ، وَالْهِدَايَةِ ، وَتَعْظِيمُ أَمْرِ اللهِ ، وَأَمْرِ رَسُولِهِ ، وَالْحِرْصُ عَلَى صِيَانَةِ الْأُمَّةِ أَنْ يَدْخُلَهَا مَا يُزَعْزِعُ إِيمَانَهَا ، وَيُشَكِّكُهَا فِيمَا هِيَ فِيهِ مِنْ خَيْرٍ ؛ لِأَنَّهُ كَمَا قَالَ كَثِيرٌ مِنْ أْئِمَّةِ السَّلَفِ : " لَوْ أَعْلَمُ أَنَّ لِيَ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةٍ لَدَعَوْتُ بِهَا لِلسُّلْطَانِ " .
    كُلُّ إِنْسَانٍ يُحِبُّ ، وَنُحِبُّ أَنْ يَكُونَ صَالِحًا فِي نَفْسِهِ مُصْلِحًا لِمَا يَصِلُ إِلَيْهِ مِنْ إِصْلَاحٍ لَكِنَّ صَلَاحَ الْأْئِمَّةِ ، وَالْوُلَاةِ صَلَاحٌ لِلْمُجْتَمَعِ كَـمَا فِي حَدِيثِ : " أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ" .
    ذَكَرَ ذَلِكَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ : " أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى ، أَلا إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِى أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ "
    إِلَى هَذَا الْحَدِّ أَقِفُ لِأَنَّنِي لَمْ أُهَيِّئْ نَفْسِي لِلْكَلَامِ ؛ لِأَنَّنِي شُغِلْتُ ، وَنَسِيتُ حَتَّى ذُكِّرْتُ ظُهْرَ هَذَا الْيَوْمِ ، وَلَعَلَّ فِي الْأَسْئِلَةِ مَا يُعِينُ عَلَى بَيَانِ خَفِيٍّ ، أَوْتَجْلِيَةِ أَمْرٍ ، أَوْإِرْشَادٍ ، وَاسْتِرْشَادٍ ، وَأَشْكُرُ الْإِخْوَانَ الَّذِينَ كَانُوا سَبَبَ حُضُورِي ، وَأَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَ عَمَلِيَ ، وَعَمَلَهُمْ ، وَعَمَلَـكُمْ جَمِيعًا خَالِصًا لِوَجْهِهِ مُوَافِقًا سُنَّةَ نَبِيِّهِ إِنَّهُ - جَلَّ وَعَلَا - مُجِيبُ الدُّعَاءِ .
    وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ ، وَآلِهِ ، وَصَحْبِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا .
    الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو همام أحمد إيهاب; الساعة 05-Feb-2012, 10:08 AM. سبب آخر: تعديل كلمة
يعمل...
X