الأثر المدمر لفكر الحزب الإخواني على المملكة المباركة
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكَّرت نفسي وإخواني بنعمة الدعاء بالهداية (في أعظم سور القرآن) بعد إفراد الله بالعبادة وإفراده بأسمائه وصفاته وأفعاله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 5 ـ 6]، وكنت اعتدت التنبيه إلى خطأ شائعٍ بين الأئمة وهو الدعاء لبعض المنتمين إلى الإسلام والسنة بالنصر والتمكين وإهمال الدعاء لهم بالهداية (وهي طريقهما) مع أنهم يقعون في موبقات يتبعون فيها أو يسبقون بها أعداء الدين؛ وذكرت منها الاستعانة والاستغاثة بغير الله ودعاء الأموات والغائبين، وتعظيم أوثان المقامات والمزارات والمشاهد والأضرحة، ولعن الخالق، ولعن الدين، كما اعتدت التنبيه إلى خطأ الاعتداء في الدعاء بالافتراء على الله بمثل: (اللهم إنَّهم حفاة فاحملهم، اللهم إنَّهم عراة فاكسهم، اللهم إنَّهم جياع فأطعمهم)؛ في حقِّ من أعلم أنَّهم غير حفاة ولا عراة ولا جياع. وأنكر عليَّ أحد من أحسبهم من المتأثرين بفكر الحزب المبتدع (المسمَّى: بجماعة الإخوان المسلمين) بحجَّة أن من يُقْنت لهم يدافعون عن الدِّين، وأن دعاء الغائب الحي جائزٌ، وأنَّهم لا يلعنون الخالق ولا يلعنون الدين. فبيَّنت له أنِّي أشهد بما أعلم ولا يعلمُ، وأنه لا يجوز له اتباع ناعق الجرايد والإذاعات، ولا ناعق الحزب الخارج عن السنة والجماعة، وذكَّرته بأمر الله تعالى في الآية المحكمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: 6]، وطلبت منه الرجوع إلى كتب التوحيد ليتذكَّر أن دعاء الغائب الحي مثل دعاء الميْت شركٌ أكبر؛ فالدعاء هو العبادة ولا يدعَى ولا يعبد إلا الله وحده، وليس من الشرع ولا من العقل ولا مما يغفره الله: العدول عن دعاء الحيِّ السميع العليم القريب إلى دعاء المخلوق العاجز أو الميت أو الغائب. وظنَّ أن هذا اتهامٌ له بعضوية الحزب والانحراف في المعتقد، فاستغفرتُ الله عما يُغضبه، وعمَّا يغضب (أخي الذي صلَّى معي الفجر في جماعة). وهداني الله لكتابة هذه الأسطر عذرًا أو نذرًا:
أ) كان الخوارجُ هم الأسبق إلى اقتراف كبيرة الخروج على ولاة الأمر من الخلفاء الراشدين (خير الناس في خير القرون المفضلة)، وكانت النتيجة: قتل الخليفتين الراشدين المهديين عثمان وعلي رضي الله عنهما وأرضاهما، وفتح باب الفتنة والتنازع والفرقة بين أفراد خير أمة أخرجت للناس، ومن جاء بعدهم.
ب) وكان حزب الإخوان المسلمين (أو فرقتهم في لفظ: ابن باز والفوزان وبكر أبو زيد أثابهم الله) هو الأسبق إلى الخروج عن الجماعة والسنة باسمه وأميره ومنهاج دعوته في منتصف آخر القرون الماضية (القرن الرابع عشر). رغم تنافس قادته في ادّعاء تحكيم شرع الله قولاً ومخالفته عملاً؛ فإن شرع الله لكل رسله ورسالاته وعباده (منذ أرسل نوحًا إلى قومه) البدء بتقرير إفراد الله بالعبادة ونفيها عما سواه: {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف: 59]، {لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [الصافات: 35]، {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36]، {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [التوبة: 31]. ورغم أن قادة هذه الفرقة وُلدوا وعاشوا وماتَ أكثرُهم بين أوثان المقامات والمزارات والمشاهد والأضرحة فقد انحرفوا ومالوا وعدلوا عن الشرع والسنة في منهاج الدعوة ووسائلها وكلاهما توقيفي كبقية الدين:
1 – تجنَّبُوا ـ بإصرارٍ غريبٍ ـ نشر أول ما أمر الله ورسوله به من توحيد العبودية، وتجنَّبوا التحذير من أول ما نهى الله ورسوله عنه من الشرك الأكبر في واجبات بيعتهم المبتدعة وعددها (3، ومن بينها: تخفيفُ شرب الشاي والقهوة والمشروبات المنبّهه.
2 – حذفوا الموبقة الكبرى (الشرك بالله) من موبقاتهم العشر، ولم يُثبتوا من الموبقات السبع في الصحيحين غير الربا تبعًا لتركيزهم على المعاملات وإهمالهم العبادات والاعتقاد مخالفة لشرع الله.
3 – حذفوا (الشرك بالله) من وصاياهم العشر، وقد أثبتتها التوراة المحرَّفة التي أخذوا منها عدد وصاياهم، وأثبتها الله تعالى في الكتاب والسنة. بل حذفوا أكثر الوصايا التي أثبتتها التوراة المحرَّفة وأثبتها وحي الله الحق.
جـ) وفي ما مضى وما يأتي من ضلال هذه الفرقة (عن شرع الله وسنة رسوله) تصديق لشهادة سمو وزير الداخلية في دولة التوحيد والسنة وهو الصدوق المختصُّ الذي كابَدَ تأثير هذه الفرقة المدمِّر على دين وأمن خير دولة أخرجت للناس منذ نهاية القرون المفضَّلة:
1 – قال حفظه الله قدوةً صالحةً في لقاء مع جريدة السياسة الكويتية في رمضان 1423هـ: (إنَّ مشكلاتنا كلَّها جاءت من [فرقة] الإخوان المسلمين بعد أن لجأوا إلى المملكة [المباركة] فاستضافتهم وحمتهم وأوجدت لهم سُبُل العمل ولكنهم أخذوا يجنِّدون الناس وينشؤون التيارات ويسيؤون إلى المملكة… بل سبَّبوا المشاكل في كل عالمنا العربي والإسلامي).
2 – وفي لقاء آخر مع الصحيفة نفسها قال نصر الله به دينه: بأن تاريخهم يدل على أن (قصدهم القفز إلى الحكم وليس الدعوة إلى شرع الله وخير الإسلام والمسلمين) فوفَّقه الله إلى الحكم على ظاهر عملهم لا على ما تكنُّه صدورهم.
د) وفي ما مضى وما يأتي من خطر وشر هذه الفرقة وتأثيرها المدمِّر على الدين والدعوة والأمن تصديق لشهادة مختصٍّ آخر كابد محاولات هذه الفرقة (والمخدوعين بفكرها) الإفساد في الأرض المقدسة والدولة المجددة، وهو أمير منطقة عسير ثم مكة المباركة الأمير خالد الفيصل، وقد ميَّزه الله ـ بعد الأمير نايف ـ بإدراك هذه الحقيقة وبيانها للناس ليميز الله الخبيث من الطيب كما ميزهما بإدراك الفرق بين منهاج السلف الذي قامت عليه دولة التجديد وبين مناهج الفرق الضالة عنه (وكان الدرس الأسبوعي الديني في مجلس الأمير خالد العام الذي عهد بتنظيمه لفضيلة رئيس المحاكم في المنطقة ينتقي واعظيه من طلاب العلم الشرعي، وينفي عنه طلاب الفكر الحركي والحزبي):
1 – بيَّن ـ حفظه الله قدوة صالحة ـ أن مصدر الفكر الإرهابي (ليس المنهج التعليمي السعودي الأصلي بل ما يضيفه بعض المعلمين [الحركيين والحزبيين] إليه عندما يَخْلُون بطلابنا في الصّفّ والمخيّم، في المسجد والمعهد والكلية، في المؤسسات المختصة بالشباب، في التعليم والإعلام).
2 – بيَّن أن: هذا الفساد (بلغ درجة عظيمة من الخطورة في جميع المناطق توجب إنشاء هيئة لمكافحة الفكر الإرهابي وليس لمكافحة عمليات الإرهاب فقط).
3 – بيَّن أن: (من يتستّر على هذا [الإجرام الفكري] ويُخَذِّل عن مكافحته فهو عدو للدولة والأمة ويُعدُّ مشاركًا فيه مع من يخطِّط له [ويُمَوِّله]).
4 – بيَّن أن: هذا الفكر الإجرامي (جاء متأثرًا بكتب سيد قطب ومحمد قطب والمودودي والمقدسي ومحمد سرور التي يروج لها أتباعهم من السعوديين).
5 – بيَّن أن: (روَّاد ما يسمى بالوسطية من تلامذة محمد قطب [وأمثاله] هم الذين اتَّهموا المؤسسة التقليدية (آل الشيخ وآل سعود) وتهجَّموا عليها واستفزوا الشباب لمقاومة كل حكومة وكل سلطة في مواقعهم (الانترنت)، ثم قلبوا جلودهم بعدما صار الناسُ جلُّهم ضدَّ هذا التيار فادّعوا الوسطية؛ وإذا كان هذا التراجع صحيحًا فيجب أن يعلنوا على الملأ أنهم أخطأوا في حق الأمة وفي حق الفرد الذي فقد ابنه؛ عليهم أن يعتذروا للوطن والمواطن والدولة عن تكفيرهم الدولة وتسفيه كبار العلماء فهم الذين أثاروا [وهيَّجوا] الشباب ولَمَّا اضطروا إلى تغيير أسلوبهم اتهموا ولاة الأمر بأنهم السبب ومن سمّوه بالمؤسسة التقليدية، وهي الدعوة السلفية التي قام بها الإمامان محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب فحاربت البدع والشركيات واجتثت جذورها منذ ذلك الوقت والحمد لله).
6 – وقال وفقه الله لما يرضيه مؤكدًا براءة المنهاج التعليمي من فكر الخوارج: (أنا دَرَسْت في آخر عهد الملك عبد العزيز وعهد الملك سعود وعهد الملك فيصل رحمهم الله ولم نتعرض لفكر تخريبي أو تكفيري، ثم جاءت الأشرطة والكتب والمطويَّات التي وُزِّعت في المدارس وفي المعاهد والمساجد [والمراكز الصيفية والحلق والرحلات] بِيَد الذين روَّجوا لفكر التطرف والعنف خلال العشرين سنة الماضية) إضاءات (7) شركة العبيكان، 1428هـ، (ص:18 – 47).
7 – وبمثل هذه الكلمات الصادقة صار الأمير شجًى في حلوق الحزبيين والمخدوعين بفكرهم من السعوديين (ولو لم تسجل أسماؤهم في الحزب خوفًا من العاقبة العاجلة) فاستفردوه بالنقد والتجريح والبهتان كما استفردوا دولة التوحيد والسنة بالعداوة (حسدًا وحقدًا) ووالوا أفغانستان والعراق والسودان وهي تحمي الأوثان والبدع وتحتفي بمراكز التصوف وخرافاته.
وأشهد شهادة حقٍّ أن من أعلن فساد هذا الحزب المشؤوم من ولاة أمر الدعوة التجديدية (أمراء وعلماء) تحرّياً للمصلحة العامة ومن أَسَرَّ تحرّياً للمصلحة العامة خيرٌ من كل قادة الحزبيين المنحرفين عن منهاج النبوة ومن المخدوعين بهم، وأفقه وأدرى بالفرق بين التوحيد والشرك وبين السنة والبدعة وأنصح لجماعة المسلمين وأئمتهم.
هـ) وهذه نماذج من شهادة الشهود من قادة هذا الحزب (الضالِّ عن نهج الحقِّ) على فسادهم وعلى سعيهم الحثيث للإفساد بفكر وعمل المخدوعين بهم:
1 – يقول حسن البنا إضافة لما سبق: (ونظام الدعوة [الإخوانية] في هذه المرحلة صوفيٌّ بحتٌ من الناحية الروحية [أي الدينية] وعسكري بحت من الناحية العمليّة، وشعار هاتين الناحيتين: أمر وطاعة من غير تردُّدٍ ولا مراجعةٍ ولا شكٍّ ولا حرج). ويقول بأنهم كانوا يجتمعون كل ليلة بعد الحضرة الصوفية (نتدارس كتب التصوّف من (الإحياء والياقوت والجواهر) وغيرها، ونذكر الله حتى الصباح، كانت من أقدس مناهج حياتنا)، وأثناء دراسته في دار العلوم خصص جزءًا من كتبه الصوفية مثل (الإحياء والأنوار المحمدية وتنوير القلوب) لزملائه في الحزب (يُحَضِّرون موضوع الخطب والمحاضرات منها)، ولم يتجنَّب نَشْر طريقته الصوفية الحصافية وفَرْضها على زملائه لأنَّها بدعة بل: (لأني لا أريد الدخول في خصومة مع أبناء الطرق الأخرى، ومع هذا أكرمْتُ الشيخ عبد الرحمن [خليفة شيخه الحصافي الذي أخذ عليه البيعة الصوفية] ودعوت الراغبين في الطريق [الصوفي] إلى الأخذ عنه) مذكراته (ص: 39 – 61).
2 – وعن (القفز إلى السلطة) يقول تجاوز الله عنه: (ونريد بعد ذلك أن ينضم إلينا: مصر وسوريا والعراق والحجاز، كل ذلك وطننا الذي نسعى إلى تحريره وإنقاذه وضم أجزائه بعضها إلى بعض) فكر الإرهاب (ص:143)
د. عبد السلام السحيمي، أثابه الله.
3 – ومع هذا الضلال عن منهاج النبوة يجعل طريقته المبتدعة معيارًا: (فما وافقها فمرحبًا به وما خالفها فنحن براءٌ منه) مجموعة رسائله (ص:17)،
ط: المؤسسة الإسلامية.
4 – وبدأ تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية فأمر (النقراشي) رئيس وزراء مصر بحظر نشاط الحزب واعتقل بعض أعضائه فاغتاله أحدهم، وبعد قليل اغتيل (البنا) به، أعلام الزركلي.
5 – وجاء بعده سيد قطب تجاوز الله عنه فأفتى متابعيه على الجهل بأن (وراثة الحكم طعنة في قلب الإسلام ونظامه واتجاهه) معركة الإسلام والرأسمالية (ص:155)، ط. دار الشروق.
والولاية بالعهد هي السّنّة التي اتبعها جُلّ ولاة المسلمين منذ عَهِدَ أبو بكر الصدّيق بالولاية لعمر الفاروق رضي الله عنهما، وعهد عمر لواحدٍ من بضعة نفر، وعهد معاوية رضي الله عنه (المحدِّث الفقيه الصحابي الفاتح) لابنه يزيد تجاوز الله عنه.
6 – وأوحى (سيِّد) إلى أوليائه من زخرف القول غرورًا: أنه (ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي) في ظلال القرآن (ص:2122)، دار الشروق. و(أن وجود الإسلام من ثَمَّ قد توقَّف منذ فترة طويلة) العدالة (ص:185)، دار الشروق. وأن الانحراف في تصور معنى الحكم وسياسة المال: (بدأ صغيرًا في أيام عمر… ثم فشا فشواً ذريعاً بما أباحه عثمان من شراء الأرضين) العدالة (ص:175).
وبينما انتقص حكم عمر رضي الله عنه بإيثار بعض المسلمين بالعطاء، وأخرج عهد عثمان رضي الله عنه من خلافة النبوة، ولمز عددًا من المبشرين بالجنة برواية مجروحة عن تملّك ما أحلَّ الله لهم (العدالة، ص:175)، واتهم (معاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهما بالكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم) كتب وشخصيات (ص:242)، دار الشروق، بل ذم موسى عليه السلام (بالتعصب القومي والاندفاع والانفعال العصبي والحنق الظاهر والحركة المتوترة) التصوير الفني في القرآن (ص:200 – 203)، دار الشروق؛ بينما وقع في هذا المنكر الذي يصل بمقترفه إلى الردة (في لفظ ابن باز) وإلى الزندقة (في لفظ بكر أبو زيد عن أبي زرعة رحمهم الله جميعًا) مدح الثُّوَّارَ قَتَلَةَ عثمان رضي الله عنه بأنهم (أُشْربت نفوسهم روح الدين إنكارًا وتأثمّا) ومدح ثورتهم المشؤومة بأنها (كانت فورة من روح الإسلام) العدالة (ص:161)، دار الشروق.
7 – سوَّل سيد تجاوز الله عنه لأتباعه على جهل: (الانفصال عقيديًّا وشعوريًّا ومنهج حياة عن قومهم) الذين اتهمهم (بالجاهلية والردة والنكوص عن لا إله إلا الله ولو رددوها على المآذن خمس مرات في اليوم) في الظلال
(ص:1057 و1816). بل سوَّل لهم اعتزال المساجد التي سماها معابد الجاهلية في الظلال (ص:1816)، ط. دار الشروق.
8 – وزيَّن سيد تجاوز الله عنه: الخروج على الولاة قبل أُوْلَى الثورات في مصر بسنتين: (الآن ينبغي أن تتولى الجماهير الكادحة المحرومة المغبونة قضيتها بيدها.. إنَّ أحدًا لن يقدِّم لهذه الجماهير عونًا إلا أنفسها؛ فعليها أن تُعنَى بأمرها، ولا تتطلع إلى معونة أخرى) معركة الإسلام والرأسمالية (ص:113)، دار الشروق التي أعادت طبعه بعد موت سيّد بعدد سنين.
9 – وسنَّ للثورة الأولى طريق الاشتراكية الذي حسبه طريق الإسلام فشرع لهم ما لم يأذن به الله: (للدولة أن تنتزع الملكيات والثروات جميعًا، وتعيد توزيعها على أساس جديد) [ولو كانت مكتسبة شرعًا] المعركة (ص:44).
10 – وفرح به الثوار وقربوه وعمل معهم (12) ساعة في اليوم ورشحوه لمناصب هامة واستشاروه (حسب زعمه) ثم بدأ الخلاف بينهم حول هيئة التحرير، وانقلب السحر على السحرة فاستورد سلاحًا بطريق السودان وتآمر مع بعض أفراد الحزب لقتل رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وثلاثة من ولاة الأمر، ونسف بعض الجسور ومحطة الكهرباء دفاعًا عن حزبه بزعمه في مذكرة التحقيق معه التي نشرتها جريدة (المسلمون) منذ عددها الثاني نقلاً من خطِّ يده، وطبعتها الشركة السعودية للأبحاث والتسويق بعنوان: (لماذا أعدموني) (ص:50 – 61)، برعاية أنصاره في الجريدة والشركة يومها.
وصدر عليه حكم بالإعدام لتآمره على الولاة وخروجه عليهم قولاً وفعلاًَ لمصلحة الحزب لا الشريعة فهو المخالف لها في (سياسة الحكم وسياسة المال)، وفي التفسير، وفي ثلبه وقدحه ومخالفته أولياء الله: الرسول والخليفة والمبشَّر بالجنة والصحابي من حملة الدين؛ قولاً وعدوانًا على شرع الله بغير علم.
11 – وقال المودودي تجاوز الله عنه: (دعوتنا لجميع أهل الأرض أن يحدثوا انقلابًا عامًّا في أصول الحكم الحاضر الذي استبد به الطواغيت وأن تُنْتزع الإمامة من أيديهم) فكر الإرهاب، د. السحيمي (ص: 146)، وأوضح قصده في رده على طلب بعض السلفيين تركيزه على التحذير من عبادة الأوثان: (أنتم تهدمون القبور ونحن نهدم القصور) برواية الشيخ إسماعيل بن عتيق وفّقه الله.
12 – بل قال سيد قطب: (لا مندوحة للمسلمين أو أعضاء الحزب الإسلامي عن الشروع في مهمتهم بإحداث الانقلاب المنشود والسعي وراء تغيير نظم الحكم في بلادهم التي يسكنونها) في ظلال القرآن (ص:1451)، دار الشروق، وقد تولّت طباعة كتب سيّد كلّها بعد موته مراراً.
13 – ويقول محمد قطب: (وأما الذين يسألون: إلى متى نظل نربِّي دون أن نعمل؟ فلا نستطيع أن نعطيهم موعدًا محددًا… وإنما نستطيع أن نقول لهم: نظل نربي حتى تتكون القاعدة المطلوبة بالحجم المعقول) واقعنا المعاصر
(ص:486). ولعله عَرَّض نفسه للإثم أكثر من أخيه سيد بتبنِّيه نشر مؤلَّفات سيد دون تعديل ولا تصحيح حتى ما اعترف سيد بخطئه فيه وهو قليل من كثير.
14 – ويقول عبد الله علوان عن زملائه في الحزب المبتدع: (لم يبق أمامهم من حلٍّ واقعي ومعقول سوى الاعتماد على الثورة الشعبية) أسوة بالخميني. (عقبات في طريق الدعاة) فكر الإرهاب والعنف، د. عبد السلام السحيمي
(ص:101). ويقول: (وحين يصل المسلمون إلى مرحلة إيجاد القاعدة الشعبية وتمتد حركتهم في الجموع الزاخرة وتتغلغل في الشعوب تأتي مرحلة التنفيذ ولحظة الحسم) المرجع نفسه، والمؤلف ممن ردّ معروف السّعوديّة بالفتنة.
و) وعن القنوات لتحقيق أهدافهم:
1 – يقول عبد الله علوان: (حين تبتلى الحركة الإسلامية بحاكم إرهابيٍّ لا دينيٍّ متسلط يعتقل الدعاة تكون الخطة على الشكل التالي:
-الاقتصار في تبليغ الدعوة على السر بالدعوة الشخصية والاتصال الفردي.
-الانتماء الظاهري إلى الجماعات التي تقصر دعوتها على تزكية النفوس [الصوفية والتبليغ مثلاً].
-الارتباط بجمعيات [تحفيظ] القرآن ومؤسسات التربية والتعليم للدعوة تحت مظلتها.
-العمل الدائب والسعي الحثيث لاستلام درس في مسجد أو خطبة على منبر أو تعليم في مدرسة) المرجع السابق (ص:100).
(وإن كانت الأحوال والظروف قائمة على التغاضي والتياسر مِنْ قِبَل حكومات معتدلة في تعاملها فلا بأس من أن يكون من وسائل الخطة:
-فتح مدارس خاصة.
-الإقبال على التدريس في المعاهد والمساجد.
-إقامة حفلات في مناسبات إسلامية [غزوة بدر وفتح مكة مثلاً].
-إقامة سهرات مفتوحة مع الشباب.
-إهداء الكتاب الإسلامي والشريط الدعوي) (ص:104) المرجع نفسه.
ولم ينس: (وسيلة الجلسة المفتوحة للأسئلة الهادفة) و(وسيلة المحاضرات العامة ص 102)، و(برامج الأشبال)، و(دعوة النساء ص 103).
2 – ويقول المدعوّ محمد الراشد: (الناشئة هم المورد الرئيس للتوعية الصلبة، لا نعني الصغير الذي يتعب وإنما هم الذين ناهزوا الحلم) وذكر من صفات المختارين منهم: (الاجتماعي المخالط المتحرك المجِدّ) ومن نشاطهم: (التباري في فرق الألعاب والرحلات في الضواحي) المسار (ص:145).
3 – ويقول صلاح الصاوي: (مصلحة العمل الإسلامي قد تقتضي أن يقوم فريق من رجاله ببعض الأعمال الجهادية [عرفنا منها الاغتيالات والتفجيرات] ويُظْهِر عليها النكير آخرون) الثوابت والمتغيرات (ص: 265).
وينهى عن (التورُّط في إدانة الفصائل الإسلامية مهما تورطت فيه من أعمال تبدو منافية للاعتدال والقصد) (ص:264) [ثم تغيَّر النهج فأدان بعضهم الإرهاب والتطرف ومجَّده بعضهم، وعزاه الجميع إلى فساد الحاكم (وعلمانيته ولا دينيته) أو إلى البطالة]. وختم بالاستثناء: (إلا إذا كان ذلك بتنسيق مسبق وتوزيع متبادل للأدوار) (ص:264).
4 – ويؤكِّد هذا أيمن الظواهري في مذكراته [الوصية الأخيرة]: (القيادة الظاهرة يمثلها المرشد العام أمام الناس والنظام، أما القيادة الحقيقية فكانت بيد مجموعة من النظام الخاص) جريدة الشرق الأوسط 18/9/1422هـ.
ز) ولعل أبرز هذه القنوات وأنجحها في التدمير والإفساد؛ التكفير ونفي وجود الجماعة والإمامة والخلافة الشرعيّة، والمرجعيّة العلميّة:
1 – يقول القرضاوي: (ظهرت كتب سيد قطب التي تمثل المرحلة الأخيرة من تفكيره تنضح بتكفير المجتمع وإعلان الجهاد الهجومي على الناس كافة) أولويات الحركة الإسلامية (ص:110).
2 – ويقول أيمن الظواهري: (سيد قطب هو الذي وضع دستور [الجهاديين التكفيريين] في كتابه الديناميت معالم في الطريق، وأن كتابه العدالة الاجتماعية في الإسلام يُعَدّ أهم إنتاج عقلي وفكري للتيارات الأصولية [الوصولية]، وأن فكر سيد كان شرارة البدء في إشعال الثورة) جريدة الشرق الأوسط 19/9/1422هـ.
3 – ويقول محمد سرور زين العابدين عن خير أسرة حاكمة ولاها الله أمر المسلمين منذ القرون المفضلة فطهَّرت ما ولاها الله من جزيرة العرب من أوثان المقامات والمزارات والمشاهد ومن البدع جميعًا ومن الموالد وزوايا التصوف في القرون الثلاثة الأخيرة اصطفاءً من الله وفضلاً ونعمة: (قال صاحبي: لو سلم أبناء عبد العزيز من البطانة العلمانية! فقلت: إن أولاد عبد العزيز أخبث من بطانتهم لأن عقائد الطرفين واحدة) مجلة السنة [أو البدعة] عدد (43)، 1415هـ (ص:27)، وهذا جزاء الحزبيّين للإحسان: الجحود والفجور.
4 – ويقول عبد الحميد هنداوي: (فالمسلمون جميعًا بلا جماعة ولا إمام) ولم ير من دول المسلمين أهلاً للاستثناء غير أفغانستان [طالبان] إلا أنها لم تعلن الخلافة، ولم يهتم بحمايتها الأوثان (عدا وثني بوذا الأثريين) ولا بحمايتها التصوف وسائر البدع والفتن، وسمعتُ سعوديًّا يقوم على مؤسسة تعليمية دينية يستثني دولة الترابي في السودان، وهي تبني الأوثان وتحتفي بالتصوف وتقدم الفكر الترابي على الفقه في الدين من أهله في القرون المفضلة، بل على الوحي.
حـ) وحاول الوباء الحزبي التسلل إلى أرض السنة مِنْ قَبْل، فرده الملك عبدالعزيز (خاسئًا) بما رُوِيَ عنه رحمه الله من قوله: (لا حاجة إليه؛ فالمؤمنون هنا كلهم إخوة)، ثم جاء أفراده بحجة اللجوء لأن المملكة المباركة لا ترد لاجئًا:
1 – يقول علي عشماوي في كتابه التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين: (إن الإخوان في السعودية قد اختاروا الشيخ مناع قطان مسئولاً عنهم) (ص:62). وشكا الأمير نايف (حفظه الله ذخرًا وقدوة) إلى الله من رجل لجأ إلى المملكة فآوته ووظّفته وجنّسته، واستمتع بأمنها ورغد عيشها عشرات السنين ولما سئل [قبيل وفاته تجاوز الله عنه] من مَثَلك الأعلى؟ قال: (حسن البنا) وكان الظن به أن يجيب: (رسول الله) لقول الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21] ولكن نعوذ بالله من التعصب الحزبي الذي يحجب الشرع والعقل.
2 – وجاء محمد الصواف من العراق تجاوز الله عنه وتجنّس وبقي على منهج حسن البنا فيما فهمت من عمله وقوله لي بأعلى صوته في المسجد الحرام مغضبًا: (وأنتم لا تهتمون إلا بالعقيدة) ردًّا على نصيحتي بصرف بعض اهتمامه إليها.
3 – وجاء عبد الفتاح أبو غدة رئيس الفرقة في سوريا وبقي على ولائه لمنهاجه المبتدع إضافة إلى ولائه للكوثري ومات على ذلك فيما يظهر منه، ولم يستفد من المملكة المباركة إلا الأمن والمال مثل بقية العصابة الإخوانية.
4 – وجاء محمد مهدي عاكف المرشد العام الحالي للإخوان في مصر وشارك (مع عدد من العراقيين الحزبيين وعدد من السعوديين المخدوعين بسراب المنهج الإخواني المبتدع) في تأسيس (الندوة العالمية للشباب الإسلامي) حسب قوله والعمل داخلها وخارجها سنين عديدة لصالح حزبه فيما يظهر من منهاج الندوة والعاملين فيها والقائمين عليها منذ وجدت حتى اليوم.
5 – وجاء التوتونجي والبرزنجي وطالب وعلواني وعدد لا يحصيه إلا الله وظهر الأثر المدمِّر للغزو الإخواني في صرف اهتمام الشباب السعودي عن الاعتقاد الصحيح والاتّباع (المعصوم من الضلال) إلى السياسة غير الشرعية ولا العقلية. ووَفْق تعليمات الحزب انتشروا في مواقع القيادة الدينية والإدارية التربوية والإعلامية؛ الإمامة والخطابة والدعوة والتدريس، والإدارة المدرسية، وحلق تحفيظ القرآن بلا فهم، وجمعيات التوعية في المدارس، بل ما سموه بالتربية الإسلامية والتوعية الإسلامية في الوزارة والمناطق التعليمية. وتهيَّأت لهم الخلوة بالشباب في الاستراحات، وفي المكتبات ودور القرآن الملحقة بالمساجد والمعزولة عن عامة المصلين، وفي المراكز الصيفية والمخيمات والرحلات باسم السياحة أو العمرة، ومُسخ أكثر الشباب المتديِّن وانحرفوا عن منهاج النبوة (في الدعوة بخاصة وفي معاملة الحكام) إلى منهاج سيد قطب الانعزالي التكفيري الثوري، وبلغ الانحراف ببعضهم إلى تدمير المنشآت العامة والخاصة وزعزعة الأمن وقتل النفس التي حرم الله قتلها بغير حق بل قتل أنفسهم في سبيل الهوى.
6 – ولا تعجب إذا وَجَدْتَ في كتب الدراسة لأبناء دولة التوحيد والسنة من تأليف سعوديين: أن من بين (الأئمة المجتهدين في القرنين 13 و 14: حسن البنا وسيد قطب)، والثناء على سيد قطب: (وقد تميَّزت مدرسته الفكرية بالجديّة حينما اعتمد على القرآن والسنة، ويظهر ذلك جليًّا في كتبه الثلاثة: التصوير الفني في القرآن وفي ظلال القرآن ومشاهد القيامة في القرآن، وفي العدالة الاجتماعية في الإسلام.. الخ) مقرر الأدب العربي ثالث ثانوي فصل ثاني (ص:20 و50)، (1424هـ)، وهذا افتراء على الحقيقة والواقع، وعلى القرآن والسنة، وعلى العلم والعلماء.
7 – ولا تعجب إذا دعت الندوة العالمية للشباب الإسلامي اليوم عددًا من قادة الإفساد في الأرض على المنهج الإخواني المبتدع، ونشرت في معرضها للكتاب بضعة عشر كتابًا من كتب الحزب المتضمنة تعاليمه والدفاع عنه بعد زمن قصير من تصريح سمو وزير الداخلية وشهادته بأن هذا الحزب سبب الفتن. وبعد أن أعلن ابن باز رحمه الله بأن هذه الفرقة واحدة من (72) فرقة [على غير ما كان عليه النبي وأصحابه] وقال بمثل ذلك الفوزان حفظه الله (وهما خير من في هذه الأمة في الجمع بين العلم والعمل ونشر السنة ومحاربة البدع والمبتدعة).
8 – ولا تعجب إذا أُبعِد كتاب محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في الاعتقاد وهو العالم المجدد الذي أنقذ الله به الأمة من الضلال وجيء عوضًا عنه بكتاب لمحمد قطب الجاهل بشرع الله، الذي أفسد في الأرض بنشر كتب أخيه سيد قطب.
9 – ولا تعجب إذا اختار طلاب العلم الشرعي: محمد قطب مشرفًا عليهم في مرحلة الدكتوراة (وعلى رأسهم سفر الحوالي هداه الله) ولم يجدوا بل ولم يبغوا عنه حولاً ولا بديلاً بين علماء التوحيد والسنة، فلربما وسوس لتلميذه النجيب بالكلام في الإرجاء لارتباطه عنده بتكفير الحكام.
10 – ولا تعجب إذا قال مثل هذا الأستاذ أو المريد: لم يبق عندنا من الحكم بما أنزل الله إلا الأحوال الشخصية، أو رؤية الهلال، أو قراءة سورة السجدة فجر الجمعة، أو الوضوء والغسل أو الحيض والنفاس؛ لأن الحزبي المستورد أو المسخ المتأثر به من ناشئتنا لا يجعلون أكبر همهم أول مهمات الدين التي تميزت بها بلادنا ودولتنا: الاعتقاد، ولا ثانيها: العبادات، بل يَنْشغِلون عنها ويُشْغِلون عنها بثالثها: المعاملات بل بجزء منها.
ط) وهذه الدولة المباركة في القرون الثلاثة الأخيرة ثابتة بفضل الله على منهاج النبوة والصحبة والاتّباع في الدين والدعوة إليه؛ في كل أبواب الاعتقاد وفي كل أبواب العبادات وهي الأهم في الدين والدعوة لا تتغير فيها الفتوى ولا تصلح فيها دعوى المصالح المرسلة ولا الاستحسان ولا الاجتهاد (بتغيُّر الزمان والحال والمكان) لأن أحكامها توقيفية بنصوص الوحي وفِقْه الأئمة الأُوَل فيها.
وهي وحدها الحاكمة بشرع الله في جل أبواب المعاملات إلى درجة أن أحد مفكري الفقهاء رأى أن إضافة وصف (الشرعية) إلى محاكم المملكة المباركة (تحصيل حاصل) لأنَّها كلها شرعية وإنما نُقِلَ الوصف من بلاد تجمع بين المحاكم الشرعية والقانونية، ولكن الله ميز دولة تجديد الدين والدعوة بما يلي:
1 – مَنْع المحاكم القانوية من مزاحمة المحاكم الشرعية.
2 – مَنْع بناء المساجد على القبور وما يوصل إليه من تعظيم أوثان الأضرحة والمزارات.
3 – مَنْع فرق الدعوة على مناهج بشرية غير معصومة كالإخوان والتحرير والتبليغ أن تفسد في الأرض المباركة بإفساد الدّين.
4 – مَنْع إقامة الموالد وزوايا التصوف والأعياد الدينية المبتدعة.
5 – الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضمن مؤسسة مستقلة في إدارة الدّولة المباركة كأيّ وزارة أخرى.
6 – الدعوة إلى الله على منهاج النبوة في الداخل والخارج بتأسيس الجامعات والمعاهد، ومدارس تحفيظ القرآن بفهم وتدبُّر، وطبع الكتب والمراجع الفقهية (لا الفكرية)، وتوزيع أشرطة الفقه في الدين، وتوظيف الدعاة في مشارق الأرض ومغاربها على منهاج النبوة لا منهاج الابتداع.
ي) ولكن الحزبية الدينية المبتدعة ـ وقد حذر الله تعالى منها فقال: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} [الأنعام: 159] ـ مسخت فطرة بعض شبابنا وكهولنا فسلبت منهم الشرع والعقل في بعض أحكامهم وتصرفاتهم:
1 – كَهْلٌ منهم عمل في القضاء (1 سنة كما فهمت منه (و30 سنة كما فهمت من غيره) نقل لي من أثق به ادعاءه أن المملكة لا تحكم بالشريعة [فبم كان يحكم طيلة هذه السنين حتى عُوْقب بالإحالة إلى التقاعد لا الفصل؟]
2 – واثنان من الشباب الممسوخ عُيِّنا في القضاء، ثم زيَّن لهما الفكر الحزبي الخروج على الشريعة وأهلها، ثم وُجدا بين القتلى في التفجيرات المشئومة.
3 – وأحد تلاميذ محمد قطب النجباء يقول في شرح الطحاوية في مسجد بجدة ائتمنته دولة التوحيد على التدريس فيه: (فشوقنا كبير أن تكون أفغانستان النواة واللبنة الأولى للدولة الإسلامية)، ويقول فيه: (سيد قطب رحمه الله ما كتب أحد أكثر مما كتب في هذا العصر في بيان حقيقة لا إله إلا الله) فكر الإرهاب
(ص:211)، د. عبد السلام السحيمي، وتَذَكَّرْ إشارة الأمير خالد الفيصل إلى المنهج التعليمي المعلن والمنهج الخفي، فما كتبه سيد عن لا إله إلا الله يصادم ما كتبه شارح الطحاوية رحمه الله. وكل ما كتب سيد تجاوز الله عنه يدل (على جهله بحقيقة لا إله إلا الله) من بقي على الفطرة.
4 – وواعظ بالقصص والشعر وزخرف القول يمجِّد خروج النساء في المظاهرات (فضلاً عن الرجال) وقد قال الله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب: 33] ويمجِّد دعاة الحزبية والفكر والثورة: (المودودي) و(كتب سيد ومحمد قطب والندوي والراشد) المرجع السابق (ص: 217 و21.
5 – وآخر يُفْهَمُ من موقعه على الإنترنت ومؤسسته ومجلته أنه يبشِّر (أو ينفر) بفهم للإسلام اليوم لا يلتزم بفهم سلف الفقهاء من الصحابة والتابعين وتابعيهم في القرون المفضلة {سبيل المؤمنين} [النساء: 115]، بل بفهم سيد قطب وابتداعه فقه الموقف وفقه الواقع والحركة والمرحلة؛ ينهى عما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم من صرف الخطبة يوم الجمعة لما (تحت الأرض فيما يتعلق بأحوال الآخرة والقبر والموت أو ما فوق السماء فيما يتعلق بأمور الجنة والنار والبعث والحساب وغيرها) ويريد منه أن يكون (الكلام متعلقًا بالواقع والأحداث التي تحرك قلوبنا جميعًا) مما ابتدعه الحزبيون والحركيون في القرن الماضي. وحكم بالردة على المجاهر بالمعصية. وأنكر وجود (مرجعية علمية صحيحة وموثوقة للمسلمين). وغازل الثورة الشعبية فيما فهمت وغيري من قوله: (نحن في عصر صار للجماهير تأثير كبير، فأسقطوا زعماء وهزوا عروش! وحطموا أسوارًا وحواجز) فكر الإرهاب والعنف أسبابه وعلاجه (ص:213 – 216) السحيمي.
6 – قال الشيخ د. بكر أبو زيد رحمه الله في خير كتبه (حكم الانتماء إلى الفرق والجماعات والأحزاب الإسلامية) بأن وجود كلّ الفرق والجماعات والأحزاب (انشقاق على المسلمين وتفريق لجماعتهم وانخزال عن كل الإسلام على منهاج النبوة) (ص:46)، نعوذ بالله من الحور بعد الكور.
كتبه/ سعد الحصيّن 1429هـ
المصدر
تعليق