طيب، شيخ-حفظك الله-، سائل يسأل-حفظك الله-: كثير ممن يتكلم في العلماء في هذا العصر، فما نصيحتكم يا شيخ؟، نحن نرجع إلى بلداننا ونجد من يتكلم في العلماء مثل الشيخ عبيد وغير الشيخ عبيد-حفظهم الله-، وما نصيحتكم في ذلك يا شيخ-حفظك الله-؟.
الجواب: هذه المسألة نحن تكلمنا في لقاء مضى أو في كلمة لنا للإخوة في بريطانيا أيضًا؟!، حول مكانة العلماء في الشرع، نحن لا ندَّعي للعلماء-علماء أهل السنة-العصمة كأفراد، هم معصومون كإجماع، إجماع أهل السنة معصوم، لكن نتكلم كأفراد أهل العلم، فأهل العلم أفرادهم ليسوا معصومين، ولا يعني ذلك أن نقدِّسهم، وبالمقابل لا يعني ذلك أن نطَّرحهم
(وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ...)(الشعراء/182)، (...وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ...)(الأنعام/152)، هذا هو الواجب لا بد من العدل في الأقوال والأفعال.
قال الإمام ابن القيم-رحمه الله-: (...يجب العدل مع العدو قبل الصديق، ومع البعيد قبل القريب...).
كونه عدوي لا يعني أنِّي أظلمه، كيف وهو قريب؟، وعلى السنة؟، وعالم من علماء السنة؟، انتبه!! بعضهم يريد هذه الكلمات ليجيرها لعلماء السوء، لأ، هذا الكلام الذي نقوله لا يحتمله إلا أهل السنة وعلماء السنة فقط لا غير، لحوم العلماء مسمومة وعادت الله في منتهكيها معلومة كما قال ابن عساكر-رحمه الله-، فلا يجوز.
نقول: اتقوا الله في أنفسكم واعلموا قدر العلم وأهله.
انتبه!، إذا أردت أن تعرف فضل العالم أو العلماء لا بد أن تعرف فضل العلم، لأن هذا العلم يحمله العلماء، فإذا أردت أن تعرف فضلهم اعرف فضل العلم.
قال الله-جل في علاه-: (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) (العنكبوت/43).
قال عمرو بن مرَّة-رحمه الله-: (...كل آية تمر في كتاب الله لا أفهم معناها يحزنني ذلك، لأنني سمعت الله-تعالى-يقول: وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ).
ويقول الله-جلَّ في عُلَاه-: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ)(المائدة/4).
قال الإمام ابن القيم-رحمه الله-: (...لو لم يكن في فضل العلم وشرفه إلَّا أن الله أباح صيد الكلب الْمُعلَّم على الكلب الجاهل لكفى به شرفًا...)، صيد الكلب الْمُعَلَّم والكلب الجاهل هذا يباح وهذا ممنوع، فهذا يدلك على فضل العلم وشرف أهله.
كيف وأنت تتناول حملة العلم وحملة السنة بالسلب والكلام والطعن والنيل والتنقص؟.
هل أنت من أهـل الكلام أصــلًا؟.
هل عرفت فضل العلم وأهل العلـم؟.
وتستطيع أن تميِّز بين الغث والسمين؟.
والصـــالح من الطــــالح؟.
والحـــق من الباطـــل؟.
فلا يُهْلِك الإنسان نفسه بكلمة طائشة، وكما هو معروف عند العرب: (رب كلمة قالت لصاحبها دعني).
وعلى كل حال: الكلام سواءً في الشيخ عبيد أو الشيخ ربيع أو الشيخ أحمد النجمي أو غيرهم من علماء أهل السنة أو غيرهم من العلماء-لا ندَّعي أنهم معصومين كما قلنا-، ولكنّ لا نقدِّسهم ولا ننزلهم غير منزلتهم التي أنزلهم الله إيَّاها وأنهم من العلماء.
نقول: هذا الكلام سقوطه يغني عن إسقاطه، هو ساقط ما يحتاج أن نسقطه، وذكره يغني عن ردِّه وكفى، وهذا المتكلم قد آذى نفسه وسيعض أصابع الندم فيما بعد إن لم يتب.
لسماع المادة الصوتية:
(وجوب احترام علماء أهل السنة)قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد
الثلاثاء الموافق: 16/ صفر/ 1433 للهجرة النبوية الشريفة