الزور والبهتان في كلام الشِّيعة على القرآن
بقلم :
الشَّيخ الفاضل عز الدين رمضاني حفظه الله
رئيس التَّحرير لمجلة الإصلاح السَّلفية الجزائرية
بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم :
الشَّيخ الفاضل عز الدين رمضاني حفظه الله
رئيس التَّحرير لمجلة الإصلاح السَّلفية الجزائرية
بسم الله الرحمن الرحيم
من المسلَّمات الَّتي ورثتها أجيال المسلمين ، صاغر عن كابر ولاحق عن سابق أنَّ القرآن كلام الله ، سوره وآياته وكلماته ، أنزله على عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ، أسمعه جبريل عليه السلام ، وأسمعه جبريل محمَّدًا صلى الله عليه وسلم ، وأسمعه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أمَّته ، وليس لجبريل عليه السلام ولا لمحمَّد صلى الله عليه وسلم إلاَّ التَّبليغ والأداء .
وهو المكتوب في اللَّوح المحفوظ ، وهو الَّذي في المصاحف ، يتلوه التَّالون بألسنتهم ويقرؤه المقرئون بأصواتهم ويسمعه السَّامعون بآذانهم ، وهو الَّذي في صدور الحفَّاظ بحروفه ومعانيه ، تكلَّم الله به على الحقيقة ، منه بدأ وإليه يعود ، وهو قرآن واحد منـزَّل غير مخلوق ، فمن سمعه فزعم أنَّه مخلوق فقد كفر .
وقد حفظ الله كتابه من أيدي العابثين وألسنة الأفَّاكين ، فلا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، قال تعالى : " إنَّا نَحنُ نَزَّلْنَا الذِكْرَ وَإنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ " [ سورة الحجر ] ، وقال : " وَإنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لاَ يَأْتِيهِ البَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مّنْ حَكِيمٍ حَميدٍ * " [ سورة فصلت ]
وإذا تكفَّل الله بحفظ كتابه وصيانته فلا يمكن أن تطاله أيدي التَّحريف والتَّصحيف لتزيد فيه أو تنقص ولو حرفًا واحدًا ، فهو محفوظ أبد الآبدين ، كما أنَّ دين الله باق إلى قيام السَّاعة ، فاقتضى ذلك حفظ وحيه ، قرآنًا وسنَّةً ، لتقوم الحجَّة على النَّاس إلى آخر هذه الأمَّة .
ولم يزل أهل السُّنَّة والجماعة منذ العصر الأوَّل حماة لهذا القرآن ، دعاة للخلق بهداه ، عداة لمن عاداه ، وعندهم أنَّ من زعم تحريف القرآن أو الزِّيادة أو النُّقصان أنَّه كافر ، لأنَّه مكذَّبٌ لله سبحانه وتعالى ، حتَّى جاءت الشِّيعة بفرقها وطوائفها وغلاتها ومعتدليها ، ففرَّقت كلمة المسلمين ، وشقَّت عصا طاعة جماعتهم ، وخالفت معتقدهم ، فأنشأت القول بتحريف القرآن ، وأنَّه غيِّر وبدِّل ، وكذلك السُّنَّة النَّبويَّة ، لأنَّها منقولة بطريق المغيِّرين والمبدِّلين والمرتدِّين ، وجعلت من أسس المذهب الشِّيعي - وهو عند الإماميَّة الاثنى عشريَّة كذلك ، القول بوقوع التَّحريف في القرآن .
وقد سطَّر هذه الحقيقة الثَّابتة عندهم مفسِّرهم الكبير هشام البحراني في مقدِّمة تفسيره حيث قال : " وعندي في وضوح صحَّة هذا القول - بتحريف القرآن وتغييره - بعد تتبُّع الأخبار وتفحُّص الآثار ، بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريَّات مذهب التَّشيع ، وإنَّه من أكبر مقاصد غصب الخلافة فتدبَّر " (1) .
وبذلك قال المحدِّث الشِّيعي نعمة الله الجزائري (2) رادًّا على من قال بعدم التَّحريف في القرآن : " إنَّ تسليم تواتره عن الوحي الإلهي ، وكون الكلِّ قد نزل به الرُّوح الأمين يفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة ، بل المتواتر الدَّالَّة بصريحها على وقوع التَّحريف في القرآن كلامًا ومادَّةً وإعرابًا ، مع أنَّ أصحابنا قد أطبقوا على صحَّتها والتَّصديق بها " (3) .
وقال علي أصغر البُرُوجِردي - هو من أعيان الشِّيعة في القرن الثَّالث عشر في كتابه : " عقائد الشِّيعة " فارسي (ص27 - ط. إيران ) : " وواجب علينا أن نعتقد أنَّ القرآن الأصلي لم يتَّغير ولم يبدَّل وهو موجود عند إمام العصر ( الغائب ) - عجَّل الله فرجه لا عند غيره - ، وإنَّ المنافقين (4) قد غيَّروا وبدَّلوا القرآن الموجود عندهم " .
وأقوال أعلام الشِّيعة وتصريحاتهم من فقهاء ومحدِّثين ومفسِّرين كلُّها تجمع على أنَّ تحريف الصَّحابة للقرآن عقيدة مسلَّمة عندهم ، متواترة منقولة من سلفهم غير الصَّالح إلى خلفهم في جميع الأعصار ، إلاَّ من تظافر بعدم القول بالتَّحريف تقيَّةً وتهرُّبًا من حجج المعترضين وسدًّا لباب الطَّعن عليهم ، وهم أقلُّ القليل لا يزيد عددهم على الأربعة ، ولا خامس لهم من بين المتقدِّمين كما صرَّح بذلك محدِّثهم النُّوري الطَّبرسي في كتاب " فصل الخطاب " (33،34) وقد ذكرهم بأسمائهم .
وقد نصَّ كثيرون من علماء الشِّيعة أنَّ من أنكر عدم تحريف القرآن من أعيان الشِّيعة لا ينكر إلاَّ تقيَّةً ، أقرَّ بذلك أحمد سلطان - أحد أعيان القوم في الهند - إذ قال : " إنَّ علماء الشِّيعة الَّذين أنكروا التَّحريف في القرآن لا يحمل إنكارهم إلاَّ التَّقيَّة " (5) .
وقد نزل هذا الكتاب إلى الأسواق والمكتبات في إيران وتناقله أيدي العامَّة والخاصَّة ، وغزَا الدُّور والمجالس العلميَّة في قُم وشيراز وأصفهان وكربلاء والنَّجف حيث علماء الشِّيعة وحجج الإسلام الكبرى والصُّغرى ! وآيات الله العظمى ! وأنصار أهل البيت - زعموا - ، ولم يحرِّك جمعُهم ساكنًا ، ولم ينتصر أحد منهم لدين ربِّ الأرباب ، بل فرحوا واستبشروا بظهور الكتاب واعترفوا لصاحبه بالفضل والعرفان ، وأكرموه وبجَّلوه وصنَّفوه في زمرة " آيات الله " واعترفوا بجميله في الحياة وبعد الممات ودفنوه في العتبات المقدَّسة - كما يسمُّونها - بالنَّجف ، وخلدوا اسمه بترجمة حافلة في كتاب " شرح حال رجال إيران في القرن 13،12 ،14 "
ومع أنَّ هذا الكتاب لـمَّا ظهر في إيران سنة (1298 هـ ) قامت حوله ضجَّة ، لأنَّهم كانوا يريدون أن يبقى التَّشكيك في صحَّة القرآن محصورًا بين خاصَّتهم ، ومتفرِّقًا في مئات الكتب المعتبرة عندهم ، وأن لا يجمع ذلك كلُّه في كتاب واحد يطَّلع عليه خصومهم فيكون حجَّة عليهم ، ولـمَّا أبدى بعض عقلائهم هذه الملاحظات ، خالفهم فيها مؤلِّفه وأصرَّ في المضيِّ على نهج السَّابق ، وألَّف كتابًا آخر سمَّاه " ردُّ بعض الشُّبهات عن فصل الخطاب " وقد كتب هذا الدِّفاع في أواخر حياته قبل موته بنحو سنتين (7)
..............
الحواشي :
(1) : " البرهان في تفسير القرآن " مقدِّمة الفصل الرَّابع (94) ط/ إيران .
(2) : نسبةً إلى جزائر العراق.
(3) : " الأنوار النُّعمانيَّة " (2/573) .
(4) : يقصد الصَّحابة رضي الله عنهم ، عليه من الله ما يستحقُّ .
(5) : تصحيف كاتبين (1 ط/ الهند.
(6) : هو الحاج ميرزا حسين بن محمَّد تقي النُّوري الطَّبرسي ، أحد كبار علماء النَّجف ، ألفَّ كتابه هذا سنة (1292 هـ ) عند القبر المنسوب إلى عليٍّ رضي الله عنه في النَّجف ، جمع فيه مئات النُّصوص عن علماء الشِّيعة ومجتهديهم في مختلف العصور بأنَّ القرآن قد زيد فيه ونقص منه .
(7) : " الخطوط العريضة " لمحبِّ الدِّين الخطيب (12) يتصرّف يسير ، وانظر لمزيد بيان حول هذا الكتاب : " الشِّيعة والقرآن " لإحسان إلهي ظهير ، وكتاب " فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب ربِّ الأرباب ، عرض ونقد " تأليف محمَّد حبيب .
( : انظر " أصول الكافي " للكليني (1/417) .
(9) : انظر تفسير القمِّي (1/110) ، ولمزيد من أمثلة التَّحريف في تأويل القرآن يُنظر ابن عوض الجارحي (238،244) .
(10) : " أصول الكافي " للكليني (1/22 .
(11) : " أحوال الرِّجال " للجوزجاني (3 .
(12) : " أمالي الصِّدوق " (40) ، " وسائل الشِّيعة " للحرِّ العاملي (18/138،149) ، " تفسير فرات الكوفي " (91) ، نقلاً من " منهج الشِّيعة الاثني عشريَّة في تفسير القرآن " (234) .
(13) : انظر " علل الشَّرائع " للقمِّي (192) ، " رجال الكشِّي "(42) ، " المحاسن " للبرقي (26 .
(14) : " أصول الكافي " للكليني (1/61) ، (2/25) .
(15) : المصدر السَّابق .
(16) : " الفروع من الكافي " للكليني (5/516) .
(17) : " الاعتقادات لابن بابويه القمِّي " (103) و " الأنوار الوضيَّة في العقائد الرِّضويَّة " لحسين البحراني (2
(1 : انظرها مفصلَّة في كتاب " الشِّيعة والقرآن " لإحسان إلهي ظهير .
(19) : نقلت عمدًا هذه المراجع كلِّها من كتاب : " علماء الشِّيعة يقولون " وهي من إعداد مركز إحياء تراث آل البيت : لأنَّ فيها تصويرًا لوثائقهم من كتبهم الأصليَّة .
وهو المكتوب في اللَّوح المحفوظ ، وهو الَّذي في المصاحف ، يتلوه التَّالون بألسنتهم ويقرؤه المقرئون بأصواتهم ويسمعه السَّامعون بآذانهم ، وهو الَّذي في صدور الحفَّاظ بحروفه ومعانيه ، تكلَّم الله به على الحقيقة ، منه بدأ وإليه يعود ، وهو قرآن واحد منـزَّل غير مخلوق ، فمن سمعه فزعم أنَّه مخلوق فقد كفر .
وقد حفظ الله كتابه من أيدي العابثين وألسنة الأفَّاكين ، فلا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، قال تعالى : " إنَّا نَحنُ نَزَّلْنَا الذِكْرَ وَإنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ " [ سورة الحجر ] ، وقال : " وَإنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لاَ يَأْتِيهِ البَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مّنْ حَكِيمٍ حَميدٍ * " [ سورة فصلت ]
وإذا تكفَّل الله بحفظ كتابه وصيانته فلا يمكن أن تطاله أيدي التَّحريف والتَّصحيف لتزيد فيه أو تنقص ولو حرفًا واحدًا ، فهو محفوظ أبد الآبدين ، كما أنَّ دين الله باق إلى قيام السَّاعة ، فاقتضى ذلك حفظ وحيه ، قرآنًا وسنَّةً ، لتقوم الحجَّة على النَّاس إلى آخر هذه الأمَّة .
ولم يزل أهل السُّنَّة والجماعة منذ العصر الأوَّل حماة لهذا القرآن ، دعاة للخلق بهداه ، عداة لمن عاداه ، وعندهم أنَّ من زعم تحريف القرآن أو الزِّيادة أو النُّقصان أنَّه كافر ، لأنَّه مكذَّبٌ لله سبحانه وتعالى ، حتَّى جاءت الشِّيعة بفرقها وطوائفها وغلاتها ومعتدليها ، ففرَّقت كلمة المسلمين ، وشقَّت عصا طاعة جماعتهم ، وخالفت معتقدهم ، فأنشأت القول بتحريف القرآن ، وأنَّه غيِّر وبدِّل ، وكذلك السُّنَّة النَّبويَّة ، لأنَّها منقولة بطريق المغيِّرين والمبدِّلين والمرتدِّين ، وجعلت من أسس المذهب الشِّيعي - وهو عند الإماميَّة الاثنى عشريَّة كذلك ، القول بوقوع التَّحريف في القرآن .
وقد سطَّر هذه الحقيقة الثَّابتة عندهم مفسِّرهم الكبير هشام البحراني في مقدِّمة تفسيره حيث قال : " وعندي في وضوح صحَّة هذا القول - بتحريف القرآن وتغييره - بعد تتبُّع الأخبار وتفحُّص الآثار ، بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريَّات مذهب التَّشيع ، وإنَّه من أكبر مقاصد غصب الخلافة فتدبَّر " (1) .
وبذلك قال المحدِّث الشِّيعي نعمة الله الجزائري (2) رادًّا على من قال بعدم التَّحريف في القرآن : " إنَّ تسليم تواتره عن الوحي الإلهي ، وكون الكلِّ قد نزل به الرُّوح الأمين يفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة ، بل المتواتر الدَّالَّة بصريحها على وقوع التَّحريف في القرآن كلامًا ومادَّةً وإعرابًا ، مع أنَّ أصحابنا قد أطبقوا على صحَّتها والتَّصديق بها " (3) .
وقال علي أصغر البُرُوجِردي - هو من أعيان الشِّيعة في القرن الثَّالث عشر في كتابه : " عقائد الشِّيعة " فارسي (ص27 - ط. إيران ) : " وواجب علينا أن نعتقد أنَّ القرآن الأصلي لم يتَّغير ولم يبدَّل وهو موجود عند إمام العصر ( الغائب ) - عجَّل الله فرجه لا عند غيره - ، وإنَّ المنافقين (4) قد غيَّروا وبدَّلوا القرآن الموجود عندهم " .
وأقوال أعلام الشِّيعة وتصريحاتهم من فقهاء ومحدِّثين ومفسِّرين كلُّها تجمع على أنَّ تحريف الصَّحابة للقرآن عقيدة مسلَّمة عندهم ، متواترة منقولة من سلفهم غير الصَّالح إلى خلفهم في جميع الأعصار ، إلاَّ من تظافر بعدم القول بالتَّحريف تقيَّةً وتهرُّبًا من حجج المعترضين وسدًّا لباب الطَّعن عليهم ، وهم أقلُّ القليل لا يزيد عددهم على الأربعة ، ولا خامس لهم من بين المتقدِّمين كما صرَّح بذلك محدِّثهم النُّوري الطَّبرسي في كتاب " فصل الخطاب " (33،34) وقد ذكرهم بأسمائهم .
وقد نصَّ كثيرون من علماء الشِّيعة أنَّ من أنكر عدم تحريف القرآن من أعيان الشِّيعة لا ينكر إلاَّ تقيَّةً ، أقرَّ بذلك أحمد سلطان - أحد أعيان القوم في الهند - إذ قال : " إنَّ علماء الشِّيعة الَّذين أنكروا التَّحريف في القرآن لا يحمل إنكارهم إلاَّ التَّقيَّة " (5) .
كتاب " فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب ربِّ الأرباب " :
هذا كتاب كما يدلُّ عليه عنوانه اجتهد فيه مؤلِّفه (6) ما وسعه جهده بأسلوب كلُّه تضليل وتزييف ليثبت - على زعمه - أنَّ كتاب الله عزَّوجلَّ - قد أصابه ما أصاب أهل الكتاب من التَّزوير والتَّزييف والنَّقص والزِّيادة والتَّحريفوقد نزل هذا الكتاب إلى الأسواق والمكتبات في إيران وتناقله أيدي العامَّة والخاصَّة ، وغزَا الدُّور والمجالس العلميَّة في قُم وشيراز وأصفهان وكربلاء والنَّجف حيث علماء الشِّيعة وحجج الإسلام الكبرى والصُّغرى ! وآيات الله العظمى ! وأنصار أهل البيت - زعموا - ، ولم يحرِّك جمعُهم ساكنًا ، ولم ينتصر أحد منهم لدين ربِّ الأرباب ، بل فرحوا واستبشروا بظهور الكتاب واعترفوا لصاحبه بالفضل والعرفان ، وأكرموه وبجَّلوه وصنَّفوه في زمرة " آيات الله " واعترفوا بجميله في الحياة وبعد الممات ودفنوه في العتبات المقدَّسة - كما يسمُّونها - بالنَّجف ، وخلدوا اسمه بترجمة حافلة في كتاب " شرح حال رجال إيران في القرن 13،12 ،14 "
ومع أنَّ هذا الكتاب لـمَّا ظهر في إيران سنة (1298 هـ ) قامت حوله ضجَّة ، لأنَّهم كانوا يريدون أن يبقى التَّشكيك في صحَّة القرآن محصورًا بين خاصَّتهم ، ومتفرِّقًا في مئات الكتب المعتبرة عندهم ، وأن لا يجمع ذلك كلُّه في كتاب واحد يطَّلع عليه خصومهم فيكون حجَّة عليهم ، ولـمَّا أبدى بعض عقلائهم هذه الملاحظات ، خالفهم فيها مؤلِّفه وأصرَّ في المضيِّ على نهج السَّابق ، وألَّف كتابًا آخر سمَّاه " ردُّ بعض الشُّبهات عن فصل الخطاب " وقد كتب هذا الدِّفاع في أواخر حياته قبل موته بنحو سنتين (7)
مقولات الشِّيعة المخزية في القرآن :
في هذا العنوان إشارات ولمحات من مخازٍ وفضائح بيِّنات تكشف ما عند القوم من سوء الاعتقاد وسَقَط القول وفساد العمل اتِّجاه كتاب ربِّ البريَّات ، منقولة من مصادرهم ومراجعهم المطبوعة الَّتي بين أيدي النَّاس اليوم ، وأمَّا المخبوءة فالله أعلم بمضمونه ومكنونه ، فمن ذلك :
قولهم : إنَّ في القرآن نقصًا من سور وآيات ، وكلُّ ما ورد فيه في فضل علي رضي الله عنه وأئمَّة آل البيت فهو مبتور ، وعندهم سورة تسمَّى سورة " الولاية " مذكور فيها ولاية علي ، صرَّح بذلك عالمهم النَّجفي النُّوري الطَّبرسي في كتاب " فصل الخطاب " (1 وأخرى تسمَّى سورة " النُّورين "
كما قاموا بإقحام كلمة " في علي " بعد آية فيها لفظ " أنزل الله " أو " أنزل إليك من ربِّك " وأشباه ذلك من الآيات (
وجاء تحريف الإماميَّة لآيات من كتاب الله في تفاسيرهم المعتمدة ، من ذلك ما جاء في قوله تعالى : " كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ للِنَّاسِ "[ آل عمران :110 ] ، حيث زعموا أنَّها نزلت : " كنتم خير أئمة أخرجت للنَّاس " (9) .
قولهم : إنَّ القرآن لم يجمعه إلاَّ الأئمَّة - أي : أئمَّة الشِّيعة الاثني عشر - وإنَّهم يعلمون علمه كلَّه (10)
وأصل هذه المقالة ترجع لابن سبأ القائل بـ : " أنَّ القرآن جزء من تسعة أجزاء وعلمه عند عليٍّ (11) ، وقد استفاض ذكر هذه المقالة في كتب الإماميَّة ، وزعموا أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إنَّ الله أَنْزَلَ عَلَيَّ القُرآنَ وَهُوَ الَّذي مَنْ خَالَفَهُ ضَلَّ ، وَمَنْ يَبْتَغِي عِلْمَهُ عِنْدَ غَيْرَ عليٍّ هَلَكَ " (12) .
قولهم : إنَّ القرآن لا يكون حجَّة إلاَّ يقيِّم ، كما في " أصول الكافي " (1/18 ، وتنشر هذه المقالة في كتب الإماميَّة المعتمدة (13) ، وهم يعنون بذلك أنَّ النَّص القرآنـيَّ لا يمكن أن يحتجَّ به إلاَّ بالرُّجوع لقول الإمام .
وهذا يعني أنَّ الحجَّة في قول الإمام لا في القرآن ، ولهذا أطلقوا على القرآن في المصحف : القرآن الصَّامت وسمَّوا الإمام : القرآن النَّاطق ، وينسب الإماميَّة هذا القول إلى عليٍّ رضي الله عنه (14) .
قولهم : إنَّ هنالك مصحفًا اسمه مصحف فاطمة ، وأنَّ فيه مثل قرآننا هذا ثلاث مرَّات (15) .
قولهم : إنَّ في القرآن آيات سخيفة ، صرَّح بذلك أكبر علمائهم : النُّوري الطَّبرسي كما في كتابه :" فصل الخطاب " وعندهم أنَّ سورة يوسف من يقول بتحريف القرآن - الثقل الأكبر - لأنَّه مجتهد ، وأمَّا الَّذي ينكر ولاية عليّ - الثقل الأصغر - فإنَّه كافر لا شكَّ في كفره (17) .
ومقولاتهم المعبِّرة عن معتقدهم السَّيِّء في القرآن لا تكاد تحصى ، ويكفي أنَّ عندهم ما يزيد عن ألف حديث وضعوها في زعمهم وقوع التَّحريف في القرآن (1
بعض من مصادر الشِّيعة ( الروافض ) المتضمِّنة للقول بتحريف القرآن وإهانتهم له (19)
- فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب ربِّ الأرباب : لحسين بن محمَّد بن النُّوري الطَّبرسي ، وهو من أجمع كتب القوم في إثبات عقيدتهم الضَّالَّة من خلال الأخبار والآثار المتواترة عن علماء الشَّيعة
- الأصول من الكافي : للكليني ، وهذا عند الشِّيعة بمثابة صحيح البخاري عند أهل السُّنَّة .
- مشارق الشُّموس الدُّريَّة في أحقِّيَّة مذهب الأخباريَّة ، للسَّيِّد عدنان البحراني ( منشورات المكتبة العدنانيَّة . ط / البحرين )
- آراء حول القرآن : الفاني الأصفهاني ( دار الهادي بيروت ط. الأولى 1411 هـ )
- الدُّرر النَّجفيَّة: يوسف البحراني ( نشر مؤسَّسة آل البيت لإحياء التُّراث )
- مرآة العقول للمجلسي ( دار الكتب الإسلاميَّة .ط الثَّانية 1404 هـ )
- مفاتيح الجنان : لعبَّاس القمِّي ( دار ومكتبة الرَّسول الأكرم - بيروت ط. الأولى 1418 هـ )
- تفسير الصَّافي : محمَّد الفيض الكاشاني ( دار الكتب الإسلامية . طهران ط.1419 هـ )
- إلزام النَّاصب في إثبات الحجَّة الغائب : على الحائري ( الأعلمي للمطبوعات - بيروت ط4 . 1397 هـ )
- نور البراهين : نعمة الله الجزائري ( مؤسَّسة النَّشر الإسلامي - جماعة المدرِّسين - إيران قم )
- التِّبيان في تفسير القرآن : أبو قاسم الخوئي ( مؤسَّسة النُّور للمطبوعات - بيروت . الثَّانية 1407 هـ )
- الأنوار الوضيَّة في العقائد الرَّضويَّة : حسين البحراني ( ط1/ 1406 هـ )
- القرآن في كلام الإمام الخميني ( ط/ مركز الإمام الخميني الثَّقافي - بيروت / لبنان )
ومصادر الشِّيعة النَّاقلة لهذا الباطل الَّذي لا يخفى على من له مسكة من عقل ، فضلاً عن دين ، كثير وكثيرة جدًّا ، فقاتل الله الرَّافضة ما قدروا الله حقَّ قدره ، ولا غاروا على كتابه ، فحفظوه وبجَّلوه وقرؤوه كما قرأه أهل ملَّة الإسلام.
في هذا العنوان إشارات ولمحات من مخازٍ وفضائح بيِّنات تكشف ما عند القوم من سوء الاعتقاد وسَقَط القول وفساد العمل اتِّجاه كتاب ربِّ البريَّات ، منقولة من مصادرهم ومراجعهم المطبوعة الَّتي بين أيدي النَّاس اليوم ، وأمَّا المخبوءة فالله أعلم بمضمونه ومكنونه ، فمن ذلك :
قولهم : إنَّ في القرآن نقصًا من سور وآيات ، وكلُّ ما ورد فيه في فضل علي رضي الله عنه وأئمَّة آل البيت فهو مبتور ، وعندهم سورة تسمَّى سورة " الولاية " مذكور فيها ولاية علي ، صرَّح بذلك عالمهم النَّجفي النُّوري الطَّبرسي في كتاب " فصل الخطاب " (1 وأخرى تسمَّى سورة " النُّورين "
كما قاموا بإقحام كلمة " في علي " بعد آية فيها لفظ " أنزل الله " أو " أنزل إليك من ربِّك " وأشباه ذلك من الآيات (
وجاء تحريف الإماميَّة لآيات من كتاب الله في تفاسيرهم المعتمدة ، من ذلك ما جاء في قوله تعالى : " كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ للِنَّاسِ "[ آل عمران :110 ] ، حيث زعموا أنَّها نزلت : " كنتم خير أئمة أخرجت للنَّاس " (9) .
قولهم : إنَّ القرآن لم يجمعه إلاَّ الأئمَّة - أي : أئمَّة الشِّيعة الاثني عشر - وإنَّهم يعلمون علمه كلَّه (10)
وأصل هذه المقالة ترجع لابن سبأ القائل بـ : " أنَّ القرآن جزء من تسعة أجزاء وعلمه عند عليٍّ (11) ، وقد استفاض ذكر هذه المقالة في كتب الإماميَّة ، وزعموا أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إنَّ الله أَنْزَلَ عَلَيَّ القُرآنَ وَهُوَ الَّذي مَنْ خَالَفَهُ ضَلَّ ، وَمَنْ يَبْتَغِي عِلْمَهُ عِنْدَ غَيْرَ عليٍّ هَلَكَ " (12) .
قولهم : إنَّ القرآن لا يكون حجَّة إلاَّ يقيِّم ، كما في " أصول الكافي " (1/18 ، وتنشر هذه المقالة في كتب الإماميَّة المعتمدة (13) ، وهم يعنون بذلك أنَّ النَّص القرآنـيَّ لا يمكن أن يحتجَّ به إلاَّ بالرُّجوع لقول الإمام .
وهذا يعني أنَّ الحجَّة في قول الإمام لا في القرآن ، ولهذا أطلقوا على القرآن في المصحف : القرآن الصَّامت وسمَّوا الإمام : القرآن النَّاطق ، وينسب الإماميَّة هذا القول إلى عليٍّ رضي الله عنه (14) .
قولهم : إنَّ هنالك مصحفًا اسمه مصحف فاطمة ، وأنَّ فيه مثل قرآننا هذا ثلاث مرَّات (15) .
قولهم : إنَّ في القرآن آيات سخيفة ، صرَّح بذلك أكبر علمائهم : النُّوري الطَّبرسي كما في كتابه :" فصل الخطاب " وعندهم أنَّ سورة يوسف من يقول بتحريف القرآن - الثقل الأكبر - لأنَّه مجتهد ، وأمَّا الَّذي ينكر ولاية عليّ - الثقل الأصغر - فإنَّه كافر لا شكَّ في كفره (17) .
ومقولاتهم المعبِّرة عن معتقدهم السَّيِّء في القرآن لا تكاد تحصى ، ويكفي أنَّ عندهم ما يزيد عن ألف حديث وضعوها في زعمهم وقوع التَّحريف في القرآن (1
بعض من مصادر الشِّيعة ( الروافض ) المتضمِّنة للقول بتحريف القرآن وإهانتهم له (19)
- فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب ربِّ الأرباب : لحسين بن محمَّد بن النُّوري الطَّبرسي ، وهو من أجمع كتب القوم في إثبات عقيدتهم الضَّالَّة من خلال الأخبار والآثار المتواترة عن علماء الشَّيعة
- الأصول من الكافي : للكليني ، وهذا عند الشِّيعة بمثابة صحيح البخاري عند أهل السُّنَّة .
- مشارق الشُّموس الدُّريَّة في أحقِّيَّة مذهب الأخباريَّة ، للسَّيِّد عدنان البحراني ( منشورات المكتبة العدنانيَّة . ط / البحرين )
- آراء حول القرآن : الفاني الأصفهاني ( دار الهادي بيروت ط. الأولى 1411 هـ )
- الدُّرر النَّجفيَّة: يوسف البحراني ( نشر مؤسَّسة آل البيت لإحياء التُّراث )
- مرآة العقول للمجلسي ( دار الكتب الإسلاميَّة .ط الثَّانية 1404 هـ )
- مفاتيح الجنان : لعبَّاس القمِّي ( دار ومكتبة الرَّسول الأكرم - بيروت ط. الأولى 1418 هـ )
- تفسير الصَّافي : محمَّد الفيض الكاشاني ( دار الكتب الإسلامية . طهران ط.1419 هـ )
- إلزام النَّاصب في إثبات الحجَّة الغائب : على الحائري ( الأعلمي للمطبوعات - بيروت ط4 . 1397 هـ )
- نور البراهين : نعمة الله الجزائري ( مؤسَّسة النَّشر الإسلامي - جماعة المدرِّسين - إيران قم )
- التِّبيان في تفسير القرآن : أبو قاسم الخوئي ( مؤسَّسة النُّور للمطبوعات - بيروت . الثَّانية 1407 هـ )
- الأنوار الوضيَّة في العقائد الرَّضويَّة : حسين البحراني ( ط1/ 1406 هـ )
- القرآن في كلام الإمام الخميني ( ط/ مركز الإمام الخميني الثَّقافي - بيروت / لبنان )
ومصادر الشِّيعة النَّاقلة لهذا الباطل الَّذي لا يخفى على من له مسكة من عقل ، فضلاً عن دين ، كثير وكثيرة جدًّا ، فقاتل الله الرَّافضة ما قدروا الله حقَّ قدره ، ولا غاروا على كتابه ، فحفظوه وبجَّلوه وقرؤوه كما قرأه أهل ملَّة الإسلام.
الحواشي :
(1) : " البرهان في تفسير القرآن " مقدِّمة الفصل الرَّابع (94) ط/ إيران .
(2) : نسبةً إلى جزائر العراق.
(3) : " الأنوار النُّعمانيَّة " (2/573) .
(4) : يقصد الصَّحابة رضي الله عنهم ، عليه من الله ما يستحقُّ .
(5) : تصحيف كاتبين (1 ط/ الهند.
(6) : هو الحاج ميرزا حسين بن محمَّد تقي النُّوري الطَّبرسي ، أحد كبار علماء النَّجف ، ألفَّ كتابه هذا سنة (1292 هـ ) عند القبر المنسوب إلى عليٍّ رضي الله عنه في النَّجف ، جمع فيه مئات النُّصوص عن علماء الشِّيعة ومجتهديهم في مختلف العصور بأنَّ القرآن قد زيد فيه ونقص منه .
(7) : " الخطوط العريضة " لمحبِّ الدِّين الخطيب (12) يتصرّف يسير ، وانظر لمزيد بيان حول هذا الكتاب : " الشِّيعة والقرآن " لإحسان إلهي ظهير ، وكتاب " فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب ربِّ الأرباب ، عرض ونقد " تأليف محمَّد حبيب .
( : انظر " أصول الكافي " للكليني (1/417) .
(9) : انظر تفسير القمِّي (1/110) ، ولمزيد من أمثلة التَّحريف في تأويل القرآن يُنظر ابن عوض الجارحي (238،244) .
(10) : " أصول الكافي " للكليني (1/22 .
(11) : " أحوال الرِّجال " للجوزجاني (3 .
(12) : " أمالي الصِّدوق " (40) ، " وسائل الشِّيعة " للحرِّ العاملي (18/138،149) ، " تفسير فرات الكوفي " (91) ، نقلاً من " منهج الشِّيعة الاثني عشريَّة في تفسير القرآن " (234) .
(13) : انظر " علل الشَّرائع " للقمِّي (192) ، " رجال الكشِّي "(42) ، " المحاسن " للبرقي (26 .
(14) : " أصول الكافي " للكليني (1/61) ، (2/25) .
(15) : المصدر السَّابق .
(16) : " الفروع من الكافي " للكليني (5/516) .
(17) : " الاعتقادات لابن بابويه القمِّي " (103) و " الأنوار الوضيَّة في العقائد الرِّضويَّة " لحسين البحراني (2
(1 : انظرها مفصلَّة في كتاب " الشِّيعة والقرآن " لإحسان إلهي ظهير .
(19) : نقلت عمدًا هذه المراجع كلِّها من كتاب : " علماء الشِّيعة يقولون " وهي من إعداد مركز إحياء تراث آل البيت : لأنَّ فيها تصويرًا لوثائقهم من كتبهم الأصليَّة .
نقله في مجالس مختلفة كان آخرها :
بعد المغرب ليوم الجمعة 14 محرم 1433 هـ
سفيان ابن عبد الله الجزائري - غفر الله له
بعد المغرب ليوم الجمعة 14 محرم 1433 هـ
سفيان ابن عبد الله الجزائري - غفر الله له
المصدر : العدد السَّادس والعشرون (26) لمجلة الإصلاح السَّلفية الجزائرية
- صانها الله من كل سوء -
- صانها الله من كل سوء -