بعد هذا الحديث (
منهج أهل السنة والجماعة في الدعوة إلى الله
لفضيلة الدكتور الشيخ العلامة:
محمد أمان بن علي الجامي -رحمه الله تعالى- )
معكم أجيب على بعض ما تيسر من الأسئلة
الجواب: المنهج كما سمعتَ الطريق، إذا قيل منهج أهل السنة في العقيدة أي طريقهم أو طريقتهم في العقيدة، وطريقتهم في العقيدة كما ترى إثبات ما أثبت الله لنفسه وما أثبته له رسوله عليه الصلاة والسلام وأَخْذُ العقيدة من الكتاب والسنة رأساً والاهتداء بهدي سلف هذه الأمة، هذه عقيدة أهل السنة والجماعة ولا فرق بين المنهج وبين العقيدة، المحاولة للتفريق بين العقيدة والمنهج محاولة غير سليمة تدل على عدم الفهم.
﴿2﴾ سائل يسال ما نصيحتك للشباب الذين ينتقصون كبار العلماء ويصفونهم بعدم فقه الواقع وأنهم علماء حيض ونفاس؟؟
الله المستعان، نصيحتي لمن بلغ به الحال إلى هذه الدرجة أن يراقب الله في كل شيء ويعلم بأن الله يراه ويسمعه عندما يقول هذا الكلام، كبار العلماء خصوصا في هذا البلد علماء عالميون وليسوا بمحليين كلكم تعلمون ذلك بمعنى: علماء يستفيد من علمهم وفتواهم كل مسلم حيث ما هو بواسطة ما ينشرون وما يذيعون من فتاويهم في "نور على الدرب" وكلًّ مَنِ اسْتَمَعَ إلى هذا البرنامج وما يرد فيه من الأسئلة وإجابة العلماء على ذلك، ومَنْ يعلم بأن قُضَاتَنَا هم القضاة الوحيدون الذين يصدرون الأحكام ويقولون عند إصدار الأحكام: قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، لا يوجد، الحكام عند غيرنا عندما يصدرون الأحكام الوضعية يقولون: اعتمادا على قانون مادة (50) الصادر في (30) أكتوبر مثلاً، وبحمد الله لا عندنا أكتوبر ولا نوفمبر، عندنا قال الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، هل العلماء الذين يحكمون بين المسلمين بهذه الأحكام المأخوذة من كتاب الله ومن سنة رسوله عليه الصلاة والسلام، العلماء الذين يشتغلون ليل نهار بالفتوى للمسلمين والإجابة على أسئلتهم يقال لهم: إنهم علماء الحيض والنفاس!!! وأن مهمتهم انحسرت في إعلان دخول شهر رمضان وخروجه، هذا ما وصل به الأمر بالنسبة بعض شبابنا للأسف الشديد في النيل من مشايخهم بعد أن تعلموا عليهم وتخرجوا على أيديهم:
هذا يَصْدُقُ على هؤلاء الذين ينتقصون كبار العلماء بعد أن تعلموا عليهم وتخرجوا على أيديهم عفا الله عنهم ويردهم إلى الصواب.
﴿3﴾ سائل يسال في سؤال طويل ملخصه في حكم تكفير الْمُعَيَّن.
الإطلاق بأنه لا يجوز تكفير الْمُعَيَّن خطأ وإطلاق تكفير المعين أيضا خطأ لابد من التفصيل: لا يمنعك من التكفير كونه معيناً ولكن اعلم أنه عندما ارتكب مُكَفِّرَاً أنه كان عالما بأن ما فعله مكفر وليست له شبهة وأنه يعيش حيث لا يمكن أن يعذر بالجهل، يعيش بمثل هذا البلد بين العلماء بين الموحدين فإذا هو لما اشتدت عليه كربة فإذا هو:" يقول يا سيدي يا فلان أغثني ما لي سواك" أين لله؟؟ هذا كفر بواح هذا الشخص الذي يعيش بين المسلمين في بيئة إسلامية ولا يعذر مثله بالجهل يُكَفَّرُ وهو معين،كونه معين لا يمنعك من التكفير إذا ارتكب مكفرا ما يَكْفُرُ به كُفْرَاً بواحا وليس بمعذور وليس له شبهة، لو وقف هذا الموقف شخص ما في بلد ما حيث لا يوجد من الإسلام إلا اسمه ويسمع أن من محبة الصالحين الاستغاثة بهم ويسمون له ويزينون له أو يجد من يزين له ويسمي الاستغاثة بالتوسل بالصالحين، وقف هذا الموقف ظناً منه أن هذا توسل وليس باستغاثة وليس بعبادة والبيئة التي يعيش فيها بيئة جاهلية أو بيئة في جهلٍ كثير إذن؛ مثل هذا يعذر بمعنى قد يقول إنسانٌ كفراً فيكفر وقد يقول آخر كفرا فلا يكفر، ولابد من التفريق ولابد من التفصيل أما كونه معينا لا يمنع.
الذي لا يجوز مطلقا لَعْنُ المعين، لا يجوز أن تلعن مُعَيَّنَاً ولو كافرا إلا بصفة عامة، فلعنة الله على الكافرين على الظالمين على الفاسقين، أما لعن المعين فلا لأنك؛ لا تدري بما يَخْتِمُ الله له بعد أن كان كافرا، مشركا، منافقا، علمانيا؛ قد يتوب الله عليهم فيتوب فيموت مسلماً لذلك لا يجوز لك أن تلعن معينا لأن؛ اللعن هو الإبعاد من رحمة الله.
وبعد بهذه المناسبة، بمناسبة ذكر علماني وردني سؤال غير مرة أن بعض الناس بدؤوا يستعملون كلمة علماني على كل من يخالفهم، شخص اختلف معه في الرأي فكرهه يقول:"هذا علماني"، هذه مسألة خطيرة جداً إذا قلتَ لمسلم علماني وأنت تعرف بأنه مسلم هو كقولك هذا كافر يهودي أو نصراني تماما لا فرق بينهما، أي كَفَّرْتَ مُسْلِمَاً لأن العلمانية رَفْضَ جميع الديانات السماوية، العلمانية كافرة بجميع الأديان السماوية، العلمانية أمُّ الخبائث، العلمانية وجهها السياسي الديمقراطية ووجهها الاقتصادي الاشتراكية، إذن هي أُمُّ الخبائث مشتملة على الاشتراكية والديمقراطية، ولا يجوز لك بأن تقول لمسلم بأنه علماني؛ إِنَّكَ كَفَّرْتَ إن كان كافرا وإلا عاد عليك الكفر وهذا خطر على إيمانك.
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد، ونواصل إجابتنا على الأسئلة على كثرتها، نجيب على ما تيسر وما لم يتيسر سوف آخذها معي أجيب عليها في بعض الجلسات إن شاء الله وتأتيكم الإجابة بأشرطة هذا ما نفعله بهذه الأيام إذا كَثُرَتِ الْأسئلة، أما الآن فنجيب على سؤالٍ فقهي:
الحكم مَنْ حلف على فعل شيء أو على ترك شيء فَبَدَا له أن غيره خير منه فليأتِ الذي هو خير فليكفِّر عن يمينه، ما عليه إلا؛ كفارة اليمين.
﴿5﴾ سائل يسأل ما هو الطريق الصحيح الذي أستطيع أن أسلكه ويستطيع أن يسلكه من أراد العلم في العقيدة الصحيحة؟؟؟
اسأل الله أن يمن عليك وعلى شبابنا بمعرفة الطريق الصحيح في تعلم العقيدة، الطريق الصحيح هو الخط الذي كنتم عليه فلا تحيدوا عنه، الطريق الصحيح لتعلم العقيدة هي الطريقة التي سلكها مشايخنا ونحن من بعدهم بأن نحفظ كتب العقيدة، المتون الصغار أولا وقبل كل شيء تبدأ بحفظ الأصول الثلاثة كتيب عظيم مشتمل على العقيدة و بعض العبادة و بعض الشروط والواجبات كما تعلمون، حِفْظُ طالب العلم لهذه الرسالة ثم كتاب التوحيدوكشف الشبهات ثُم الواسطية ثم الحمويةوالتدمرية حتى يتدرج في العقيدة، أو إذا استصعب هذه الكتب التي ذكرتها قد لخص هذه الكتب هذه الأيام بعض الفضلاء من زملائنا ومشايخنا كالشيخ ابن عثيمين والدكتور الفوزان لهم ملخصات مفيدة جدا في باب العقيدة فعليك بها، احفظ المتون ثم تَعْرِضُ هذه المتون التي حفظتها مع الشروط على الشيوخ على طلاب العلم ما أكثرهم اليوم!!!
وفيما مضى يسافر المرء من مكان إلى مكان، من منطقة إلى منطقة ومن بلد إلى بلد ليبحث شيخا يدرس عليه أما اليوم وفي كل محكمة وفي كل مكتب وفي كل مسجد شيخ أو في أكثر المساجد مشايخ، عليكم أن تدرسوا على هؤلاء المشايخ وتبتعدوا من التهييج السياسي هذا يَحُولُ بينكم وبين العلم.
أيها السائل - أنت وزملاؤك - قبل أن تبدأ في هذه الدراسة صكوا آذانكم من هذا التهييج، لا تسمع، خَلِّيهِم يصرخون وكأنك لا تسمع، إِحْفَظْ هذهِ المتون واطلب العلم واجتهد في التحصيل واجمع المعلومات السياسية وحركات التهييج، اجمعها خَلِّيهَا فيما بعد حتى؛ تنضج فإذا نضجتَ إنْ انتهى التهييج وانطفأت الفتنة فذاك والحمد الله وإلا بعد ذلك تشترك في العلاج في الإصلاح، أما الآن لستَ أهلا للإصلاح ولست أهلا للكلام في السياسة - غير مؤهل-.
فأنت الآن طالب علم صغير عليك أن تبدأ في العقيدة هكذا وفي الوقت نفسه تحفظ متونا في السنة وفي مصطلح الحديثوالأربعين النووية والمنظومة البيقوينة وعمدة الأحكام وتكون على اتصال بالعلماء دائما وأبداً - إياك ثم إياك أنْ تُحاول أنْ تأخذ العلمَ مِن بطون الكتب مِن عند نفسك، هذا خطأ يَكْثُرُ خطؤك، يكون خطؤك أكثر من صوابك إنْ اعتمدتَ على نفسك وذكائك - لتستفيد من الكتب حتى تنضجَ فإذا نضجتَ وصِرْتَ فِي مُستوى الطُّلاب الجامعيين أو أخذت ماجستير هنا يستطيع طالب علمٍ أن ينظر في كتب أهل العلم ويستفيد ولو لم يأخذْ على المشايخ وإن كانت الناس تختلف في فهمها وذكائها.
﴿6﴾ سائل يسأل فيقول ما رأيكم فيمن يقول في السلفيين أنتم متشددون وليس عندكم حكمة في دعوة الناس، إذ لابد من مخالطة الناس وإن لزم الأمر بإقرار باطل وذلك لإزالته- إقرار باطل ثم إزالته!!!- مثلا تقر التدخين أو التلفاز في مجلس بحجة الإنكار فيما بعد والدعوة بالحكمة؟؟
قبل أن أجيب على سؤالك أيها السائل أو من نقلت عنه هذه الفكرة، وهل استعمالك هذا الأسلوب من الحكمة؟؟ أنت في نفسك، كَوْنُ الناس يلقبون بعضهم بعضاً، أنتم السلفيون كذا، ما هو مقابل السلفيين؟؟ خلفي، أنتم الخلفيون كذا، أنتم السلفيون كذا، أنتم السروريون كذا، أنتم الإخوانيون كذا، أنتم التبليغيون كذا، أسالكم بالله أيها العقلاء أليس هذا الموقف موقف يتنافى مع العقل؟؟ مجتمع إسلامي يدرس منهجا موحدا شريعة واحدة، عقيدة واحدة، مجتمع واحد، من أين جئتكم هذه الألقاب؟؟ من أين أتتكم هذه الألقاب؟؟ غير موجودة ،قبل عدة سنوات عندما كنا طلابا لا نسمع شيئا من هذه الألقاب.
السلفي لا يضطر إلى أن يقول إنه سلفي إلا إذا وُجِدَ غيره، لا يوجد المقابل، ولكن؛ عند دراسة علم الكلام صحيح يقال سلفي وخلفي كما تقدم لكن؛ في هذا المجتمع بالذات نترك المجتمعات الأخرى، أليس من العيب ومن العار أن نحدث فيما بيننا هذه الألقاب؟؟، ينبذ بعضنا البعض الآخر بالألقاب ويعيب بعضنا البعض بالألقاب عيب قبل أن أقول حرام، وعلى العقلاء أن يتراجعوا ويوقفوا هذه الفتنة عند حدها ولعل أكثركم - أنتم الشباب- لا تحسبون أنها فتنة بل هي فتنة، هذه الشرارة الأولى للفتنة، تلك الفتن التي تدمر البلاد والعباد التي تسمعون ليل نهار في الإذاعات وتقرؤون في الصحف ما يجري في الجزائر، وما يجري هنا وهناك في تلك الأقطار والتي لا داعي للتنفيس على أسمائها، هكذا بدأت في التحزبات بإيجاد الطائفية، بوجود الجماعات والانتماءات ثم تطورت إلى حركات سياسية متنافسة متناحرة فذهبت الأرواح والأموال مَدَمَّرَة بسبب تلك الحركات التي تزعم أنها تدعو إلى الإسلام وليس لديها إسلام.
أقول مرة أخرى أخاطب العلماء والعقلاء، لا يجوز السكوت على هذه البداية السيئة، قبل عشرين سنة في هذا البلد لا تسمع شيئا مِن هذا أبدا لكن؛ بدأت همساتها ونحن طلاب في المرحلة الجامعية فبدأت خيطا.. خيطا إلى أن انفجرت الفتنة وصلت إلى هذا المستوى، شباب مجتمعون في جامعة أو في مؤسسة وهم متفرقون متنافرون فيما بينهم لأن، هذه الانتماءات وزعتهم فصاروا جماعات.
وأما بالنسبة للسؤال إذا كان معنى التشديد الوقوف أمام هذا التيار فَنِعْمَ التشديد فهذا التشديد هو الحكمة، إذا كان المراد بالتشديد الوقوف أمام هذا التيار وهذا التهييج وتنبيه الناس إلى ذلك هذا مطلوب تشديد مطلوب لأنه؛ وُضِعَ موضعه.
وأما ما قلتَ في آخر السؤال تترك الباطل لتزيله فيما بعد هذا خطأ في التصور إذا خالطت صاحب الباطل وأقررته عليه ثم رجعت لتنكر هو ينتقصك قبل غيره.
إذن من الواجب عملا بظاهر قوله عليه الصلاة والسلام:(من رأى منكم منكرا فليغيره..) بمجرد أن ترى المنكر وتتأكد أنه منكر تستعمل الدرجة التي أنت فيها، إن كنت صاحب سلطة تزيل المنكر بيدك، وإن لم تكن له سلطة حيث وجدت المنكر تنكره بلسانك، وإذا كنت تخاف على نفسك حتى من الإنكار باللسان تنكره بقلبك، تبدأ بإنكار المنكر بمجرد أن تعلم بأنه منكر، أما ما ذكر السائل أسلوب غير سليم.
﴿7﴾ سائل يسال: ملخص السؤال أنه إذا قرأ في بعض كتب العقيدة في باب الأسماء والصفات في إثبات صفات الله تعالى كإثبات الاستواء وإثبات النزول وإثبات المجيء يوم القيامة وإثبات الوجه والدين... الخ قد يخطر بباله خاطر شيطاني وربما يخطر في باله نوع من التشبيه وإن فر من التشبيه فوقع في التعطيل، ما هي الطريقة الصحيحة وبما تنصحه؟؟
ننصحه بأنه إذا وجد في نفسه هذا الخاطر واستعظمه واستثقله بحيث لا يستطيع أن يمسك به فذلك محض الإيمان هكذا قال النبي عليه الصلاة والسلام، فمن يرى في نفسه خاطرا شيطانيا لا يستطيع أن ينطق به نحو رب العالمين وأسمائه وصفاته، خاطر شيطاني، كونه يكره هذا الخاطر ويستعظم نطقه ويتضايق منه هذا دليل على إيمانه وتعظيمه لربه فليستعذْ بالله.
وأما في باب الإثبات والتنزيه فليجعل نصب عينيه دائما قوله تعالى:)لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ((الشورى: 11 ) أي تثبت صفات الله تعالى وتعتقد أن سمعه ليس كسمعنا وبصره ليس كبصرنا واستواءه على عرشه ليس كاستوائنا ونزوله ليس كنزولنا بل هو مخالف لنا في كل شيء، في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله وقضائه وقدره:)لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ((الشورى:11) ومع ذلك كُنْ على اتصال دائما بالعلماء الربانيين الذين يشتغلون بالعقيدة ويربون الشباب على العقيدة عليك أن تتصل بهم مرة أخرى مع الابتعاد عن التهييج.
﴿8﴾ سائل يسال فيقول ما رأيكم فيمن يقول:"التوحيد أمرٌ مُسَلَّمٌ بِهِ وَلا داعي للإكثار من الكلام حول التوحيد، عليكم بتوجيه الناس حول الصلاة وتحذيرهم مما يحاول أعداء المسلمين من الغرب من الحرب على الإسلام من الحرب الفكري وغيره"؟؟
شنشنة نعرفها، هذه الشنشنة لا تؤثر فينا، أقول التوحيد مُسَلَّمٌ به مع ذلك يجب أن يُدْرَس، ثم أقول مرة أخرى بينكم - يا أصحاب التوحيد أهل التوحيد يا أهل العقيدة - مسلمون وفدوا عليكم لكونكم أهل عقيدة وأهل إسلام وهم مسلمون وفدوا إلى بلادكم وهم بحاجة إلى أن تعلموهم التوحيد وتعلموهم العبادة الصحيحة، استقدمتم العمال يعملون في مؤسساتكم وفي بيوتكم وبعد سنتين أو ثلاث سنوات يرجعون إلى بلادهم لم تعلموهم التوحيد والعقيدة والعبادة والأخلاق الإسلامية، انتم مسئولون أمام الله.
الإكثار من قراءة التوحيد وتمكين العقيدة من قلوب شبابنا أمر مطلوب لأننا؛ نعيش في زمن الأهواء زمن الفتن زمن البلاء يقول النبي عليه الصلاة والسلام:(ما من عام إلا والذي بعده شر منه) ونحن نعيش في الشر.
يجب أن نركز على تدريس العقيدة وكتب التوحيد لشبابنا قبل غيرهم ثم نرجوا أن نوفق لنعلم هذا التوحيد وهذه العقيدة لغيرنا ممن هم بين أيدينا وكان الواجب أن نسافر إلى بلادهم لندعهم إلى الله ولنعلمهم، فهاهم قد جاؤوا فلنقدر هذه المسؤولية.
أما تحذير الناس مِنْ تَرْكِ الصَّلاة فَمُسَلَّمٌ، وأما الكلام حول الغرب والشرق من الكفار الذين يحاربون الإسلام والمسلمين لم تقصر الدول الإسلامية، وفي مقدمتها دولتك هذه واقفة مع المسلمين المضطهدين والمحاربين في أرضهم في كل مكان، أنتم بحمد الله مساعداتكم تصل إليهم وعونكم يصل إليهم وموقف حكوماتكم معروف لدى العالم وحكامكم، أول من يبادر إلى نصرة الإسلام والمسلمين حيثما كانوا وحيثما يضطهدون ويحاربون، هذا أمر مُسَلَّمٌ، ليس معنى ذلك نترك الدعوة والإصلاح ومقاومة التيارات الحديثة ومقاومة التهييج، نتكلم دائما في الحرب وفي الغرب وفي الشرق.. هذا أسلوب يحاول أن يصرف الدعاة عن الدعوة إلى الله وعن تأكيد العقيدة وإصلاحها أسلوب سيء.
﴿9﴾ سائل يسأل شخص لعله حريص إن شاء اللهعلى الدعوة الله لكنه؛ اخطأ فيقول:"لا بد من الدعوة ولو كان بدون علم"(!!!!)
تصور خطير جدا تدعو إلى الله بدون علم، إلى أي شيء تدعوا؟؟ إلام تدعوا؟؟، )قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ ((يوسف: 108 ) البصيرة العلم.
أما خروج بعض الناس إلى البوادي إلى خارج البلاد إلى الهند إلى باكستان إلى إفريقيا بدعوى الدعوة إلى الله بغير علم يقول بعضهم:"يكفي أن ندخل الناس المساجد" طيب دخلوا المساجد فإذا دخلوا المساجد ماذا يفعلون؟؟ يدخلون ويجلسون فقط في المسجد فقط!!!، هذا هو الإسلام؟؟ لا يا أخ الإسلام تَعَلَّمْ أولاً "العلم قبل القول والعمل" تَعَلَّمْ ثم اعمل ثم ادعُ وإذا كنتَ حريصاً هذا الحرص أبشرك بأن دعاة الحق لطلبة العلم يكفونك المئونة، اجلس تعلم، لا تستعجل طلاب العلم انتشروا في العالم يدعون إلى الله والعلم انتشر والعقيدة انتشرت والدعوة انتشرت وإن كانت بدأت تحارب اليوم في عقر دارها هنا بأساليب ملتوية وأما في الخارج فهي منتشرة والدعاة في الخارج يعتبرونكم ظهرا لهم فاعلموا هذه المكانة لأنفسكم.
وأيها الحريص على الدعوة لا يجوز لك أبدا أن تخرج إلى الناس فتدعوا بزعمك من دون علم، تفسد ولا تصلح لذلك من الواجب أن تتعلم ولا تشتغل بالدعوة حتى تتعلم.
وعلى آله وصحبه وبعد:
يقول حَدِّثْنَا عن قرب عن جماعة السرورية و عقيدتها و أهدافها وما تدعوا إليه وما هي كتبهم التي ينشرونها أو يستقون منها؟؟ ومن هم مشايخهم؟ وأين الخطأ عندهم؟ وكيف التصحيح؟ وما هي النصيحة؟ وهل فعلاً لديهم بيعة؟ فهارس طويلة تحتاج إلى الكتابة.
زادك الله حرصا وعُدْ إلى طلب العلم ولا تكسل.
سبق لي أن تحدثت غير مرة عن محمد سرور وأنا عندما أصرح باسم هذا الرجل وأكرر التصريح باسمه أنا متعمد لذلك وأعني ما أقول وليس ذلك عبثا بل أرى إنه عملٌ وأيُّ عمل لأني؛ لاحظت - في جولتي في هذه المنطقة وفي المنطقة الوسطى وفي المنطقة الغربية- لاحظت أن معظم شبابنا تأثروا بالدعابات التي ينشرها هذا الرجل وهو في بريطانيا والعجب كل العجب أن شبابنا أو معظمهم لا يعرفون عن الرجل إلا بواسطة مجلاته التي تحمل تلك الأسماء الطيبة "السنة" و"البيان" وكتابه الذي يحمل ذلك العنوان الْخَدَّاع "منهاج الأنبياء في الدعوة إلى الله" انخدع معظم شبابنا بهذه العناوين مع ما يقوم به من المدح والتلميع، بعض المخدوعين الذين خُدِعُوا مِنْ قِبَلِه وبدؤوا يخدعون صغار الشباب، بكل ذلك صار للرجل في قلوب بعض شبابنا مكانة وأيُّ مكانة، معرضين عن مشايخنا وعلمائنا وعن الكتب النافعة التي توزع عليهم مجانا، الكتب الدراسية والمراجع العلمية والمكتبات الحافلة بالكتب النافعة كل ذلك تركوها، ووقعوا، إنهم يتبادلون مجلة البيان والسنة ومنهاج الأنبياء والعدالة الاجتماعية وما في معنى هذه الكتب التي تدمر العقيدة وتحارب الإسلام باسم الإسلام، أقول: تحارب الإسلام باسم الإسلام، زِدْ على ذلك الكتب الحديثة التي بدأ يكتبها الدكتور الترابي وأشرطته التي زادت الطين بلة [الذي يريد]([2]) إسلاما جديدا بعقيدته وبشريعته، إسلاما يرفض أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام إلا إذا وافقت الهوى بدعوى موافقة العقل كل هذه الكتب وكل هؤلاء الأشخاص شغلوا بعض شبابنا وصرفوهم عن علمائهم وعن الكتب النافعة.
السرورية نسبة إلى هذا الرجل، أما عقيدته في باب الأسماء والصفات فهو أشعري العقيدة كما أن صاحب العدالة الاجتماعية أشعري العقيدة، وأهدافه هدف سياسي لأنه رجل سياسي عاش في بعض المناطق في هذا البلد ثم خرج إلى الكويت ثم لجا إلى بريطانية، كل هذه حركات سياسية إنه سياسي طموح يعشق الكرسي ولما عجز عن الوصول إلى الكرسي الحكم لجأ إلى بريطانيا ليعيش هناك ويبث سمومه من هناك بين شبابنا.
يدعو دعوة تشبه دعوة الخوارج الذين زعموا أن من أصولهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومعنى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند الخوارج الخروج على الحكام ومحمد سرور يعلم شبابنا للأسف السب واللعن والبذاءة وإطلاق لفظة الطواغيت على كل حاكم ولو كان يحكم بالإسلام "بالتعميم إن جميع الحكام طواغيت الجميع دون استثناء" هذه دعوته وهذا أسلوبه أسلوب سيء لذلك نخشى على شبابنا أن يتأثروا بهذا الأسلوب ويتعلموا البذاءة، أعيذكم أن تذهبوا هذا المذهب وأن تسلكوا هذا المسلك فهو مسلك غير إسلامي يقول النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام:(ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش ولا البذيء) والرجل يعلم الشباب في مجلاته البذاءة وطول اللسان والنيل من الناس وخصوصا الحكام.
أنتم بالنسبة لحكامكم لستم بحاجة لأكرر عليكم، كما أنتم مسلمون ومجتمعكم مجتمع إسلامي وحكامكم مسلمون، لست بحاجة لأكرر هذا الكلام غير مرة وأما بالنسبة للمجتمعات الأخرى موقفكم موقف الدعوة والإصلاح إلى ما انتم عليه إلى عقيدتكم إلى أحكامكم إلى شريعتكم دون سبٍ أو لعن.
وليس من الدعوة في شيء أن تطلق لفظة الطواغيت على الحكام ولو حكموا غير شريعة الله تعالى ويصدق عليهم لفظ الطواغيت لكنك؛ في أسلوب وفي مقام الدعوة أنت تدعو ولا تجرح ولا تلعن ولا تنفر، تدعوا بالحكمة، ليس من الحكمة أن تقف هناك بين تلك الشعوب فتطلق عليهم انهه مجتمع جاهلي وأن الحكام طواغيت، هل دعوت أم سببتَ؟؟!! وإذا سببتَ وشتمتَ ثم أخذتَ شنطتك وشردت ماذا استفاد الإسلام والمسلمون من سبك وشتمك؟؟ ماذا استفدت أنت؟؟ ماذا استفاد الشباب؟؟ ماذا استفاد المجتمع؟؟؟ ما هي الفائدة؟؟؟ أسأت إلى نفسك وإلى مجتمعك وإلى شبابك كلك إساءة، هذه ليست دعوة، لا تحسبوا بأن هذه هي الدعوة، ولا تحسبوا بأن هذه هي الشجاعة، هذا تهور، الشجاعة إذا وُضِعَتْ فِي غير موضعها اسمها التَّهَوُّر، وما يقوم به سرور وأمثاله تَهَوُّرٌ وليس بشجاعة.
بعض الشباب يحبون الشجاعة لأن؛ الشجاعة محبوبة الشجاعة والكرم من الأخلاق المحبوبة، يحسبون عندما يطلق هؤلاء هذه الكلمات الناري من على المنابر وفي محاضراتهم وفي مجلاتهم يقولون:"ما شاء الله هؤلاء الشجعان"، لا، هذا تهور وليس بشجاعة لذلك أعيذكم أن تتخلقوا بأخلاق هؤلاء، أخلاقٌ غير إسلامية وصفات بعيدة عن الإسلام.
يسأل السائل عن الكتب التي يستقون منها حتى لو علمت ما ذكرت لك لا اعلمها لكن؛ لو علمتُ ما ذكرتُ لك، لا حاجة بك إلى الكتب يعني تريد أن تستقي منها وتستفيد منها وتذهب مذهبهم أَمْ ماذا تريد؟؟ لا داعي لأن تسال عن الكتب التي استفادوا منها، استفاد بعضهم من بعض وهذا الكلام يجرنا إلى كلام كثير وطويل وإننا ننال من غيرهم من الذين تأثروا بهم وبكتبهم ولا داعي إلى ذلك.
وأين الخطأ عندهم؟ عجبا!!!! ما ظهر لك خطأهم حتى الآن، ما سمعت ما قاله في كتب العقيدة التي تدرسها وما سمعت ما قاله في حكامك وفي علمائك، سموا حكامكم سادة وعلماؤكم عبيدا، العلماء عبيد - علماء السعودية عبيد- والحكام سادة هذا أسلوب محمد سرور زين العابدين ما أحسن هذا الاسم!! وما أسوأ المسمى!!
أما التصحيح إن هداه الله واستعد للتصحيح يوجد من يصحح له خطأه ويدعوه إلى الرشد والهدى لكن؛ لست أدري هل هو مستعد لذلك أم لا.
أما النصيحة له إني قد طلبت من بعض الشباب في أول محاضرة انتقدتُ فيه طريقته هذه طلبت منهم إرسال شريطي إليه وطلبت منه الرد مع العلم أني اعلم أن رده شتم وسباب، ليس رد علمي أنا متأكد، لو رَدًّ رُدُودَه سُبَابٌ وشَتَائم مقدما لأنه؛ ليس طالب علم يقرأ الدليل بالدليل يقول الإمام الشافعي وهو الأصولي المعروف يقول:" ما ناظرت عالما إلا غلبته ولا ناظرت جاهلا إلا غلبني"، لو رد سوف يغلبني بالسب والشتم وقد سب وشتم - عبيد وسادة - هذا موقفنا منه وموقفه منا ولكن؛ النصيحة هنا إنما توجه إلى المخدوعين المهيجين، إلى بعض الشباب الذين خدعوا وهيجوا.
والعجب كل العجب وقعت في يدي عدة صفحات فيها شروط للمخدوعين ولعل هذه الشروط ليست من السروريين لعلها من الإخوانيين، يسمون المخدوع ملتزما فكتبوا شروطا للملتزمين، ذكرت في المحاضرة الفائتة شرطا واحدا واقف عنده الليلة عن ذلك الشرط.
الشرط السرية الكاملة أن يحافظ الملتزم(المخدوع) أن يحافظ على السرية الكاملة لدعوته السرية الكاملة ممن؟؟ أنت مسلم تعيش بين المسلمين مسلم ابن مسلم تعيش بين المسلمين وهذه السرية إلى متى؟؟ وهل انتم في دار أرقم؟؟!! يوم كانت الدعوة سرية لحاجة لغرض ضرورة، الدعوة اليوم إن كانت إسلامية لا تحتاج إلى سرية حتى في أوروبا وأمريكا وفي جميع الدنيا، دعوتنا اليوم جهرا، دعاتنا هناك يجهرون بهذه العقيدة في بلاد الكفر في فرنسا في بريطانيا وينشئون مُدُنا يحولونها إلى مدن إسلامية.
الدعوة اليوم جهرية في كل مكان حيث كان يضرب دعاة الحق قبل عشرين سنة في داخل المساجد اليوم يدعوا الدعاة إلى هذه الدعوة جهرا وعلنا على المنابر، وهنا المهيجون يقولون لبعض الشباب الذين سموهم ملتزمين عليكم بالسرية.
إذن هذه دعوة غير إسلامية إذن هذه عقيدة غير عقيدتنا واتجاه غير اتجاهنا طالما هناك سرية كاملة ويقول الطريق بعيد.. بعيد جدا معنى ذلك نَمْ لا تعمل شيء.
ويتناقض مرة أخرى فيقول أيها الشباب الملتزمون الفجر قريب في توقعاتي إن الفجر قريب يعني عن قريب تصلون إلى ما تريدون، هكذا بهذه الهمسات وبهذه التصريحات وبهذه الشروط يضللون الشباب هذا التضليل، أعود فأقول المسؤولية مسؤوليتنا ولا عتاب على شبابنا لأننا تركناهم فريسة للمهيجين فاسأل الله لي ولكم الثبات أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويزقنا الإخلاص فيما نقول وان يحفظ علينا ديننا وعقيدتنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.
(1) قال الشيخ (ولما اشتد) بالشين المعجمة والصواب ما أثبته (استد) لان استد معناها استقام الشيء أي صار مستقيما ساعده وصار يسدد تسديدا دقيقا ويصوب بدقة فأصاب عليَّ سهمه فلذا فتنبه، هذا وقد تأتي(اشتد) أي قوي الساعد ورماني من ناحية بقوة ولكن المعنى الأول أولى وأفصح. يُنْظَر مختار الصحاح للشيخ محمد الرازي (167) طبعة دار الحديث.
(1) توقف هنا الشريط الأول وانقطع الكلام ولعل الذي يريده الشيخ هو أن الترابي يريد إسلاما جديدا فارجع إلى محاضرة "الرد على حسن الترابي" التفريغ السابق لهذه المحاضرة.(
منهج أهل السنة والجماعة في الدعوة إلى الله
لفضيلة الدكتور الشيخ العلامة:
محمد أمان بن علي الجامي -رحمه الله تعالى-
لفضيلة الدكتور الشيخ العلامة:
محمد أمان بن علي الجامي -رحمه الله تعالى-