بسم الله الرحمن الرحيم
أمّا بعد : فإنّ أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم و شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
ثم أما بعد: فهذه بعض الفوائد التي استفدتها من مذاكرة كتاب اصول السنة للإمام احمد بن حنبل رحمه الله تعالى- مع اخواني انقل ما أتذكر منها لأخواني في الشبكة سميتها ((الفوائد المنهجية من مدارسة أصول السنة لإمام من أئمة الدعوة السلفية
ألا وهو الإمام المبجل أحمد بن حنبل الشيباني –رحمه الله تعالى-))
قال الإمام المبجل أبو عبد الله أحمد بن حنبل – رحمه الله تعالى- :
1- (( أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم والاقتداء بهم...))
قلت : الآيات و الأحاديث الواردة في هذا الأصل أشهر من أن تذكر وأظهر من أن تظهر ولكن سأذكر المسائل التي يفترق فيها أهل السنة مع أهل البدعة والأصول التي ذكرها الإمام أحمد رحمه الله - قبل أكثر من 1250 سنة هـ - وخالفها أهل البدع قديما وحديثا على اختلاف مشاربهم ومناهلهم .
أ- ذكر الإمام احمد - رحمه الله تعالى - التمسكَ بما كانَ عليهِ الصحابةُ لأنه الفيصلُ بينَ أهلِ الحقِّ وأهلِ الباطلِ ؛ والتطبيقُ العمليُّ الحق للكتابِ والسنةِ كان عندهم ، فهم الذينَ شهِدُوا التَّنزيلَ وفهموا التأويلَ ،وعليهم المعوَّلُ وهم المرجعُ الآخرُ والأوّلُ لمنْ أرادَ النجاةَ والهدى والفهمَ الصحيحَ للسنةِ والكتابَ المنزّل ، ولا محيصَ لمسلمٍ إلا بالرجوعِ إليهم و فهمَ الكتاب والسنة بفهمهم.
ب – هذا الأصل هو مفترق الطرقِ بيننا وبينَ جميعِ الفرقِ إذْ أنّ أغلبها تدّعي التمسكَ بالكتابِ والسنةِ بل وتتبنى الكتابَ وصحيحَ السنةِ مصدراً للتَّلقي والإستدلال - زعموا- ؛ ولكن بفهمهم هُم وفهْمِ مشايخهِم وطرقِهِم ومذاهِبِهم و أحزابهِم قديماً وحديثاً فمثلاً :إذا تعارضَ العقلُ مع الكتابِ والسنةِ قدَّموا العقلَ، و إذا تعارضت المنامات مع الأدلةِ قدَّموا المنامات ، وإذا تعارضت أصول الدعوةِ لحزبٍ ما معَ الأدلة قدَّموا تلكَ الأصول، و اذا تعارضت المصالح الحزبية مع الأدلة قدَّموا تلكَ المصالحَ وألّفوا للدفاعِ عنها ، وإذا تعارضت الأدلة معَ الأموال قدَّموا الأموال وهكذا.. فهم في الحقيقةِ غيرُ متمسكينَ بالكتابِ والسنةِ هذا من جهةٍ ومن جهةٍ أخرى فانَّ الذي لا يتمسكُ بما كان عليه الصحابةُ لا يعتبرُ متمسكاً بالكتابِ والسنةِ لما ذكرنا.
قال -رحمه الله - : والاقتداء بهم : ظاهرا وباطنا في القول والعمل والاعتقاد ، لا فرق في ذلك بين مسائل العبادة العملية أو مسائل العقيدة العلمية أو غيرها من السلوكيات ونحو ذلك .
ففي هذا الأصل الأول نتعلم : الوقوفَ معَ القومِ حيثُ وقفوا و أنْ نقولَ بمِا قالوا ونعتقدَ ما اعتقدُوا وننتهجَ ما انتهجُوا ، ولنْ يستطيعوا علينا أبدا-بإذن الله - إذا قارنَّا كلامَهم ومواقِفَهم وعقيدَتهَم ومنهجَهُمْ معَ كلامِ وعقيدةِ ومنهجِ السلفِ.
جـ - وتطبيق هذا الأصل يتطلب منا العلم والسعي في تحصيله كي نعلم حال السلف ومواقفهم وعقيدتهم ونحو ذلك وهو توجيه حكيم من إمام أهل السنة - رحمه الله تعالى- لذلك من تكلم في الدين والمنهج ونحو ذلك وطالبنا بشيء! نقول له :من سلفك في هذا ؟ ثم نسرد الأدلة ومواقف السلف فينصر الله دينه ويعلي كلمته عز وجل .
هذا وللحديث بقية إن شاء الله تعالى
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين