زجــر الأَخِــلاّء عــن مــجــاراة الــســفــهــاء " مقال للشيخ / بدرالكندري
الحمد لله رب العالمين ، ملك يوم الدين ، والصلاةوالسلام على أشرف المرسلين محمد بن عبد الله النبي الصادق الأمين ، وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وصحابته الأبرار المبجلين .
وبعد :
فإني أكتب هذه المقالة نصيحة لنفسي أولا ، ثم لإخواني في الله على طريق الحق وسبيل المؤمنين ، أدعوهم ملحا عليهم بأن لا يتعرضوا بالرد على كل ناعق من أفراد عوام المبتدعة ، مما يرفع من شأن هذا التافه من حيث لا يحتسب ، وهذا لا يعني أن نسكت عنهم وعن شبههم المتداعية الواهية ، لكن تكون لنا مقاييس ونظرات بعيدة المدى يتبين لنا من خلالها جدوى البيان والرد على أمثالهم ، وخطورة الطرح المسموم الذي يطرحونه على عامة قراء الساحات ، وأخص الإسلامية منها . فلا تلوموني أحبتي في الله إن قلت : أن هناك من الناس مع أسفي الشديد من لا يأنف عن مجاراة بعض السفهاء على الساحة الإسلامية ، والتعرض للسفلة منهم ، فإذا ما جمعه بهم موضوع توسّع في الحديث معهم ، وتمادى في الرد عليهم وبيان الحق لهم ، مع أنهم رفضوه من أصله بلا حجة وبلا دليل ، ولكن بعقولهم المريضة ، مما يجعله عرضة لسماع ما لا يرضيه من ساقط القول وقبيحه ، فيصبح بذلك مساويا لهم في سفههم وسفالتهم ، إذا نزل إليهم وانحطّ قلمه في حضيضهم .
إذاجاريت في خلقٍ دنيئاً ****** فأنت ومن تجاريه سواء
فليس من الحكمة ولا المروءة أن يتعرض المرء لهؤلاء ، وإنما الحكمة وتمام المروءة أن يعرض المرء عنهم ، ويدَع مجاراتهم والحديث معهم إلا بقدر ما تدعو إليه الحاجة ، من رد شبه خطيرة في نظر كثير من العامة ، أو إجابة سؤال ، أو نحو ذلك .
لا تُرْجِعَنَّ إلى السفيه خطابَه ****** إلا جوابَ تحيةٍ حيَّاكَها
فمتى تُحرِّكْه تُحرِّكْ جيفةً ****** تزداد نتناً إن أردت حِراكَها
وإذا أراد السفيه أن يبدأ بالسفه فما أجمل الإعراض عنه وتجاهله ، كي يُقصر عن غيِّه وسفهه .
أعرض عن الجاهلا لسفيه ****** فكل ما قالوا فهو فيه
ما ضرَّ نهرُ الفراتِ يوماً ******لو خاض بعضُ الكلابِ فيه
فمن أعرض عن الجاهلين ، وترك مجاراة السفهاء ، حمى عرضه وأراح نفسه وسلم من سماع ما يؤذيه ، قال تعالى : { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين } الأعراف : 199
فبالإعراض عن هؤلاء يحفظ الرجل على نفسه عزتها ، إذ يرفعها عن الطائفة التي تَلَذُّ المهاترةَ والإقذاع .
قال ابن عباس ( رضي الله عنهما ) : ولا تمارِ حليماً ولا سفيهاً ، فإن الحليم يقليك ، والسفيه يؤذيك . انتهى
قال بعض الشعراء :
إني لأُعْرِضُ عن الأشياءَ أَسْمَعُهَا ****** حتى يقولَ رجالٌ إن بي حُمُقَا
أخشى جوابَ سفيهٍ لا خلاقَ له ****** فَسْلٍ وظنَّ أناسٍ أنه صدقا
وقال الخطابي : أنشدني ابن مالك ، قال أنشدني الدَّغُولي في سياسة العامة :
إذا أمن الجهالُ جهلك مرةً ****** فَعِرْضُك َللجهال غُنمٌ من الغُنمِ
وإن أنت نازيت السفيه إذ نزا ******فأنت سفيهٌ مثلُه غير ذي حِلْمِ
ولا تتعرض للسفيه ودارِه ******بمنـزلة بين العداوة والسِّلْمِ
فيخشاك تاراتٍ ويرجوك مَرَّةً ****** وتأخذ فيما بين ذلك بالحزمِ
قال ابن المقفع : واعلم أنك ستبتلى من أقوام بسفه سيطلع منك حقدا ، فإن عارضته أو كافأته بالسفه فكأنك رضيت ما أتى به ، فأحببت أن تحتذي على مثاله ، فإن كان ذلك عندك مذموما فَحَقِّقْ ذمَّك إياه بترك معارضته ، فأما أن تذمه وتمتثله فليس في ذلك سداد .
أسأل الله العلي القدير أن يستعملنا في طاعته ، ناصرين لهذا الدين وأوليائه ، وأن نكون حربا على أعدائه ، من المبتدعة والضلاّل والخرافيين .
آمـــــــيــــــن .
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين .
الشيخ / بـــدرالـــكـــنـــدري
رابط الموضوع الأصلي على شبكة سحاب :
http://www.sahab.net...ad.php?t=281215
وللفائدة : ينظر مقال الشيخ بعنوان " الرد على المبتدع هو الجهاد الأكبر " وهو أول مقال يكتب على شبكة سحاب ، على هذا الرابط :
http://www.sahab.net...ad.php?t=280956
من قول من شبكة سحاب
الحمد لله رب العالمين ، ملك يوم الدين ، والصلاةوالسلام على أشرف المرسلين محمد بن عبد الله النبي الصادق الأمين ، وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وصحابته الأبرار المبجلين .
وبعد :
فإني أكتب هذه المقالة نصيحة لنفسي أولا ، ثم لإخواني في الله على طريق الحق وسبيل المؤمنين ، أدعوهم ملحا عليهم بأن لا يتعرضوا بالرد على كل ناعق من أفراد عوام المبتدعة ، مما يرفع من شأن هذا التافه من حيث لا يحتسب ، وهذا لا يعني أن نسكت عنهم وعن شبههم المتداعية الواهية ، لكن تكون لنا مقاييس ونظرات بعيدة المدى يتبين لنا من خلالها جدوى البيان والرد على أمثالهم ، وخطورة الطرح المسموم الذي يطرحونه على عامة قراء الساحات ، وأخص الإسلامية منها . فلا تلوموني أحبتي في الله إن قلت : أن هناك من الناس مع أسفي الشديد من لا يأنف عن مجاراة بعض السفهاء على الساحة الإسلامية ، والتعرض للسفلة منهم ، فإذا ما جمعه بهم موضوع توسّع في الحديث معهم ، وتمادى في الرد عليهم وبيان الحق لهم ، مع أنهم رفضوه من أصله بلا حجة وبلا دليل ، ولكن بعقولهم المريضة ، مما يجعله عرضة لسماع ما لا يرضيه من ساقط القول وقبيحه ، فيصبح بذلك مساويا لهم في سفههم وسفالتهم ، إذا نزل إليهم وانحطّ قلمه في حضيضهم .
إذاجاريت في خلقٍ دنيئاً ****** فأنت ومن تجاريه سواء
فليس من الحكمة ولا المروءة أن يتعرض المرء لهؤلاء ، وإنما الحكمة وتمام المروءة أن يعرض المرء عنهم ، ويدَع مجاراتهم والحديث معهم إلا بقدر ما تدعو إليه الحاجة ، من رد شبه خطيرة في نظر كثير من العامة ، أو إجابة سؤال ، أو نحو ذلك .
لا تُرْجِعَنَّ إلى السفيه خطابَه ****** إلا جوابَ تحيةٍ حيَّاكَها
فمتى تُحرِّكْه تُحرِّكْ جيفةً ****** تزداد نتناً إن أردت حِراكَها
وإذا أراد السفيه أن يبدأ بالسفه فما أجمل الإعراض عنه وتجاهله ، كي يُقصر عن غيِّه وسفهه .
أعرض عن الجاهلا لسفيه ****** فكل ما قالوا فهو فيه
ما ضرَّ نهرُ الفراتِ يوماً ******لو خاض بعضُ الكلابِ فيه
فمن أعرض عن الجاهلين ، وترك مجاراة السفهاء ، حمى عرضه وأراح نفسه وسلم من سماع ما يؤذيه ، قال تعالى : { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين } الأعراف : 199
فبالإعراض عن هؤلاء يحفظ الرجل على نفسه عزتها ، إذ يرفعها عن الطائفة التي تَلَذُّ المهاترةَ والإقذاع .
قال ابن عباس ( رضي الله عنهما ) : ولا تمارِ حليماً ولا سفيهاً ، فإن الحليم يقليك ، والسفيه يؤذيك . انتهى
قال بعض الشعراء :
إني لأُعْرِضُ عن الأشياءَ أَسْمَعُهَا ****** حتى يقولَ رجالٌ إن بي حُمُقَا
أخشى جوابَ سفيهٍ لا خلاقَ له ****** فَسْلٍ وظنَّ أناسٍ أنه صدقا
وقال الخطابي : أنشدني ابن مالك ، قال أنشدني الدَّغُولي في سياسة العامة :
إذا أمن الجهالُ جهلك مرةً ****** فَعِرْضُك َللجهال غُنمٌ من الغُنمِ
وإن أنت نازيت السفيه إذ نزا ******فأنت سفيهٌ مثلُه غير ذي حِلْمِ
ولا تتعرض للسفيه ودارِه ******بمنـزلة بين العداوة والسِّلْمِ
فيخشاك تاراتٍ ويرجوك مَرَّةً ****** وتأخذ فيما بين ذلك بالحزمِ
قال ابن المقفع : واعلم أنك ستبتلى من أقوام بسفه سيطلع منك حقدا ، فإن عارضته أو كافأته بالسفه فكأنك رضيت ما أتى به ، فأحببت أن تحتذي على مثاله ، فإن كان ذلك عندك مذموما فَحَقِّقْ ذمَّك إياه بترك معارضته ، فأما أن تذمه وتمتثله فليس في ذلك سداد .
أسأل الله العلي القدير أن يستعملنا في طاعته ، ناصرين لهذا الدين وأوليائه ، وأن نكون حربا على أعدائه ، من المبتدعة والضلاّل والخرافيين .
آمـــــــيــــــن .
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين .
الشيخ / بـــدرالـــكـــنـــدري
رابط الموضوع الأصلي على شبكة سحاب :
http://www.sahab.net...ad.php?t=281215
وللفائدة : ينظر مقال الشيخ بعنوان " الرد على المبتدع هو الجهاد الأكبر " وهو أول مقال يكتب على شبكة سحاب ، على هذا الرابط :
http://www.sahab.net...ad.php?t=280956
من قول من شبكة سحاب
تعليق