القطب الصوفي
للعلامة تقي الدين الهلالي المغربي
... وقد قلت سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف 1341 وأنا مسافر بالقطار من القاهرة إلى الإسكندرية قصيدة طويلة مقصورة أنكرت فيها وجود القطب بالمعنى الذي يريده المتصوفة فقلت :
و لا قطــب نعلمــــه غيــر نـجــــم
يرى في السماء وقطـب الرحــى
و نحــوهمـــــا لا الـذي ذكــــــــروا
يكـــون مقيــمـا بـــــــــغـــار حـــرا
يــمــد الأنـــــام و يجـري الشـــؤو
ن فــي الكون تـلك أدهــى الفـرا
فــهل من كتـــاب و هل سـنــــــة
أتــت مـن صحيــــح الحديــث بـذا
ثم ظهر لي أن أثبت هذه القصيدة برمتها هنا لما فيها من بيان التوحيد وذم البدع :
تــركـــــت الــطـريـــــق طــريــــــــــق
و أقبـلــــــت أتــبــــع الــمصطفــــــى
و سنــتـــــــه و كــتــــــــــاب الإلـــــه
و أصــحــــابــه أنــجــــم الاهــتـــــــدا
و أتــبـــاعــهــم أيــن مـــا وجــــــــدوا
ســواء نـــــأى عــصــرهـــم أم دنــــا
سـواء ذو الــشــرق أم غــربــنـــــــــا
و أهـــل الــخــيــــــام و الــقـــــــــرى
و لــيــس يـجـوز بــمـذهــبـنــا اتبـــــ
ـــــاع لــغــيــرهــم فـــدع مــن هــذا
و لــســنـــا نــؤول لــفــظ الــحــديـــــ
ـــــث و الــذكــر إلا بــمــا قــد أتــــى
فــمـــا هــلــك الــنــــــــاس إلا بـــما
تــــؤولـــــــه زمــــــــــرة الاعــــتــــــدا
فــنــحــن عــلـــى مــذهـــب الســــ
ـــــــابــقين من رضي الله عنهم علا
و من حــاد عــن نهجــهم قد هـــوى
ســـــــــواء درى ذاك أم مــــــــا درى
فــخير الهــدى هــدى خيــــــر الورى
و شــر الأمــــــور اتــبـــاع الـــهــــوى
فــلا تــتــصـــرف و لا تــتــكــلـــــــــف
و لا تــلـــج إلا لـــــــرب الــعــلـــــــى
و لا تــدع مــــن دونـــــــــه أحــــــــدا
فــــــليس ولـــــي ســـــواه يـــــــرى
أغــيــر الإلــــه أرى لـــــي ولـــيـــــــا
إذن قــد ضللــــت طــــريــق الهــدى
أأتـــخــذ الأولــيـــــــــاء و ربــــــــــــي
بــــمــحــكــم ذكـــره عنــــهـم نهـى
و لــو مــرسلـــــــين و لـو صـالحــين
و لــو طــائــريـــــــــن بـأوج السمـــــا
و لا يــعــبـــــــــد اللـــه إلا بـمــــــــــا
أتــــــى فـــي شريعــــــته و ارتضـى
و مــن يــزعــم الــــعلم غير الكتــاب
و غــيــر الــــحديــث الصحيح افتــرى
و لا فضــل فــي دينــــــنا لأرسطــــو
و لا لابــن رشــد و مــن قـــد قفــــــا
فــــتوحيـــــد ربــــــــي بــمنزلـــــــــه
غنـــــــي عـن الــــمنطـق المرتـــأى
فـــإن أرســطــــــو و أتـــبــــــــــاعـــه
عـــــدو لــــــديـن إلـــــه الـــــــــــورى
و إن هــــم أتــــوا حكمـــا أحكمــوها
أخــذنـــــا بهــا فــي أمـور الـدنـــــى
و مهمــــا وجدنـــا الحديث الصحيــح
عبدنـــــا بــه مــن لـــه المنتهــــــى
و ليــس لـــــه مـــن وسيلـــــــــة إلا
عـلــــوم اصــطـــلاح و علـوم اللغــى
فــعلم الـكـــــــلام و بـعـض الأصـــول
ظـــــــلام يــجـــران كـــل الــعـــنــــــا
و لا نـسـتـغـيــــــث بــغـــير الإلـــــــه
و من يستغيــــث بالــــعبـاد غـــــوى
و نعتقــــــد الإلــــــه سبحــانــــــــــه
علــى عرشـه ذي التعالي استــوى
و لسنـــــــا نـــؤول ذلـــك بــقهــــــــر
و لا غيــــره مــثـــل من قد مضـــــى
و إن الــبخــــــاري فـــي كــتــبــــــــه
قــد أحســــــن للنــــاس دون امتــرا
عليهــــــــا اعتكف ثم منهــا اقتطـف
تجــد كــل مـــا رمــــــتـه من مـنــى
و مسلـــــم لا تنــــس تأليــــــــــفــه
فــــــنعم الـكـتـاب الوثيــــق العـــرى
وإن خضـــــــت فـــــي غيــر ذينـــــك
فــــــاسلك بــعلم غـزيــــــر و إلا فــلا
و لا تعتبــــر كـــل كتــب عليهــــــــــا
فقـد مزجــــــوهـــا بـمــــــا يرتمــــى
فــــــــجد و خذ زبـــد مــا سطـــــــروا
و دع مـــا تراه معيــبـــــــا ســـــــدى
و مـــــا قـــد يسمــــــونـه بــاطــنــــا
فبالـــــــــــلام يقـــــــــــراه مــن درى
فــإن الشريعــــة قــد أكمـلــــــــــــت
و قد بينت مثل شمـس الضــحــــى
فمــا مــات خير الـــورى أحـمــــــــــد
إلــــى أن جـــلاهــا بــــــغير خفــــــا
و مـــــا أحد من أهيـــــل النفـــــــاق
نجــــــا فــاصبــر إن نلت منهــم أذى
و لا تبـن فــــــي تــربـــة قــبـــــــــــة
و مهمــــــا تــراهـــــا فــــهـدم البنـــا
فــقد عبـــــدوهـــــا و مـا فطنـــــــــوا
و وافقــــــهـم علمــــــاء الشقــــــــــا
و قد ألفـــــوا فـــــــي عبادتـــــهـــــــا
بــدون احــتــشــــــام بـدون حيـــــــا
لــتدع الإلــه بمــــــا قد روى الــثقــــ
ــــات الهـــــدات عــن الــمجتـبـــــى
و أن البخــــاري روى فـي الصحيــــح
دعـــــــاء و ذكـــرا بـــه الاكــتــفــــــــا
و حــــاذر الــــشرك فــهو بــــــذا الــــ
ــــــزمــان بــــكل الــنواحـــي فشـــا
و لا قــطــب نعلمــــــه غيــر نـــجـــم
يــرى فــي السماء و قطـب الرحــى
و نحــوهمـــــــــا لا الـــذي ذكـــــــروا
يــكـــون مقيمـــــــا بــــــغار حــــــــرا
يمــد الأنـــــام و يجـــــري الـــــشـؤو
ن فــــي الــــكون تـلك أدهى الفـــرا
فــــهل مــن كتـــــاب و هل سـنـــــة
أتــــت مـن صحيــــــح الــحديث بــذا
فــــــخذ بــالــنصوص و لا تبتـــــــــدع
و فــــي عــدم الـــنص قس مـا جــلا
و لــيــس لــنــــــا مذهــــــــــب لازم
سـوى مذهب المصطفى المرتضـى
عليــــه الــصلاة و أزكى الســـــــلام
سلامـــــــا يـــدوم بــــغيـر انتهـــــــــا
و يشمــل آلا و صحبـــــــا كرامـــــــــا
و من قد قفـــــاهم بــــنهج الصفـــــا
للعلامة تقي الدين الهلالي المغربي
-رحمه الله-
... وقد قلت سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف 1341 وأنا مسافر بالقطار من القاهرة إلى الإسكندرية قصيدة طويلة مقصورة أنكرت فيها وجود القطب بالمعنى الذي يريده المتصوفة فقلت :
و لا قطــب نعلمــــه غيــر نـجــــم
يرى في السماء وقطـب الرحــى
و نحــوهمـــــا لا الـذي ذكــــــــروا
يكـــون مقيــمـا بـــــــــغـــار حـــرا
يــمــد الأنـــــام و يجـري الشـــؤو
ن فــي الكون تـلك أدهــى الفـرا
فــهل من كتـــاب و هل سـنــــــة
أتــت مـن صحيــــح الحديــث بـذا
ثم ظهر لي أن أثبت هذه القصيدة برمتها هنا لما فيها من بيان التوحيد وذم البدع :
تــركـــــت الــطـريـــــق طــريــــــــــق
و أقبـلــــــت أتــبــــع الــمصطفــــــى
و سنــتـــــــه و كــتــــــــــاب الإلـــــه
و أصــحــــابــه أنــجــــم الاهــتـــــــدا
و أتــبـــاعــهــم أيــن مـــا وجــــــــدوا
ســواء نـــــأى عــصــرهـــم أم دنــــا
سـواء ذو الــشــرق أم غــربــنـــــــــا
و أهـــل الــخــيــــــام و الــقـــــــــرى
و لــيــس يـجـوز بــمـذهــبـنــا اتبـــــ
ـــــاع لــغــيــرهــم فـــدع مــن هــذا
و لــســنـــا نــؤول لــفــظ الــحــديـــــ
ـــــث و الــذكــر إلا بــمــا قــد أتــــى
فــمـــا هــلــك الــنــــــــاس إلا بـــما
تــــؤولـــــــه زمــــــــــرة الاعــــتــــــدا
فــنــحــن عــلـــى مــذهـــب الســــ
ـــــــابــقين من رضي الله عنهم علا
و من حــاد عــن نهجــهم قد هـــوى
ســـــــــواء درى ذاك أم مــــــــا درى
فــخير الهــدى هــدى خيــــــر الورى
و شــر الأمــــــور اتــبـــاع الـــهــــوى
فــلا تــتــصـــرف و لا تــتــكــلـــــــــف
و لا تــلـــج إلا لـــــــرب الــعــلـــــــى
و لا تــدع مــــن دونـــــــــه أحــــــــدا
فــــــليس ولـــــي ســـــواه يـــــــرى
أغــيــر الإلــــه أرى لـــــي ولـــيـــــــا
إذن قــد ضللــــت طــــريــق الهــدى
أأتـــخــذ الأولــيـــــــــاء و ربــــــــــــي
بــــمــحــكــم ذكـــره عنــــهـم نهـى
و لــو مــرسلـــــــين و لـو صـالحــين
و لــو طــائــريـــــــــن بـأوج السمـــــا
و لا يــعــبـــــــــد اللـــه إلا بـمــــــــــا
أتــــــى فـــي شريعــــــته و ارتضـى
و مــن يــزعــم الــــعلم غير الكتــاب
و غــيــر الــــحديــث الصحيح افتــرى
و لا فضــل فــي دينــــــنا لأرسطــــو
و لا لابــن رشــد و مــن قـــد قفــــــا
فــــتوحيـــــد ربــــــــي بــمنزلـــــــــه
غنـــــــي عـن الــــمنطـق المرتـــأى
فـــإن أرســطــــــو و أتـــبــــــــــاعـــه
عـــــدو لــــــديـن إلـــــه الـــــــــــورى
و إن هــــم أتــــوا حكمـــا أحكمــوها
أخــذنـــــا بهــا فــي أمـور الـدنـــــى
و مهمــــا وجدنـــا الحديث الصحيــح
عبدنـــــا بــه مــن لـــه المنتهــــــى
و ليــس لـــــه مـــن وسيلـــــــــة إلا
عـلــــوم اصــطـــلاح و علـوم اللغــى
فــعلم الـكـــــــلام و بـعـض الأصـــول
ظـــــــلام يــجـــران كـــل الــعـــنــــــا
و لا نـسـتـغـيــــــث بــغـــير الإلـــــــه
و من يستغيــــث بالــــعبـاد غـــــوى
و نعتقــــــد الإلــــــه سبحــانــــــــــه
علــى عرشـه ذي التعالي استــوى
و لسنـــــــا نـــؤول ذلـــك بــقهــــــــر
و لا غيــــره مــثـــل من قد مضـــــى
و إن الــبخــــــاري فـــي كــتــبــــــــه
قــد أحســــــن للنــــاس دون امتــرا
عليهــــــــا اعتكف ثم منهــا اقتطـف
تجــد كــل مـــا رمــــــتـه من مـنــى
و مسلـــــم لا تنــــس تأليــــــــــفــه
فــــــنعم الـكـتـاب الوثيــــق العـــرى
وإن خضـــــــت فـــــي غيــر ذينـــــك
فــــــاسلك بــعلم غـزيــــــر و إلا فــلا
و لا تعتبــــر كـــل كتــب عليهــــــــــا
فقـد مزجــــــوهـــا بـمــــــا يرتمــــى
فــــــــجد و خذ زبـــد مــا سطـــــــروا
و دع مـــا تراه معيــبـــــــا ســـــــدى
و مـــــا قـــد يسمــــــونـه بــاطــنــــا
فبالـــــــــــلام يقـــــــــــراه مــن درى
فــإن الشريعــــة قــد أكمـلــــــــــــت
و قد بينت مثل شمـس الضــحــــى
فمــا مــات خير الـــورى أحـمــــــــــد
إلــــى أن جـــلاهــا بــــــغير خفــــــا
و مـــــا أحد من أهيـــــل النفـــــــاق
نجــــــا فــاصبــر إن نلت منهــم أذى
و لا تبـن فــــــي تــربـــة قــبـــــــــــة
و مهمــــــا تــراهـــــا فــــهـدم البنـــا
فــقد عبـــــدوهـــــا و مـا فطنـــــــــوا
و وافقــــــهـم علمــــــاء الشقــــــــــا
و قد ألفـــــوا فـــــــي عبادتـــــهـــــــا
بــدون احــتــشــــــام بـدون حيـــــــا
لــتدع الإلــه بمــــــا قد روى الــثقــــ
ــــات الهـــــدات عــن الــمجتـبـــــى
و أن البخــــاري روى فـي الصحيــــح
دعـــــــاء و ذكـــرا بـــه الاكــتــفــــــــا
و حــــاذر الــــشرك فــهو بــــــذا الــــ
ــــــزمــان بــــكل الــنواحـــي فشـــا
و لا قــطــب نعلمــــــه غيــر نـــجـــم
يــرى فــي السماء و قطـب الرحــى
و نحــوهمـــــــــا لا الـــذي ذكـــــــروا
يــكـــون مقيمـــــــا بــــــغار حــــــــرا
يمــد الأنـــــام و يجـــــري الـــــشـؤو
ن فــــي الــــكون تـلك أدهى الفـــرا
فــــهل مــن كتـــــاب و هل سـنـــــة
أتــــت مـن صحيــــــح الــحديث بــذا
فــــــخذ بــالــنصوص و لا تبتـــــــــدع
و فــــي عــدم الـــنص قس مـا جــلا
و لــيــس لــنــــــا مذهــــــــــب لازم
سـوى مذهب المصطفى المرتضـى
عليــــه الــصلاة و أزكى الســـــــلام
سلامـــــــا يـــدوم بــــغيـر انتهـــــــــا
و يشمــل آلا و صحبـــــــا كرامـــــــــا
و من قد قفـــــاهم بــــنهج الصفـــــا