السلام عليكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَن اتبع هداه... وبعدُ:
تم بحمد الله الانتهاء من تفريغ خطبة جمعة [الأحزاب الدينية والحلول التوافقية] - فضيلة الشيخ الدكتور/ أبي عبدالله محمد سعيد أحمد رسلان -حفظه الله-.
الخطبة كانت ماتعة كالعادة..
مقتطفات من الخطبة:
1- فلسنا في حيرة مهما نزلت النوازلُ، واستُجدت المستجداتُ، لسنا في حيرة!
لا يكونُ أهلُ السنة يومًا في حيرة! كيف وهم على البيضاءِ ليلُها كنهارِها لا يزيغُ عنها إلا هالك.
أغنانا اللهُ بكتابه وبسنة نبيه -صلى الله عليه وآله وسلم- وبفهم أصحابِ نبينا، ومَن تبعهم بإحسان لكتابه، وسنة نبيه عن كل فكرٍ، وعن كل نظر، وعن الفلسفة والكلام، وعن شَقْشَقَةِ البيان؛ إذ الحقُّ واضحٌ لائحٌ لا يَشْتَبِه، وعليه نورٌ، ويهدي اللهُ إليه مَن يشاء.اهـ
2- ومهما جاءَ زائعٌ مُحرِّف، فَصَحَّفَ وخَرَّفَ وأراد أن يُدلِّسَ على الخلق ببيانه، أنشأَ اللهُ رب العالمين له من الجهابذة العظام من علماء أمة النبي الُهمام -صلى الله عليه وآله وسلم- مَن يُزيِّف مقالته ويظهرُ عَوارها ويدل على خللها مهما كانت.اهـ
3- الخصومةُ بيننا وبين إخواننا فيما يسوقون الأمةَ إليه في هذا الأصل.
نقول لهم: الدعوةُ إلى الله لا تكونُ إلا على منهاج رسولِ الله، ومنهجُ الأنبياءِ في الدعوةِ إلى اللهِ، ومنهجُ المرسلين واضحٌ بيِّنٌ لا يشتبه، وينبغي أن يُلتزمَ.
ولا تنازلَ فيه للثوابت من أجل سَعَةٍ في الحركة، ولا تحصيلٍ لمكسب بادٍ ظاهرٍ، هو مضرةٌ في حقيقة الأمر لا يُقادَر قدرُها؛ لأنه تغييرٌ للشرع وتبديلٌ للدين.
فموطنُ النزاع هو أنَّ ما يُصنعُ ويُدعى إليه هو دعوةٌ إلى تغيير معالم الملَّة!
ولا وجهَ بحالٍ للفصل بين أمرين؛ فيُقال: (الديمقراطية) من حيث هي فكرة، ومن حيث هي آليات! أي شيءٍ هذا؟!!
(الديمقراطية) هي (الديمقراطية)!! فكرةً وآليةً!
وإنما هذا في هذا كالماء في العُود، كالروحِ في الجسد.
ولا يمكنُ فصلُ الآلياتِ عن الفكرة؛ إذ هي ناشئةٌ عنها وهي نَبْتُها وثمرهُا الخبيث.
فكيف يُفصلُ بين هذا وهذا؟!
فتؤولُ المسألةُ إلى تبديل شرائع الملة!!، وتغيير دعائم الديانة!!
والنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ما قَبِلَ الحلولَ التوافقيةَ، وإنما دعا إلى ربه.
ادعوا إلى ربِّكَ، والنتائجُ ليست إليكَ.
والذي يؤدي إلى كثيرٍ من الخلل، ووقوع كثيرٍ من الزلل، هو التركيزُ على النتيجة وحدها.
وهذا خطأٌ بيِّنٌ!؛ لأن النتائجَ ليست إلينا، الله أمرنا جل وعلا بأوامر ونهانا عن أمور، وأما النتائج التي إليها تؤول؛ فليست إلينا.
الله جل وعلا أرادَ منا أشياء، وأرادَ بنا أشياء؛ فلا ينبغي أن نُشغلَ بما أرادَ بنا عما أرادَ منا!!
لقد ظلَّ نوحٌ عليه السلام يدعو إلى ربه على منهاج نبوة مستقيم، مؤيدٍ بالوحي المعصوم ألفَ سنةٍ إلا خمسين عامًا، والنتيجةُ والمحصلةُ: ﴿وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ﴾ [هود:40].
أفيضيره ذلك عند ربِّه؟!
أفيسأله اللهُ جل وعلا لم لم يؤمن معكَ إلا القليل؟!
وإنما يُسأل عن البلاغ، وعن طريقة البلاغ، فإذا كان على السويةِ فذاك.
بل قال رسولُ الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كما في الصحيحين: "ويأتي النبي يوم القيامة وليس معه أحد!".
مؤيدٌ بالوحي المعصوم، مسددٌ بالخلق الكريم، معانٌ بالإعانة الظاهرة الشريعة والباطنة المُنيفة، وهو قدوةٌ سلوكيةٌ وحركةٌ دئوب في البذل والسعي لله، وفي الله، وبالله؛ فلا تقصيرَ ولا توانٍ، وإنما هو إقبالٌ على الله رب العالمين بالكلية، ومع ذلك لم يؤمن له أحدٌ، ولم يَتَّبعه أحد؛ أفيضيره ذلك عند ربه؟!
" يأتي النبي يوم القيامة وليس معه أحد!، ومعه الرجل، ومعه الرجلان، ومعه الرَّهط، ومعه الرُّهَيط"، والكلُّ دون العشرة، أفيضيرهم ذلك عند الله؟!
قدِّم ما عليكَ، ولا عليكَ: معتقدٌ صحيحٌ، وعملٌ صالحٌ، نيةٌ صالحةٌ، واستقامةٌ هاديةٌ، ونيةٌ بعزمٍ إلى خيرِ الأمةِ مُنصبة، ولا عليكَ..
النتائجُ لله، النتائجُ من عند الله.
فإذا ركزتَ على النتائجِ والثمرات؛ فلابد من وقوعِ الخلل كما هو واقعٌ!!
هذا موطن النزاعِ، وموطن الخصومة، أسألُ اللهَ أن يهديني وأن يهديهم والمسلمين أجمعين إلى الحق المبين والصراط المستقيم، وأن يجمعَ الأمةَ كلها على منهاج النبوة.
إنه تعالى على كل شيءٍ قديرٍ، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وأصحابه أجمعين.اهـ
لتحميل التفريغ بصيغة PDF - جاهز للطباعة والنشر - 17 ورقة
اضغط هنا للتحميل.
رابط بديل:
اضغط هنا للتحميل.
صورة من ملف التفريغ:
في رعاية الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَن اتبع هداه... وبعدُ:
تم بحمد الله الانتهاء من تفريغ خطبة جمعة [الأحزاب الدينية والحلول التوافقية] - فضيلة الشيخ الدكتور/ أبي عبدالله محمد سعيد أحمد رسلان -حفظه الله-.
الخطبة كانت ماتعة كالعادة..
مقتطفات من الخطبة:
1- فلسنا في حيرة مهما نزلت النوازلُ، واستُجدت المستجداتُ، لسنا في حيرة!
لا يكونُ أهلُ السنة يومًا في حيرة! كيف وهم على البيضاءِ ليلُها كنهارِها لا يزيغُ عنها إلا هالك.
أغنانا اللهُ بكتابه وبسنة نبيه -صلى الله عليه وآله وسلم- وبفهم أصحابِ نبينا، ومَن تبعهم بإحسان لكتابه، وسنة نبيه عن كل فكرٍ، وعن كل نظر، وعن الفلسفة والكلام، وعن شَقْشَقَةِ البيان؛ إذ الحقُّ واضحٌ لائحٌ لا يَشْتَبِه، وعليه نورٌ، ويهدي اللهُ إليه مَن يشاء.اهـ
2- ومهما جاءَ زائعٌ مُحرِّف، فَصَحَّفَ وخَرَّفَ وأراد أن يُدلِّسَ على الخلق ببيانه، أنشأَ اللهُ رب العالمين له من الجهابذة العظام من علماء أمة النبي الُهمام -صلى الله عليه وآله وسلم- مَن يُزيِّف مقالته ويظهرُ عَوارها ويدل على خللها مهما كانت.اهـ
3- الخصومةُ بيننا وبين إخواننا فيما يسوقون الأمةَ إليه في هذا الأصل.
نقول لهم: الدعوةُ إلى الله لا تكونُ إلا على منهاج رسولِ الله، ومنهجُ الأنبياءِ في الدعوةِ إلى اللهِ، ومنهجُ المرسلين واضحٌ بيِّنٌ لا يشتبه، وينبغي أن يُلتزمَ.
ولا تنازلَ فيه للثوابت من أجل سَعَةٍ في الحركة، ولا تحصيلٍ لمكسب بادٍ ظاهرٍ، هو مضرةٌ في حقيقة الأمر لا يُقادَر قدرُها؛ لأنه تغييرٌ للشرع وتبديلٌ للدين.
فموطنُ النزاع هو أنَّ ما يُصنعُ ويُدعى إليه هو دعوةٌ إلى تغيير معالم الملَّة!
ولا وجهَ بحالٍ للفصل بين أمرين؛ فيُقال: (الديمقراطية) من حيث هي فكرة، ومن حيث هي آليات! أي شيءٍ هذا؟!!
(الديمقراطية) هي (الديمقراطية)!! فكرةً وآليةً!
وإنما هذا في هذا كالماء في العُود، كالروحِ في الجسد.
ولا يمكنُ فصلُ الآلياتِ عن الفكرة؛ إذ هي ناشئةٌ عنها وهي نَبْتُها وثمرهُا الخبيث.
فكيف يُفصلُ بين هذا وهذا؟!
فتؤولُ المسألةُ إلى تبديل شرائع الملة!!، وتغيير دعائم الديانة!!
والنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ما قَبِلَ الحلولَ التوافقيةَ، وإنما دعا إلى ربه.
ادعوا إلى ربِّكَ، والنتائجُ ليست إليكَ.
والذي يؤدي إلى كثيرٍ من الخلل، ووقوع كثيرٍ من الزلل، هو التركيزُ على النتيجة وحدها.
وهذا خطأٌ بيِّنٌ!؛ لأن النتائجَ ليست إلينا، الله أمرنا جل وعلا بأوامر ونهانا عن أمور، وأما النتائج التي إليها تؤول؛ فليست إلينا.
الله جل وعلا أرادَ منا أشياء، وأرادَ بنا أشياء؛ فلا ينبغي أن نُشغلَ بما أرادَ بنا عما أرادَ منا!!
لقد ظلَّ نوحٌ عليه السلام يدعو إلى ربه على منهاج نبوة مستقيم، مؤيدٍ بالوحي المعصوم ألفَ سنةٍ إلا خمسين عامًا، والنتيجةُ والمحصلةُ: ﴿وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ﴾ [هود:40].
أفيضيره ذلك عند ربِّه؟!
أفيسأله اللهُ جل وعلا لم لم يؤمن معكَ إلا القليل؟!
وإنما يُسأل عن البلاغ، وعن طريقة البلاغ، فإذا كان على السويةِ فذاك.
بل قال رسولُ الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كما في الصحيحين: "ويأتي النبي يوم القيامة وليس معه أحد!".
مؤيدٌ بالوحي المعصوم، مسددٌ بالخلق الكريم، معانٌ بالإعانة الظاهرة الشريعة والباطنة المُنيفة، وهو قدوةٌ سلوكيةٌ وحركةٌ دئوب في البذل والسعي لله، وفي الله، وبالله؛ فلا تقصيرَ ولا توانٍ، وإنما هو إقبالٌ على الله رب العالمين بالكلية، ومع ذلك لم يؤمن له أحدٌ، ولم يَتَّبعه أحد؛ أفيضيره ذلك عند ربه؟!
" يأتي النبي يوم القيامة وليس معه أحد!، ومعه الرجل، ومعه الرجلان، ومعه الرَّهط، ومعه الرُّهَيط"، والكلُّ دون العشرة، أفيضيرهم ذلك عند الله؟!
قدِّم ما عليكَ، ولا عليكَ: معتقدٌ صحيحٌ، وعملٌ صالحٌ، نيةٌ صالحةٌ، واستقامةٌ هاديةٌ، ونيةٌ بعزمٍ إلى خيرِ الأمةِ مُنصبة، ولا عليكَ..
النتائجُ لله، النتائجُ من عند الله.
فإذا ركزتَ على النتائجِ والثمرات؛ فلابد من وقوعِ الخلل كما هو واقعٌ!!
هذا موطن النزاعِ، وموطن الخصومة، أسألُ اللهَ أن يهديني وأن يهديهم والمسلمين أجمعين إلى الحق المبين والصراط المستقيم، وأن يجمعَ الأمةَ كلها على منهاج النبوة.
إنه تعالى على كل شيءٍ قديرٍ، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وأصحابه أجمعين.اهـ
لتحميل التفريغ بصيغة PDF - جاهز للطباعة والنشر - 17 ورقة
اضغط هنا للتحميل.
رابط بديل:
اضغط هنا للتحميل.
صورة من ملف التفريغ:
في رعاية الله.
تعليق