الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذه باقة من آثار السلف في بيان وجوب التحذير من أهل البدع بأسمائهم من كتاب "الحدود الفاصلة بين أصول منهج السلف الصالح وأصول القطبية السرورية" للشيخ : أبي عبد الأعلى خالد بن محمد بن عثمان المصري -حفظه الله.
فهذه باقة من آثار السلف في بيان وجوب التحذير من أهل البدع بأسمائهم من كتاب "الحدود الفاصلة بين أصول منهج السلف الصالح وأصول القطبية السرورية" للشيخ : أبي عبد الأعلى خالد بن محمد بن عثمان المصري -حفظه الله.
1) عن الحسن قال: {ليس لأهل البدعة غيبة} (1).
2) عن يحيى بن سعيد قال:{ سألت شعبة وسفيان -أي الثوري-، ومالك بن أنس، وسفيان بن عيينة عن الرجل يتهم في الحديث أو لا يحفظ:قالوا: "بيِّن أمره للناس"}.
3) عن عفّان قال: {كنا عند إسماعيل بن عُلية جلوسا فحدَّث رجل عن رجل، فقلت: إن هذا ليس بثبت، فقال الرجل: اغتبته، قال إسماعيل: "ما اغتابه، ولكنه حكم أنه ليس بثبت"}.
4) عن حمّاد بن زيد قال: {كلَّمنا شعبة بن الحجاج أنا وعبّاد بن عبّاد وجرير بن حازم في رجل، قلنا لو كففت عن ذكره، فكأنه لان وأجابنا، ثم مضيت يوما أريد الجمعة فإذا شعبة يناديني من خلفي، فقال: "ذاك الذي قلت لكم فيه لا أراه يسعني"}.
5) عن أبي بكر بن خلاد قال: قلت ليحيى بن سعيد القطان:{أما تخشى أن يكون هؤلاء الذين تركت حديثهم خصماءك عند الله تعالى؟ قال: لأن يكون هؤلاء خُصمائي أحبُّ إليَّ من أن يكون خصمي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لِمَ حدَّثت عنِّي حديثاً ترى أنه كذب؟!}.
6) عن عاصم الأحول قال: {كان قتادة يقصِّر بعمرو بن عُبَيْد، فجثوت على ركبتي، فقلت: يا أبا الخطاب، هذه الفقهاء ينال بعضها من بعض؟ فقال: يا أحول رجل ابتدع بدعة فيذكَر خيرٌ من أن يُكفَّ عنه}.
وزاد في رواية:{قال عاصم: فوجدت على قتادة، قال: فرأيت عَمْرًا في النوم معه مصحف وهو يحك آية من القرآن، قال: فقلت له: ماتصنع؟ قال: أُعيدها، قال: فحَكَّها، قال: قلت: أعدها، قال: لا أستطيع} (2).
7) عن مكي بن إبراهيم قال: {كان شعبة يأتي عمران بن حُدَيْر يقول:" يا عمران تعال حتى نغتاب ساعة في الله -عز وجل-"، -يذكرون مساوئ أهل الحديث}.
عن ابن المبارك قال: {المعلَّى بن هلال هو، إلا أنه إذا جاء الحديث كذب، قال: فقال له بعض الصوفية: يا أبا عبد الرحمن، تغتاب؟ قال: "اسكت، إذا لم نُبيِّن كيف يُعرَف الحق من الباطل؟!"-أو نحو هذا الكلام}.
9) عن أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو قال: {سمعت أبا مُسهِر يسأل عن الرجل يغلط ويهم ويُصحِّف؛ فقال: فقلت: لأبي مُسهر: أترى ذلك من الغيبة؟ قال: لا}.
10) عن محمد بن بُندار السبَّاك الجرجاني قال:{ قلت لأحمد بن حنبل: "إنه ليَشتَدُّ علي أن أقول: فلان ضعيف، فلان كذَّاب" فقال أحمد: "إذا سكتَّ أنت، وسكتُّ أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم؟!}.
11) عن عبد الله بن أحمد قال: قلت لأبي:{ما تقول في أصحاب الحديث يأتون الشيخ لعلَّه يكون مُرجئًا أو شيعيًّا أو فيه شيء من خلاف السنة؟! أيسعني أن أسكت عنه أم أُحذِّر عنه؟ فقال أبي:"إن كان يدعو إلى بدعة، وهو إمام ويدعو إليها قال: نعم، تُحذِّر عنه"}.
ــــــــــــــــــــ
(1): قال الشيخ حسن بن عبد الوهاب -حفظه الله-: "أي في حدود ما وقعوا فيه من بدعة".
(2): وأخرجه بهذه الزيادة: الخطيب أيضا في تاريخ بغداد(12/ 17، والدارقطني في أخبار عمرو بن عبيد (5).