جماعة التبليغ ينطبق عليهم أنهم من أهل البدع
ولا يجوز مجالستهم ولا سماع كلامهم ولا المشي معهم
للشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان
حفظه الله تعالى
ولا يجوز مجالستهم ولا سماع كلامهم ولا المشي معهم
للشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان
حفظه الله تعالى
قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان – حفظه الله – في كتابه ((إتحاف القاري بالتعليقات على شرح السنة للإمام البربهاري)) [2/229-232] :
((قوله: (وإذا رأيت الرجل مجتهدا في العبادة مُتَقَشِّفاً مُحْتَرِقَاً بِالعِبادَةِ صَاحِبَ هَوَى، فَلا تَجْلِسْ مَعَهُ، وَلا تَسْمَعْ كَلامَهُ) فلا تغترَّ بكون المبتدع يُظهر التّنسّك والعبادة والزهد والتقشّف، ويصلي بالليل ما دام أنّه عنده هوى وبدعة فلا تتساهل فيه، ابتعد عنه غاية الابتعاد، وكما قال بعض السلف: (اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة) .
قوله: (وَلا تَمْشِ مَعَهُ في طريق) هذا عطف على ما سبق من التحذير من مصاحبة المبتدعة ومجالسة المبتدعة، والرسول حذّر من هذا، قال: (إياكم ومحدثات الأمور) ، (إياكم) هذا تحذير، وقال: (شرُّ الأمور محدثاتها) فالبدعة شرٌّ من المعصية، والمبتدع شرٌّ من العاصي فيجب أن يُتنبه لهذا الأمر، (ولا تَمْشِ مَعَه في طَريقٍ) ؛ لأنه يؤثّر عليك ويدخل عليك البدعة، لا سيّما وأنت تحسن الظنّ به، لما يَظهر منه من العبادة والتقشّف والزهد، فتسري عليك بدعته، فهو خطير جدا؛ كما مثّل النبي – صلى الله عليه وسلم – الجليس الصالح ببائع المسك، فإمّا أن يعطيك من مسكه، وإمّا أن تشتري منه، وإمّا أن تجد منه رائحة طيبة ما دمت جالساً عنده، إن لم تحصل على شيء لا بالهبة ولا بالبيع، فإنك تجد رائحة المسك وأنت جالس عنده، أمّا جليس السوء فهو كنافخ الكير، إمّا أن يُحرق ثيابك وإمّا أن تجد منه رائحة خبيثة.
وهذا ينطبق على جماعة التبليغ الذين قد اغترَّ بهم كثير من الناس اليوم نظراً لما يَظهر منهم من التعبّد وتتويب العُصاة كما يقولون، وشدّة تأثيرهم على من يصحبهم، ولكن هم يُخرجون العُصاة من المعصية إلى البدعة، والبدعة شرٌّ من المعصية، والعاصي من أهل السنة خير من العابد من أهل البدع، فليُتنبّه لذلك، وما قلتُ هذا كراهية للخير الذي معهم إن كان فيهم خير، وإنّما قلته كراهية للبدعة فإنّ البدعة تذهب بالخير.
والبدع التي عند جماعة التبليغ قد ذكرها مَن صحبهم ثمّ تاب مِن مصاحبتهم، وأُلِّفت كتب كثيرة في التحذير منهم، وبيان بدعهم.
وكون الشيخ محمد بن إبراهيم رخّص لبعضهم في الدعوة في المملكة في أوّل الأمر، لأنّه لم يتبيّن له أمرهم، وقد ردّ عليهم ردّاً بليغاً لمّا تبيّن له أمرهم، كما في مجموع فتاواه [مجموع فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم (1/227)] ، وقد اشترط عليهم الدعوة إلى التوحيد فلم يفوا بهذا الشرط، وكذلك كون الشيخ ابن باز أثنى عليهم في أوّل الأمر لأنّه لم يتبيّن له أمرهم، فلمّا تبيّن له أمرهم تراجع عن ذلك، وقال: (لا يخرج معهم إلا من يريد أن يدعوهم إلى الحق والتوحيد، ويُنكر ما هم عليه من المخالفة) [مجموع فتاوى ومقالات للشيخ عبد العزيز ابن باز (8/296)] ، هكذا قال رحمه الله، مع أنّ صاحب البدعة لا يَقبل الدعوة، وكذا صاحب المنهج لا يتراجع عن منهجه الذي بايع عليه شيوخه.
قوله: (فَإِنّي لا آمَنُ أَنْ تَسْتَحْلي طَريقَه فَتَهْلَكَ مَعَهُ) هذه هي النتيجة إذا مشيت معه وجالسته وراقت لك حاله؛ فإنه تسري عليك بدعته فتستسيغها فتهلك معه، تكون مبتدعاً، فالخطر شديد من المبتدعة وما أكثرهم في هذا الزمان، لكن يجب أن نعرف ما هي البدعة؛ لأنّ بعض الناس كلّ شيء عنده بدعة، فإذا تحقق أنّ هذا الذي هو عليه فلا تجلس معه، ولا تصاحبه)) اهـ .
وسُئل الشيخ – حفظه الله – : فضيلة الشيخ ؛ هناك بعض الإخوة ينتسبون إلى جماعة التبليغ، ويدعوننا كثيراً للخروج معهم، ويستدلون على كونهم على الحق بكثرة من يهتدون على أيديهم من الكفار وغيرهم في أنحاء العالم، فكيف نردّ عليهم؟
الجواب: نردّ عليهم بأن نقول: من الذي اهتدى على أيديهم في التوحيد؟ هل واحد من الكفار أو من المبتدعة أو من القبوريين اهتدى على يد جماعة التبليغ وترك الشرك، وتاب إلى الله من الشرك، وعرف التوحيد أو لا؟ إنّما هم يُتوِّبون الناس من الذنوب، لكن الشرك لا يتعرّضون له قط ولا يحذرون منه، ولذلك تكثر في بلادهم عبادة الأضرحة والقبور ولا يتعرّضون لها، فما معنى ذلك؟!! وأيّ دعوة هذه؟! ثمّ إنّهم يُتوِّبون الناس من المعاصي ويُدخلونهم في البدع التي يسيرون عليها في منهجهم المعروف. اهـ.
[سلسلة شرح الرسائل – الأصول الستة – ص 53 - 54]