أخرج الإمامُ أحمد في (المسند)، وأخرج غيرُه في غيرِه -والحديث هو الخامسُ في السلسةِ الصحيحةِ- عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وآله وسلم- : ((تكون النبوةُ فيكم ما شاء اللهُ أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافةٌ على مِنهاج النبوة؛ فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون مُلْكًا عاضَّاً -أي وراثيًا- ثم تكون مُلْكًا جبريًا -أي قهريًا- يسوق الناسَ بعصاه يملأ الدنيا ظلمًا وجورًا؛ فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافةٌ على مِنهاج النبوة))، ثم سكت -صلى الله عليه وآله وسلم-.
قال الشيخ محمد سعيد رسلان -حفظه الله- معلقا على الحديث (*) :
((...ومرَّ في حديث حذيفة -رضي الله عنه- "...ثم تكون مُلْكًا جبريًا فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها؛ فتكون خلافةٌ على منهاج النبوة."قال الشيخ محمد سعيد رسلان -حفظه الله- معلقا على الحديث (*) :
وواضحٌ جدًا من الحديث أن الانتقال من الملك الجبري إن لم يكن خلافةٌ على منهاج النبوة؛ فهو انتقال من مُلك جبري إلى مُلك جبري آخر! لقول رسول الله : "ثم تكون خلافةٌ على منهاج النبوة". فهذا هو المنتهى، وقبله ثم تكون مُلكًا جبريًا فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة.
فيعقُب المُلكَ الجبري، خلافةٌ على منهاج النبوة؛ فالانتقال من المُلك الجبري إن لم يكن على منهاج النبوة فهو انتقال من مُلك جبري إلى مُلك جبري آخر كما هو ظاهرٌ جدًا في حديث رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.
وإذا كانت معالم منهاج النبوة غائمةً أو مجهولةً أو مغيبةً؛ فكيف يكون الانتقال عن المُلك الجبري؟!
لن يكونَ حينئذٍ إلا انتقالاً عن مُلك جبري إلى مُلك جبري آخر! لا إلى خلافةٍ على منهاج النبوة.))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
(*) اقتطفته من خطبة الجمعة [حقيقة الحكم بما أنزل الله]، تفريغ الأخ : أبو عبدالرحمن حمدي آل زيد -أثابه الله-.