الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَن والاه... وبعدُ:
تم بحمد الله الانتهاء من تفريغ خطبة الجمعة قبل الماضية والتي كانت بعنوان حقيقة الحكم بما أنزل الله.
الخطبة رائعة كالعادة؛ أقتطف منها:
أرأيتَ إذا قِيل لمَن يذكر الله بطريقة بدعية: اترك هذا الذكر، واذكر الله بطريقة سُنية.
أفيجوز له أن يقول: إن قائل هذا لا يُحب الذكر!!
لو أنه قال لمبتدعٍ في ذكره: اتقِ الله! واذكر بطريقة سُنية، لا بدعية. أفيقول له مَن أمره: أنك لا تُحب ذكر الله!!
فكذلك لا يُقال: إن مَن لا يشارك في التظاهرات والانتخابات لا يحب قيام الدولة الإسلامية؛ لأنه يستحيل أن يُوجد مسلم صادق يكره دولة الإسلام؛ وإنما قال الله –عز وجل- ذلك في الكفار حين قال: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾ [محمد:9].
فلا يُوجد مسلمٌ قط يكره قيام دولة الإسلام، فضلاً على أن يُحارب إقامتها!، هذا لا وجود له إطلاقًا في قلب مسلم، بل هذا مذكور في حق الكفار؛ كما قال ربنا -جل وعلا-.
ولا يُقال: كيف تصلون إلى تحكيم الشريعة إذا لم تشاكوا في البرلمان؟!
ولكن يُقال: هل شارك رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم- كفارَ قريش في حكمهم حتى وصل إلي تحكيم شريعة الرحمن؟!!
هذا هو السؤال!
إن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لم يعبأ بالوحدة السياسية بادئ ذي بدء، ولم يهتم بإصلاحها قبل إصلاح أصل الدين.
لم يهتم النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بالإصلاح السياسي ولا بالوحدة السياسية، قبل البدء بإصلاح أصل الأصول وهو دين رب العالمين.
فالوحدة الجسدية قد تكون خداعة، وأمَّا الوحدة العقدية فجماعة منَّاعة.
ولذلك أخبر الله –تعالى- أن اليهود هم الذين عكسوا هذا الهدي النبوي الشريف؛ فقال تعالى: ﴿تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ﴾ [الحشر:14].
تحسبهم جميعًا: هتافهم واحد، مكانهم واحد، شعاراتهم واحدة.. وقلوبهم شتى! ولكلٍ وجهة! ولكلٍ غاية! ولكلٍ غرضٌ ونهاية!
وقد أخبر الله أن فاعل ذلك لا عقل له!!؛ فقال: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ﴾ [الحشر:14].
﴿تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ﴾ [الحشر:14].
فالذي يهتم بالوحدة الجسدية.. بالكثرة.. بالتجميع، من غير النظر إلى استقامة القلوب على توحيد الرب المعبود -سبحانه وتعالى- هذا ... آخذٌ بسنة اليهود!! لا بسنة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.
وقد أخبر الله -جل وعلا- أن فاعل ذلك لا عقل له!! فقال: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ﴾ [الحشر:14].
وعليه؛ فمن اهتم بالتجميع الجسدي والكثرة العددية، وصمه الله -تعالى- بأنه لا يعقل، ومَن لا يعقل فهو ساقط الأهلية! فكيف يكون حاكمًا على المسلمين؟!!
لتحميل التفريغ بصيغة PDF جاهز للطباعة والنشر - 16 ورقة
اضغط هنا للتحميل من المرفقات.
في رعاية الله
تم بحمد الله الانتهاء من تفريغ خطبة الجمعة قبل الماضية والتي كانت بعنوان حقيقة الحكم بما أنزل الله.
الخطبة رائعة كالعادة؛ أقتطف منها:
أرأيتَ إذا قِيل لمَن يذكر الله بطريقة بدعية: اترك هذا الذكر، واذكر الله بطريقة سُنية.
أفيجوز له أن يقول: إن قائل هذا لا يُحب الذكر!!
لو أنه قال لمبتدعٍ في ذكره: اتقِ الله! واذكر بطريقة سُنية، لا بدعية. أفيقول له مَن أمره: أنك لا تُحب ذكر الله!!
فكذلك لا يُقال: إن مَن لا يشارك في التظاهرات والانتخابات لا يحب قيام الدولة الإسلامية؛ لأنه يستحيل أن يُوجد مسلم صادق يكره دولة الإسلام؛ وإنما قال الله –عز وجل- ذلك في الكفار حين قال: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾ [محمد:9].
فلا يُوجد مسلمٌ قط يكره قيام دولة الإسلام، فضلاً على أن يُحارب إقامتها!، هذا لا وجود له إطلاقًا في قلب مسلم، بل هذا مذكور في حق الكفار؛ كما قال ربنا -جل وعلا-.
ولا يُقال: كيف تصلون إلى تحكيم الشريعة إذا لم تشاكوا في البرلمان؟!
ولكن يُقال: هل شارك رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم- كفارَ قريش في حكمهم حتى وصل إلي تحكيم شريعة الرحمن؟!!
هذا هو السؤال!
إن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لم يعبأ بالوحدة السياسية بادئ ذي بدء، ولم يهتم بإصلاحها قبل إصلاح أصل الدين.
لم يهتم النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بالإصلاح السياسي ولا بالوحدة السياسية، قبل البدء بإصلاح أصل الأصول وهو دين رب العالمين.
فالوحدة الجسدية قد تكون خداعة، وأمَّا الوحدة العقدية فجماعة منَّاعة.
ولذلك أخبر الله –تعالى- أن اليهود هم الذين عكسوا هذا الهدي النبوي الشريف؛ فقال تعالى: ﴿تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ﴾ [الحشر:14].
تحسبهم جميعًا: هتافهم واحد، مكانهم واحد، شعاراتهم واحدة.. وقلوبهم شتى! ولكلٍ وجهة! ولكلٍ غاية! ولكلٍ غرضٌ ونهاية!
وقد أخبر الله أن فاعل ذلك لا عقل له!!؛ فقال: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ﴾ [الحشر:14].
﴿تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ﴾ [الحشر:14].
فالذي يهتم بالوحدة الجسدية.. بالكثرة.. بالتجميع، من غير النظر إلى استقامة القلوب على توحيد الرب المعبود -سبحانه وتعالى- هذا ... آخذٌ بسنة اليهود!! لا بسنة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.
وقد أخبر الله -جل وعلا- أن فاعل ذلك لا عقل له!! فقال: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ﴾ [الحشر:14].
وعليه؛ فمن اهتم بالتجميع الجسدي والكثرة العددية، وصمه الله -تعالى- بأنه لا يعقل، ومَن لا يعقل فهو ساقط الأهلية! فكيف يكون حاكمًا على المسلمين؟!!
لتحميل التفريغ بصيغة PDF جاهز للطباعة والنشر - 16 ورقة
اضغط هنا للتحميل من المرفقات.
في رعاية الله
تعليق