بين الفينة والأخرى تنطلق في الآفاق شبهات تتخطف القلوب السائرة على طريق الحق ، وترمي بها في مهاوي الضلالة والغي . فالمؤمن محاط بفتنتين ما حيِيَ : فتنة الشبهات والشهوات ، فالأولى تهدم الأديان ، والأخرى تهدم الأبدان ، ولا يشك عاقل أن الأولى فسادها أعظم وعاقبتها أشنع ،يقول ابن القيم رحمه الله تعالى : واشتد نكير السلف والأئمة للبدعة ، وصاحوا بأهلها من أقطار الأرض ، وحذروا فتنتهم أشد التحذير ، وبالغوا في ذلك بما لم يبالغوا في إنكار الفواحش والظلم والعدوان ، إذ مضرة البدع وهدمها للدين ومنافاتها له أشد . مدراج السالكين 1 / 327 .
وكلما لبس الضلال لباس الدين والتقوى ، واتشح بوشاح الفضل والعلم فدرؤه أصعب وكشفه يستحيل إلا على العلماء الربانيين يقول الشوكاني رحمه الله : وقد تكون مفسدة اتباع أهوية المبتدعة أشد على هذه الملة من مفسدة اتباع أهوية أهل الملل ، فإن المبتدعة ينتمون إلى الإسلام ، ويظهرون للناس أنهم ينصرون الدين ويتبعون أحسنه ، وهم على العكس من ذلك والضد لما هنالك فلا يزالون ينقلون من يميل إلى أهويتهم من بدعة إلى بدعة ويدفعونه من شنعة إلى شنعة ، حتى يسلخوه من الدين ويخرجونه منه ، وهو يظن أنه منه في الصميم ، وأن الصراط الذي هو عليه هو الصراط المستقيم . فتح القدير 1 / 169 .
لذا فإن السلف رضوان الله عليهم قد اجتهدوا في كشف عوار المبتدعة أكثر من اجتهادهم في بيان ضلال أهل الإلحاد و الملل الأخرى ، واشتد نكيرهم على الأولين أكثر من الآخرين ، يقول ابن الجوزي رحمه الله : قال أبو الوفاء علي بن عقيل الفقيه : قال شيخنا أبو الفضل الهمذاني : مبتدعة الإسلام و الواضعون للحديث أشد من الملحدين ، لأن الملحدين قصدوا إفساد الدين من خارج ، و هؤلاء قصدوا إفساده من داخل ، فهم كأهل بلد سعوا في إفساد أحواله ، و الملحدون كالمحاصرين من خارج ، فالدخلاء يفتحون الحصن ، فهم شر على الإسلام من غير الملابسين له . الموضوعات 1 / 51 ، الصارم المسلول 2 / 329 . ويقول ابن القيم رحمه الله : فهم أعظم ضررًا على الإسلام وأهله من أولئك لأنهم انتسبوا إليه وأخذوا في هدم قواعده وقلع أساسه ، وهم يتوهمون ويوهمون أنهم ينصرونه . الصواعق المرسلة 3 / 821 .
ويخرج بعد هذا البيان قائلهم : أليس الأولى بكم الرد على العلمانيين واليهود والنصارى ؟!! من أن تردوا على إخوانكم المسلمين !! وعجبًا لقولهم !! أيرضى أحدهم أن تعيش بلاده بلا شرطة ، بحجة أن الجيش يكفي لصد العدو الخارجي !! ألا يرون في ذلك فساد البلاد والعباد بل وفساد الجيش نفسه الذي يقف على ثغور الإسلام في الوقت الذي تحمي أعراض الجند و تحفظ بيوتهم الشرطة !! ما أسوأ وأقبح أن تخالف العقل والنقل . يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين ، ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين ، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب ، فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعًا ، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداءً ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم . مجموع الفتاوى 28 / 232 .
وقد حلت اللعنات الإلهية على بني إسرائيل لاجتنابهم إنكار المنكر إذا رأوه يقع من أقوامهم وأهليهم يقول الله تعالى عن سبب لعنهم : " كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يصنعون " 79 المائدة . فلا بد من تنقية الصف الإسلامي مما يشوبه من براثن البدع والخرافات ليصفو ويقوى على مواجهة العدو الخارجي ، ولكي يكون نموذجًا يحتذى لراغبي الهداية إلى الحق . يقول ابن تيمية رحمه الله : المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل إحداهما الأخرى ، وقد لا ينقلع الوسخ إلا بنوع من الخشونة ، لكن ذلك يوجب من النظافة والنعومة ما نحمد معه ذلك التخشين . 28 / 53 .
وإنه لمن مضار السكوت على المخالف ( 1 ) :
1- تعطيل الأصل الأصيل الذي هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومجاهدة المبطلين .
2- ارتفاع أهل الأهواء على أهل السنة . 3- مد المخالفة وامتداد رواقها وانتشارها .
4- فشو الشبهة ومداخلتها للاعتقاد الحق . 5- تحريك العقيدة الحقة عن ثباتها وتضعيفها .
6- ظهور المبطلين في المجامع وعلى درجات المنابر ومشاغبة المصلحين والتحريش بهم .
7- إسقاط العقوبة الشرعية لأهل الأهواء .
8- إغراء الغزاة لاجتياح ديار الإسلام بعد هوان العقيدة الصافية وضعفها على أيدي أهل الأهواء .
9- موات الغيرة على حرمات الدين واستعصاء إصلاح الدهماء على العلماء .
10- تحجج العامة بالسكوت على نسبة الأهواء والشهوات إلى الدين .
وهذه جملة من آثار السلف ( 2 ) في تعظيم المخالفة لأهل البدع ومجانبتهم وإظهار أن خطرهم على المسلمين أشد من العدو الخارجي وأشد من خطر أهل امعاصي والفسق :
* قال أبو موسى : لأن أجاور يهوديًا ونصرانيًا ، وقردة وخنازير ، أحب إلي من أن يجاورني صاحب هوى يمرض قلبي . الإبانة 2 / 468 .
* قال يونس بن عبيد لابنه : أنهى عن الزنى والسرقة وشرب الخمر ، ولئن تلقى الله - عز وجل - بهذا أحب من أن تلقاه برأي عمرو بن عبيد وأصحاب عمرو . الإبانة 2 / 466 .
* قال العوام بن حوشب في حق ابنه عيسى : والله لأن أرى عيسى يجالس أصحاب البرابط والأشربة والباطل أحب إلي من أن أراه يجالس أصحاب الخصومات أهل البدع . البدع والنهي عنها لابن وضاح 56 .
* قال يحيى بن عبيد : لقيني رجل من المعتزلة فقال ، فقمت فقلت : إما أن تمضي وإما أن أمضي ، فإني أن أمشي مع نصراني أحب إلي من أن أمشي معك . البدع والنهي عنها لابن وضاح 59 .
* قال سعيد بن جبير : لأن يصحب ابني فاسقًا شاطرًا سنيًا ، أحب إلي من أن يصحب عابدًا مبتدعًا . الإبانة لابن بطة 132 .
* قال أبو حاتم : سمعت أحمد بن سنان يقول : لأن يجاورني صاحب طنبور أحب إلي من أن يجاورني صاحب بدعة ، لأن صاحب الطنبور أنهاه وأكسر طنبوره ، والمبتدع يفسد الناس والجيران والأحداث . الإبانة لابن بطة 2 / 469 .
* قال الشافعي : لأن يلقى العبد الله بكل ذنب ما خلا الشرك خير من أن يلقاه بشيء من الهوى . الاعتقاد للبيهقي 158 .
* قال أحمد بن حنبل : قبور أهل السنة من أهل الكبائر روضة ، وقبور أهل البدعة من الزهاد حفرة ، فساق أهل السنة أولياء الله وزهاد أهل البدعة أعداء الله . طبقات الحنابلة 1 / 184 .
وأختم بفتوى للعلامة الصالح محمد بن صالح بن عثيمين درج فيها على فقه السلف واعتقادهم ، فهو من بقيتهم رحمه الله وقدس روحه :
سائل يقول : هل من الحكمة العمل مع الأحزاب الإسلامية التي تواجه العلمانية والشيوعية وغيرها من المبادئ الهدَّامة ؛ أم الحكمة ترك هذه الأحزاب وترك العمل السياسي مطلقًا ؛ جزاكم الله خيرًا ؟
الجواب : الحكمة في هذه الأحزاب ؛ أن نعمل بما كان عليه السلف الصالح من سلوك الطريق الصحيح في أنفسنا أولاً ؛ ثم في إصلاح غيرنا ؛ ( وفي هذا كفاية في رد الأعداء ) ، والعمل مع الفرق الأخرى الضالة التي تنتسب إلى الإسلام قد لا يزيد الأعداء إلاَّ شدة ( ! ) لأنهم سوف يدخلون علينا من البدع الضالة ؛ ويقولون : أنتم تقولون كذا وكذا ؛ لأننا أمامهم طائفة واحدة !! ؛ فيحصل لنا الضرر في هذا الاجتماع المشتمل على البدع والسُنة ، لكننا نجانب هذا كله وندعُو من طريق واحد ؛ وهو طريق السلف الصالح وكفى به كفاية ؛ وما هذا الفكر الذي يقول نجتمع كلنا من أهل السُنة وأهل البدع في مقابلة الأعداء ؛ ما هذا النظر إلاَّ كنظر من يقول : هات الأحاديث الضعيفة واجمعها في الترغيب ؛ واجمع الأحاديث الضعيفة في الترهيب من أجل أن يرْغب الناس في الطاعة وأن يرْهبوا من المعصية ، وهذا خطأ ( !! ) . ولهذا لا نرى إيراد الأحاديث الضعيفة لا في الترغيب ولا في الترهيب ؛ لا نرى إيرادها إطلاقًا ( ! ) ؛ إلاَّ مقرونة ببيان الضعف ؛ لأن في الأحاديث الصحيحة الكفاية . كذلك في طريق السلف الصالح ( الخالص ) من شوائب البدع فيه كفاية .اهـ ( 3 )
____________________________________________
( 1 ) با ختصار وإيجاز من كتاب الرد على المخالف لبكر بن عبدالله أبو زيد ، ص 81 - 83 . دار العاصمة بالرياض .
( 2 ) الآثار مستفادة من كتاب لم الدر المنثور من القول المأثور لجمال بن فريحان الحارثي ، ص 47 - 49 . مكتبة الهداية بالجزائر .
( 3 ) الفتوى على شبكة الإنترنت صوتيًا ومقاليًا .
وكتبه أبو عبدالله عمرو بن صلاح الدين الأسريجي
وكلما لبس الضلال لباس الدين والتقوى ، واتشح بوشاح الفضل والعلم فدرؤه أصعب وكشفه يستحيل إلا على العلماء الربانيين يقول الشوكاني رحمه الله : وقد تكون مفسدة اتباع أهوية المبتدعة أشد على هذه الملة من مفسدة اتباع أهوية أهل الملل ، فإن المبتدعة ينتمون إلى الإسلام ، ويظهرون للناس أنهم ينصرون الدين ويتبعون أحسنه ، وهم على العكس من ذلك والضد لما هنالك فلا يزالون ينقلون من يميل إلى أهويتهم من بدعة إلى بدعة ويدفعونه من شنعة إلى شنعة ، حتى يسلخوه من الدين ويخرجونه منه ، وهو يظن أنه منه في الصميم ، وأن الصراط الذي هو عليه هو الصراط المستقيم . فتح القدير 1 / 169 .
لذا فإن السلف رضوان الله عليهم قد اجتهدوا في كشف عوار المبتدعة أكثر من اجتهادهم في بيان ضلال أهل الإلحاد و الملل الأخرى ، واشتد نكيرهم على الأولين أكثر من الآخرين ، يقول ابن الجوزي رحمه الله : قال أبو الوفاء علي بن عقيل الفقيه : قال شيخنا أبو الفضل الهمذاني : مبتدعة الإسلام و الواضعون للحديث أشد من الملحدين ، لأن الملحدين قصدوا إفساد الدين من خارج ، و هؤلاء قصدوا إفساده من داخل ، فهم كأهل بلد سعوا في إفساد أحواله ، و الملحدون كالمحاصرين من خارج ، فالدخلاء يفتحون الحصن ، فهم شر على الإسلام من غير الملابسين له . الموضوعات 1 / 51 ، الصارم المسلول 2 / 329 . ويقول ابن القيم رحمه الله : فهم أعظم ضررًا على الإسلام وأهله من أولئك لأنهم انتسبوا إليه وأخذوا في هدم قواعده وقلع أساسه ، وهم يتوهمون ويوهمون أنهم ينصرونه . الصواعق المرسلة 3 / 821 .
ويخرج بعد هذا البيان قائلهم : أليس الأولى بكم الرد على العلمانيين واليهود والنصارى ؟!! من أن تردوا على إخوانكم المسلمين !! وعجبًا لقولهم !! أيرضى أحدهم أن تعيش بلاده بلا شرطة ، بحجة أن الجيش يكفي لصد العدو الخارجي !! ألا يرون في ذلك فساد البلاد والعباد بل وفساد الجيش نفسه الذي يقف على ثغور الإسلام في الوقت الذي تحمي أعراض الجند و تحفظ بيوتهم الشرطة !! ما أسوأ وأقبح أن تخالف العقل والنقل . يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين ، ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين ، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب ، فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعًا ، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداءً ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم . مجموع الفتاوى 28 / 232 .
وقد حلت اللعنات الإلهية على بني إسرائيل لاجتنابهم إنكار المنكر إذا رأوه يقع من أقوامهم وأهليهم يقول الله تعالى عن سبب لعنهم : " كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يصنعون " 79 المائدة . فلا بد من تنقية الصف الإسلامي مما يشوبه من براثن البدع والخرافات ليصفو ويقوى على مواجهة العدو الخارجي ، ولكي يكون نموذجًا يحتذى لراغبي الهداية إلى الحق . يقول ابن تيمية رحمه الله : المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل إحداهما الأخرى ، وقد لا ينقلع الوسخ إلا بنوع من الخشونة ، لكن ذلك يوجب من النظافة والنعومة ما نحمد معه ذلك التخشين . 28 / 53 .
وإنه لمن مضار السكوت على المخالف ( 1 ) :
1- تعطيل الأصل الأصيل الذي هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومجاهدة المبطلين .
2- ارتفاع أهل الأهواء على أهل السنة . 3- مد المخالفة وامتداد رواقها وانتشارها .
4- فشو الشبهة ومداخلتها للاعتقاد الحق . 5- تحريك العقيدة الحقة عن ثباتها وتضعيفها .
6- ظهور المبطلين في المجامع وعلى درجات المنابر ومشاغبة المصلحين والتحريش بهم .
7- إسقاط العقوبة الشرعية لأهل الأهواء .
8- إغراء الغزاة لاجتياح ديار الإسلام بعد هوان العقيدة الصافية وضعفها على أيدي أهل الأهواء .
9- موات الغيرة على حرمات الدين واستعصاء إصلاح الدهماء على العلماء .
10- تحجج العامة بالسكوت على نسبة الأهواء والشهوات إلى الدين .
وهذه جملة من آثار السلف ( 2 ) في تعظيم المخالفة لأهل البدع ومجانبتهم وإظهار أن خطرهم على المسلمين أشد من العدو الخارجي وأشد من خطر أهل امعاصي والفسق :
* قال أبو موسى : لأن أجاور يهوديًا ونصرانيًا ، وقردة وخنازير ، أحب إلي من أن يجاورني صاحب هوى يمرض قلبي . الإبانة 2 / 468 .
* قال يونس بن عبيد لابنه : أنهى عن الزنى والسرقة وشرب الخمر ، ولئن تلقى الله - عز وجل - بهذا أحب من أن تلقاه برأي عمرو بن عبيد وأصحاب عمرو . الإبانة 2 / 466 .
* قال العوام بن حوشب في حق ابنه عيسى : والله لأن أرى عيسى يجالس أصحاب البرابط والأشربة والباطل أحب إلي من أن أراه يجالس أصحاب الخصومات أهل البدع . البدع والنهي عنها لابن وضاح 56 .
* قال يحيى بن عبيد : لقيني رجل من المعتزلة فقال ، فقمت فقلت : إما أن تمضي وإما أن أمضي ، فإني أن أمشي مع نصراني أحب إلي من أن أمشي معك . البدع والنهي عنها لابن وضاح 59 .
* قال سعيد بن جبير : لأن يصحب ابني فاسقًا شاطرًا سنيًا ، أحب إلي من أن يصحب عابدًا مبتدعًا . الإبانة لابن بطة 132 .
* قال أبو حاتم : سمعت أحمد بن سنان يقول : لأن يجاورني صاحب طنبور أحب إلي من أن يجاورني صاحب بدعة ، لأن صاحب الطنبور أنهاه وأكسر طنبوره ، والمبتدع يفسد الناس والجيران والأحداث . الإبانة لابن بطة 2 / 469 .
* قال الشافعي : لأن يلقى العبد الله بكل ذنب ما خلا الشرك خير من أن يلقاه بشيء من الهوى . الاعتقاد للبيهقي 158 .
* قال أحمد بن حنبل : قبور أهل السنة من أهل الكبائر روضة ، وقبور أهل البدعة من الزهاد حفرة ، فساق أهل السنة أولياء الله وزهاد أهل البدعة أعداء الله . طبقات الحنابلة 1 / 184 .
وأختم بفتوى للعلامة الصالح محمد بن صالح بن عثيمين درج فيها على فقه السلف واعتقادهم ، فهو من بقيتهم رحمه الله وقدس روحه :
سائل يقول : هل من الحكمة العمل مع الأحزاب الإسلامية التي تواجه العلمانية والشيوعية وغيرها من المبادئ الهدَّامة ؛ أم الحكمة ترك هذه الأحزاب وترك العمل السياسي مطلقًا ؛ جزاكم الله خيرًا ؟
الجواب : الحكمة في هذه الأحزاب ؛ أن نعمل بما كان عليه السلف الصالح من سلوك الطريق الصحيح في أنفسنا أولاً ؛ ثم في إصلاح غيرنا ؛ ( وفي هذا كفاية في رد الأعداء ) ، والعمل مع الفرق الأخرى الضالة التي تنتسب إلى الإسلام قد لا يزيد الأعداء إلاَّ شدة ( ! ) لأنهم سوف يدخلون علينا من البدع الضالة ؛ ويقولون : أنتم تقولون كذا وكذا ؛ لأننا أمامهم طائفة واحدة !! ؛ فيحصل لنا الضرر في هذا الاجتماع المشتمل على البدع والسُنة ، لكننا نجانب هذا كله وندعُو من طريق واحد ؛ وهو طريق السلف الصالح وكفى به كفاية ؛ وما هذا الفكر الذي يقول نجتمع كلنا من أهل السُنة وأهل البدع في مقابلة الأعداء ؛ ما هذا النظر إلاَّ كنظر من يقول : هات الأحاديث الضعيفة واجمعها في الترغيب ؛ واجمع الأحاديث الضعيفة في الترهيب من أجل أن يرْغب الناس في الطاعة وأن يرْهبوا من المعصية ، وهذا خطأ ( !! ) . ولهذا لا نرى إيراد الأحاديث الضعيفة لا في الترغيب ولا في الترهيب ؛ لا نرى إيرادها إطلاقًا ( ! ) ؛ إلاَّ مقرونة ببيان الضعف ؛ لأن في الأحاديث الصحيحة الكفاية . كذلك في طريق السلف الصالح ( الخالص ) من شوائب البدع فيه كفاية .اهـ ( 3 )
____________________________________________
( 1 ) با ختصار وإيجاز من كتاب الرد على المخالف لبكر بن عبدالله أبو زيد ، ص 81 - 83 . دار العاصمة بالرياض .
( 2 ) الآثار مستفادة من كتاب لم الدر المنثور من القول المأثور لجمال بن فريحان الحارثي ، ص 47 - 49 . مكتبة الهداية بالجزائر .
( 3 ) الفتوى على شبكة الإنترنت صوتيًا ومقاليًا .
وكتبه أبو عبدالله عمرو بن صلاح الدين الأسريجي
تعليق