قال أبو الوفاء علي بن عقيل رحمه الله: [الفنون لابن عقيل (114/1)]
((سَألَ سَائلٌ: هل يَأثَمُ الرَّجُلُ بتِلاوةِ القُرآنِ عَلى وَجْهٍ مِن الوُجوه؟
قال حَنبليّ: نَعم، إنَّ الرَّجُلَ لَيَقصِدُ بالتِّلاوَةِ شَرًّا، فَيأثَمُ بِها لِقصْدِه، كَما يُؤجَرُ بِصُورةِ الْمَعصيَة، يَأثَمُ بِصورَةِ الْعِبَادة.
قَالَ لهُ السَّائِل: كَانَت مَسأَلةً صَارت مَسألَتين: أَخبِرنِي ما صُورَةُ الطَّاعَةِ التي يَأثَمُ بِها، وما صُورَةُ المَعصِيةِ الَّتِي يُؤجَرُ عَليها.
قَال: الآيَاتُ يَتلُوهَا لِيدْعُوَ بِإشكَالِها إلى بِدعَة:
كَمُشَبِّهٍ يَتلُو آياتِ الإضَافات(1)، مِثلَ قَوله: (بَلْ يَداهُ مَبسُوطَتَان)، (تَجْرِي بِأَعيُنِنا)، (وَيَبقى وَجهُ ربِّك)، (يُكشفَ عن ساق): يوهِم بذلك ثبات الأعضاء،
أو حُلوليٌّ يوهم بقوله: (نفَخنا فيه مِن روحِنا)، (فإذا سوَّيتُه ونفخت فيه من روحي): ألا تَرى أنَّ آدم لمَّا كَان طِينًا لا قَدِيمَ فيه، لَم يُسجِد له، ولَمَّا وَلَجته الرُّوحُ القديمة، أسجَد له الملائكة.
فهذا كُلُّه تِلاوَةٌ لِكتابِ اللهِ، وَكُلُّه صَارَ وَبالا عَلى تَالِيهِ لِلإضْلالِ بِه، حَيثُ أَنزَلهُ اللهُ لِهدى خَلقِه، فَأَضلَّ بِهِ هذا الخَلق...
وأمَّا صورة المعصية الذي يُثاب عليه، فالكذبة يصلح بها بين الزوجين ويُطفئ بها النائرة بين الجنبين.
فافهم هذا فإنَّه مِن فِقه الأعمال )).
---------------------------------------------
(1): هذا اصطلاح بعض المتكلمين، يُنكِرون تسمية (آيات الصفات) ويسمونها (آيات الإضافات)، أي أنها منفصلة عن الله مُضافةٌ إليه..
قال ابن القيم رحمه الله: (والتحقيق: أن هذا نِزاعٌ لَفظِيٌّ في التسمية، فالمقصودُ إِطلاقُ هَذه الإضَافاتِ عليه سُبحانه، ونِسبتُها إليه، والإخبَارُ عَنه بها، مُنزَّهةً عَن التَّمثيلِ والتَّعطِيل، سواءً سُمِّيَت صفاتٍ أو لَم تُسَم).
(مدارج السالكين 323/3)
((سَألَ سَائلٌ: هل يَأثَمُ الرَّجُلُ بتِلاوةِ القُرآنِ عَلى وَجْهٍ مِن الوُجوه؟
قال حَنبليّ: نَعم، إنَّ الرَّجُلَ لَيَقصِدُ بالتِّلاوَةِ شَرًّا، فَيأثَمُ بِها لِقصْدِه، كَما يُؤجَرُ بِصُورةِ الْمَعصيَة، يَأثَمُ بِصورَةِ الْعِبَادة.
قَالَ لهُ السَّائِل: كَانَت مَسأَلةً صَارت مَسألَتين: أَخبِرنِي ما صُورَةُ الطَّاعَةِ التي يَأثَمُ بِها، وما صُورَةُ المَعصِيةِ الَّتِي يُؤجَرُ عَليها.
قَال: الآيَاتُ يَتلُوهَا لِيدْعُوَ بِإشكَالِها إلى بِدعَة:
كَمُشَبِّهٍ يَتلُو آياتِ الإضَافات(1)، مِثلَ قَوله: (بَلْ يَداهُ مَبسُوطَتَان)، (تَجْرِي بِأَعيُنِنا)، (وَيَبقى وَجهُ ربِّك)، (يُكشفَ عن ساق): يوهِم بذلك ثبات الأعضاء،
أو حُلوليٌّ يوهم بقوله: (نفَخنا فيه مِن روحِنا)، (فإذا سوَّيتُه ونفخت فيه من روحي): ألا تَرى أنَّ آدم لمَّا كَان طِينًا لا قَدِيمَ فيه، لَم يُسجِد له، ولَمَّا وَلَجته الرُّوحُ القديمة، أسجَد له الملائكة.
فهذا كُلُّه تِلاوَةٌ لِكتابِ اللهِ، وَكُلُّه صَارَ وَبالا عَلى تَالِيهِ لِلإضْلالِ بِه، حَيثُ أَنزَلهُ اللهُ لِهدى خَلقِه، فَأَضلَّ بِهِ هذا الخَلق...
وأمَّا صورة المعصية الذي يُثاب عليه، فالكذبة يصلح بها بين الزوجين ويُطفئ بها النائرة بين الجنبين.
فافهم هذا فإنَّه مِن فِقه الأعمال )).
---------------------------------------------
(1): هذا اصطلاح بعض المتكلمين، يُنكِرون تسمية (آيات الصفات) ويسمونها (آيات الإضافات)، أي أنها منفصلة عن الله مُضافةٌ إليه..
قال ابن القيم رحمه الله: (والتحقيق: أن هذا نِزاعٌ لَفظِيٌّ في التسمية، فالمقصودُ إِطلاقُ هَذه الإضَافاتِ عليه سُبحانه، ونِسبتُها إليه، والإخبَارُ عَنه بها، مُنزَّهةً عَن التَّمثيلِ والتَّعطِيل، سواءً سُمِّيَت صفاتٍ أو لَم تُسَم).
(مدارج السالكين 323/3)