بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فقد وقفت على مقال بعنوان (( ســــــلـــوى لأهل السنة، وأصحاب التقوى)) لأحد أكبر رؤوس مثيري الشغب والفتن ومؤيدي أهل البدع والضلال والمحن في هذا العصر ألا وهو المدعو علي الحلبي الذي بدعه أهل العلم والإيمان بسبب الفتن والقلاقل التي أثارها والبدع والضلالات التي أصلها ودافع عنها ثم يأتي يدعي أنه لا يثير إثارة الفتن وهو متولي إشعال نارها والنافخ لها في هذه الأيام ولا يزال !
وسأقف معه أربع وقفات :
الوقفة الأولى في العنوان :
حيث عنون له حلبيهم بقوله (( سلوى لأهل السنة، وأصحاب التقوى))
أقول :
هذا الحلبي يعني بأهل السنة وأصحاب التقوى نفسه وحزبه وإخوانه – الموافقين له – وطلابه !
وهذا العنوان منه كقول السارق إني عفيف !
وكقول الفاجر في الخصومة إني لا أحب الخصام !!
هل أهل السنة وأصحاب التقوى يقرون الباطل ويدافعون عن أهله !
وهل يدافعون عن رسالة بها الدعوة إلى وحدة الأديان وأخوة الأديان وحرية الأديان ومساواة الأديان والدعوة للديمقراطية ويصفونها بأنها شارحة الإسلام وأنها تمثل الوسطية !
وهل يُجَوِّز أهل السنة وأصحاب التقوى وصف - الصحابة بالغثائية – ولا يستنكرون وصفهم بذلك بل يدافعون عن قائلها دفاعاً مستميتاً !!
حاشاهم من ذلك جميعاً
بل هذه سمة أهل البدع والأهواء
نعوذ بالله من الخذلان !!!
إنما أهل السنة المتمسكون بالسنة العاملون بها على منهاج السلف الصالح
وأهل السنة هم المدافعون والذابون عنها الناصرون لها المحاربون لمن حاربها المعادون لمن عاداها وابتدع في دين الله ما لم ينزل به سلطان!
فاعرف يا حلبي أنت وحزبك قدركم ولا تجاوزونه بالزور والبهتان !
الوقفة الثانية : في قول حلبيهم :
.... )) حتى يُعرفَ من يثير على الناس شراً (( -حقيقةً وواقعاً!!-ممّن رُمي بذلك -بالزور والبهتان- وهو منه بريء- ))
أقول :
تعودنا على سفسطة الحلبي وقلبه للحقائق وبهرجته للكلام وتنميقه.
فالحلبي الذي أثار الفتن على أهل السنة وشغب طلاب العلم على مشايخهم وأيد وساند ودافع عن أهل البدع والأهواء المخالفين للسنة المحاربين لها وحارب أهل السنة السلفيين الموافقين العاملين بالسنة والمحاربين لمن خالفها على
امتداد سنوات جاوزت العشر ...
هذا الحلبي يعتبر وصفه بما يصدق على حاله ومقاله وفعاله من باب الزور والبهتان بل هو منها بريء !!!!
والله لقد فاق الحلبي أهل البدع في المخادعة والتلون وإظهار الضعف والتمسك .
نسأل الله السلامة والعافية .
ومع هذا الميزان المعكوس المنكوس من ذاك الحلبي في تبرئة نفسه !
تأملوا معي : رميه ووصفه لأهل السنة - العاملين بها المدافعين عنها - بأنهم يثيرون على الناس الشر ! حقيقة وواقعاً !
بلا تعليق فمقام الحال هنا أبلغ من المقال !
وأجزم بأن حكاية هذا القول كافٍ في بيان الضلال البعيد الذي وقع الحلبي في أوحاله .
الوقفة الثالثة : في قول حلبيهم
((أُوردُ لإخواني -وأبنائي- طلبةِ العلم ))
أقول :
الطيور على أشكالها تقع !
ووافق شن طبقه وافقه فاعتنقه !!
وإذا كان كبيرهم ( حلبيهم ) ومن يعظمونه ويستميتون في الدفاع عن باطله هذا حاله فكيف باتباعه !
لذا لا يستغرب أهل السنة من أوحال منتداهم المعنون له بغير حقيقته (كل السلفيين) !
ولو أن هؤلاء الموافقين لحلبيهم ضبطوا اسم المنتدى بــ ( كُلِ السلفيين ) لكان موافقاً لحقيقة حالهم وأوحالهم !
الوقفة الرابعة : مع قول حلبيهم بعد نقله لكلام الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى
(( ونحن -إذا احتسبنا ، وصدَقْنا ربَّنا- ؛فلن نغادرَ هذا الوصفَ-بمشيئة الله- تعالى-إذا أعان ربُّنا وسدّد-..))
أقول :
كلام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى في تسليط الشيطان حزبه من أهل الباطل والبدع والأهواء والفسلسفيات والمغالطات على أهل الحق والسنة والتقوى يصدق على مشايخنا الأئمة السلفيين المعروفين بسلامة المعتقد والمنهج لا على أمثالك أيها الحلبي ومن تدافع عنهم ومن يدافعون عنك بالباطل !
وأنت أيها الحلبي مراوغ أعمى البصيرة ففي أول كلام ابن قيم الجوزية الذي نقلت منه كلام يصدق عليك وعلى حزبك تماماً حيث قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى :
((المرتبة الثانية من الشر وهي البدعة وهي أحب إليه من الفسوق والمعاصي لأن ضررها في نفس الدين وهو ضرر متعد وهي ذنب لا يتاب منه وهي مخالفة لدعوة الرسل ودعا إلى خلاف ما جاءوا به وهي باب الكفر والشرك فإذا نال منه البدعة وجعله من أهلها بقي أيضاً نائبه وداعياً من دعائه )) انتهى
فـتأملوا إخواني كلام الإمام ابن قيم الجوزية :
على من يصدق !
وعلى من يطبق !
وبمن ألصق !
وصدق الله عز شأنه إذ يقول :
{ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }
أخوكم المحب
أحمد بن عمر بازمول
الثلاثاء الثاني من رمضان 1432هـ
الساعة السادسة عصراً
أحمد بن عمر بازمول
الثلاثاء الثاني من رمضان 1432هـ
الساعة السادسة عصراً
تعليق