السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ......
هذه رسالتي و نصيحتي لك يا أخي و أقول لك و بالله أستعين.
لا يخلو زمان من الأزمنة بعد القرون المفضلة إلاّ و الأمة الإسلامية تصاب يوما بعد يوم بالأمراض و الأسقام الحسية منها و المعنوية , و من الأمراض المعنوية التي أصابت الأمة الإسلامية مرض عضال يُسمى بالفرقة و الإختلاف وهذا من قدر الله الكوني و الشرعي , فالنبي صلى الله عليه و سلم وهو الصادق المصدوق قد أخبر عن هذا الإفتراق و هذه الفرقة و اسبابها و بين سبل الإبتعاد عنها و أسباب الوقاية منها و العلاج لها إلاّ أن المعاند و المخالف للهدي النبوي لم تفده وَصَفَات و إرشادات المصطفى صلى الله عليه و سلم .
قال عليه افضل الصلاة و التسليم:(إن بني إسرائيل افترقت على إحدى و سبعين فرقة و إن أمتي ستفترق على اثنتين و سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة و هي : الجماعة)
و الأدهى و الأمَرّ أن هذه الفرقة كانت لأهل السنة السلفيين نصيبُُ منها مما سَبّبَ ضعفاً و تراجعاً لهذه الدعوة المباركة- و هذه حقيقة لا يختلف فيها اثنان-
السؤال المطروح هو: ما هو سبب أو ماهي أسباب هذه الفرقة و هذه الإختلافات بين أبناء المنهج الواحد؟ مع العلم أن عهد علمائنا الكبار في هذا الزمان ’ الشيخ الألباني و الشيخ ابن باز و الشيخ ابن العثيميين و الشيخ مقبل - رحمة الله على الجميع – لم يشهد هذه الفرقة و هذا الإختلاف و هذا اللمز و هذا الغمز.
المشاهد في هذا الزمان الذي كثر فيه المتعالمين و المتفيقهين أن الفتن و الخلافات الموجودة بين العلماء كان سببها هذه الشريحة من الناس التي استطاعت أن تشعل نار الفتنة بين أهل العلم بنقولات كاذبة و مبتورة إلى العلماء عن بعض المشايخ و بعض طلبة العلم في مسائل هم لها برئاء براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.
و مما زاد الطين بلة هو إنشاء مواقع أنترنت يضرب بها العلماء و المشايخ السلفيين بعضهم ببعض نصرة لفلان و علان من المشايخ زعموا وهذا ما أدى إلى فتنة و شر مستطير ذهب ضحيته شباب متحمس للأشخاص ليس له زاد يميز به بين المخطئ و المصيب.و الله المستعان.
و أقول لك أخي و أنا لك ناصح أمين أن الحذر و الحيطة في مسائل الخلاف بين أهل العلم مطلوبة, فالعالم يصيب و يخطئ و ليس بمعصوم و خطأ العالم بارك الله فيك مغفور فالعالم رَجّاع إلى الحق متى تبيّن له أما الجاهل الذي لا يعلم و لا يفهم الأدلة فرجوعه صعب ...فاحذر أخي.
على الأقل إن كنت ممن يأخذون بقول شيخ معين من مشايخ السنة السلفيين في مسألة خالف فيها غيره من المشايخ أو من طلبة العلم و ظهر لك فيما يبدو لك أن الحق معه فلا تُعَنِف على من يخالفك الرأي خاصة إذا كانت المسألة من المسائل التي يسوغ فيها الخلاف و هذا من أجل اجتناب الخلافات بين الإخوة السلفيين و خاصة إذا كنت ممن قصرعلمه و قل زاده العلمي و ابتعادا عن مغبة الوقوع في الهجر و التبديع بغير حجة و لا برهان .
وأقول لك أخي الأمين إذا كنت تريد الحق في مسائل الخلاف فلا تتعصب لقول من الأقوال حتى تراجع المسألة جيداً و تقرأ في حجة الفريقين ’هذا إذا كنت قادرا على فهم الأدلة و الإستنباط أما إذا كان العكس فيسعك قول من تثق فيه مع عدم إلزام الغير برأيك بارك الله فيك.
و اقول أخيرا يا أخي ’إن أعدائنا يتربصون بنا الدوائر ’ فتجد اليهود و النصارى و المجوس من جهة ’و أهل البدع من الروافض و الصوفية و العلمانيين و الحركيين و....... من جهة أخرى أفلا يكفينا هذا العداء حتى نصنع من أنفسنا(السلفيين) أعداءا بعضنا لبعض أفلا نتذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
و صلي اللهم و سلم على نبينا محمد و على اَله و صحبه أجمعين و اَخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وكتبه أبو أحمد الهواري بن سعيد الجزائري
01 رمضان 1432هجري/01 أوت2011