الحمد لله والصلاة والسلام على رول الله وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد
فهذه مقتطفات من كلام الشيخ العلامة تقي الدين الهلالي المغربي من مقال له رحمه الله بعنوان" أيها العرب لا تتخذوا الفرقة وسيلة الى الوحدة" تجد فيها أخي القارئ بقرير حرمة الثورات ضد الحاكم المسلم ، وأنه لا يمدح مثلها أو يتمنى حدوثها في وطنه الا غاش لقومه ساع في هلاكهم.أما بعد
قال الشيخ رحمه الله وهو يتكلّم عن معاني بعض الألفاظ كالإشتراكية ،الجمهورية ، الوحدة ، الثورة ، الحرية ..........
قال بعد أن تكلّم عن الإشتراكية والحرّية.........
قال بعد أن تكلّم عن الإشتراكية والحرّية.........
الثورات المحمودة 1)
و أما الثورة، فإنها شر قد يضطر إليه المغلوب على أمره المقهور، فمتى كان الثائرون مظلومين مهضومين، قد اعتدى عليهم غريب يستعبدهم ويستغل أموالهم، متجبرا متكبرا، معتمدا على قوته، وقد شعر هؤلاء المظلومون بالقهر شعورا وحد أفكارهم، وأزال من أنفسهم جميع الأغراض الشخصية حتى صاروا كرجل واحد، واعدوا العدة لثورتهم، ونظروا في العواقب، فإن الثورة تفك أسرهم وتحررهم، وتجعلهم سادة في بلادهم، فيدوم صفوهم، ويستقيم أمرهم وذلك كأهل البلاد السويسرية في ثورتهم على أمراء النمسا الذين كانوا مستولين عليهم، وكسكان الولايات المتحدة في ثورتهم على الدولة البريطانية، فكلتا الثورتين تحقق نجاحها واطرد، وسار أهلها إلى الأمام متحدين متقدمين، فيئس منهم عدوهم فعاد يخطب ودهم.
و كثورة سكان اتحاد جنوب إفريقيا البيض على الدولة البريطانية، وبعض هؤلاء هولنديون، وبعضهم من البلاد البريطانية في الأصل. فلما عجزت الدولة البريطانية عن إخماد ثورتهم صالحتهم وتوددت إليهم فاتحدوا معها عشرات السنين.
الى أن قال رحمه الله :
و هناك نوع آخر من الثورات، ثورة الشعب على حكامه إذا طغوا وحادوا عن سبيل الرشد، واتبعوا أهواءهم، ولم يرقبوا في شعبهم إلا ولا ذمة، بل صاروا يعاملونه معاملة العدو لعدوه.
ثم تكلم الشيخ عن نجاح ثورة الشعب البريطاني 2 على الملكية المطلقة، وثورة الشعب الفرنسي على الملكية جملة وتفصيلا ، وأشار الى أن بعض الشعوب لم تحتج الى الثورة لتحصيل مرادها
الى ان قال رحمه الله :
الى ان قال رحمه الله :
فمدح الثورة لذاتها، واعتماد أن كل شعب يحتاج إليها -و لا بد أن تنجح فيه، وتأتي بالخير العميم للشعب الذي يقوم بها- هو اعتماد فاسد تكذبه المشاهدة، بل الثورة التي لم تتوفر أسبابها ودواعيها، ولم تبن على أساس متين، هي مرض خطير، متى أصيب به شعب تشتت شمله، وتبعثرت قواه، وزالت وحدته، واتسع خرقه على الراقع، وسار سيرا حثيثا إلى الفناء.
ثم استرسل رحمه الله في الكلام عن حال الملكيات والجمهوريات الى أن قال :
هذا ما يقال إذا نظرنا إلى هذه القضية على ضوء العلم المكتسب بالتجارب، وأما إذا نظرنا إليها من الوجهة الإسلامية، فإن معاني تلك الألفاظ من اشتراكية وحرية ووحدة وثورة وجمهورية إما أن تكون موجودة في الإسلام الذي يستمد أحكامه من الكتاب والسنة، أو ليست موجودة. فإن كانت موجودة فيه، فقد وجب علينا أن نجعل الهم واحدا، ونرضى بالله صاحبا، فنجدد الدعوة إلى الإسلام الأول على صفائه وطهارته، ونخلصه من جميع الشوائب والأكدار والبدع التي طرأت عليه بمرور الزمان، وقد سعد أوائلنا به، ولم يكونوا قبله شيئا مذكورا. ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح بها أولها.
و هذا الدين الحنيف صالح لكل زمان ومكان ولجميع الناس، وقد جُرِّبَ فَصَحَّ، وجُرِّبَ خلافه مند عشرات السنين فلم يصح.
الى أن قال رحمه الله:
الثورات والإسلام
و أما الوحدة فنصوص الكتاب والسنة في وجوبها والتحذير من الفرقة صريحة لا تقبل التأويل، منها قوله تعالى في سورة آل عمران {واعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً ولاَ تَفَرَّقُواْ واذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الآية :103] ومنها قوله تعالى في سورة الأنعام {إن الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} [الآية :159].
و أما الثورة فلا تجوز في الإسلام إلا إذا ارتكب من يتولى الحكم الخيانة الكبرى، وهي الكفر بالله العلني، ومنه استحلال ما حرم الله وتحريم ما أحل الله، وترك الجهاد في سبيل الله، ولا يجوز أن يكون الثائرون متلبسين بالجريمة نفسها، أو عازمين على ارتكابها متى تم لهم الأمر، فتكون الثورة على باطل مثله أو شر منه، مع ما يترتب عليها من إخلال الأمن، وسفك الدماء البريئة، وفتح باب الفتنة، حتى يترحم الناس على الزمان الذي مضى عليهم قبل الثورة.
فمتى توفرت شروطها 2). وكان رجالها أكفاء مخلصين يريدون بها وجه الله والإصلاح في الأرض، ونصر المظلوم، وكسب المعدوم، فإنها تكلل بالنجاح، ولا تحتاج إلى من يثور عليها فتتسلسل الثورات، وتلك هي الطامة الكبرى، وفي الخبر ( أمير غشوم، خير من فتنة تدوم).
و أما الثورة فلا تجوز في الإسلام إلا إذا ارتكب من يتولى الحكم الخيانة الكبرى، وهي الكفر بالله العلني، ومنه استحلال ما حرم الله وتحريم ما أحل الله، وترك الجهاد في سبيل الله، ولا يجوز أن يكون الثائرون متلبسين بالجريمة نفسها، أو عازمين على ارتكابها متى تم لهم الأمر، فتكون الثورة على باطل مثله أو شر منه، مع ما يترتب عليها من إخلال الأمن، وسفك الدماء البريئة، وفتح باب الفتنة، حتى يترحم الناس على الزمان الذي مضى عليهم قبل الثورة.
فمتى توفرت شروطها 2). وكان رجالها أكفاء مخلصين يريدون بها وجه الله والإصلاح في الأرض، ونصر المظلوم، وكسب المعدوم، فإنها تكلل بالنجاح، ولا تحتاج إلى من يثور عليها فتتسلسل الثورات، وتلك هي الطامة الكبرى، وفي الخبر ( أمير غشوم، خير من فتنة تدوم).
وقال رحمه الله في "التقدّم والرجعية"
ألفاظ يتبجح بها كثير من الناس في هذا الزمان كالثورة والجمهورية والديمقراطية والحرية:
وقد شرحتها في مقال: (أيها العرب لا تتخذوا التفرقة وسيلة إلى الوحدة).
وقد نشر في صحف كثيرة منها مجلة البعث، ومجلة الإيمان المغربية؛ ولذلك لا أطيل القول في شرح هذه الألفاظ.
فالثورة: هي خروج الشعب على حاكمه أو حكامه إذا أساءوا التصرف وجاروا و ظلموا، أو لم يكونوا أهلا للأمانة التي جعلت في أيديهم كما وقع في الثورة الفرنسية وفي ثورة سكان الولايات المتحدة الأمريكية على حكامهم البريطانيين؛ فإذا توفرت أسباب الثورة، وكان القائم بها هو الشعب، وكان قادتها مخلصين مصلحين لا يريدون بثورتهم رئاسة ولا مالا، وإنما يريدون رفع الجور وإزالة الفساد وتحرير الشعب، فإن الثورة يكتب لها النجاح وتؤتي أكلها.
أما إذا كان القائمون بها عصبة لهم مآرب وأغراض قد أوغر صدورهم الحسد وتراءت لهم الأماني فأوقدوا نيران الثورة وأعملوا السلاح في شعبهم وسفكوا الدماء ليتوصلوا للمراتب التي لم يزالوا يمتنونها؛ فقد يتفطن لهم القابضون على زمام الحكم ويخمدون أنفاسهم ويصيرون مسخرة للساخر ويخسرون كل شيء، وقد لا يتفطنون لهم فتنجح الثورة نجاحا مؤقتا إلى أن تسنح الفرصة لعصبة أخرى فيقبضوا عليهم ويسقونهم بالكأس التي سقوا بها غيرهم، فيقال فيهم ما قيل في أبي مسلم الخرساني:
وقد نشر في صحف كثيرة منها مجلة البعث، ومجلة الإيمان المغربية؛ ولذلك لا أطيل القول في شرح هذه الألفاظ.
فالثورة: هي خروج الشعب على حاكمه أو حكامه إذا أساءوا التصرف وجاروا و ظلموا، أو لم يكونوا أهلا للأمانة التي جعلت في أيديهم كما وقع في الثورة الفرنسية وفي ثورة سكان الولايات المتحدة الأمريكية على حكامهم البريطانيين؛ فإذا توفرت أسباب الثورة، وكان القائم بها هو الشعب، وكان قادتها مخلصين مصلحين لا يريدون بثورتهم رئاسة ولا مالا، وإنما يريدون رفع الجور وإزالة الفساد وتحرير الشعب، فإن الثورة يكتب لها النجاح وتؤتي أكلها.
أما إذا كان القائمون بها عصبة لهم مآرب وأغراض قد أوغر صدورهم الحسد وتراءت لهم الأماني فأوقدوا نيران الثورة وأعملوا السلاح في شعبهم وسفكوا الدماء ليتوصلوا للمراتب التي لم يزالوا يمتنونها؛ فقد يتفطن لهم القابضون على زمام الحكم ويخمدون أنفاسهم ويصيرون مسخرة للساخر ويخسرون كل شيء، وقد لا يتفطنون لهم فتنجح الثورة نجاحا مؤقتا إلى أن تسنح الفرصة لعصبة أخرى فيقبضوا عليهم ويسقونهم بالكأس التي سقوا بها غيرهم، فيقال فيهم ما قيل في أبي مسلم الخرساني:
ظننت أن الدين لا يقتضي ... فاستوف بالكيل أبا مجرم
أشرب بكأس كنت أنت تسقي بها ... أمر في الحلق من العلقم
أشرب بكأس كنت أنت تسقي بها ... أمر في الحلق من العلقم
ويستمتع أصحاب الثورة الثانية بالحكم ما شاء الله أن يستمتعوا حتى تتمكن منهم عصابة أخرى فتثب عليهم وثبة الأسد الذي كان مريضا فجاءه الثعلب بالحمار للمرة الثانية فلم يفلته وهكذا دواليك.
فبشر الشعب الذي أصيب بمثل هذه الثورات بعذاب أليم، ومن يمدح مثلها أو يتمنى حدوثها في وطنه فهو غاش لقومه ساع في هلاكهم.انتهى
فبشر الشعب الذي أصيب بمثل هذه الثورات بعذاب أليم، ومن يمدح مثلها أو يتمنى حدوثها في وطنه فهو غاش لقومه ساع في هلاكهم.انتهى
وصلي اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
1) ليست محمودة في الشرع ضد الحاكم المسلم ، ولا يريد الشيخ رحمه الله هذا وانّما الحديث عن واقع أمر الثورات عند بعض الشعوب الكافرة، وهو هنا رحمه الله يتكلّم من حيث واقع الحال لا غير والله أعلم
2) قال الشيخ رحمه الله كما سيأتي "هذا ما يقال إذا نظرنا إلى هذه القضية على ضوء العلم المكتسب بالتجارب"